كتب - جعفر الديري:
علمياً؛ «الموت حالة توقف المخلوقات (الحية) نهائياً عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة وإلخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر». لكن ومقابل ذلك، يبدو الخلود «الحياة الأبدية»، منافياً تماماً لفكرة الموت، بل ومتغلب على هذه الفكرة. فهو أي الخلود، مصطلح يدل على الحياة في الشكل الروحاني أو الفيزيائي لمدة زمنية غير محدودة، وهو شكل من أشكال الحياة دون نهاية أو موت سواء كانت تلك الحياة فيزيائية بشرية أو غير بشرية أو روحانية. أما المبدعون والكتاب فلهم نظرتهم الخاصة بشأن الموت والخلود، فهو لا يعدو حقيقة لا يمكن تجنبها.
وبحسب ما يرى الروائي أحمد المؤذن فإن «هاجس الموت بالنسبة للكاتب يختلف من ثقافة لأخرى تبعاً لمعطيات كل ثقافة، الموت هي تلك الكأس الحتمية التي تولد في جينات كل مخلوق، هكذا حكمت النواميس الإلهية نظام الكون».
ويضيف المؤذن «أفكر في الموت مع أي مشروع أدبي أخط سطوره، وأتساءل: كم تبقى لي من عمر؟! وما مغزى أن يحتفل المرء بعيد ميلاده وهو يستمر في ذوبانه كالشمعة تهرول نحو الانطفاء ؟!»، معتقداً أن «الكاتب الذي يترك وراءه صفحات مشرقة بحبره وفكره.. لا يموت!».
الخوف من الحياة
أما القاص عبدالعزيز الموسوي، فيقرأ مسألة الموت والخلود من جانب آخر، «أنا من المؤمنين أن معرفة الذات لا يمكن فهمها إلا من خلال ذوات الآخرين، عزيز جزء من هذه الكل وقضيته أيضاً تشبه قضايا آخرين، الآن حينما أرجع بعين فاحصة لإصداراتي أجد فهماً أكثر لنفسي، في الإصدار الأول كان ثيمة المرض، الإعاقة، الموت حاضرة بقوة، وأتلمس هذا الخوف الهائل في كل قصة»، والنتيجة التي يذكرها الموسوي أن «الخوف من الحياة أكثر منها من الموت، الموت ليس شيئاً مخيفاً المخيف هو المرض والإعاقة والموت في الحياة».
لست شيئاً عابراً
غير أن الفنانة والكاتبة السينمائية فتحية ناصر، لا تشغلها فكرة الموت والخلود، بل هي الحياة التي تشغلها، حتى الكتابة « أكتب لأنني لا أستطيع القبول بفكرة أن أمر في الحياة بشكل عابر». وتضيف ناصر أن «يخلد اسمي، أو لا يخلد، هو أمر بيد الأجيال والزمن اللذين سيمتحنان معاً ما كتبت ويقرران مصيره، لذلك فما يشغلني الآن وأؤمن أنه بيدي، هو أن أكتب، لا لأخلد اسمي بعد الموت، بل لأصنعه طالما أنا على قيد الحياة».
تعقيدات الحياة
كذلك يقول المخرج المسرحي خليفة العريفي، إن «المطلق لا يشغلني كثيراً، لأنه حقيقة لا يمكن تجنبها، الموت حقيقة لا يمكن تجنبها، لهذا هي لا تشغلني كثيراً، ما يشغلني هي الحياة بكل تعقيداتها!، أشعر أحياناً أن الحياة ليست حقيقية، إنها مجموعة كبيرة من الألغاز، وعلي أن أبحث عن كثير من الأجوبة». ويتابع العريفي إن «الإنسان الذي يعمل في المجال الإبداعي، يعمل بشكل مركزي، وبالذات الشعراء وكتاب الرواية، لأنهم يحتاجون للعزلة من أجل إنجاز فعلهم الإبداعي، ولكنهم في النهاية لا يستطيعون أن ينفصلوا عن عوالم النفس البشرية، ومعاناة وفرح الإنسان في كل مكان، وكثير من الكتاب، تدور أعمالهم الإبداعية، حول الأنا والآخر، بمعنى أن الروح الإنسانيـــــــة، لا تغيــــــب عـــن مركزيـــة المبدع حين يعيش إبداعـــه».
