قالت رئيسة وفد الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الشاعرة والناقدة د.سعيدة بنت خاطر الفارسي، إن الاستضافة والتكريم من قبل أسرة الأدباء والكتاب للوفد العماني، جاء مجسداً لروح الأخوة والمحبة بين الأدباء والكتاب في البلدين، ومؤكداً للتبادل الإبداعي والمعرفي بينهما، والحرص على استعادة أجمل الذكريات بين البلدين اللذين تربطهما أجمل الروابط الإنسانية والحضارية.
وعبرت د.الفارسي عن شكرها وتقديرها لأسرة الأدباء والكتاب، للحفاوة التي حظي بها الوفد، مؤكدة في حوار مع ملحق فضاءات أدبية، على هامش الأمسية الشعرية، أن الإبداع البحريني مازال قوياً ومؤثراً في التجارب العمانية، بفضل عدة أسماء رسخت حضورها في الساحة الثقافية. وأضاءت د.الفارسي عدة جوانب في المشهد الثقافي العماني، خلال الحوار التالي...
* الاستضافة والتكريم من قبل أسرة الأدباء والكتاب ماذا يعني لكم؟
- يعني لنا الكثير، أولاً تجسيد روح الأخوة والمحبة بين الأدباء والكتاب في البلدين، والتبادل الإبداعي والمعرفي بينهما، واستعادة أجمل الذكريات بين البلدين اللذين تربطهما أجمل الروابط الإنسانية والحضارية.
تنوع وثراء
* للشقيقة عمان حضور إبداعي بارز في الساحتين الخليجية والعربية.. كيف هو المشهد حالياً؟
- المشهد الإبداعي في عمان في غاية الثراء والتنوع، وهناك عدة مؤسسات حكومية وأهلية مثل جمعية الكتاب وبيت الزبير والصالونات الأدبية والمجالس الشعرية الثقافية والحكومية مثل وزارة التراث والثقافة والنادي الثقافي والمنتدى الأدبي وجماعة الخليل بن أحمد الفراهيدي في جامعة السلطان قابوس، والجامعات الأهلية والكليات والمجالس في مناطق السلطنة المختلفة مثل مكتبة صور وبرزة شعراء صور، ومكتبة الفينيق في ولاية صور، ومكتبة الندوة في بهلاء ومجلس الشعر في صحار وأسرة كتاب الظاهرة، ومكتبة الغساني في ظفار وأفرع الجمعية في المحافظات.
* وكيف ترين المشهد الثقافي في البحرين؟ ألا يزال مؤثراً؟
- الإبداع البحريني مازال قوياً ومؤثراً، وهناك الشاعر الجميل علي الشرقاوي شفاه الله وعافاه، أعتبر نفسي واحدة من تلاميذه خصوصاً في نظمه الشعر الشعبي، الرباعيات، وله وللشاعر علي عبدالله خليفة تأثير كبير في جيلي والجيل الأصغر من الشباب. هناك أيضا قاسم حداد في تجديده قصيدة النثر، وعبدالرحمن هاشم رفيع رحمه الله، وهناك حمدة خميس المتفردة والمتميزة في إبداعها، وفوزيه السندي، وإبراهيم بوهندي، وكريم رضى، ود.راشد نجم، وآخرين لهم بصماتهم وتأثيرهم، طبقاً لقاعدة "الأسد ليس إلا بضعة خراف مهضومة".
حضور واسع
* معروف عنك اهتمامك بالمواهب الشابة.. فماذا يميز تجاربهم؟
- شباب عمان حاضرون في كافة أصناف الشعر وتسمياته، في العمودي والحديث، وقد استمعتم لأكثر من نموذج في الأمسية الشعرية، وفي كثير من قصائد التفعيلة، وقصيدة النثر، وفي كافة الأنواع نجد كثيراً من النماذج المتميزة.
هناك أيضاً من يكتب الشعر الشعبي العماني والشعر النبطي والشعر الغنائي سواء المستمد من الفلكلور الشعبي المرتبط بالنغم والإيقاع والرقص، أو الشعر الشعبي المقروء، وكل هذه الفنون الشعرية تتجاور إلى جانب بعضها البعض.
