كادي مطر رسامة مرهفة الإحساس، لا تهمها التفاصيل بقدر ما يهمها أن يحضر الوجع الإنساني بوضوح في اللوحة، تلتمس بصيص ضوء في ليل مشاغب لا تهدأ فيه الأرواح. تجد كادي تفاصيل الحياة اليومية مجسدة في البورتوريهات، وتتعمق بثبات في ملامح الوجوه، وتشعرك دائماً أن وجوهها قريبة منك، مستفيدة مما وعته ذاكرتها من صور وتعابير أدبية بفضل اطلاعها على الآداب خصوصاً الإنجليزي منها.
في هذا الحوار تأخذ كادي بأيدينا في رواق طويل تنتصب على جوانبه لوحاتها الحزينة، وتدعونا لكي نفكر معها في هموم الإنسان؛ هذا المخلوق المغلوب على أمره...
* فلندخل رواق هذا الحوار من باب موضوعك الأثير (المرأة)،، ما الجديد الذي تقدمه فنانة صادقة في اشتغالاتها مثل كادي مطر؟
- لكل منا طريقته الخاصة في التعبير عن نفسه ووجوده ما ينتابه من مشاعر وأفكار ما يجتازه يومه الرتيب أحياناً والمدهش أحياناً أخرى. أحاول دائماً التعبير عما يجول ببالي وأبحث عن السكينة من خلال استغراقي بالرسم ربما هروباً من هذا العالم القاسي أو لمتعة العبث باللون واكتشاف الجديد والمغاير. الرسم عبر اللوحة مغامرة جميلة أحب ممارستها بشكل يومي أحياناً بهدف أو بدون ذلك هناك ما يبحث على الراحة في ذلك. التقي في اللوحة بكل الأحبة المغتربين عنا الأمل والحب والسلام وأحاول المبالغة في أنهم معي وحولي دائماً علهم يصلون قريباً للنفوس من حولي فتزيد بهجتنا جميعاً.
من مكان سحيق
* ثمة امرأة محددة تبرز بوجهها وملامحها بين ثنايا الألوان، هل أنا على صواب؟
- يسعدني حقاً أن أسمع ذلك؛ أبالغ كثيراً في إظهار الشعور وتكريسه من خلال العين وحركات الوجه التعبيرية في جانب البورتريه كمن ينادي من مكان سحيق هذا العالم الذي لن ينصت لأحد استلهم هذا الوجه من المعاناة الإنسانية حولي. في وجه عابر ربما أقرأ خلسة شقاء الحياة في عينين فاترتين، عابر غريب كمن يعرف أن لا أحد يعبأ به. أقرأ ما وراء بعض الوجوه وأتخيل قصه ما أراها من إيماءات وتصرفات تؤكد حدسي الذي لا أجزم به إلا لأني قابلته بما تخبرني الحياة به من مشاهدات وأحداث. إلا أنني لا أرسم ذلك الوجه بل لا أتذكره بقدر ما يشدني التلاعب بملامح الوجه واللون وأنا أنسج معاناة من نوع ما أتخيلها واقعية وهي تلامس بشكل ما جزءاً من همومنا اليومية والحياتية أو شيئاً جميلاً فيها.
* أتجدين نفسك اليوم أكثر جرأة في التعبير من الأمس؟! ماذا عن المناخات والرؤى التي كانت تشغلك؟
- أجد فارقاً في داخلي بين الأمس واليوم ربما تلمست أشياء لم أكن أدركها بالأمس وعرفت أني لا أستطيع البوح بها إلا بمغامرة جريئة أقفز بها فوق المحظور الذي أشعر أنه كذلك اليوم. الروح مختلفه فكل شيء متغير ويتأثر بما حوله من هموم وقضايا ولكن ما يحكم هو توجه الفنان من جهة والجمهور ومدى تقبله من جهة أخرى. تتفاجأ أحياناً بأشخاص من المريخ من صميم هذه الأرض وهذا يجعلك تعيد النظر فيما تقدم.
الشعر والأدب مهمان
هل أنت شديدة الاهتمام بالشعر والنثر؟ لماذا أجد دائماً حساً شعرياً في في لوحاتك؟
- للأدب دور كبير في حياتنا فهو صدى يمثل الحياة بأفراحها وأوجاعها. كانت لدي اهتمامات أدبية ولا تزال قرأت في مراحل مبكره كثيراً من الروايات لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وجورجي زيدان وكثيرين آخرين وكذلك لشعراء كنزار قباني وكتبت خواطر نثرية وشعراًعمودياً ثم درست الأدب الإنجليزي في جامعة البحرين وترجمت بعض النصوص الإنجليزية للعربيه بالتعاون مع شاعرة إسبانية الأصل إلا أني أفضل التعبير بالرسم بعيداً عن الكلمات ربما تعكس بعض اللوحات ذلك أثناء الانغماس عميقاً في العمل الفني.
