تحدثنا في حلقات سابقة عن أهمية تناول السجون في الكتابة والحديث العلني عن الانتهاكات التي تتم داخلها خاصة في الدول الديكتاتورية مثل السودان . نحن لانسمع قصص السجناء في دولة مثل السودان لأن السجون مناطق محرمة على الصحافة والدخول إليها بغرض اجراء تحقيق استقصائي يعد مستحيلاً ، اذكر إن من بداية عهدي بالصحافة عام 2011م وحتى العام 2015م لم أجد تقرير واحد يتناول وضع السجون في السودان ولا أي منبر اعلامي يتعرض لقضايا السجناء ، لذلك نحن لا نسمع عن الانتهاكات التي يتعرضون لها يومياً وطرق كفاحهم للبقاء على قيد الحياة في ظل وضع لايوفر حتى الصابون لغسل الجسد ناهيك عن الانتهاكات الكبرى التي تواجههم .
تمارس السلطة تعتيماً على ما يحدث داخل السجون حتى لا نعرف قصص السجناء بل إنها تحذر السجناء وتتوعدهم بالأذى في حال تحدثوا عن الفظاعات التي كانوا شهوداً عليها وتلاحقهم بالمساءلة اذا تحدثوا لذلك تبقى السجون مناطق غامضة يحدث داخلها جميع اشكال العنف دون أن يجد الأفراد منبر للحديث من خلاله . فيصمت السجين إلى الأبد وهو يحمل الألم بداخله .
العنف الجسدي يمارس على نطاق واسع داخل السجون السودانية ويسمح للسجانون بحمل السياط واستخدامها ويكون العقاب على افعال تافهة احياناً وهو أمر يمارس داخل اقسام الشرطة أيضاً دون رقيب . في السجون لا يقتصر الأمر على العنف الجسدي بل اللفظي كذلك وكثيراً ما يسمع السجناء الفاظ نابية وتهكم عليهم طوال الوقت مما يزيد الطين بلة ، تؤثر هذه الكلمات الجارحة على السجناء ويخرجون وهم أكثر سخطاً على المجتمع ويحتقرون أنفسهم فأثر الكلمات القاسية بليغ ولا يقل عن الضرر الجسدي ، لذلك يخرج السجين وهو محطم وغير قادر على الاندماج في العملية الانتاجية . بدلاً من أن تعمل السجون على اصلاح الفرد فإنها تحوله إلى حطام ورماد جراء العنف اللفظي والجسدي الذي تنتهجه في طريقة التعامل مع الأفراد ولاتصلح هذا الضرر . كما أن غياب المنابر الاعلامية يساهم في تفشي هذه الظاهرة لأن السجين لا يجد مكاناً ليحكي قصته وكما أسلفت فأن السجن يتوعده بالمطاردة والملاحقة إذا حدث ذلك .
البنية التحتية للسجن متهالكة وتتجلى في وضع المراحيض وقضية الصرف الصحي وكأن السجين يجب عليه أن يعيش في هذا الوضع ولا يشعر بأنه انسان كامل يحصل على أدنى حقوق الحياة . الغرف التي يسكنها السجناء غير مؤهلة للحياة فهي ساخنة جداً في فصل الصيف وشديدة البرودة في الشتاء ، يجوز لنا أن نسميها محارق لشدة الحرارة فلا وجود لمراوح على الأقل لذا على السجناء أن يحترقوا حيث هم ويواجهوا هذا الظرف الطبيعي القاسي ، أما اقسام الشرطة حيث يكون عليهم الانتظار فهي أشد قسوة حيث أن غرف الحجز عبارة عن بلاط ملئ بالبعوض والذباب فيكون على الفرد أن يتوسد الأرض العارية ، إنها رحلة كفاح طويلة يخوضها السجناء للبقاء على قيد الحياة وتستحق أن تروى لإصلاح حال السجون ووقف الانتهاكات التي تتم داخلها .
