(تررن، تررن).
ألو، مساء الخير أو صباح الخير، إنه أنا بالطبع، فمن يكون غيري؟
أعرف أن الوقت غير مناسب على الإطلاق للاتصال، لكن ماذا تقول في رجل وحيد تنتابه الهلاوس بين آن وآخر.
تقول وما ذنبك أنت؟ ذنبك أنك صديقي الوحيد، ثمة أشخاص تشعر أنهم كحذائك القديم، لا ترتاح إلا معهم، تشكرني على الإهانة، العفو، لكني لا أفهم ما الإهانة فيما قلته
نعم أعرف أن لديك عملًا في الصباح، ولابد وأن تستيقظ باكرًا لكنك لو خرست قليلًا لانتهيت بسرعة مما أريد قوله!!
والآن دعني أحكي، تعرف أنني مغرم بالأفلام الأجنبية و… لا تهمك آرائي في الأفلام خصوصًا في هذا الوقت، افهم يا أحمق، ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه، لكن ماذا لو وجدت ما يحدث في فيلم غربي مخيف يحدث في بيتك؟!!
بدأ كل شيء عندما زرت أحد المواقع المهتمة بهذا النوع من الأفلام على الانترنت، فوجدت طريقة لضبط الإرسال على قناة تذيع أفلاما لم تعرض من قبل، بطريقة تجعلك في قلب الأحداث كما ذكروا، بالطبع تصورت أنها عبارة ترويجية لا أكثر، لم أتخيل أبدًا أنها تصف ما يحدث حرفيا!!
أضفت التردد المطلوب، وضغطت حتى ظهرت الإشارة، وبدأت المشاهدة، كان هناك فيلم جديد
على وشك البدء، البطل يجلس أمام التلفاز يدس رأسه في كيس من المقرمشات عندما سمع صوتا يخمش الباب ببطء، وبدأت أسمع الصوت!!
صوت خافت كأن قطًا هو من يخمش الباب بأظافره، نهضت مفزوعًا فتحت الباب بسرعة لكن كما توقعت، لا أحد!!
عدت من جديد وتسمرت أمام الشاشة وأدركت لماذا بدت الشقة على الشاشة مألوفة، وعلى الرغم من كون الكاميرا لم تقترب من وجه البطل قط فقد عرفته دون مجهود كبير، إنه أنا!!
-“اسمع يا هذا، لا تكمل لقد فهمت كل شيء، أنت لم تضف تردد قناة جديدة، لقد أضفت تردد عالم جديد!!”
-“ما الذي تقوله يا علاء لو….”
-“أنا لست علاء، ولو رأيت وجهي لظل يطاردك في كوابيسك إلى الأبد!! حاولت أن أفهمك هذا منذ البداية لكنك لم تعطني فرصة، وقد غلبني فضولي لأفهم ما يحدث فاضطررت لمجاراتك، لقد نجح صديقي في تجاربه فعلًا، لم يكن يكذب بصدد إيجاد وسيلة للانتقال بين العوالم المختلفة الذبذبات، لقد وقعت في الفخ الذي نصبه على شبكتكم الالكترونية.
أنت بشري بالتأكيد، لقد قرأت وصفًا لكم في كتابه الأخير، لا أعرف إن كان جسدك سيحتمل التغير في الذبذبة أم لا.
إنك الآن كائن تجارب، اسمع ما سأقوله لك، حاول الآن أن تغير التردد من جديد إلى تردد ينتمي إلى عالمكم ثم حرك الطبق، لا عرف أن كان هذا سيجدي أم لا، لكنها فرصتك الأخير، مهلًا، لماذا لم أعد أسمع صوتك؟!!”
(تمت)
* نقلا عن:
«تردد جديد»: قصة من أدب الخيال العلمي - لأبعد مدى
ألو، مساء الخير أو صباح الخير، إنه أنا بالطبع، فمن يكون غيري؟
أعرف أن الوقت غير مناسب على الإطلاق للاتصال، لكن ماذا تقول في رجل وحيد تنتابه الهلاوس بين آن وآخر.
تقول وما ذنبك أنت؟ ذنبك أنك صديقي الوحيد، ثمة أشخاص تشعر أنهم كحذائك القديم، لا ترتاح إلا معهم، تشكرني على الإهانة، العفو، لكني لا أفهم ما الإهانة فيما قلته
نعم أعرف أن لديك عملًا في الصباح، ولابد وأن تستيقظ باكرًا لكنك لو خرست قليلًا لانتهيت بسرعة مما أريد قوله!!
والآن دعني أحكي، تعرف أنني مغرم بالأفلام الأجنبية و… لا تهمك آرائي في الأفلام خصوصًا في هذا الوقت، افهم يا أحمق، ليس هذا ما أريد أن أتحدث عنه، لكن ماذا لو وجدت ما يحدث في فيلم غربي مخيف يحدث في بيتك؟!!
بدأ كل شيء عندما زرت أحد المواقع المهتمة بهذا النوع من الأفلام على الانترنت، فوجدت طريقة لضبط الإرسال على قناة تذيع أفلاما لم تعرض من قبل، بطريقة تجعلك في قلب الأحداث كما ذكروا، بالطبع تصورت أنها عبارة ترويجية لا أكثر، لم أتخيل أبدًا أنها تصف ما يحدث حرفيا!!
أضفت التردد المطلوب، وضغطت حتى ظهرت الإشارة، وبدأت المشاهدة، كان هناك فيلم جديد
على وشك البدء، البطل يجلس أمام التلفاز يدس رأسه في كيس من المقرمشات عندما سمع صوتا يخمش الباب ببطء، وبدأت أسمع الصوت!!
صوت خافت كأن قطًا هو من يخمش الباب بأظافره، نهضت مفزوعًا فتحت الباب بسرعة لكن كما توقعت، لا أحد!!
عدت من جديد وتسمرت أمام الشاشة وأدركت لماذا بدت الشقة على الشاشة مألوفة، وعلى الرغم من كون الكاميرا لم تقترب من وجه البطل قط فقد عرفته دون مجهود كبير، إنه أنا!!
-“اسمع يا هذا، لا تكمل لقد فهمت كل شيء، أنت لم تضف تردد قناة جديدة، لقد أضفت تردد عالم جديد!!”
-“ما الذي تقوله يا علاء لو….”
-“أنا لست علاء، ولو رأيت وجهي لظل يطاردك في كوابيسك إلى الأبد!! حاولت أن أفهمك هذا منذ البداية لكنك لم تعطني فرصة، وقد غلبني فضولي لأفهم ما يحدث فاضطررت لمجاراتك، لقد نجح صديقي في تجاربه فعلًا، لم يكن يكذب بصدد إيجاد وسيلة للانتقال بين العوالم المختلفة الذبذبات، لقد وقعت في الفخ الذي نصبه على شبكتكم الالكترونية.
أنت بشري بالتأكيد، لقد قرأت وصفًا لكم في كتابه الأخير، لا أعرف إن كان جسدك سيحتمل التغير في الذبذبة أم لا.
إنك الآن كائن تجارب، اسمع ما سأقوله لك، حاول الآن أن تغير التردد من جديد إلى تردد ينتمي إلى عالمكم ثم حرك الطبق، لا عرف أن كان هذا سيجدي أم لا، لكنها فرصتك الأخير، مهلًا، لماذا لم أعد أسمع صوتك؟!!”
(تمت)
* نقلا عن:
«تردد جديد»: قصة من أدب الخيال العلمي - لأبعد مدى