* بماذا تستعين كادي في أعمالها؟! هل تجدين في «أحلام النوم» مثلاً رافداً لتجربتك؟
- أعتمد كثيراً على الشعور والعاطفة في اللوحة أشعر بمفارقة كبيرة بين طبيعة الإنسان وما آل إليه في ظل متغيرات الحياة والزمن وبين ما هو زائف ومصطنع وما هو حقيقي في العالم وفي العلاقات الإنسانية. كل ما هو حولنا هل هو حقيقي أم متخيل أسئلة لا تخصني وحدي في ظل هذا الصراع الذي يشمل الجميع بشتى ثقافاتهم واتجاهاتهم ورؤاهم وهو جانب أفكر فيه إلى جانب آخر هو التصالح مع الذات والآخر والبحث في كل ما هو جميل فالحياة متناقضة كما هو كل شيء. أحلم فعلاً ببعض اللوحات وأجدها مكتملة أمامي هذا لأني أرسم بشكل يومي ربما ولكن لم أنفذها ولا أدري لماذا! كل ما أرسمه متخيل من وليد اللحظة التي أمسك فيها بفرشاتي وألواني وما أختزله من مشاهدات وصور يومية فقط.
آراء قد تشل اهتمامك
* فلننتقل لحديث آخر، وهو حال التشكيليات من جيلك، أعلم أنه حديث مؤلم، لكن لا بأس بتلمس شيء من أوجاعه.. بصراحة هل استطعتم أن تقدموا شيئاً مغايراً؟! بمعنى لو جمعنا أعمالكن وقابلناها بأعمال لأجيال أخرى، هل استطاع جيل كادي أن يثبت وجوده وأن تكون له شخصيته المستقلة؟
- أتساءل أحياناً ما هو المطلوب من الفن في مجتمع مثل مجتمعنا هل هو الشكل والقيم الجمالية هو محركنا نحو اللوحة أم المضمون الذي تحمله من رؤى وأفكار تتحدث عن قضاياه. وما هي الثقافة السائدة في هذا الاتجاه وباعتبار أن الأذواق والميول مختلفة فإن الخيارين واردان في الذاكرة أثناء العمل الفني غير أنك ربما تصطدم بآراء قد تشل اتجاهك أينما ذهبت بين مؤيد ومعارض لهذا الأمر أو سواه. لكل جيل هويته واهتماماته فلماذا نطمس جيلاً مقابل آخر بدلاً تقبل الآخر كما هو عليه. للفنان روحه الخاصة ميوله وتأويلاته وطرق تعبيره التي تفرده عن الآخر وهو يريد من عمله أن يعبر عنه وأن يمثل وجوده هو في المكان الذي يعيش يعبر عن دواخله كيفما كانت ووجوده بحد ذاته إثراء للحراك الفني بشتى الأصعدة. في ظل إيماننا بشيء ما فهو ينمو باتجاهه أما لو قوبل بالنقيض فإنه يتخذ مساراً مختلفاً يحقق مأرباً لدى متصيدي الفرص وحدهم. طالما أن ثقافتنا السائدة نحو الأشياء منحرفة في نقدنا لها وتطويرها وتوجيهها فإن كثيراً من الطاقات ستبقى مهدورة وفي إطار العبث وكلما أتيحت لها فرصة تحمل المسؤولية على عاتقها فسيتغير الأمر ولكل مجتهد نصيب.
الفنان البحريني متجدد
* رغم كل شيء، هل تراجع الفن التشكيلي في البحرين؟ وهل ساهمت في تراجعه وبنات جيلك أم أن العكس هو الصحيح؟!
