“ وانغ شياو ني” و” لو يي مين”” شاعرتان من الصين
دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
العمل
في أقصرِ نهايةٍ للقرن
تضطربُ الأرضُ
وينشغلُ الناسُ كقرودٍ بين الأشجار.
أمَّا يداي فتكونا
مرخيتين بخمولٍ في سماءِ الصين.
الطاولةُ والرياح
صفحاتُ ورقٍ أبيضَ ناصع.
أجعلُ رموزي
تتحققُ في المنزلِ فقط.
حين أغسلُ الأرز
يقطرُ النشا كحليبٍ على ورقتي.
لكي يولد اليقطينُ من جديدٍ يمد أصابعه
ويصرخُ في ذعر.
خارج النافذة، يحملُ ضوءُ الشمسِ سكيناً ويجرح
ثلجَ الجنةِ المتساقطِ في هدوء.
البابُ موصد
من الصباحِ إلى المساء.
علَّقتُ الشمسَ في الزاويةِ التي أحتاجها
يقولُ بعضُ الأشخاص، في هذه المدينة
هناك شخصٌ ما، لا يعمل.
الجدرانُ مُحْكَمَة
والعالمُ يشعلُ نفسَه بين قطعتي زجاجٍ صغيرتين.
والفراشاتُ الكَتومةُ تُحلِّقُ في الأرجاء
وبلا وعيٍ كشفَ العالمُ عن أسراره.
أتنبأُ بألطفِ هبةِ رياحٍ في الأرجاء
بلا عينين.
بلا يدين.
بلا أذنين.
أكتبُ كلَّ يومٍ بضعَ كلماتٍ
مثلَ سكينٍ
تشقُّ عصارةَ ثمرةِ اليوسفي الخفيفةِ المتدفقة.
دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
داخلَ عالمٍ لم يُوصفْ بَعد.
لا أحدَ يرى
ضوئي الناعمَ الرقيقَ كالحرير.
في هذه المدينة
أكونُ شاعرةً في صمت
الصفاء
حين يكون الأرز نصفَ ناضج
ينحسرُ السحاب.
أنظرُ خارجَ النافذة
حيث كُشِفَت السماء
هذه عينُ الرب.
أطفأتُ النار
ركضتُ أكثرَ من مائةِ مترٍ بعيداً.
أريدُ أن أصلَ إلى الأرضِ الشاسعةِ
وأراها.
شخصٌ جالسٌ في المنزل
شَهد معجزةً فجأة.
سمعتُ
صوتَ خريرِ الماء.
هذا صوتُ النباتاتُ حينما تنفعلُ مُتحمِّسَة.
الصفاء
أودُ لو أسبرُ غورك
فيما عدا الطقس
لا شيءَ يثيرني.
الصفاء
يقفُ على جبيني الآن
أزرق يَغشَى بصري.
رأيتُ عينيَّ الأعمى
ترتفعان فوقَ جسدي.
ولا مكانَ بلا كآبةٍ قاتمة
الصفاء
وكأنني حين أكتبُ الشعر
إلى أن أكتبه جلياً بسيطاً
يبدو هشاً وكأنَّه على وشكِ التَّكَسّر.
يمكن لشخصٍ أن يمسحَ
بلطفٍ نظارته
ولكنه لن يستطيع أن يواسي السماء.
سيظلُ الشعراءُ دوماً بلا حيلة.
عبرتُ عشبَ الخريفِ الطري
وعدتُ لأراقبَ النارَ أسفلَ القِدر.
حين يرفعُ المارةُ وجوهَهم
تبدو السحبُ كمجموعةِ أسماكِ نعابٍ سابحة.
زمنُ الصفاء والصحو الوجيز
هو وقتُ تقطيعِ حبَّتي بطاطس.
خيانة خِرقة
لم أكن أتوقع
أنَّه حالما أنظِّفُ الزجاج
سينفذ العالمُ إلى الداخلِ في الحال.
اختفى آخرُ ملجأ مع الماء
حتى أوراقُ الشجر عقدت حاجبيها
لأجلِ أن تتلصص.
لم أتوقع مطلقاً
أنَّ ساعتين من العمل و
خِرقة، ستفضيان إلى هذا الخطأ الجسيم
كلُّ شيءٍ بارعٌ في الخيانة
وهذه الحرفةُ اليدويةُ العتيقة
أُنجِزَت بخِرقةٍ ناعمةٍ متسخة
والآن أنا محاصرةٌ في غمرةِ خيانتها.
