ربما تعددت الآراء بشأن الفن التشكيلي في البحرين، ولكن الشيء المؤكد أن هذا الفن لم يمت وانما هو في امتداد. وربما مرت عليه فترات عانى فيها من الضمور والانحسار نتيجة أسباب عدة، ولكن هذا الفن بالمقابل مرت ولاتزال تمر عليه فترات ظهور وتجدد وهو ما يظهر جليا في بعض التجارب التشكيلية الشابة والتي حاول فيها الجيل الجديد من التشكيليين الدخول في مناطق ومساحات جغرافية أخرى.
ونحن هنا في هذا الاستطلاع الذي نطرح فيه تساءلا عن مستقبل هذا الفن في البحرين وعلى رغم وجهات النظر التي يرى بعضها أن هذا الفن في تطور ويرى بعضها الآخر أن هذا الفن في تراجع نلمح جليا أن الأمل لايزال قائما وأن العطاءات لاتزال حية تنبض بالحياة على رغم الكثير من الاحباطات التي يعاني منها.
غياب النقد
التشكيلي عباس يوسف أكد أن الاجابة على هذا السؤال تفتقد الى وجود الحركة النقدية التي يمكن الركون اليها في اعطاء هذا الحكم. وأضاف: "أتصوار أنه من الصعوبة بمكان اطلاق الأحكام جزافيا بهذا الشأن، والسبب واضح وهو غياب الحركة النقدية ولو الانطباعية التي يمكن أن تساهم في تحديد مستويات أو القاء الضوء على مستويات معينة حتى من جيل التسعينات يمكن للمتتابع أن يسبرها. فالملاحظ أن هناك غيابا تاما لهذا الجانب وهو من الأسباب الرئيسية التي كان يمكن لها أن تساهم في ابراز وجود مجموعة هنا أو هناك. فهناك ضياع حقيقي. وأتصور أن من يريد دراسة أية ظاهرة من الظواهر التي لها علاقة بالجانب التشكيلي سيتورط بهذا المطب العميق وهو عدم توافر المتابع والكاتب.
من ناحية أخرى، أجد أنه في ظل عدم وجود الجماعات التشكيلية - ان صح التعبير - أو حتى المعارض الجماعية التي تتكون من ثلاثة أو أكثر من الفنانين التشكيليين - ولا أعني معارض الجمعيات - ومساهمتها بشكل أو بآخر على عملية النقاش وغياب المحاورة والطرح كل ذلك شكل تراجعا فوجدنا شحة اصدار البيانات الفنية للجماعات الفنية التي عادة ما تصدر بيانات بشأن الفن وعن انطلاقها ومبادئها وفلسفتها".
فن متقدم
والتشكيلية نبيلة الخير تجد أن الفن التشكيلي في البحرين متقدم أسوة بمثيلاته في دول الخليج وان كانت تجد أن غياب الدعم الرسمي وغياب دور الاعلام في خدمة الفنان التشكيلي البحريني ساهما بشكل كبير في تراجعه على رغم حضوره الكبير وأضافت: "أرى أن الفن التشكيلي في البحرين متقدم أكثر منه في دول الخليح كما أرى أن هناك تطورا وخصوصا من قبل جيل الشباب الجديد الذين يمتلكون الموهبة القدرة والنشاط. وهو أمر يدعو الى الاستغراب أن حضور الفن التشكيلي بسيط اذا ما قورن بالكم الموجود في الفنانين. فمن ناحية نجد أن المعارض الفنية قليلة ومحدودة اذ لا يوجد من مؤسسات الدولة غير مركز الفنون فاذا ما حقق نشاطا للبعض فهناك مجموعة أخرى تحرم من أنشطتها.
صحيح أن هناك دورا لجمعية البحرين للفنون التشكيلية ودورا لجمعية البحرين للفن المعاصر ولكن يبقى غياب الدعم هو أكثر ما يعوق هذه الحركة. وليس غياب الجمعيات التشكيلية اذ إن هذه الجمعيات توافرت وكان لها هدفها وساهمت كثيرا، فالمسألة في غياب الدعم مرة أخرى ثم نحن لسنا بحاجة الى تعدد الجمعيات بقدر ما نحتاج الى دعم الجمعيات الموجودة فيمكن لأي من الجماعات الفنية الدخول في هاتين الجمعيتين والمساهمة ولكن لابد من وجود الدعم".
