شق المخرج والممثل البحريني الشاب حسين الرفاعي طريقه للفن عن جدارة. ورغم الفترة القصيرة نسبياً، استطاع الرفاعي أن يخرج أفلاماً قصيرة هي اليوم من أفضل ما أنتجه جيله، والشاهد على ذلك أنها حازت على جوائز عالمية، ولاتزال تشارك في مهرجات أخرى وتنتظر الفوز أيضاً. الرفاعي كشأن كثيرين من نجوم جيله، صاحب طموحات عظيمة، لكن مشكلة تبني الإنتاج الفني تقف حجر عثرة بينه وبين تحقيق هذه الطموحات على أرض الواقع، إلى جانب معوقات كثيرة يسعى للقضاء عليها. وعبر هذا اللقاء مع «الوطن» يكشف حسين عن جملة من همومه وتطلعاته...
* «أصوات» هذا الفيلم الممتاز كان بداية اللقاء مع الممثل والمخرج البحريني حسين الرفاعي. برأيك ما أسباب تألق هذا الفيلم، لدرجة فوزه بعدة جوائز عالمية آخرها جائزة أفضل فيلم فائق القصر بمسابقة جائزة الفيلم الدولي في برلين؟
- أعتز بهذا الفيلم ولكني لا أعلم بالضبط سبب فوزه بالجوائز. أعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة أعضاء لجنة التحكيم وما يجذبهم إلى الفيلم القصير.
* امرأة مسنة تعيش حاضرها جسمانياً، هذه فكرة الفيلم! ثيمة تتكرر في الأفلام البحرينية، لماذا؟ هل لضعف في المخيلة والتناول؟ أم أن البحرينيين بشكل عام يرغبون في مثل هذه المواضيع؟
- لا أعتقد أن هذه الثيمة تكررت كثيراً في الأفلام البحرينية، رغم أن تكرار الثيمات لا يعيب أي إنتاج إبداعي أينما كان، المهم هي المعالجة السينمائية للثيمة.
أمتلك خيار المواضيع
* في لقاء لي مع الفنانة شفيقة يوسف -وهي بطلة فيلم «أصوات»- أكدت أنها ليست من تركز على دور الأم، إنما يقوم بذلك المخرج والمنتج، هل أنت من يملك خيار المواضيع التي تقدميها في أفلامك، أم هو عائد لكاتب السيناريو؟!
- في الغالب المخرج أو المنتج هو من يملك خيار المواضيع سواء من خلال التأليف أو الاقتباس أو اختيار سيناريو جاهز.
* لكن هناك من يتهمك وجيلك – مع فائق الاحترام لتجربتك الرائعة - أنكم تتكؤون على جيل الكبار أمثال أمين صالح وفريد رمضان، والدليل أن أغلب الأفلام التي تحصد الجوائز هي من صنعهما؟
- لا أعتقد أن التعامل أو الاستفادة من أصحاب الخبرة أو المبدعين الكبار يمكن أن تكون تهمة. بالعكس، فأنا شخصياً أضاف لي الكثير التعامل مع المبدع أمين صالح فهو سيناريست متمكن وله نظره متعمقة في الإبداع السينمائي.
* وهل مستوى ما يقدمه الشباب اليوم تمثيلاً وإخراجاً يتناسب ومستوى سيناريو أمين صالح أو فريد رمضان؟ لماذا لا يوجد كتاب سيناريو من جيلك؟
- أي حكم عام بهذا الخصوص سيكون مجحفاً بحق بعض الأفلام، فهناك من وفق في تقديم نصوصهم وآخر أخفق وهذا طبيعي. التجربة السينمائية في البحرين عمرها قصير، تحتاج إلى تراكم في التجربة والمعرفة. وهناك كثير من التحديات تواجه إنتاج الأفلام منها غياب بعض العناصر السينمائية المتخصصة مثل مدير التصوير ومختصي الصوت ومصممي المناظر والملابس وغيرهم، إلا أن التحدي الأكبر هو الحصول على ممول، فالدعم غائب تماماً عن الساحة المحلية. كما أنه يوجد كتاب سيناريو شباب جدد قدمت لهم أفلاماً جيدة، وهناك بعض المخرجين اتجهوا لكتابة أفلامهم ومع مرور الوقت ستنضج التجربة بصورة أكبر.
(حصار) فيلمي الأول
* أغلب مشاريعك أفلام قصيرة، ألا تفكر في صناعة فيلم روائي طويل؟
- بدأت مؤخرا التحضير لفيلمي الطويل الأول (حصار) سيناريو أمين صالح وإنتاج نوران بيكشرز، وقد ترشح الفيلم لجائزة «آي دبليو سي للمخرجين الخليجيين» التي تمنحها دار «آي دبليو شافهاوزن»، خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي ديسمبر المقبل.
* ما الجديد لدى حسين الرفاعي؟
- أعمل كمدير إنتاج حالياً لفيلم الشجرة النائمة، الفيلم الطويل الأول للمخرج محمد بوعلي، سيناريو الكاتب فريد رمضان وسيدير التصوير الفنان التونسي محمد مغراوي.