أما ما يميز هؤلاء الشعراء فهو التنافس الشديد والسباق في تطور التجربة، وتجويدها ودخول المسابقات الشعرية المتعددة التي تزخر بها السلطنة، ليس للفوز فقط ولكن لابراز الذات وتطوير التجربة.
* ماذا عن النقد الأدبي في عمان.. هل يساير هذه النتاجات؟
- هناك بون شاسع بين النشاط الإبداعي المتدفق بغزارة وبين النقد المتحفظ في أغلب أطروحاته. وهذا ليس في عمان فقط، فهذه سمة عربية مشتركة بل وعالمية، ويرجع الأمر فيها إلى صعوبة وجود الناقد المتمكن غير المكتفي بصفته الأكاديمية وبالتنظير، بل يقوم بالتحليل والشرح وبيان جماليات وسلبيات المنتج.
إن صعوبة النقد تأتي من كونه علم وفن مرتبط بالفنون الإبداعية، وهذا التوازن لا يحققه إلا الناقد المبدع الذي يعرف أين تكمن مواضع الجمال الحقيقي في النصوص وأين الخلل فيها.
* والصحافة الثقافية ألا تقوم بدورها؟
- كان لها دور هام في السابق، أما حالياً ومع وجود الناقد الحقيقي المتخصص، فقد النقد الصحفي القائم على التذوق والانطباعية كثيراً من أهميته، وقد أصبح هناك وعي بأن النقد علم يتعامل مع منتج جمالي إبداعي، لذا صار النقد الجيد هو إبداع مواز للإبداع الحقيقي.
الإبداع والنقد
* حدثينا عن تجربتك.. إنها تتنوع بين الإبداع والنقد؟
- هي الأكثر تنوعاً في الحقيقة، وأنا لا أعتقد بوجود حدود فاصلة بين الأجناس الأدبية، ومن يرغب في تناول أي جنس إبداعي فاليتفضل، على شرط الالتزام بالجودة.
لكنني لم أكتب القصة بعد وإن كانت تراودني عن ذاتي. فأنا أكتب الشعر الغنائي والعمودي والتفعيلة والنثر مؤخراً، وشعر الطفل. وأكتب المقال الصحفي الأدبي، والنقد الأدبي إلى جانب البحث العلمي. وقد وضعت الخطوط العريضة لكتابة سيرتي الذاتية، بعد أن وجدت الجميع يلح علي لكتابتها وقد ورد منها العديد من المقاطع في مقالاتي الأدبية.
* فما هي ملامح عالمك الإبداعي؟ وما آخر أعمالك؟
- عالمي الإبداعي متنوع ومتدفق، ومنذ أن بدأت لم أتوقف عن الكتابة نقداً وإبداعاً. فالقلم والقراءة أجنحتي أحلق بهما فأنا موجودة دائماً بينهما أي بين الكتابة والقراءة. وآخر أعمالي نصوص أدبية نثرية بعنوان "أورق من بين الثقوب". ولدي كتاب جاهز للطباعة بعنوان "وطن في حقيبة". كما أنني في صدد تجهيز كتابي الثاني عن النقد العماني. المشاريع الكتابية كثيرة لكن ليمنحنا الله الوقت الكافي لنصدرها.
سعيدة خاطر: الإبداع البحريني مازال مؤثراً في التجارب العمانية
وعبرت د.الفارسي عن شكرها وتقديرها لأسرة الأدباء والكتاب، للحفاوة التي حظي بها الوفد، مؤكدة في حوار مع ملحق فضاءات أدبية، على هامش الأمسية الشعرية، أن الإبداع البحريني مازال قوياً ومؤثراً في التجارب العمانية، بفضل عدة أسماء رسخت حضورها في الساحة الثقافية. وأضاءت د.الفارسي عدة جوانب في المشهد الثقافي العماني، خلال الحوار التالي...
* الاستضافة والتكريم من قبل أسرة الأدباء والكتاب ماذا يعني لكم؟
- يعني لنا الكثير، أولاً تجسيد روح الأخوة والمحبة بين الأدباء والكتاب في البلدين، والتبادل الإبداعي والمعرفي بينهما، واستعادة أجمل الذكريات بين البلدين اللذين تربطهما أجمل الروابط الإنسانية والحضارية.
