أدب السجون دانيال نعمة - من ذكريات غير منشورة لدانيال نعمة في سجن تدمر.

... تابعت أنا إضرابي، فنقلوني في ليلة من الليالي إلى دمشق، ودخت بينما نحن في الطريق، وتقيأت، فأدخلوني إلى مطعم في ساحة النبك، ويومذاك كسرت الإضراب.
في دمشق حبست لدى الشرطة العسكرية في الأركان، وفي اليوم الثاني أرسلوا معي مجموعة من الشرطة الذين رافقوني إلى حمص، وأمضيت ليلة هناك في السجن العسكري، وكانت ليلة باردة، وفي اليوم الذي تلاه ذهبوا بي إلى تدمر. وأثناء الطريق دخلنا إلى محطة من محطات الأي بي سي، وتغدينا هناك، ووصلنا إلى تدمر نحو العصر، وأذكر أن السيارة كان فيها ركاب كثيرون وأطفال من عمر حفيدي علاء الآن، وكنت في أوائل شباط عام 1953 ابن ثمان وعشرين سنة، أي شاباً، لذلك حاولت مداعبة الأطفال، فاستجابوا، وكثيراً ما حدثت الرفاق وقلت لهم: (كأنه يوجد ود بيننا وبين الأطفال، جيل المستقبل). أثناء الطريق تعهدت لرجال الشرطة بألا أخلق لهم مشكلة، وألا أحاول الفرار، لذلك لم أكن مقيداً.
بعد الوصول إلى تدمر نقلت إلى قاووش، وفيه وجدت مجموعة من المعتقلين، بعضهم رحل، وبعضهم ما يزال حياً حتى الآن. كان هناك الرفيق إبراهيم بكري ونور الدين الأتاسي، رحمه الله، وعطا الله قوبا وعلاء الرفاعي وبشار الموصلي ونزيه الجمالي وتوفيق الأتاسي وتوفيق أستور شقيق جورج أستور، وعائلة أستور من عائلات اللاذقية التي عذبتنا كثيراً. وكان في القاووش أيضاً إسماعيل الطرودي من حماة وجرجس الهامس، إضافة إلى شخص من الأمن موضوع خصيصاً للمراقبة اسمه عبد الله جانكيشا، وقد عمل هذا الشخص فترة طويلة لدى عبد الغني قنوت، وقد تزوج ابنه ابنة عبد الغني، ثم تطلقا.
وجدت إذن كل هؤلاء، وقد استقبلوني استقبالاً جيداً، وسألوني عن الوضع خارج السجن، وتحدثنا عن أشياء كثيرة. وفي اليوم الثاني أخذونا للشغل، وكان كل هؤلاء يعملون بالسخرة في تدمر للتنقيب عن الآثار حول المسرح، وكان يشرف علينا رقيب فظيع وسجان مغربي رهيب وعديله الذي كان أقل قساوة منه، وكان هناك شخص طيب جداً اسمه أبو وليد عسكر، وهو تدمري، وكان هناك مسؤول عن الآثار والمعدات اسمه أبو عبد الله وهو من تدمر أيضاً.
في اليوم الأول للسخرة قررت أن أشتغل دون تردد، إذ كان ينبغي أن نحفر، ونزيل التراب، ونضعه في عربة على بعد عدة أمتار، وكانت العربة الموجودة على سكة حديد تـُدفع إلى مكان بعيد حيث تلقى الأتربة. وهكذا فقد اشتغلت شغلاً جدياً بعد أن ألبسونا نحن السياسيين ثياباً عسكرية، وكان معنا معاقبون من العسكر، وكان التعذيب في تدمر فظيعاً جداً.
في ذلك اليوم، وبعد أن عدنا، وكنت أنا من المدخنين، أخذت سيجارة، وأردت أن أشعلها، لكن السيجارة وعود الثقاب المشتعل وقعا من يدي ونمت، وقد حدث ذلك نتيجة لشدة التعب.