أعظمُ حريةٍ للآخرين
هي حريةُ النظر
خلال هذا الربيعِ الجميلِ المُبْهَم
يسيرُ التكعيبيون عبرَ قماشِ الرسم
وبقوةٍ خارقةٍ لعبورِ الحواجز
امتلأ كلُّ شخصٍ
وحياتي أصبحت مُختَرقَة.
مختبئةٌ في أعماقِ المنزل
مكشوفةٌ للآخرين خارجَ الجدرانِ الأربعة
ما أنا سوى جسدٍ مسلوبٍ عارٍ.
كرسيٍّ مُبطَّنٍ من خشبِ الدُرَّاق
وأنا مختبئةٌ داخلَ شرائحهِ الخشبية
وأفكاري مشوشة.
لابد أن يهبطَ الغبارُ على العالمِ فجأة
أفضلُ العودةَ إلى
نواةِ بذرةِ شجرةِ الدُرَّاقِ تلك
لا يوجد سوى الإنسان يُحبُّ السريَّةَ والتكتم
أود الآن أن أنتحل أيَّ شيء، سواه.
==================
لعل فترة الثمانينات في الصين، تعتبر فترة حاسمة وثورية في تطور الأدب الصيني المعاصر بجميع أشكاله. ولعلَّ ترجمتي للكثير من نصوص بعض الشعراء البارزين، مثل بي داو، قو تشنغ، و خاي زي، تشير إلى ذلك من حيث خروج الشعر الصيني في تلك الفترة وحتى اليوم عن نمطه الكلاسيكي.
لذلك آثرت تقديم شاعرتين هما ” وانغ شياو ني” و”لو يي مين” اللتين تعتبران من أبرز الشاعرات في الوسط الأدبي الصيني، رائدتين في مجالهما، ولهما من الأهمية والتقدير مثل بقية الشعراء الصينيين.
” وانغ شياو ني” و” لو يي مين”” شاعرتان من الصين …… دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
العمل
في أقصرِ نهايةٍ للقرن
تضطربُ الأرضُ
وينشغلُ الناسُ كقرودٍ بين الأشجار.
أمَّا يداي فتكونا
مرخيتين بخمولٍ في سماءِ الصين.
الطاولةُ والرياح
صفحاتُ ورقٍ أبيضَ ناصع.
أجعلُ رموزي
تتحققُ في المنزلِ فقط.
حين أغسلُ الأرز
يقطرُ النشا كحليبٍ على ورقتي.
لكي يولد اليقطينُ من جديدٍ يمد أصابعه
ويصرخُ في ذعر.
خارج النافذة، يحملُ ضوءُ الشمسِ سكيناً ويجرح
ثلجَ الجنةِ المتساقطِ في هدوء.
البابُ موصد
من الصباحِ إلى المساء.
علَّقتُ الشمسَ في الزاويةِ التي أحتاجها
يقولُ بعضُ الأشخاص، في هذه المدينة
هناك شخصٌ ما، لا يعمل.
الجدرانُ مُحْكَمَة
والعالمُ يشعلُ نفسَه بين قطعتي زجاجٍ صغيرتين.
والفراشاتُ الكَتومةُ تُحلِّقُ في الأرجاء
وبلا وعيٍ كشفَ العالمُ عن أسراره.
أتنبأُ بألطفِ هبةِ رياحٍ في الأرجاء
بلا عينين.
بلا يدين.
بلا أذنين.
أكتبُ كلَّ يومٍ بضعَ كلماتٍ
مثلَ سكينٍ
تشقُّ عصارةَ ثمرةِ اليوسفي الخفيفةِ المتدفقة.
دع الضوءَ الأزرقَ ينساب
داخلَ عالمٍ لم يُوصفْ بَعد.
لا أحدَ يرى
ضوئي الناعمَ الرقيقَ كالحرير.
في هذه المدينة
أكونُ شاعرةً في صمت
الصفاء
حين يكون الأرز نصفَ ناضج
ينحسرُ السحاب.
أنظرُ خارجَ النافذة
حيث كُشِفَت السماء
هذه عينُ الرب.
