يسعى الناقد الدكتور صلاح فضل في كتابه الجديد "طراز التوشيح" إلى إزالة الركام عن التراث الشعري وما علق به من غبار الزمن والتردي الذي ضرب الذوائق وأعطب الوجدان، مستعيدا تراثًا وإرثًا من المحاولات الدءوب والقيّمة التي قام بها رواد النهضة الحديثة، في مجال الأدب والنقد، لإحياء ما يحمل القيمة من تراثنا العريض، ومنه في القلب التراث الشعري الزاخر، واستئناف النظر في جمالياته وقيمه في ضوء المعرفة المستجدة.
فبعدما استهل الدكتور طه حسين محاولته الفذة في اختراق غابات الشعر الجاهلي ممسكا بيد قارئه، هاديًا ومرشدًا ودليلا، للتعرف على روح الثقافة العربية في العصر الجاهلي، وتمثيله جماليا في كتابه "حديث الأربعاء"، راد طه حسين الطريق ووجه أنظار النقاد ودارسي الشعر القديم ومتخصصيه إلى ضرورة التوسط بين المقبلين على قراءة ودرس الشعر القديم بتشابكاته اللغوية والجمالية والفنية وبين النصوص ذاتها. وقد فتح طه حسين الباب واسعًا، وجاء من بعده د. زكي مبارك في كتبه الكثيرة التي أفردها لقراءة وتحليل الشعر العربي وتذوقه في عصور ازدهاره، ومن بعده د. محمد مندور، ود. عبدالقادر القط، ود. شكري عياد، وغيرهم.
وها هو الدكتور صلاح فضل يأخذ بيد قارئه في رحلة حرة متحررة، بعيدًا عن التنظيرات الأكاديمية المعقدة، والمصطلحات النقدية الصعبة، لمقاربة عيون شعر الموشحات، أحد أمتع وأجمل فنون الشعر العربي على مر العصور، محللاً إياها وكاشفًا عن جمالياتها وإيقاعها المتفرد في "طراز التوشيح"، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة.
الكتاب الجديد، الذي يقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، حمل عنوانًا فرعيًّا "قراءة نصية حرة"، اقتبسه مؤلف الكتاب من عنوان عموده الأسبوعي الثابت بإحدى الصحف العربية، الذي كان ينشر فيه مقالاته عن الشعر العربي، والموشحات الأندلسية. وهو عنوان شارح ودال، أراد به المؤلف إطلاق قريحته النقدية على مراحها وهواها في مقاربة ومطارحة القصائد وعيون الشعر الأندلسي دون التقيد بمنهج، أو الالتزام بمصطلح، أو الانطلاق من تصورات أو فرضيات مسبقة، بل هي قراءات أراد له مؤلفها أن تحمل حرارة المطارحة، وبكارة التلقي، وأن تكون بمثابة سياحات حرة فياضة لاكتشاف كنوز وجواهر شعر الموشحات، والوقوف عند أعلامها الكبار ونماذجها الرفيعة العالية، والكشف عن صورها المبتكرة وفنياتها الدقيقة، ربطًا ووصلاً بسياقها الثقافي والاجتماعي، دون إيغال أو إسراف.
وعبر مقدمة، وثمانية عشر فصلا، يخوض د. فضل رحلة مكتنـزة بالكشوفات الشعرية والتحليلات النصية، نتعرف من خلالها على إبداع أعلام الموشحات في الشعر الأندلسي، والمشرقي، بدءا من الوشاح الكبير ابن عبادة بن ماء السماء وروائعه "حب المها"، و"ظلم الحبيب"، و"يا جنة للمنى"، و"يا صاحبي"، مرورا بالوشاحين الكبار: ابن رافع رأسه، الكميت البطليوسي، الأعمى التطيلي، ابن لبون، ابن غرلة، ابن القزاز، ابن سهل، ابن الخطيب الأندلسي، ابن بقي الطليطلي، ابن سناء الملك، ابن الحسن الششتري، ابن مالك السرقسطي، ابن زهر الحفيد، أبوحيان الأندلسي، ابن شرف، ابن خاتمة الأنصاري، وختاما بالوشاح المعروف "ابن زمرك".