أين تكمن نقطة الضعف لدى المثقفين؟
إنها في عدم قدرتهم على القيام بعمل عضلي، أما الفاعل أو الفلاح من مشتانا أو من ديرعطية مثلاً، فإن كل ما فعلناه لا يعادل قسطاً ضئيلاً مما يقوم به الواحد منهما، فهو يحفر ويربش ويرفع الأحجار ويكسرها دون أن يؤثر عليه ذلك، لأنه معتاد على العمل العضلي منذ الصغر، أما المثقفون فإن أيديهم لا تعود تطاوعهم ويتعبون ويرهقون، لذلك فقد بقي في أذهان الرفاق المعتقلين أن السيجارة وعود الثقاب المشتعل سقطا من يد دانيال الذي نام.
في تلك الفترة كان هناك رقباء في الجيش يخدمون في تدمر، أحدهم من جبل العرب، واسمه شبلي حمد، وآخر من حمص واسمه مصطفى كاكي. ويومذاك كان وهيب الغانم الطبيب البعثي يؤدي خدمته العسكرية هناك، وقد استلم مستوصف الجيش في تدمر، كما كان هناك ضباط من الاشتراكيين العرب المسجونين، ومنهم عبد الغني قنوت ومصطفى حمدون، لكنهما لم يكونا معنا، بل كانا موقوفين عسكريين بصفة ضباط، وكان آمر السجن عراقياً، وكان يجالسهما كل ليلة، فيسكرون معاً، أي عسكر مع عسكر. طبعاً هو كان ينفذ الأوامر بحبسهما، لكنه كان يعتني بهما، إذ يسهرون ويشربون معاً، ولا أعلم إن كانوا يفعلون شيئاً آخر أيضاً.
وفي آخر ندوة تلفزيونية جرت تحدثت قائلاً: (عندما كنا أنا والأخ أبو أحمد في تدمر كنا نسعى للتفتيش عن نقاط اتفاق من أجل عمل جبهوي، فكل واحد منا مع نضاله من أجل برنامج حزبه، كان يشعر بضرورة العمل مع الآخرين). والذين يعرفون تاريخ تلك المرحلة عرفوا أنني كنت أتحدث عن السجن، أما الذين لا يعرفون فقد ظنوا أننا كنا موظفين هناك أو في سياحة.
كانت سمعة سجن تدمر رهيبة، ومن الذين دخلوه وعُذبوا بشدة وشـُبـِحوا وظلموا وأجبروا على توقيع تعهد بأنهم لن يعملوا في السياسة الرفيق يوسف نمر، وكان آنذاك شاباً، لذلك فإن كل حديث الآن عن تدمر يجرحه، لأنه يذكره بتوقيعه على تعهده بعدم العمل في السياسة، رغم أنه عاد وعمل كثيراً. ومن الذين عذبوا تعذيباً شديداً فيه سليمان شكور، وأتذكر أن والدي عندما كانت تأتي جريدة (الصرخة) اللبنانية، وفيها أخبار عن تعذيب المعتقلين، خصوصاً في سجن تدمر، فإنه كان يخاف من ذلك اليوم الذي يعتقلون فيه ابنه ويرسلونه إلى ذلك السجن، فإنه كان يناقشني حولها كثيراً، وكان يسألني:
- لماذا تكتبون أشياء تخيف الناس؟
وكنت أجيبه:
- إنها تخيف من ناحية، لكنها تظهر طبيعة الديكتاتورية من ناحية أخرى، وتضعف سمعتها، وهذا أفضل سياسياً أمام الشعب وأمام الرأيين العامين العربي والعالمي.
