أصبحت حفلات تدشين الكتب؛ لازمة من لوازم التعريف بالكاتب، خصوصا أصحاب التجارب الأولى في النشر. لقد حظيت باهتمام الكتاب ودور النشر، خصوصا وأن المؤسسات الثقافية الأهلية في البحرين تتسابق لفتح منابرها للفعاليات الثقافية.
غير أن الكتاب أنفسهم؛ يعترفون أن ما يسوقهم لحفلات التدشين، انهم لا يمتلكون خيارا آخر، فالحفلات تكلفهم إهداء انتاجهم دون مردود مادي، لحضور معظمه لا ينظر للابداع كقلق يومي، أملا في اهتمام إعلامي، يسلط الضوء على نتاج سلخ فيه صاحبه شهورا طويلة وربما سنوات وهو ينحت من دمه وأعصابه.
يتساءل الروائي عبدالعزيز الموسوي بهذا الصدد: ماذا تبقى للكاتب -أصلا- غير حفل التدشين ليعلن عن انتاجه ويحاول لفت القراء إليه؟! إذا كان الناقد لا يتناول الكتاب لا عن رصد ولا بغرض دراسة، وإذا كانت المكتبات تتجاهلك، والمؤسسات المعنية لا تتذكرك وإن فعلت فعليك أن تجري جري المحتاج ليتم التصدق عليك بشراء نسخ محدودة، «ان حفل التدشين ليس من البذخ في شيء -ثمة شواذ للقاعدة- إنما وسيلة وحيلة على قلة الحيلة لتحقيق شييء بسيط كأن يقول الكاتب «أنا موجود» وحسب».
رغم ذلك يعترف الموسوي أن حفلات التدشين عندنا للاعلان والاحتفاء فقط، ليس من مردود مالي ينتظره المؤلف بل مردود معنوي بوقوف الأصدقاء والمهتمين، ومع ذلك لا يؤيد فكرة التوزيع مجاناً، وثمّة استثناءات طبعاً، كأن يكون التوزيع لتشجيع القراءة لقرّاء حقيقيين كما حصل في تدشينه لرواية القبار في معرض الكتب المستخدمة.
يقول الموسوي: كانت تجربة فريدة أن تُوقع في سوق للكتب، ووجدت أن هناك فعلا من يقدر توقيع الكاتب إليه ويعدها ميزة مضاعفة للكتاب، الناس لم تعتاد لأن بالأساس سوق الكتاب مهمل وضعيف، وبإمكان التركيز على حفلات التدشين أن تخلق فارقا كما في دول عربية وغربية بها وعي أكبر لتقدير الكاتب والكتاب في آن.
دليل على الأمل
بدوره يؤكد الشاعر سيد محمد شبر أن حفلات تدشين الكتب؛ فائدتها عميمة و جمة على غالب الشريحة الثقافية في المجتمع.. فما ينتاب هذه الشريحة من تشتت وضعف؛ من الممكن أن يبعث تدشين كتاب فيه روحًا من الحيوية أو يشعل قبس الإبداع في نفس متابع.. فهو باعث أمل قبل أن يكون افتتاح إبداع.
يقول شبر: من خلال تجربتي الشخصية مع تدشين ديواني الشعري البكر «وجعٌ أبيض» وجدتُ أثرها كبيرًا في النفس من خلال باعث الدافع لمواصلة الإنتاج، ففي مجتمع ثقافي كمجتمعنا، أغلب الإنتاجات الشبابية تخرج على استحياء و كثير منها يطوى في سجل النسيان لعدم وجود الداعم و الدافع لمثل هذه المواهب.. فمن خلال تجربتي مع ديواني الشعري لازلتُ أختفظ بشريط الحفل بجماله في مخيلتي و ذاكرتي.. وأنتظر ديواني المقبل لأرى مثل هذه الفرحة والدعم في أول مرة.
ويرجع شبر مدى استجابة الناس لحفلات التدشين، الى ذائقة المتلقي و اهتمامه.. هذا للأقلية، أما ما يحصل ومع الأسف أن استجابة الناس الغالبة هي للمعارف والصداقات والدعوات الإعلامية الي أصبحت تقارب قوة ترويج المنتجات. فأحيانا نأسف أن نرى غثًا يُروجُ له بشكل كبير وحضوره بشكل أكبر، في وقت نرى فيه شعلة إبداعية تُخمدُ بإحباطها من المتلقين في عدم اكتراثهم. وهذا هو القاصم. «فينقص التدشين ليكتمل ما ينقص الثقافة ككل لتكتمل في مجتمعنا.. روح التشجيع والدعم الذي لا يخضع لأي شرط للمبدعين».