من أساليب تطويع جسد السجين وجعله خاضعاً هو الطعام الذي يقدم له . الأكل في السجون سئ وردئ ومكرر بلا ملح أو مذاق مجرد نفايات إن جاز لنا التعبير يمضغها السجين كي لايموت . ولا تكلف السجون نفسها بمراجعة ما يتناوله السجناء بغرض تصحيح الأوضاع كما أن النساء السجينات لا يحصلن على رعاية صحية مناسبة والتي تتمثل في توفير القطن لهن أيام الدورة الشهرية . قصص كثيرة يجب أن تخرج للعلن وتجد من يتبناها ليس من أجل اصلاح السجون فقط بل من أجل الانسانية .
تمارس السلطة تعتيماً على ما يحدث داخل السجون حتى لا نعرف قصص السجناء بل إنها تحذر السجناء وتتوعدهم بالأذى في حال تحدثوا عن الفظاعات التي كانوا شهوداً عليها وتلاحقهم بالمساءلة اذا تحدثوا لذلك تبقى السجون مناطق غامضة يحدث داخلها جميع اشكال العنف دون أن يجد الأفراد منبر للحديث من خلاله . فيصمت السجين إلى الأبد وهو يحمل الألم بداخله .
العنف الجسدي يمارس على نطاق واسع داخل السجون السودانية ويسمح للسجانون بحمل السياط واستخدامها ويكون العقاب على افعال تافهة احياناً وهو أمر يمارس داخل اقسام الشرطة أيضاً دون رقيب . في السجون لا يقتصر الأمر على العنف الجسدي بل اللفظي كذلك وكثيراً ما يسمع السجناء الفاظ نابية وتهكم عليهم طوال الوقت مما يزيد الطين بلة ، تؤثر هذه الكلمات الجارحة على السجناء ويخرجون وهم أكثر سخطاً على المجتمع ويحتقرون أنفسهم فأثر الكلمات القاسية بليغ ولا يقل عن الضرر الجسدي ، لذلك يخرج السجين وهو محطم وغير قادر على الاندماج في العملية الانتاجية . بدلاً من أن تعمل السجون على اصلاح الفرد فإنها تحوله إلى حطام ورماد جراء العنف اللفظي والجسدي الذي تنتهجه في طريقة التعامل مع الأفراد ولاتصلح هذا الضرر . كما أن غياب المنابر الاعلامية يساهم في تفشي هذه الظاهرة لأن السجين لا يجد مكاناً ليحكي قصته وكما أسلفت فأن السجن يتوعده بالمطاردة والملاحقة إذا حدث ذلك .
البنية التحتية للسجن متهالكة وتتجلى في وضع المراحيض وقضية الصرف الصحي وكأن السجين يجب عليه أن يعيش في هذا الوضع ولا يشعر بأنه انسان كامل يحصل على أدنى حقوق الحياة . الغرف التي يسكنها السجناء غير مؤهلة للحياة فهي ساخنة جداً في فصل الصيف وشديدة البرودة في الشتاء ، يجوز لنا أن نسميها محارق لشدة الحرارة فلا وجود لمراوح على الأقل لذا على السجناء أن يحترقوا حيث هم ويواجهوا هذا الظرف الطبيعي القاسي ، أما اقسام الشرطة حيث يكون عليهم الانتظار فهي أشد قسوة حيث أن غرف الحجز عبارة عن بلاط ملئ بالبعوض والذباب فيكون على الفرد أن يتوسد الأرض العارية ، إنها رحلة كفاح طويلة يخوضها السجناء للبقاء على قيد الحياة وتستحق أن تروى لإصلاح حال السجون ووقف الانتهاكات التي تتم داخلها .
من أساليب تطويع جسد السجين وجعله خاضعاً هو الطعام الذي يقدم له . الأكل في السجون سئ وردئ ومكرر بلا ملح أو مذاق مجرد نفايات إن جاز لنا التعبير يمضغها السجين كي لايموت . ولا تكلف السجون نفسها بمراجعة ما يتناوله السجناء بغرض تصحيح الأوضاع كما أن النساء السجينات لا يحصلن على رعاية صحية مناسبة والتي تتمثل في توفير القطن لهن أيام الدورة الشهرية . قصص كثيرة يجب أن تخرج للعلن وتجد من يتبناها ليس من أجل اصلاح السجون فقط بل من أجل الانسانية .