لقد كان سليمان شكور من الذين عذبوا كثيراً في سجن تدمر، وقد خرج منه بعد أن وقـَّع تعهداً، لكنه حاول أن ينتحر بقطع شرايين يده بعد خروجه، لذلك أعيد إلى الحزب، وكانت محاولة انتحاره واحدة من العوامل التي شجعت المنظمة الحزبية على إعادته إلى صفوفها، رغم أن الذين كانوا يوقعون تعهدات أو يشتمون ستالين أو خالد بكداش أو الحزب كانوا يطردون من الحزب، مهما كانت الذرائع وراء ضعفهم.
داخل سجن تدمر كانت توجد نوعيات مختلفة من العسكر. مثلاً أنا تحدثت عن شبلي حمد، الذي كان لديه مشكلة، وعليه دعوى مقامة ضده، وقد صغت له في السجن دفاعه، ونتيجة لعلاقاته معنا أخذ يتقرب من الشيوعية، وقد صار شيوعياً فيما بعد، وصار مسؤول منظمة جبل العرب، وبقي مسؤولها فترة، وكان جماهيرياً، فهو شاب طويل وعريض المنكبين، وقد أكمل دراسته، لذلك لعب دوراً كبيراً في منظمته، وبقي كذلك حتى أيام الوحدة، وأثناءها لم يستطع أن يصمد أمام التعذيب مثل كثيرين، لذلك ترك الحزب.
وخلال عدة مرات ذهبت فيها إلى جبل العرب تقصدت أن أزوره، وكان يهمني أن أفعل ذلك، والآن أتمنى أن أراه، فقد كان شخصية طريفة لعبت دوراً في بناء منظمة جبل العرب.
أما مصطفى كاكي الحمصي، الذي كان رقيباً في الجيش أيضاً وضد اليمين، فقد كان يأتي ليسهر معنا، وكان يغني لنا أغاني جميلة عن سورية والسجن بصوته الحنون الجميل، وكان يشاركه الغناء رفيق عراقي بأغنيات عراقية، وكان رفاقنا المعتقلون يرددون معهما الأغاني.
ومن النماذج العسكرية التي كانت موجودة شخص اسمه سليمان من ساحل اللاذقية، وكان يؤدي خدمته العسكرية في سجن تدمر، وكان أعوراً، وقد صار في السجن شيوعياً. وفي يوم من الأيام رفع على الثكنة أعلاماً حمراء، وسرق بواريد دون أن يعرف به أحد، وانضم فيما بعد إلى منظمة الحزب في اللاذقية، واشتغل فيها كثيراً، ولعب دوراً كبيراً في بناء منظمة الساحل. وكنت ألتقي به بعد خروجي من السجن. مع من اختلف؟ ولماذا اختلف وترك الحزب؟ لا أعلم. وكي أكمل حديثي فإنني سأحاول عندما أذهب إلى اللاذقية أن ألتقي مجموعة من الرفاق للتأكد من مجموعة من الأسماء.
الرقيب العسكري المغربي كان سافلاً جداً، وكان يستخدم أحياناً كرباجه لضرب المجندين، ثم بعد ذلك وبذريعة أنه كان يأخذهم كي يجمعوا الحطب، كان يمارس معهم الجنس، وكان التعذيب الذي يمارسه في مرحلة أولى معهم لإجبارهم على مطاوعته فيما يريده، وكان هذا الأمر معروفاً، فما إن يذهب معه أحد السجناء العسكريين بعد أن يضع عينه عليه حتى يصير معروفاً أن هذا الشخص قد اغتـُصِب، ويبدو أن الاغتصاب كان جزءاً من عملية التعذيب. وعديل هذا العسكري المغربي كان عسكرياً مغربي الأصل، لكنه كان أقل شراسة منه.