- من خلال متابعتي المستمرة للمعارض الفنية التي تقام في البحرين أستطيع القول بأني وجدت نوعية متجددة من الأعمال الفنية تحويها هذه المعارض وبأشكال مختلفة وغير تقليدية. وهي متباينة تعكس جوانب الفنان ومدى ثقافته البعض يميل بشدة للتركيز حول الشكل الجمالي والآخر تشده الأفكار والرؤى وكل بالنسبة لي ذو جماليات خاصة مادامت روح الفنان حاضرة. وقد استطاعت من خلال ذلك أن تواكب وتعاصر الحاضر أكثر من غيرها من الأعمال، وهذا الأمر يعكس بطبيعة الحال مدى استيعاب الفنان البحريني لأهمية التجدد والتغيير لما ينتجه من أعمال فنية والتي أعتقد أنه يتجه بها اليوم نحو فلسفات جديدة ومقبولة لما هو عليه العالم اليوم وهذا يعكس أيضاً أن الفنان البحريني يستوعب أن لا يكون منغلقاً على ثقافته ومنحصراً فيها . تشجيع وإتاحه الفرص وتكثيف الفعاليات الفنية بالنسبة للجيل الحالي كفيل بتقدم هذا الجيل وإثرائه الساحة الفنية بحرينياً.
* ما الجديد الذي نترقب من كادي؟
- هذا العام كان حافلاً بالمشاركات والفعاليات وحضور الورش الفنية وحرصت على المشاركة في كل ما تم دعوتي إليه. أقمت معرضاً بالبارح جاليري مؤخراً في مارس هذا العام ثم شاركت مع نادين جاليري في المعرض السنوي للفنانات البحرينيات وإن شاء الله لنا موعد قريب مع المعرض السنوي للفنون الذي يقام في 14 يناير الجاري ويتوافق مع مشاركة أخرى بمعرض جمعية البحرين للفنون التشكيلية.
كادي مطر
فنانة بحرينية، عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية، حاصلة على بكالريوس من جامعة البحرين في الأدب الإنجليزي. بدأت في صقل موهبتها في الفن التي رافقتها منذ الصغر عبر الاندماج في ورش ودورات فنية في البحرين وخارجها لتمارس الفن باحترافية منذ العام 2009 قدمت الفنانة عدداً من المشاركات الجماعية والفردية والمعارض الفنية في البحرين والسعودية وقطر ولبنان وباريس وتصدرت لوحاتها بعض الكتب الأدبية والمجلات والجرائد اليومية والثقافية. تجسد لوحات الفنانة عاطفة عميقة وقوية من خلال ما تعبر عنه بضربات فرشاتها الصاخبة أحياناً والهادئة أحياناً أخرى من خلال مادة الاكريليك والمواد المختلفة عما تحمله روحها من مشاعر مختلفة تجاه الأشياء والمتغيرات في العالم من حولها في مواضيع تشمل البورتريه والورود في رمزية للمحبة والسلام الإنساني.
الوطن البحرينية الثلاثاء 14 يناير 2014
في هذا الحوار تأخذ كادي بأيدينا في رواق طويل تنتصب على جوانبه لوحاتها الحزينة، وتدعونا لكي نفكر معها في هموم الإنسان؛ هذا المخلوق المغلوب على أمره...
* فلندخل رواق هذا الحوار من باب موضوعك الأثير (المرأة)،، ما الجديد الذي تقدمه فنانة صادقة في اشتغالاتها مثل كادي مطر؟
- لكل منا طريقته الخاصة في التعبير عن نفسه ووجوده ما ينتابه من مشاعر وأفكار ما يجتازه يومه الرتيب أحياناً والمدهش أحياناً أخرى. أحاول دائماً التعبير عما يجول ببالي وأبحث عن السكينة من خلال استغراقي بالرسم ربما هروباً من هذا العالم القاسي أو لمتعة العبث باللون واكتشاف الجديد والمغاير. الرسم عبر اللوحة مغامرة جميلة أحب ممارستها بشكل يومي أحياناً بهدف أو بدون ذلك هناك ما يبحث على الراحة في ذلك. التقي في اللوحة بكل الأحبة المغتربين عنا الأمل والحب والسلام وأحاول المبالغة في أنهم معي وحولي دائماً علهم يصلون قريباً للنفوس من حولي فتزيد بهجتنا جميعاً.