* شاركت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإقليمية، بصفتك ممثلاً ومساعد مخرج، أعطنا فكرة عنها، وأي جديد بِشأنها؟
- شاركت بمسلسل (شقة الحرية) عن رواية غازي القصيبي وإخراج مجدي أبوعميرة، ومسرحية (أواكس) تأليف وإخراج جهاد سعد، ومسرحية أيام بطولة سعد الفرج وإخراج عامر الحمود وغيرها. كما عملت مع العديد من المؤسسات الإقليمية منها المشروع العربي للمسرح والفنون والمركز العربي للتدريب المسرحي وسفر، وشاركت في العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية الدولية والإقليمية أخرها جائزة الفيلم الدولي ببرلين.
المسرح حالة عشق
* أجدك متشبثاً بالمسرح من خلال مسرح الصواري، رغم وظيفتك وطموحك، لماذا لاتزال على عهدك هذا؟
- المسرح مازال يشكل بالنسبة لي حالة عشق، ابتعدت بسبب ظروفي إلا أني لا أفوت أي فرصة للمساهمة بأي مشروع مسرحي.
* من خلال تجربتك الغنية في المهرجانات العالمية، بصراحة هل وجدت اهتماماً من القائمين عليها والمتابعين بالإنتاج السينمائي البحريني، ما رأيهم في إنتاجنا المحلي؟
- اختيار أفلام بحرينية لعرضها في مهرجانات دولية وإقليمية وحصول بعضها على جوائز هي تأكيد على أن الفيلم البحريني في حالة تطور.
* حضور ورشة لمخرج بحجم المخرج العالمي عباس كيارستمي، ضمن مهرجان الخليج السينمائي العام 2011 ، أمر عظيم، لكن هل يدل ذلك على أننا سنظل في الصف الثاني دائماً، بمعنى أننا لا نجد الحفاوة بإنتاجنا البحريني كما يجده صناع السينما في الدول الأخرى؟
- المشاركة بورشة للمخرج العالمي عباس كيارستمي هي فرصة عظيمة، لقد ساهمت في توسيع حدقتي والغور في مناطق جديدة لم اعهدها سابقاً. حضور الورش واللقاءات والقراءة والمشاهدة المستمرة مهمة للاستفادة والتعلم وهي حاجة أساسية في عالم الفن والإبداع. لذا نحن بحاجة إلى تطوير أدواتنا باستمرار ومع مرور الزمن يمكن لتجربتنا أن تحقق حضوراً أكبر وتلقى الحفاوة مستقبلاً.
مستمر في التطوير
* إذا اعترفنا أن السينما البحرينية في أول دروبها، كيف يمكن إقناع رجال الأعمال بدعمها؟
- أعتقد أن هذا يحتاج إلى مبادرة وتشجيع من الحكومة للقطاع الخاص للمساهمة في دعم السينما، ومن جانبنا كعاملين في القطاع السينمائي مهم جداً الاستمرار والتطوير لتحفيز القطاع الخاص لخوض التجربة.
* «أصوات» هذا الفيلم الممتاز كان بداية اللقاء مع الممثل والمخرج البحريني حسين الرفاعي. برأيك ما أسباب تألق هذا الفيلم، لدرجة فوزه بعدة جوائز عالمية آخرها جائزة أفضل فيلم فائق القصر بمسابقة جائزة الفيلم الدولي في برلين؟
- أعتز بهذا الفيلم ولكني لا أعلم بالضبط سبب فوزه بالجوائز. أعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة أعضاء لجنة التحكيم وما يجذبهم إلى الفيلم القصير.
* امرأة مسنة تعيش حاضرها جسمانياً، هذه فكرة الفيلم! ثيمة تتكرر في الأفلام البحرينية، لماذا؟ هل لضعف في المخيلة والتناول؟ أم أن البحرينيين بشكل عام يرغبون في مثل هذه المواضيع؟
- لا أعتقد أن هذه الثيمة تكررت كثيراً في الأفلام البحرينية، رغم أن تكرار الثيمات لا يعيب أي إنتاج إبداعي أينما كان، المهم هي المعالجة السينمائية للثيمة.
أمتلك خيار المواضيع
* في لقاء لي مع الفنانة شفيقة يوسف -وهي بطلة فيلم «أصوات»- أكدت أنها ليست من تركز على دور الأم، إنما يقوم بذلك المخرج والمنتج، هل أنت من يملك خيار المواضيع التي تقدميها في أفلامك، أم هو عائد لكاتب السيناريو؟!
- في الغالب المخرج أو المنتج هو من يملك خيار المواضيع سواء من خلال التأليف أو الاقتباس أو اختيار سيناريو جاهز.
* لكن هناك من يتهمك وجيلك – مع فائق الاحترام لتجربتك الرائعة - أنكم تتكؤون على جيل الكبار أمثال أمين صالح وفريد رمضان، والدليل أن أغلب الأفلام التي تحصد الجوائز هي من صنعهما؟
- لا أعتقد أن التعامل أو الاستفادة من أصحاب الخبرة أو المبدعين الكبار يمكن أن تكون تهمة. بالعكس، فأنا شخصياً أضاف لي الكثير التعامل مع المبدع أمين صالح فهو سيناريست متمكن وله نظره متعمقة في الإبداع السينمائي.