الوطن البحرينية الخميس17 أبريل 2014
علمياً؛ «الموت حالة توقف المخلوقات (الحية) نهائياً عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة وإلخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر». لكن ومقابل ذلك، يبدو الخلود «الحياة الأبدية»، منافياً تماماً لفكرة الموت، بل ومتغلب على هذه الفكرة. فهو أي الخلود، مصطلح يدل على الحياة في الشكل الروحاني أو الفيزيائي لمدة زمنية غير محدودة، وهو شكل من أشكال الحياة دون نهاية أو موت سواء كانت تلك الحياة فيزيائية بشرية أو غير بشرية أو روحانية. أما المبدعون والكتاب فلهم نظرتهم الخاصة بشأن الموت والخلود، فهو لا يعدو حقيقة لا يمكن تجنبها.
وبحسب ما يرى الروائي أحمد المؤذن فإن «هاجس الموت بالنسبة للكاتب يختلف من ثقافة لأخرى تبعاً لمعطيات كل ثقافة، الموت هي تلك الكأس الحتمية التي تولد في جينات كل مخلوق، هكذا حكمت النواميس الإلهية نظام الكون».
ويضيف المؤذن «أفكر في الموت مع أي مشروع أدبي أخط سطوره، وأتساءل: كم تبقى لي من عمر؟! وما مغزى أن يحتفل المرء بعيد ميلاده وهو يستمر في ذوبانه كالشمعة تهرول نحو الانطفاء ؟!»، معتقداً أن «الكاتب الذي يترك وراءه صفحات مشرقة بحبره وفكره.. لا يموت!».
الخوف من الحياة
أما القاص عبدالعزيز الموسوي، فيقرأ مسألة الموت والخلود من جانب آخر، «أنا من المؤمنين أن معرفة الذات لا يمكن فهمها إلا من خلال ذوات الآخرين، عزيز جزء من هذه الكل وقضيته أيضاً تشبه قضايا آخرين، الآن حينما أرجع بعين فاحصة لإصداراتي أجد فهماً أكثر لنفسي، في الإصدار الأول كان ثيمة المرض، الإعاقة، الموت حاضرة بقوة، وأتلمس هذا الخوف الهائل في كل قصة»، والنتيجة التي يذكرها الموسوي أن «الخوف من الحياة أكثر منها من الموت، الموت ليس شيئاً مخيفاً المخيف هو المرض والإعاقة والموت في الحياة».
لست شيئاً عابراً
غير أن الفنانة والكاتبة السينمائية فتحية ناصر، لا تشغلها فكرة الموت والخلود، بل هي الحياة التي تشغلها، حتى الكتابة « أكتب لأنني لا أستطيع القبول بفكرة أن أمر في الحياة بشكل عابر». وتضيف ناصر أن «يخلد اسمي، أو لا يخلد، هو أمر بيد الأجيال والزمن اللذين سيمتحنان معاً ما كتبت ويقرران مصيره، لذلك فما يشغلني الآن وأؤمن أنه بيدي، هو أن أكتب، لا لأخلد اسمي بعد الموت، بل لأصنعه طالما أنا على قيد الحياة».
تعقيدات الحياة
كذلك يقول المخرج المسرحي خليفة العريفي، إن «المطلق لا يشغلني كثيراً، لأنه حقيقة لا يمكن تجنبها، الموت حقيقة لا يمكن تجنبها، لهذا هي لا تشغلني كثيراً، ما يشغلني هي الحياة بكل تعقيداتها!، أشعر أحياناً أن الحياة ليست حقيقية، إنها مجموعة كبيرة من الألغاز، وعلي أن أبحث عن كثير من الأجوبة». ويتابع العريفي إن «الإنسان الذي يعمل في المجال الإبداعي، يعمل بشكل مركزي، وبالذات الشعراء وكتاب الرواية، لأنهم يحتاجون للعزلة من أجل إنجاز فعلهم الإبداعي، ولكنهم في النهاية لا يستطيعون أن ينفصلوا عن عوالم النفس البشرية، ومعاناة وفرح الإنسان في كل مكان، وكثير من الكتاب، تدور أعمالهم الإبداعية، حول الأنا والآخر، بمعنى أن الروح الإنسانيـــــــة، لا تغيــــــب عـــن مركزيـــة المبدع حين يعيش إبداعـــه».
الوطن البحرينية الخميس17 أبريل 2014