من مكان سحيق
* ثمة امرأة محددة تبرز بوجهها وملامحها بين ثنايا الألوان، هل أنا على صواب؟
- يسعدني حقاً أن أسمع ذلك؛ أبالغ كثيراً في إظهار الشعور وتكريسه من خلال العين وحركات الوجه التعبيرية في جانب البورتريه كمن ينادي من مكان سحيق هذا العالم الذي لن ينصت لأحد استلهم هذا الوجه من المعاناة الإنسانية حولي. في وجه عابر ربما أقرأ خلسة شقاء الحياة في عينين فاترتين، عابر غريب كمن يعرف أن لا أحد يعبأ به. أقرأ ما وراء بعض الوجوه وأتخيل قصه ما أراها من إيماءات وتصرفات تؤكد حدسي الذي لا أجزم به إلا لأني قابلته بما تخبرني الحياة به من مشاهدات وأحداث. إلا أنني لا أرسم ذلك الوجه بل لا أتذكره بقدر ما يشدني التلاعب بملامح الوجه واللون وأنا أنسج معاناة من نوع ما أتخيلها واقعية وهي تلامس بشكل ما جزءاً من همومنا اليومية والحياتية أو شيئاً جميلاً فيها.
* أتجدين نفسك اليوم أكثر جرأة في التعبير من الأمس؟! ماذا عن المناخات والرؤى التي كانت تشغلك؟
- أجد فارقاً في داخلي بين الأمس واليوم ربما تلمست أشياء لم أكن أدركها بالأمس وعرفت أني لا أستطيع البوح بها إلا بمغامرة جريئة أقفز بها فوق المحظور الذي أشعر أنه كذلك اليوم. الروح مختلفه فكل شيء متغير ويتأثر بما حوله من هموم وقضايا ولكن ما يحكم هو توجه الفنان من جهة والجمهور ومدى تقبله من جهة أخرى. تتفاجأ أحياناً بأشخاص من المريخ من صميم هذه الأرض وهذا يجعلك تعيد النظر فيما تقدم.
الشعر والأدب مهمان
هل أنت شديدة الاهتمام بالشعر والنثر؟ لماذا أجد دائماً حساً شعرياً في في لوحاتك؟
- للأدب دور كبير في حياتنا فهو صدى يمثل الحياة بأفراحها وأوجاعها. كانت لدي اهتمامات أدبية ولا تزال قرأت في مراحل مبكره كثيراً من الروايات لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وجورجي زيدان وكثيرين آخرين وكذلك لشعراء كنزار قباني وكتبت خواطر نثرية وشعراًعمودياً ثم درست الأدب الإنجليزي في جامعة البحرين وترجمت بعض النصوص الإنجليزية للعربيه بالتعاون مع شاعرة إسبانية الأصل إلا أني أفضل التعبير بالرسم بعيداً عن الكلمات ربما تعكس بعض اللوحات ذلك أثناء الانغماس عميقاً في العمل الفني.
* بماذا تستعين كادي في أعمالها؟! هل تجدين في «أحلام النوم» مثلاً رافداً لتجربتك؟
- أعتمد كثيراً على الشعور والعاطفة في اللوحة أشعر بمفارقة كبيرة بين طبيعة الإنسان وما آل إليه في ظل متغيرات الحياة والزمن وبين ما هو زائف ومصطنع وما هو حقيقي في العالم وفي العلاقات الإنسانية. كل ما هو حولنا هل هو حقيقي أم متخيل أسئلة لا تخصني وحدي في ظل هذا الصراع الذي يشمل الجميع بشتى ثقافاتهم واتجاهاتهم ورؤاهم وهو جانب أفكر فيه إلى جانب آخر هو التصالح مع الذات والآخر والبحث في كل ما هو جميل فالحياة متناقضة كما هو كل شيء. أحلم فعلاً ببعض اللوحات وأجدها مكتملة أمامي هذا لأني أرسم بشكل يومي ربما ولكن لم أنفذها ولا أدري لماذا! كل ما أرسمه متخيل من وليد اللحظة التي أمسك فيها بفرشاتي وألواني وما أختزله من مشاهدات وصور يومية فقط.