السجان أبو وليد عسكر كان شهماً جداً، لذلك فإنه كان يريح السجناء عندما كان الرقباء الآخرون يغيبون، وكان يضرب الأرض بكرباجه ويبدأ بالصراخ آخذاً مظهر من يمارس العنف ضد السجناء عندما كان يشعر بمقدمهم. ويبدو أن أخلاقه هي التي دفعته إلى هذا الفعل إضافة إلى أنه ساد في سجن تدمر رأي بأن كل من سجن في تدمر من السياسيين قد أصبح لاحقاً من حكام سورية، لذلك فإن بعض السجانين عندما كانوا يراعون السياسيين، فإنهم كانوا يعبرون من ناحية عن نخوة وطيبة إنسانية، ومن ناحية أخرى فإنهم كانوا لا يريدون للعلاقات أن تنقطع بهؤلاء المسجونين، فالأسى لا يُنسى، ولربما أصبح هؤلاء مسؤولين في يوم من الأيام. ولذلك فقد صارت علاقتنا بأبي وليد ودية، وقد زارني ابنه في مقر الجبهة قبل نحو سنة أو أكثر، وكانت زيارته بطلب من أبيه قبل وفاته دون أن تكون مرتبطة بقضاء حاجة، وقد جلب معه ثلاثة أقراص من مصنوعة البلح التدمري، وقد أخذت واحداً منها للبيت وآخر لمكتب الحزب ووزعت الثالث في الجبهة.
السجين نور الدين الأتاسي كان البعثي الوحيد الذي قرر أن لا يوقع انسحاباً أو تعهداً، وكان كل طلاب الجامعة من بعثيين وشيوعيين يعتقلون عشية الامتحانات، لذلك فإن من لا يقدِّم امتحاناته كان سيتعرض لغضب أهله وسيخسر سنة دراسية، وهو ما كان يمثل كارثة بالنسبة للطالب المعتقل. ولهذا السبب فقد وجَّه البعث أعضاءه الطلاب بأن يوقعوا تعهداً أو انسحاباً إذا اعتقلوا قبيل الامتحانات، وكانت هذه المسألة تغفر لهم وتعد قضية شكلية، لكن نور الدين الأتاسي قرر أن يكون من الذين لا يوقـِّعون مهما كانت الظروف، كي لا يترك للشيوعيين وحدهم ميزة أن من يوقـِّع انسحاباً يُطرد ومن يصمد يتقدَّم حزبياً، ولذلك فإنه كان البعثي الوحيد من طلاب الجامعة بيننا، رغم أن البعثيين لم يكونوا عددياً أقل من الشيوعيين. وكان هناك أسلوبان في التعامل معه: أسلوب فظ مارسه جرجس الهامس وتوفيق أستور وكان يمارسه أحياناً عطا الله قوبا، وأسلوب آخر مارسناه نحن الآخرين واتسم بالحوار، وكنا نسعى كي لا نخلق له أي متاعب ، إذ كنا نعطيه أفضل الطعام ونناوله أول صحن ، وندعه يجلس في المكان الذي يريده، ونعفيه من دوره في البلدية، أي أن يقوم واحد منا يومياً وبالدور بغسل الصحون.
كانت هناك فظاظة من بعض الرفاق بالتعامل مع المسؤول عن التجسس علينا، وفي مرات كثيرة كانوا يجعلونه يبكي من خلال التهكم عليه، وكنا نحن المجموعة الأخرى من الرفاق أكثر إنسانية في التعامل معه، فنحن لا نعرفه، ولم يكن من الضروري أن نتناقش أمامه بأشياء كثيرة، لذلك كنا نتحدث أمامه بأشياء علمية وعادية لا تتطلب الإخفاء.
