يعنى صاحبا مؤسسة "الوراقون" ميساء الأنصاري ومحمد بوحسن بزاوية لم تحظ كثيرا بتسليط الأضواء عليها. زاوية تتخذ من صور الحياة اليومية من حرف وأمكنة ومشاهد موضوعا جديرا بالطرح من خلال لغة التصوير الفوتوغرافي. وكان افتتاح معرض "أياد وأبواب" في صالة الرواق صباح الأربعاء 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري تتويجا لهذا التوجه الذي تبنته المؤسسة بعد أن تم اصدار أعمال المعرض من قبل في كتاب "أياد بحرينية" وكتاب "أبواب ونوافذ" الذين كانا بمثابة ألبوم صور ضم مجموعة ضخمة من الصور التي تحكي حرفا تقليدية وصورا لمناظر من الأبواب والنوافذ البحرينية.
نجد في معرض "أياد وأبواب" ذاكرة تتلمس طريقها الى الحياة، وشكلا صادقا من أشكال التوثيق قادرا على أن يهيئ لك من التفصيلات ما يعجز عنه القلم أحيانا، ومرآة تعكس لحظات إنسانية طواها النسيان. وذلك على عكس ما تبثه وسائل الإعلام من صور. ذلك ان الفرق بين ما تبثه وسائل الاعلام من صور إخبارية وبين ما يقدمه المهتمون بثقافة الصورة فرق شاسع.
يبدو ذلك جليا في الكم الهائل من تلك الصور من قبل وسائل الإعلام وندرة تلك الصور من قبل قلة من المثقفين والمصورين، الذين يعون أهمية ومضمون الصورة ويكونون قادرين على قراءتها واستنباط أهدافها ومضامينها. وخصوصا أن لغة الصورة الفوتوغرافية لم تقطع لدينا من الأشواط ما قطعته ثقافات أخرى في العالم. فمن البديهي أن تناول الحرف التقليدية والأبواب البحرينية هو موضوع يشعر الجميع بأهميته لما له من اتصال بحياة الناس وطرق معيشتهم ولكن أن يتحول هذا الحب إلى صورة مقروءة فذلك شيء آخر. ما يجعلنا نؤكد أن الناس يدركون ما للصورة من أهمية ولكن القليلين منهم من يكون قادرا على قراءتها.
فاذا ما أردنا التحديد أكثر فسنجد أن القليل من الناس تكشف له صور المعرض عن لغة للتواصل والتخاطب بينها وبين المتأمل فيها. فالصور التقطت بعدسة الكاميرا، ولكن من قام بالتقاطها هو مصور انسان لديه ما يراه جديرا بالنظر وما يشكل قيمة تدفعه لالتقاطه فصور المعرض تخبرنا عن قيمة الموضوع بالنسبة إليه فهي تمثل أخلاقيات نظرته.
ان أعمال المعرض تقدم دعوة مفتوحة للإنسان البحريني ليقرأها ويتأملها ويتفكر فيها، خصوصا عندما يشرع بؤبؤ عينيه في ملامح ربما ارتبطت بعلاقة تضامنية مع ذكرياته وربما اتخذت شكلا مغايرا فتنافرت معها.
ان ذلك الإحساس جدير بأن يشد عين المتفرج إلى منعطفات صور الأشياء من حواليه وحركة اليد التي تمسك أحيانا بالمغزل وأحيانا بالقماش. أو صورة الأبواب وهي توحي بمن يقف خلف الباب أو يخرج منه. وربما تكون للأبواب تلك الخصوصية التي تميز الشكل الفني أكثر من تلك الأيادي، إذ إن شكل الأبواب كثيرا ما أوحى بدلالات معرفية وجمالية أخاذة. في المعرض تتفاعل الصور مع الحال النفسية للمتلقي فإلى جانب الغذاء البصري التي توفره ألوانها وأضواؤها هناك الاطمئنان النفسي والشعور بالقرب من النماذج المختارة التي تصور جزءا من تراثه ونموذجا من حضارته الأمر الذي يعني إمكان اقترابها أيضا من أناس لم يعايشوها. وهو الأمر الذي أبرز هذا المعرض في خضم عصر الصورة وتألقها حالا ثقافية لا تمنح المتلقي فرصة الاختيار فهو معرض تأسس من بيوتنا بفعل الأيادي التي تعمل فيه وبفعل أبواب البيوت لذلك لا نملك إلا أن نتفاعل معه.