خط بداية لانطلاق
وبحسب تصوره فان حفل التدشين هو خطّ بداية لانطلاق عملٍ ما، كما يرى الروائي رسول درويش، «إذا تحدثنا عن عالم الكتاب فإننا نقع في مفترق طرق بين تدشين كتاب و»تدشين كاتب»، إنني أعتبر أن الشق الثاني هو الأقوى والأكثر أهمية من الأول، فإذا برز إسمٌ ما في عالم الكتاب فإن حفل التدشين يعتبر تكميلياً وهو واجهة إعلامية فقط، وعليه فإنني أجد أن تدشين كاتب هو أكثر أهمية ولابدّ أن تتبناه مؤسسة إعلامية أو غيرها تبرزه كخطوة أولى ثم تترك المجال للعمل نفسه يتراجع أو يفرض نفسه على الساحة الأدبية.
لأجل ذلك يقترح درويش على الجهات الرسمية ومنها هيئة الإذاعة والتلفزيون، وزارة الثقافة، الصحف المحلية وكذلك المجلات المحلية أن تتبنى بالتعاون مع دار النشر عملية تدشين كاتب، ومن خلاله يكون حفل تدشين كتاب.
جماهيرية الكاتب
في السياق نفسه يظن الشاعر محسن الزاهر أن المحصول من الفائدة سيتوقف على مدى جماهرية الكاتب، الأمر الثاني يتعلق بالمؤسسة التي ستقوم بالتدشين، لافتا الى المكان والزمان وسمعتها في الوسط الثقافي بمعنى ربما يكون هناك كاتب مغمور يبرز اسمه من خلال الجهة الثقافية الناجحة.. مؤسسة، منتدى، نادي.
كذلك فان مدى استجابة الناس يعتمد على عوامل عدة أهمما عنوان المنتج ( الكتاب) وجنسه، فالرواية والكتاب الثقافي والكتاب الشعري لكل واحد جمهوره وللمؤلف جمهوره ايضا، هذه العوامل مضيفا لها ما ذكر من دور المؤسسة كل ذلك يشكل مدى استجابة الناس. وحتى تكتمل ينقصها ان تتخلى قليلا عن الشللية وأن يصاحب التدشين اوراق نقدية جادة للأعمال المدشنة لكي تتحلى هذه الفعاليات بالمصداقية الحقيقية وهذا الشيء يوسع جماهريتها ويبرزها مستقبلا.
غير أن الكتاب أنفسهم؛ يعترفون أن ما يسوقهم لحفلات التدشين، انهم لا يمتلكون خيارا آخر، فالحفلات تكلفهم إهداء انتاجهم دون مردود مادي، لحضور معظمه لا ينظر للابداع كقلق يومي، أملا في اهتمام إعلامي، يسلط الضوء على نتاج سلخ فيه صاحبه شهورا طويلة وربما سنوات وهو ينحت من دمه وأعصابه.
يتساءل الروائي عبدالعزيز الموسوي بهذا الصدد: ماذا تبقى للكاتب -أصلا- غير حفل التدشين ليعلن عن انتاجه ويحاول لفت القراء إليه؟! إذا كان الناقد لا يتناول الكتاب لا عن رصد ولا بغرض دراسة، وإذا كانت المكتبات تتجاهلك، والمؤسسات المعنية لا تتذكرك وإن فعلت فعليك أن تجري جري المحتاج ليتم التصدق عليك بشراء نسخ محدودة، «ان حفل التدشين ليس من البذخ في شيء -ثمة شواذ للقاعدة- إنما وسيلة وحيلة على قلة الحيلة لتحقيق شييء بسيط كأن يقول الكاتب «أنا موجود» وحسب».
رغم ذلك يعترف الموسوي أن حفلات التدشين عندنا للاعلان والاحتفاء فقط، ليس من مردود مالي ينتظره المؤلف بل مردود معنوي بوقوف الأصدقاء والمهتمين، ومع ذلك لا يؤيد فكرة التوزيع مجاناً، وثمّة استثناءات طبعاً، كأن يكون التوزيع لتشجيع القراءة لقرّاء حقيقيين كما حصل في تدشينه لرواية القبار في معرض الكتب المستخدمة.
يقول الموسوي: كانت تجربة فريدة أن تُوقع في سوق للكتب، ووجدت أن هناك فعلا من يقدر توقيع الكاتب إليه ويعدها ميزة مضاعفة للكتاب، الناس لم تعتاد لأن بالأساس سوق الكتاب مهمل وضعيف، وبإمكان التركيز على حفلات التدشين أن تخلق فارقا كما في دول عربية وغربية بها وعي أكبر لتقدير الكاتب والكتاب في آن.
