تتصرف السينوغرافيا في العمل المسرحي، بوصفها نظاما رئيسيا في السياق التطبيقي للنص. تدرس مخطط العمل في النص، وتحاول ترجمته على الخشبة، لأنها تتحدث عن لغتها الجمالية الخاصة، وعن معنى ترابطها مع الأنظمة السيمائية الأخرى، في ذات الوقت، وهذا بلا شك واحد من الشروط الأساسية التي تجعل إلقاء الخطابات في القسم الدرامي تكون فعالة. وستكون بلا شك، لمثل هذا النوع من الدراماتورجيا، مصلحة في وجهات النظر المفتوحة، وفي التفكير بعدد من المفاهيم ذات الأهمية الكبيرة للغاية: (استخدام الفراغ، "مثلما يقول " يانيس كوكوس "، وإظهار ما هو غير مرئي، وإخفاء الأدلة الواضحة، وإنشاء في ذهن الناظر احتمال وجود ما وراء الباب المغلق، وإبعاد ما هو مؤكد بشكل نهائي، والحفاظ على نظرة نسبية، نقدية، وحساسة على حد سواء، تسمح للعاطفة والتفكير في الوجود على خشبة المسرح معا) . إن لغة السينوغرافيا هو الرسم، وحرفيا، رسم وتأثيث الخشبة، والمساهمة بشكل فعال في منظومة العرض المسرحي. إنها فن الزمكان، وتعمل على وضع هذين العنصرين " المكان والزمان، في لعب منظومة العرض. إنها فن المكان الذي " تُشاهد فيه الأشياء"، وإنها مثلما يقول رولان بارت: " فن المشاهدة، والاستماع، والحضور المشترك، الذي يضمن للجمهور الإيحاء الحي، والمعاش ".
إن كلمة سينوغرافيا موجودة منذ القدم، ولقد تم نسيانها، أو بالأحرى إهمالها، وها هي الآن تعود برداء ربما جديد، إذا لم يكن أكيدا. ولقد كثر استخدامها في كل شيء حتى أصبحت اليوم مألوفة جدا أو تكاد ان تكون، لدرجة إننا صرنا نسأل ونود أن نعرف ماذا تعني بالضبط، أو ماذا تشمل وتشتمل على وجه التحديد؟
يقول بيرمان ميشال إن " فضاء السينوغرافيا هو فضاء من الفضاءات" . هذه هي الطريقة التي يتم من خلالها تشكيل هذه الفضاءات المختلفة، والمتنوعة التي ستحدد بدورها سينوغرافيا العرض، والتي تعمل وفقا لهذا التعريف بطريقة مقيدة بشكل خاص، من خلال الحدود التي تفرضها، والمساحات التي تسمح بها للبعض وتحتفظ بها للبعض الأخر. وهكذا، فإن السينوغرافيا تخلق قيدًا وهيكلًا. وقد عرفها فيليب مورجانج بـ "الهيكل العظمي، الذي يُطعم باللحم، والطاقة، والتنفس، والصوت، والخيال. فالسينوغرافيا، بالنسبة له، هي "منظمة مكانية" . لأنها " تجد الشكل الذي يلبي نوايا العرض بشكل جذري إلى أقصى حد لتكون بالتالي بمثابة دليل، وقياس، أثناء العمل المرحلي؛ إنها تعثر أو تجد الشكل اللازم والملزم". الشكل " الملزم"، لأنه يخضع لقيود مادية وتقنية، ولكن أيضا يتوجب على هذا الشكل "الملزم" أن يجيب بطريقة أو بأخرى على دراماتورجيا العرض. إنها "ملزمة"، لانها في نهاية المطاف هيكل. ويقول ألكسندر دي دردل: " أن السينوغرافيا يجب أن تكون قادرة على عرض بنية الدراماتورجيا" .
إذن، إن عمل السينوغرافيا قريب جدا من الدراماتورج، لأنها تساهم هي أيضا في تخلق الحركة، ومشاعر المتفرجين، بشكل ملموس ورمزي أيضا. وإنها أيضا تقوم بتفعيل المعنى، وتصبح "المصفاة" التي من خلالها يتلقى المتفرج العرض.
*السينوغرافيا ودراماتورجيا العرض
إن كلمة سينوغرافيا موجودة منذ القدم، ولقد تم نسيانها، أو بالأحرى إهمالها، وها هي الآن تعود برداء ربما جديد، إذا لم يكن أكيدا. ولقد كثر استخدامها في كل شيء حتى أصبحت اليوم مألوفة جدا أو تكاد ان تكون، لدرجة إننا صرنا نسأل ونود أن نعرف ماذا تعني بالضبط، أو ماذا تشمل وتشتمل على وجه التحديد؟
يقول بيرمان ميشال إن " فضاء السينوغرافيا هو فضاء من الفضاءات" . هذه هي الطريقة التي يتم من خلالها تشكيل هذه الفضاءات المختلفة، والمتنوعة التي ستحدد بدورها سينوغرافيا العرض، والتي تعمل وفقا لهذا التعريف بطريقة مقيدة بشكل خاص، من خلال الحدود التي تفرضها، والمساحات التي تسمح بها للبعض وتحتفظ بها للبعض الأخر. وهكذا، فإن السينوغرافيا تخلق قيدًا وهيكلًا. وقد عرفها فيليب مورجانج بـ "الهيكل العظمي، الذي يُطعم باللحم، والطاقة، والتنفس، والصوت، والخيال. فالسينوغرافيا، بالنسبة له، هي "منظمة مكانية" . لأنها " تجد الشكل الذي يلبي نوايا العرض بشكل جذري إلى أقصى حد لتكون بالتالي بمثابة دليل، وقياس، أثناء العمل المرحلي؛ إنها تعثر أو تجد الشكل اللازم والملزم". الشكل " الملزم"، لأنه يخضع لقيود مادية وتقنية، ولكن أيضا يتوجب على هذا الشكل "الملزم" أن يجيب بطريقة أو بأخرى على دراماتورجيا العرض. إنها "ملزمة"، لانها في نهاية المطاف هيكل. ويقول ألكسندر دي دردل: " أن السينوغرافيا يجب أن تكون قادرة على عرض بنية الدراماتورجيا" .
إذن، إن عمل السينوغرافيا قريب جدا من الدراماتورج، لأنها تساهم هي أيضا في تخلق الحركة، ومشاعر المتفرجين، بشكل ملموس ورمزي أيضا. وإنها أيضا تقوم بتفعيل المعنى، وتصبح "المصفاة" التي من خلالها يتلقى المتفرج العرض.
*السينوغرافيا ودراماتورجيا العرض