* وهل مستوى ما يقدمه الشباب اليوم تمثيلاً وإخراجاً يتناسب ومستوى سيناريو أمين صالح أو فريد رمضان؟ لماذا لا يوجد كتاب سيناريو من جيلك؟
- أي حكم عام بهذا الخصوص سيكون مجحفاً بحق بعض الأفلام، فهناك من وفق في تقديم نصوصهم وآخر أخفق وهذا طبيعي. التجربة السينمائية في البحرين عمرها قصير، تحتاج إلى تراكم في التجربة والمعرفة. وهناك كثير من التحديات تواجه إنتاج الأفلام منها غياب بعض العناصر السينمائية المتخصصة مثل مدير التصوير ومختصي الصوت ومصممي المناظر والملابس وغيرهم، إلا أن التحدي الأكبر هو الحصول على ممول، فالدعم غائب تماماً عن الساحة المحلية. كما أنه يوجد كتاب سيناريو شباب جدد قدمت لهم أفلاماً جيدة، وهناك بعض المخرجين اتجهوا لكتابة أفلامهم ومع مرور الوقت ستنضج التجربة بصورة أكبر.
(حصار) فيلمي الأول
* أغلب مشاريعك أفلام قصيرة، ألا تفكر في صناعة فيلم روائي طويل؟
- بدأت مؤخرا التحضير لفيلمي الطويل الأول (حصار) سيناريو أمين صالح وإنتاج نوران بيكشرز، وقد ترشح الفيلم لجائزة «آي دبليو سي للمخرجين الخليجيين» التي تمنحها دار «آي دبليو شافهاوزن»، خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي ديسمبر المقبل.
* ما الجديد لدى حسين الرفاعي؟
- أعمل كمدير إنتاج حالياً لفيلم الشجرة النائمة، الفيلم الطويل الأول للمخرج محمد بوعلي، سيناريو الكاتب فريد رمضان وسيدير التصوير الفنان التونسي محمد مغراوي.
* شاركت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإقليمية، بصفتك ممثلاً ومساعد مخرج، أعطنا فكرة عنها، وأي جديد بِشأنها؟
- شاركت بمسلسل (شقة الحرية) عن رواية غازي القصيبي وإخراج مجدي أبوعميرة، ومسرحية (أواكس) تأليف وإخراج جهاد سعد، ومسرحية أيام بطولة سعد الفرج وإخراج عامر الحمود وغيرها. كما عملت مع العديد من المؤسسات الإقليمية منها المشروع العربي للمسرح والفنون والمركز العربي للتدريب المسرحي وسفر، وشاركت في العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية الدولية والإقليمية أخرها جائزة الفيلم الدولي ببرلين.
المسرح حالة عشق
* أجدك متشبثاً بالمسرح من خلال مسرح الصواري، رغم وظيفتك وطموحك، لماذا لاتزال على عهدك هذا؟
- المسرح مازال يشكل بالنسبة لي حالة عشق، ابتعدت بسبب ظروفي إلا أني لا أفوت أي فرصة للمساهمة بأي مشروع مسرحي.
* من خلال تجربتك الغنية في المهرجانات العالمية، بصراحة هل وجدت اهتماماً من القائمين عليها والمتابعين بالإنتاج السينمائي البحريني، ما رأيهم في إنتاجنا المحلي؟
- اختيار أفلام بحرينية لعرضها في مهرجانات دولية وإقليمية وحصول بعضها على جوائز هي تأكيد على أن الفيلم البحريني في حالة تطور.
* حضور ورشة لمخرج بحجم المخرج العالمي عباس كيارستمي، ضمن مهرجان الخليج السينمائي العام 2011 ، أمر عظيم، لكن هل يدل ذلك على أننا سنظل في الصف الثاني دائماً، بمعنى أننا لا نجد الحفاوة بإنتاجنا البحريني كما يجده صناع السينما في الدول الأخرى؟
- المشاركة بورشة للمخرج العالمي عباس كيارستمي هي فرصة عظيمة، لقد ساهمت في توسيع حدقتي والغور في مناطق جديدة لم اعهدها سابقاً. حضور الورش واللقاءات والقراءة والمشاهدة المستمرة مهمة للاستفادة والتعلم وهي حاجة أساسية في عالم الفن والإبداع. لذا نحن بحاجة إلى تطوير أدواتنا باستمرار ومع مرور الزمن يمكن لتجربتنا أن تحقق حضوراً أكبر وتلقى الحفاوة مستقبلاً.
مستمر في التطوير
* إذا اعترفنا أن السينما البحرينية في أول دروبها، كيف يمكن إقناع رجال الأعمال بدعمها؟
- أعتقد أن هذا يحتاج إلى مبادرة وتشجيع من الحكومة للقطاع الخاص للمساهمة في دعم السينما، ومن جانبنا كعاملين في القطاع السينمائي مهم جداً الاستمرار والتطوير لتحفيز القطاع الخاص لخوض التجربة.