دليل على الأمل
بدوره يؤكد الشاعر سيد محمد شبر أن حفلات تدشين الكتب؛ فائدتها عميمة و جمة على غالب الشريحة الثقافية في المجتمع.. فما ينتاب هذه الشريحة من تشتت وضعف؛ من الممكن أن يبعث تدشين كتاب فيه روحًا من الحيوية أو يشعل قبس الإبداع في نفس متابع.. فهو باعث أمل قبل أن يكون افتتاح إبداع.
يقول شبر: من خلال تجربتي الشخصية مع تدشين ديواني الشعري البكر «وجعٌ أبيض» وجدتُ أثرها كبيرًا في النفس من خلال باعث الدافع لمواصلة الإنتاج، ففي مجتمع ثقافي كمجتمعنا، أغلب الإنتاجات الشبابية تخرج على استحياء و كثير منها يطوى في سجل النسيان لعدم وجود الداعم و الدافع لمثل هذه المواهب.. فمن خلال تجربتي مع ديواني الشعري لازلتُ أختفظ بشريط الحفل بجماله في مخيلتي و ذاكرتي.. وأنتظر ديواني المقبل لأرى مثل هذه الفرحة والدعم في أول مرة.
ويرجع شبر مدى استجابة الناس لحفلات التدشين، الى ذائقة المتلقي و اهتمامه.. هذا للأقلية، أما ما يحصل ومع الأسف أن استجابة الناس الغالبة هي للمعارف والصداقات والدعوات الإعلامية الي أصبحت تقارب قوة ترويج المنتجات. فأحيانا نأسف أن نرى غثًا يُروجُ له بشكل كبير وحضوره بشكل أكبر، في وقت نرى فيه شعلة إبداعية تُخمدُ بإحباطها من المتلقين في عدم اكتراثهم. وهذا هو القاصم. «فينقص التدشين ليكتمل ما ينقص الثقافة ككل لتكتمل في مجتمعنا.. روح التشجيع والدعم الذي لا يخضع لأي شرط للمبدعين».
خط بداية لانطلاق
وبحسب تصوره فان حفل التدشين هو خطّ بداية لانطلاق عملٍ ما، كما يرى الروائي رسول درويش، «إذا تحدثنا عن عالم الكتاب فإننا نقع في مفترق طرق بين تدشين كتاب و»تدشين كاتب»، إنني أعتبر أن الشق الثاني هو الأقوى والأكثر أهمية من الأول، فإذا برز إسمٌ ما في عالم الكتاب فإن حفل التدشين يعتبر تكميلياً وهو واجهة إعلامية فقط، وعليه فإنني أجد أن تدشين كاتب هو أكثر أهمية ولابدّ أن تتبناه مؤسسة إعلامية أو غيرها تبرزه كخطوة أولى ثم تترك المجال للعمل نفسه يتراجع أو يفرض نفسه على الساحة الأدبية.
لأجل ذلك يقترح درويش على الجهات الرسمية ومنها هيئة الإذاعة والتلفزيون، وزارة الثقافة، الصحف المحلية وكذلك المجلات المحلية أن تتبنى بالتعاون مع دار النشر عملية تدشين كاتب، ومن خلاله يكون حفل تدشين كتاب.
جماهيرية الكاتب
في السياق نفسه يظن الشاعر محسن الزاهر أن المحصول من الفائدة سيتوقف على مدى جماهرية الكاتب، الأمر الثاني يتعلق بالمؤسسة التي ستقوم بالتدشين، لافتا الى المكان والزمان وسمعتها في الوسط الثقافي بمعنى ربما يكون هناك كاتب مغمور يبرز اسمه من خلال الجهة الثقافية الناجحة.. مؤسسة، منتدى، نادي.
كذلك فان مدى استجابة الناس يعتمد على عوامل عدة أهمما عنوان المنتج ( الكتاب) وجنسه، فالرواية والكتاب الثقافي والكتاب الشعري لكل واحد جمهوره وللمؤلف جمهوره ايضا، هذه العوامل مضيفا لها ما ذكر من دور المؤسسة كل ذلك يشكل مدى استجابة الناس. وحتى تكتمل ينقصها ان تتخلى قليلا عن الشللية وأن يصاحب التدشين اوراق نقدية جادة للأعمال المدشنة لكي تتحلى هذه الفعاليات بالمصداقية الحقيقية وهذا الشيء يوسع جماهريتها ويبرزها مستقبلا.