معرض "أياد وأبواب"... ذاكرة تتلمس طريقها إلى الحياة
نجد في معرض "أياد وأبواب" ذاكرة تتلمس طريقها الى الحياة، وشكلا صادقا من أشكال التوثيق قادرا على أن يهيئ لك من التفصيلات ما يعجز عنه القلم أحيانا، ومرآة تعكس لحظات إنسانية طواها النسيان. وذلك على عكس ما تبثه وسائل الإعلام من صور. ذلك ان الفرق بين ما تبثه وسائل الاعلام من صور إخبارية وبين ما يقدمه المهتمون بثقافة الصورة فرق شاسع.
يبدو ذلك جليا في الكم الهائل من تلك الصور من قبل وسائل الإعلام وندرة تلك الصور من قبل قلة من المثقفين والمصورين، الذين يعون أهمية ومضمون الصورة ويكونون قادرين على قراءتها واستنباط أهدافها ومضامينها. وخصوصا أن لغة الصورة الفوتوغرافية لم تقطع لدينا من الأشواط ما قطعته ثقافات أخرى في العالم. فمن البديهي أن تناول الحرف التقليدية والأبواب البحرينية هو موضوع يشعر الجميع بأهميته لما له من اتصال بحياة الناس وطرق معيشتهم ولكن أن يتحول هذا الحب إلى صورة مقروءة فذلك شيء آخر. ما يجعلنا نؤكد أن الناس يدركون ما للصورة من أهمية ولكن القليلين منهم من يكون قادرا على قراءتها.
فاذا ما أردنا التحديد أكثر فسنجد أن القليل من الناس تكشف له صور المعرض عن لغة للتواصل والتخاطب بينها وبين المتأمل فيها. فالصور التقطت بعدسة الكاميرا، ولكن من قام بالتقاطها هو مصور انسان لديه ما يراه جديرا بالنظر وما يشكل قيمة تدفعه لالتقاطه فصور المعرض تخبرنا عن قيمة الموضوع بالنسبة إليه فهي تمثل أخلاقيات نظرته.
ان أعمال المعرض تقدم دعوة مفتوحة للإنسان البحريني ليقرأها ويتأملها ويتفكر فيها، خصوصا عندما يشرع بؤبؤ عينيه في ملامح ربما ارتبطت بعلاقة تضامنية مع ذكرياته وربما اتخذت شكلا مغايرا فتنافرت معها.
ان ذلك الإحساس جدير بأن يشد عين المتفرج إلى منعطفات صور الأشياء من حواليه وحركة اليد التي تمسك أحيانا بالمغزل وأحيانا بالقماش. أو صورة الأبواب وهي توحي بمن يقف خلف الباب أو يخرج منه. وربما تكون للأبواب تلك الخصوصية التي تميز الشكل الفني أكثر من تلك الأيادي، إذ إن شكل الأبواب كثيرا ما أوحى بدلالات معرفية وجمالية أخاذة. في المعرض تتفاعل الصور مع الحال النفسية للمتلقي فإلى جانب الغذاء البصري التي توفره ألوانها وأضواؤها هناك الاطمئنان النفسي والشعور بالقرب من النماذج المختارة التي تصور جزءا من تراثه ونموذجا من حضارته الأمر الذي يعني إمكان اقترابها أيضا من أناس لم يعايشوها. وهو الأمر الذي أبرز هذا المعرض في خضم عصر الصورة وتألقها حالا ثقافية لا تمنح المتلقي فرصة الاختيار فهو معرض تأسس من بيوتنا بفعل الأيادي التي تعمل فيه وبفعل أبواب البيوت لذلك لا نملك إلا أن نتفاعل معه.
معرض "أياد وأبواب"... ذاكرة تتلمس طريقها إلى الحياة