يشهد تراجعا
التشكيلي عمر الراشد كان على الطرف الآخر اذ وجد أن هذا الفن يشهد تراجعا كبيرا كما وجد أن التجارب الشبابية لاتزال ينقصها الخبرة والممارسة حتى تستطيع الظهور بصورة جديدة لهذا الفن. ويرجع أسباب هذا التراجع الى: "غياب الاهتمام الشعبي حين قل اهتمام الناس بهذا الفن والأمر كذلك مرتبط بعدد المعارض ونوعيتها، لذلك نجد ندرة في التجارب الجديدة. أمر آخر وهو قلة التشجيع على المشاركات الخليجية. ناهيك عن أمور أخرى تعوق الفنان كثيرا، فمثلا أنا للتو عائد من باريس وقد وجدت أن أسعار أدوات الرسم هناك تقل بمقدار النصف عما هي عليه هنا. وهنا في البحرين قلت الأنشطة كثيرا ولعل في غياب المعرض السنوي بسبب وفاة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد دليلا على قلة الأنشطة. وحتى الشباب اتجه الكثيرون منهم الى فن الجداريات ونسوا التجارب الفعالة التي يمكن أن يستفاد منها. فهناك مواهب وطاقات ولكن لم يتم الاهتمام بها من خلال تفعيلها وتوجيها".
تطور مستمر
فيما اختلف النحات الشاب خالد فرحان مع الرأي السابق فقد رأى أن هذا الفن فن متجدد دائما فهو فن لا يموت، وأردف فرحان: "أنا لا أريد أن أقول إن هناك تراجعا في هذا الفن فهذا الفن يشهد تطورا مستمرا ولكن الملاحظ أن هناك ثباتا بمعنى أن خروج التجارب الجديدة أمر صعب ويتأخر كثيرا. فقد انتظرنا طويلا حتى خرج مثلا الفنان أنس الشيخ برؤية جديدة عن الأعمال المركبة. فأنا لا أقول إن هناك تراجعا وانما ثبات يدعونا للخروج بايقونات جديدة. فما نجده أن هناك تجارب منذ أكثر من عشرين عاما تشبعت بها الناس، فعلينا الخروج بوجوه جديدة ذات رؤية مختلفة، فالفن لا يتراجع خصوصا اذا توافر الاهتمام، فالبحرين دولة صغيرة ومع ذلك استطاع أبناؤها أن يكونوا حضورا لهم، فمن المهم أن توفر لهم ما يحتاجون، فالمشكلة تكمن في عدم توفير مناخ مناسب".
قصيدة النثر... حساسية جديدة أم خروج على العمود؟!
ونحن هنا في هذا الاستطلاع الذي نطرح فيه تساءلا عن مستقبل هذا الفن في البحرين وعلى رغم وجهات النظر التي يرى بعضها أن هذا الفن في تطور ويرى بعضها الآخر أن هذا الفن في تراجع نلمح جليا أن الأمل لايزال قائما وأن العطاءات لاتزال حية تنبض بالحياة على رغم الكثير من الاحباطات التي يعاني منها.
غياب النقد
التشكيلي عباس يوسف أكد أن الاجابة على هذا السؤال تفتقد الى وجود الحركة النقدية التي يمكن الركون اليها في اعطاء هذا الحكم. وأضاف: "أتصوار أنه من الصعوبة بمكان اطلاق الأحكام جزافيا بهذا الشأن، والسبب واضح وهو غياب الحركة النقدية ولو الانطباعية التي يمكن أن تساهم في تحديد مستويات أو القاء الضوء على مستويات معينة حتى من جيل التسعينات يمكن للمتتابع أن يسبرها. فالملاحظ أن هناك غيابا تاما لهذا الجانب وهو من الأسباب الرئيسية التي كان يمكن لها أن تساهم في ابراز وجود مجموعة هنا أو هناك. فهناك ضياع حقيقي. وأتصور أن من يريد دراسة أية ظاهرة من الظواهر التي لها علاقة بالجانب التشكيلي سيتورط بهذا المطب العميق وهو عدم توافر المتابع والكاتب.
من ناحية أخرى، أجد أنه في ظل عدم وجود الجماعات التشكيلية - ان صح التعبير - أو حتى المعارض الجماعية التي تتكون من ثلاثة أو أكثر من الفنانين التشكيليين - ولا أعني معارض الجمعيات - ومساهمتها بشكل أو بآخر على عملية النقاش وغياب المحاورة والطرح كل ذلك شكل تراجعا فوجدنا شحة اصدار البيانات الفنية للجماعات الفنية التي عادة ما تصدر بيانات بشأن الفن وعن انطلاقها ومبادئها وفلسفتها".