خلال فترة وجودنا في السجن انضم إلينا رفيقان، ففي يوم من الأيام أتانا بدر مرجان، ويبدو أنه كان في دمشق أحد مسؤولي المنظمة الكبار بعد أن كان مسؤولاً عنا في وقت من الأوقات في طرابلس، لذلك استقبلناه استقبالاً جيداً داخل السجن. وفي يوم آخر لحق به عبد الكريم طيارة، وكان محامياً، وقد وقعت على عاتقه أشياء كثيرة بعد اعتقالي، فقد كان أحد مسؤولي منظمة طرطوس، وقد ذهب مرة إلى بانياس، ويبدو أنهم اكتشفوه، ولاحقوه، فنزل إلى البحر، وكان سباحاً ماهراً، فطاردوه في البحر نحو ساعتين أو ثلاث، ثم اعتقلوه وجاؤوا به إلى تدمر. ولحظة وصوله إلى السجن، وفي أول لقاء له بنا هناك اقترح أن نعلن إضراباً عن الطعام، فسألناه عن الأساس الذي يستند إليه في هذا الطلب، فنحن في سجن تدمر، ولا توجد لنا صلة بقيادة الحزب أو طريقة لتأمين هذا الاتصال، والإضراب عن الطعام كان يعني فتح معركة، وستستخدم لكسر الإضراب كل الوسائل الممكنة، وهو سيفشل دون وجود تهيئة واتصال مع الخارج ومتابعة لتطوراته. لذلك طلبنا من الرفيق عبد الكريم أن يتمهل ويطوِّل باله، وأن يتعاون معنا لنشتغل مثلما كنا نفعل، وهكذا فإننا لم نأخذ برأيه، وإن كان وجوده معنا قد شكـَّل إضافة جديدة إلينا.
في يوم من أيام صيف عام 1953 جاء لزيارتي عيسى العجي المساعد الأول في الشرطة العسكرية، أو الملازم آنذاك، على أساس أنه قريبي، وأنه أتى كي يقنعني بضرورة كتابة تعهد بأنني لن أعمل في السياسة، وبناءً على ذلك فقد انفرد بي في جانب من مسرح تدمر بعد أن استدعوني، وكان الطقس لطيفاً، وأبلغني أنه آتٍ على أساس إقناعي بكتابة تعهد بألا أعمل في السياسة والشأن العام، فقلت له إن هذا الأمر مرفوض من أساسه منذ زمن بعيد، وأجابني أنه يعرف ذلك، لكن إقامتي يمكن أن تطول في السجن، وقد رددت عليه بأننا سنصمد مهما طالت إقامتنا، لأن الديكتاتورية ستنهار يوماً ما، وسنخرج لأنه لا فائدة للنظام من اعتقالنا. وقد ضحك عيسى لجوابي، وأبلغني بأخبار المشتى وأن فيولا عيسى الخوري قد تزوجت من إلياس العطا، وسرد لي أخبار العشاق، وقد جلسنا معاً نحو ساعة من الزمن ونحن نضحك قبل أن يغادر، وقد وصلتني معه حوالة مالية ليست كبيرة من الأهل، وقد قبضتها من البريد.
كنا في بعض الأحيان في سجن تدمر نطلب استراحة، وكان الطبيب وهيب الغانم يعطينا نقاهة لمدة يوم أو يومين في حال شعور المرء بالإجهاد. طبعاً أنا بعد نحو أسبوع أو عشرة أيام صرت أفضل من يستطيع العمل بالرفش والحفر ورمي الأتربة إلى أبعد مكان ممكن.
في 5 آذار من عام 1953 وصلنا إلى السجن خبر وفاة ستالين، وجرى بيننا نقاش، وساد لدينا حزن عميق جداً.
أواخر صيف عام 1953 أو أوائل خريفه سُحِب الطلاب الجامعيون من السجن، ونقلوا إلى دمشق، وهناك جرى الإفراج عنهم، ولم يبق من المعتقلين السياسيين إلا المدنيون إبراهيم بكري وبدر مرجان وعبد الكريم طيارة ودانيال نعمة وإسماعيل الطرودي. وبعد نحو شهر نـُقِلنا نحن إلى دمشق، ووضعنا في مقر الشرطة العسكرية الذي كان يقع مقابل باب الجامعة، في مكان صار الآن يتبع لكلية الطب.


دانيال نعمة - من ذكريات غير منشورة لدانيال نعمة في سجن تدمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...