أطفأتُ النار
ركضتُ أكثرَ من مائةِ مترٍ بعيداً.
أريدُ أن أصلَ إلى الأرضِ الشاسعةِ
وأراها.
شخصٌ جالسٌ في المنزل
شَهد معجزةً فجأة.
سمعتُ
صوتَ خريرِ الماء.
هذا صوتُ النباتاتُ حينما تنفعلُ مُتحمِّسَة.
الصفاء
أودُ لو أسبرُ غورك
فيما عدا الطقس
لا شيءَ يثيرني.
الصفاء
يقفُ على جبيني الآن
أزرق يَغشَى بصري.
رأيتُ عينيَّ الأعمى
ترتفعان فوقَ جسدي.
ولا مكانَ بلا كآبةٍ قاتمة
الصفاء
وكأنني حين أكتبُ الشعر
إلى أن أكتبه جلياً بسيطاً
يبدو هشاً وكأنَّه على وشكِ التَّكَسّر.
يمكن لشخصٍ أن يمسحَ
بلطفٍ نظارته
ولكنه لن يستطيع أن يواسي السماء.
سيظلُ الشعراءُ دوماً بلا حيلة.
عبرتُ عشبَ الخريفِ الطري
وعدتُ لأراقبَ النارَ أسفلَ القِدر.
حين يرفعُ المارةُ وجوهَهم
تبدو السحبُ كمجموعةِ أسماكِ نعابٍ سابحة.
زمنُ الصفاء والصحو الوجيز
هو وقتُ تقطيعِ حبَّتي بطاطس.
خيانة خِرقة
لم أكن أتوقع
أنَّه حالما أنظِّفُ الزجاج
سينفذ العالمُ إلى الداخلِ في الحال.
اختفى آخرُ ملجأ مع الماء
حتى أوراقُ الشجر عقدت حاجبيها
لأجلِ أن تتلصص.
لم أتوقع مطلقاً
أنَّ ساعتين من العمل و
خِرقة، ستفضيان إلى هذا الخطأ الجسيم
كلُّ شيءٍ بارعٌ في الخيانة
وهذه الحرفةُ اليدويةُ العتيقة
أُنجِزَت بخِرقةٍ ناعمةٍ متسخة
والآن أنا محاصرةٌ في غمرةِ خيانتها.
أعظمُ حريةٍ للآخرين
هي حريةُ النظر
خلال هذا الربيعِ الجميلِ المُبْهَم
يسيرُ التكعيبيون عبرَ قماشِ الرسم
وبقوةٍ خارقةٍ لعبورِ الحواجز
امتلأ كلُّ شخصٍ
وحياتي أصبحت مُختَرقَة.
مختبئةٌ في أعماقِ المنزل
مكشوفةٌ للآخرين خارجَ الجدرانِ الأربعة
ما أنا سوى جسدٍ مسلوبٍ عارٍ.
كرسيٍّ مُبطَّنٍ من خشبِ الدُرَّاق
وأنا مختبئةٌ داخلَ شرائحهِ الخشبية
وأفكاري مشوشة.
لابد أن يهبطَ الغبارُ على العالمِ فجأة
أفضلُ العودةَ إلى
نواةِ بذرةِ شجرةِ الدُرَّاقِ تلك
لا يوجد سوى الإنسان يُحبُّ السريَّةَ والتكتم
أود الآن أن أنتحل أيَّ شيء، سواه.
==================
لعل فترة الثمانينات في الصين، تعتبر فترة حاسمة وثورية في تطور الأدب الصيني المعاصر بجميع أشكاله. ولعلَّ ترجمتي للكثير من نصوص بعض الشعراء البارزين، مثل بي داو، قو تشنغ، و خاي زي، تشير إلى ذلك من حيث خروج الشعر الصيني في تلك الفترة وحتى اليوم عن نمطه الكلاسيكي.
لذلك آثرت تقديم شاعرتين هما ” وانغ شياو ني” و”لو يي مين” اللتين تعتبران من أبرز الشاعرات في الوسط الأدبي الصيني، رائدتين في مجالهما، ولهما من الأهمية والتقدير مثل بقية الشعراء الصينيين.
” وانغ شياو ني” و” لو يي مين”” شاعرتان من الصين …… دع الضوءَ الأزرقَ ينساب