فن متقدم
والتشكيلية نبيلة الخير تجد أن الفن التشكيلي في البحرين متقدم أسوة بمثيلاته في دول الخليج وان كانت تجد أن غياب الدعم الرسمي وغياب دور الاعلام في خدمة الفنان التشكيلي البحريني ساهما بشكل كبير في تراجعه على رغم حضوره الكبير وأضافت: "أرى أن الفن التشكيلي في البحرين متقدم أكثر منه في دول الخليح كما أرى أن هناك تطورا وخصوصا من قبل جيل الشباب الجديد الذين يمتلكون الموهبة القدرة والنشاط. وهو أمر يدعو الى الاستغراب أن حضور الفن التشكيلي بسيط اذا ما قورن بالكم الموجود في الفنانين. فمن ناحية نجد أن المعارض الفنية قليلة ومحدودة اذ لا يوجد من مؤسسات الدولة غير مركز الفنون فاذا ما حقق نشاطا للبعض فهناك مجموعة أخرى تحرم من أنشطتها.
صحيح أن هناك دورا لجمعية البحرين للفنون التشكيلية ودورا لجمعية البحرين للفن المعاصر ولكن يبقى غياب الدعم هو أكثر ما يعوق هذه الحركة. وليس غياب الجمعيات التشكيلية اذ إن هذه الجمعيات توافرت وكان لها هدفها وساهمت كثيرا، فالمسألة في غياب الدعم مرة أخرى ثم نحن لسنا بحاجة الى تعدد الجمعيات بقدر ما نحتاج الى دعم الجمعيات الموجودة فيمكن لأي من الجماعات الفنية الدخول في هاتين الجمعيتين والمساهمة ولكن لابد من وجود الدعم".
يشهد تراجعا
التشكيلي عمر الراشد كان على الطرف الآخر اذ وجد أن هذا الفن يشهد تراجعا كبيرا كما وجد أن التجارب الشبابية لاتزال ينقصها الخبرة والممارسة حتى تستطيع الظهور بصورة جديدة لهذا الفن. ويرجع أسباب هذا التراجع الى: "غياب الاهتمام الشعبي حين قل اهتمام الناس بهذا الفن والأمر كذلك مرتبط بعدد المعارض ونوعيتها، لذلك نجد ندرة في التجارب الجديدة. أمر آخر وهو قلة التشجيع على المشاركات الخليجية. ناهيك عن أمور أخرى تعوق الفنان كثيرا، فمثلا أنا للتو عائد من باريس وقد وجدت أن أسعار أدوات الرسم هناك تقل بمقدار النصف عما هي عليه هنا. وهنا في البحرين قلت الأنشطة كثيرا ولعل في غياب المعرض السنوي بسبب وفاة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد دليلا على قلة الأنشطة. وحتى الشباب اتجه الكثيرون منهم الى فن الجداريات ونسوا التجارب الفعالة التي يمكن أن يستفاد منها. فهناك مواهب وطاقات ولكن لم يتم الاهتمام بها من خلال تفعيلها وتوجيها".
تطور مستمر
فيما اختلف النحات الشاب خالد فرحان مع الرأي السابق فقد رأى أن هذا الفن فن متجدد دائما فهو فن لا يموت، وأردف فرحان: "أنا لا أريد أن أقول إن هناك تراجعا في هذا الفن فهذا الفن يشهد تطورا مستمرا ولكن الملاحظ أن هناك ثباتا بمعنى أن خروج التجارب الجديدة أمر صعب ويتأخر كثيرا. فقد انتظرنا طويلا حتى خرج مثلا الفنان أنس الشيخ برؤية جديدة عن الأعمال المركبة. فأنا لا أقول إن هناك تراجعا وانما ثبات يدعونا للخروج بايقونات جديدة. فما نجده أن هناك تجارب منذ أكثر من عشرين عاما تشبعت بها الناس، فعلينا الخروج بوجوه جديدة ذات رؤية مختلفة، فالفن لا يتراجع خصوصا اذا توافر الاهتمام، فالبحرين دولة صغيرة ومع ذلك استطاع أبناؤها أن يكونوا حضورا لهم، فمن المهم أن توفر لهم ما يحتاجون، فالمشكلة تكمن في عدم توفير مناخ مناسب".
قصيدة النثر... حساسية جديدة أم خروج على العمود؟!