يشكل «جورج أورويل» ظاهرة ملفتة في الثقافة الإنجليزية والعالمية. لقد حظي إنتاجه، خصوصاً عمله العظيم «مزرعة الحيوان» باهتمام قل نظيــرة، كما إن المفكرين والسياسيين الجدد في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تأثروا بأطروحاته الفكرية مثل الصحافي والمفكر العام كريستوفر هتشنز الذي قال إن «الأمانة الفكرية لا هوداة فيها وهي التي جعلته يبدو وكأنه ليس إنساناً في بعض الأحيان»، وكذلك بن واتنسبجراستيتد قال إن «كتابة أرويل تفضح النفاق الفكري أينما وجد»، ووفقاً للمؤرخ بريندون بيرس «أورويل كان قديساً يجيد الأخلاق منذ أيامه الأولى»، وقال عنه مسؤوله بالبي بي سي رايموند وليامز إن «أورويل بلا شك أما أنه قد تم تهيئته ليكون قديساً أو يحرق على الوتد!»، وفي المقابل وصف رايموند وليامز أرويل في مراجعات كتبها عن اليسار الجديد: « لدي انطباع رائع عن هذا الرجل الغارق بالتجارب والذي يتحدث عن الأشياء بطريقة مباشرة»، وقال كريستوفر نوريس، بأن «لأورويل تجربة صفوية عميقة من أجل المستقبل، كان مفترضاً أن الحقيقة شيئ يجب أن يقال مباشرة كما هي – لا يبدو أنه ساذج ولكن يستحق اللوم لأنه يخدع ذاته».
وفي الكتاب الصادر ضمن مشروع النشر المشترك لوزارة الثقافة والتراث الوطني وعن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013، يمنح المترجم علي مدن الفرصة للمهتمين للاطلاع على كتاب قيم لجورج أورويل، هو «لماذا أكتب». بمقدمة لبرنارد كريك الذي قال إنه ينبغي قراءة أورويل كشخصية ذات اعتبار في كتابة المقالة السياسية، أو ما سماه تقليداً كان مشهوراً في يوم من الأيام لدى الإنجليز تحديداً.
ينقل المترجم في المجموعة الأولى لأورويل «أكثر ما رغبت بفعله طوال العشرة أعوام الماضية هو أن أجعل من الكتابة السياسية فناً، ونقطة انطلاقي هي دائماً شعور من الحزبية والحس بالظلم. عندما أجلس لكتابة كتاب لا أقول لنفسي سأنتج عملاً فنياً، إنما أكتبه لأن ثمة كذبة أريد فضحها، أو حقيقة أريد إلقاء الضوء عليها، وهمي الوحيد هو أن أحصل على من يستمع. ولكن، ليس بإمكاني القيام بمهمة تأليف كتاب أو حتى مقالة طويلة لمجلة، لو لم تكن أيضاً تجربة جمالية».
وفي ترجمة أخرى للروائية والكاتبة الكويتية بثينة العيسى نقرأ «منذ سنٍ مبكرة، ربما في الخامسة أو السادسة، عرفتُ بأن علي أن أكون كاتباً عندما أكبر.
بين السابعة عشرة والرابعة والعشرين، حاولتُ أن أتخلى عن الفكرة، ولكنني فعلت ذلك واعياً بكوني أناقض طبيعتي الحقيقية، وأنه يجب علي – عاجلاً أم آجلاً – أن أجلس وأؤلف الكتب.
كنتُ الابن الأوسط من بين ثلاثة أبناء، ولكن كانت هناك فجوة من خمس سنواتٍ في كل ناحية، وبالكاد رأيت أبي قبل بلوغي الثامنة. لهذا، ولأسباب أخرى، كنت وحيداً بعض الشيء، وسرعان ما طورت سلوكيات غير مرغوبة جعلتني غير محبوب طوال أيام المدرسة. لقد كانت عندي عادة الطفل المتوحد الذي يخترع القصص، ويقيم حواراتٍ مع أشخاصٍ متخيلين.
أعتقد بأن طموحاتي الأدبية كانت منذ البداية مختلطة بإحساسي بالعزلة وقلة الأهمية. لقد عرفتُ بأنه كانت عندي براعة مع الكلمات، وقوة لمواجهة الحقائق المزعجة، وشعرت بأن هذا قد صنع نوعاً من العالم الخاص الـــذي أستطيع فيه أن أنتقم من فشلي في حياتي اليومية».
وفي الكتاب الصادر ضمن مشروع النشر المشترك لوزارة الثقافة والتراث الوطني وعن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013، يمنح المترجم علي مدن الفرصة للمهتمين للاطلاع على كتاب قيم لجورج أورويل، هو «لماذا أكتب». بمقدمة لبرنارد كريك الذي قال إنه ينبغي قراءة أورويل كشخصية ذات اعتبار في كتابة المقالة السياسية، أو ما سماه تقليداً كان مشهوراً في يوم من الأيام لدى الإنجليز تحديداً.
ينقل المترجم في المجموعة الأولى لأورويل «أكثر ما رغبت بفعله طوال العشرة أعوام الماضية هو أن أجعل من الكتابة السياسية فناً، ونقطة انطلاقي هي دائماً شعور من الحزبية والحس بالظلم. عندما أجلس لكتابة كتاب لا أقول لنفسي سأنتج عملاً فنياً، إنما أكتبه لأن ثمة كذبة أريد فضحها، أو حقيقة أريد إلقاء الضوء عليها، وهمي الوحيد هو أن أحصل على من يستمع. ولكن، ليس بإمكاني القيام بمهمة تأليف كتاب أو حتى مقالة طويلة لمجلة، لو لم تكن أيضاً تجربة جمالية».
وفي ترجمة أخرى للروائية والكاتبة الكويتية بثينة العيسى نقرأ «منذ سنٍ مبكرة، ربما في الخامسة أو السادسة، عرفتُ بأن علي أن أكون كاتباً عندما أكبر.
بين السابعة عشرة والرابعة والعشرين، حاولتُ أن أتخلى عن الفكرة، ولكنني فعلت ذلك واعياً بكوني أناقض طبيعتي الحقيقية، وأنه يجب علي – عاجلاً أم آجلاً – أن أجلس وأؤلف الكتب.
كنتُ الابن الأوسط من بين ثلاثة أبناء، ولكن كانت هناك فجوة من خمس سنواتٍ في كل ناحية، وبالكاد رأيت أبي قبل بلوغي الثامنة. لهذا، ولأسباب أخرى، كنت وحيداً بعض الشيء، وسرعان ما طورت سلوكيات غير مرغوبة جعلتني غير محبوب طوال أيام المدرسة. لقد كانت عندي عادة الطفل المتوحد الذي يخترع القصص، ويقيم حواراتٍ مع أشخاصٍ متخيلين.
أعتقد بأن طموحاتي الأدبية كانت منذ البداية مختلطة بإحساسي بالعزلة وقلة الأهمية. لقد عرفتُ بأنه كانت عندي براعة مع الكلمات، وقوة لمواجهة الحقائق المزعجة، وشعرت بأن هذا قد صنع نوعاً من العالم الخاص الـــذي أستطيع فيه أن أنتقم من فشلي في حياتي اليومية».