آراء قد تشل اهتمامك
* فلننتقل لحديث آخر، وهو حال التشكيليات من جيلك، أعلم أنه حديث مؤلم، لكن لا بأس بتلمس شيء من أوجاعه.. بصراحة هل استطعتم أن تقدموا شيئاً مغايراً؟! بمعنى لو جمعنا أعمالكن وقابلناها بأعمال لأجيال أخرى، هل استطاع جيل كادي أن يثبت وجوده وأن تكون له شخصيته المستقلة؟
- أتساءل أحياناً ما هو المطلوب من الفن في مجتمع مثل مجتمعنا هل هو الشكل والقيم الجمالية هو محركنا نحو اللوحة أم المضمون الذي تحمله من رؤى وأفكار تتحدث عن قضاياه. وما هي الثقافة السائدة في هذا الاتجاه وباعتبار أن الأذواق والميول مختلفة فإن الخيارين واردان في الذاكرة أثناء العمل الفني غير أنك ربما تصطدم بآراء قد تشل اتجاهك أينما ذهبت بين مؤيد ومعارض لهذا الأمر أو سواه. لكل جيل هويته واهتماماته فلماذا نطمس جيلاً مقابل آخر بدلاً تقبل الآخر كما هو عليه. للفنان روحه الخاصة ميوله وتأويلاته وطرق تعبيره التي تفرده عن الآخر وهو يريد من عمله أن يعبر عنه وأن يمثل وجوده هو في المكان الذي يعيش يعبر عن دواخله كيفما كانت ووجوده بحد ذاته إثراء للحراك الفني بشتى الأصعدة. في ظل إيماننا بشيء ما فهو ينمو باتجاهه أما لو قوبل بالنقيض فإنه يتخذ مساراً مختلفاً يحقق مأرباً لدى متصيدي الفرص وحدهم. طالما أن ثقافتنا السائدة نحو الأشياء منحرفة في نقدنا لها وتطويرها وتوجيهها فإن كثيراً من الطاقات ستبقى مهدورة وفي إطار العبث وكلما أتيحت لها فرصة تحمل المسؤولية على عاتقها فسيتغير الأمر ولكل مجتهد نصيب.
الفنان البحريني متجدد
* رغم كل شيء، هل تراجع الفن التشكيلي في البحرين؟ وهل ساهمت في تراجعه وبنات جيلك أم أن العكس هو الصحيح؟!
- من خلال متابعتي المستمرة للمعارض الفنية التي تقام في البحرين أستطيع القول بأني وجدت نوعية متجددة من الأعمال الفنية تحويها هذه المعارض وبأشكال مختلفة وغير تقليدية. وهي متباينة تعكس جوانب الفنان ومدى ثقافته البعض يميل بشدة للتركيز حول الشكل الجمالي والآخر تشده الأفكار والرؤى وكل بالنسبة لي ذو جماليات خاصة مادامت روح الفنان حاضرة. وقد استطاعت من خلال ذلك أن تواكب وتعاصر الحاضر أكثر من غيرها من الأعمال، وهذا الأمر يعكس بطبيعة الحال مدى استيعاب الفنان البحريني لأهمية التجدد والتغيير لما ينتجه من أعمال فنية والتي أعتقد أنه يتجه بها اليوم نحو فلسفات جديدة ومقبولة لما هو عليه العالم اليوم وهذا يعكس أيضاً أن الفنان البحريني يستوعب أن لا يكون منغلقاً على ثقافته ومنحصراً فيها . تشجيع وإتاحه الفرص وتكثيف الفعاليات الفنية بالنسبة للجيل الحالي كفيل بتقدم هذا الجيل وإثرائه الساحة الفنية بحرينياً.
* ما الجديد الذي نترقب من كادي؟
- هذا العام كان حافلاً بالمشاركات والفعاليات وحضور الورش الفنية وحرصت على المشاركة في كل ما تم دعوتي إليه. أقمت معرضاً بالبارح جاليري مؤخراً في مارس هذا العام ثم شاركت مع نادين جاليري في المعرض السنوي للفنانات البحرينيات وإن شاء الله لنا موعد قريب مع المعرض السنوي للفنون الذي يقام في 14 يناير الجاري ويتوافق مع مشاركة أخرى بمعرض جمعية البحرين للفنون التشكيلية.
كادي مطر
فنانة بحرينية، عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية، حاصلة على بكالريوس من جامعة البحرين في الأدب الإنجليزي. بدأت في صقل موهبتها في الفن التي رافقتها منذ الصغر عبر الاندماج في ورش ودورات فنية في البحرين وخارجها لتمارس الفن باحترافية منذ العام 2009 قدمت الفنانة عدداً من المشاركات الجماعية والفردية والمعارض الفنية في البحرين والسعودية وقطر ولبنان وباريس وتصدرت لوحاتها بعض الكتب الأدبية والمجلات والجرائد اليومية والثقافية. تجسد لوحات الفنانة عاطفة عميقة وقوية من خلال ما تعبر عنه بضربات فرشاتها الصاخبة أحياناً والهادئة أحياناً أخرى من خلال مادة الاكريليك والمواد المختلفة عما تحمله روحها من مشاعر مختلفة تجاه الأشياء والمتغيرات في العالم من حولها في مواضيع تشمل البورتريه والورود في رمزية للمحبة والسلام الإنساني.
الوطن البحرينية الثلاثاء 14 يناير 2014