فبعدما استهل الدكتور طه حسين محاولته الفذة في اختراق غابات الشعر الجاهلي ممسكا بيد قارئه، هاديًا ومرشدًا ودليلا، للتعرف على روح الثقافة العربية في العصر الجاهلي، وتمثيله جماليا في كتابه "حديث الأربعاء"، راد طه حسين الطريق ووجه أنظار النقاد ودارسي الشعر القديم ومتخصصيه إلى ضرورة التوسط بين المقبلين على قراءة ودرس الشعر القديم بتشابكاته اللغوية والجمالية والفنية وبين النصوص ذاتها. وقد فتح طه حسين الباب واسعًا، وجاء من بعده د. زكي مبارك في كتبه الكثيرة التي أفردها لقراءة وتحليل الشعر العربي وتذوقه في عصور ازدهاره، ومن بعده د. محمد مندور، ود. عبدالقادر القط، ود. شكري عياد، وغيرهم.
وها هو الدكتور صلاح فضل يأخذ بيد قارئه في رحلة حرة متحررة، بعيدًا عن التنظيرات الأكاديمية المعقدة، والمصطلحات النقدية الصعبة، لمقاربة عيون شعر الموشحات، أحد أمتع وأجمل فنون الشعر العربي على مر العصور، محللاً إياها وكاشفًا عن جمالياتها وإيقاعها المتفرد في "طراز التوشيح"، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة.
الكتاب الجديد، الذي يقع في 288 صفحة من القطع المتوسط، حمل عنوانًا فرعيًّا "قراءة نصية حرة"، اقتبسه مؤلف الكتاب من عنوان عموده الأسبوعي الثابت بإحدى الصحف العربية، الذي كان ينشر فيه مقالاته عن الشعر العربي، والموشحات الأندلسية. وهو عنوان شارح ودال، أراد به المؤلف إطلاق قريحته النقدية على مراحها وهواها في مقاربة ومطارحة القصائد وعيون الشعر الأندلسي دون التقيد بمنهج، أو الالتزام بمصطلح، أو الانطلاق من تصورات أو فرضيات مسبقة، بل هي قراءات أراد له مؤلفها أن تحمل حرارة المطارحة، وبكارة التلقي، وأن تكون بمثابة سياحات حرة فياضة لاكتشاف كنوز وجواهر شعر الموشحات، والوقوف عند أعلامها الكبار ونماذجها الرفيعة العالية، والكشف عن صورها المبتكرة وفنياتها الدقيقة، ربطًا ووصلاً بسياقها الثقافي والاجتماعي، دون إيغال أو إسراف.
وعبر مقدمة، وثمانية عشر فصلا، يخوض د. فضل رحلة مكتنـزة بالكشوفات الشعرية والتحليلات النصية، نتعرف من خلالها على إبداع أعلام الموشحات في الشعر الأندلسي، والمشرقي، بدءا من الوشاح الكبير ابن عبادة بن ماء السماء وروائعه "حب المها"، و"ظلم الحبيب"، و"يا جنة للمنى"، و"يا صاحبي"، مرورا بالوشاحين الكبار: ابن رافع رأسه، الكميت البطليوسي، الأعمى التطيلي، ابن لبون، ابن غرلة، ابن القزاز، ابن سهل، ابن الخطيب الأندلسي، ابن بقي الطليطلي، ابن سناء الملك، ابن الحسن الششتري، ابن مالك السرقسطي، ابن زهر الحفيد، أبوحيان الأندلسي، ابن شرف، ابن خاتمة الأنصاري، وختاما بالوشاح المعروف "ابن زمرك".