تنوع وثراء
* للشقيقة عمان حضور إبداعي بارز في الساحتين الخليجية والعربية.. كيف هو المشهد حالياً؟
- المشهد الإبداعي في عمان في غاية الثراء والتنوع، وهناك عدة مؤسسات حكومية وأهلية مثل جمعية الكتاب وبيت الزبير والصالونات الأدبية والمجالس الشعرية الثقافية والحكومية مثل وزارة التراث والثقافة والنادي الثقافي والمنتدى الأدبي وجماعة الخليل بن أحمد الفراهيدي في جامعة السلطان قابوس، والجامعات الأهلية والكليات والمجالس في مناطق السلطنة المختلفة مثل مكتبة صور وبرزة شعراء صور، ومكتبة الفينيق في ولاية صور، ومكتبة الندوة في بهلاء ومجلس الشعر في صحار وأسرة كتاب الظاهرة، ومكتبة الغساني في ظفار وأفرع الجمعية في المحافظات.
* وكيف ترين المشهد الثقافي في البحرين؟ ألا يزال مؤثراً؟
- الإبداع البحريني مازال قوياً ومؤثراً، وهناك الشاعر الجميل علي الشرقاوي شفاه الله وعافاه، أعتبر نفسي واحدة من تلاميذه خصوصاً في نظمه الشعر الشعبي، الرباعيات، وله وللشاعر علي عبدالله خليفة تأثير كبير في جيلي والجيل الأصغر من الشباب. هناك أيضا قاسم حداد في تجديده قصيدة النثر، وعبدالرحمن هاشم رفيع رحمه الله، وهناك حمدة خميس المتفردة والمتميزة في إبداعها، وفوزيه السندي، وإبراهيم بوهندي، وكريم رضى، ود.راشد نجم، وآخرين لهم بصماتهم وتأثيرهم، طبقاً لقاعدة "الأسد ليس إلا بضعة خراف مهضومة".
حضور واسع
* معروف عنك اهتمامك بالمواهب الشابة.. فماذا يميز تجاربهم؟
- شباب عمان حاضرون في كافة أصناف الشعر وتسمياته، في العمودي والحديث، وقد استمعتم لأكثر من نموذج في الأمسية الشعرية، وفي كثير من قصائد التفعيلة، وقصيدة النثر، وفي كافة الأنواع نجد كثيراً من النماذج المتميزة.
هناك أيضاً من يكتب الشعر الشعبي العماني والشعر النبطي والشعر الغنائي سواء المستمد من الفلكلور الشعبي المرتبط بالنغم والإيقاع والرقص، أو الشعر الشعبي المقروء، وكل هذه الفنون الشعرية تتجاور إلى جانب بعضها البعض.
أما ما يميز هؤلاء الشعراء فهو التنافس الشديد والسباق في تطور التجربة، وتجويدها ودخول المسابقات الشعرية المتعددة التي تزخر بها السلطنة، ليس للفوز فقط ولكن لابراز الذات وتطوير التجربة.
* ماذا عن النقد الأدبي في عمان.. هل يساير هذه النتاجات؟
- هناك بون شاسع بين النشاط الإبداعي المتدفق بغزارة وبين النقد المتحفظ في أغلب أطروحاته. وهذا ليس في عمان فقط، فهذه سمة عربية مشتركة بل وعالمية، ويرجع الأمر فيها إلى صعوبة وجود الناقد المتمكن غير المكتفي بصفته الأكاديمية وبالتنظير، بل يقوم بالتحليل والشرح وبيان جماليات وسلبيات المنتج.
إن صعوبة النقد تأتي من كونه علم وفن مرتبط بالفنون الإبداعية، وهذا التوازن لا يحققه إلا الناقد المبدع الذي يعرف أين تكمن مواضع الجمال الحقيقي في النصوص وأين الخلل فيها.
* والصحافة الثقافية ألا تقوم بدورها؟
- كان لها دور هام في السابق، أما حالياً ومع وجود الناقد الحقيقي المتخصص، فقد النقد الصحفي القائم على التذوق والانطباعية كثيراً من أهميته، وقد أصبح هناك وعي بأن النقد علم يتعامل مع منتج جمالي إبداعي، لذا صار النقد الجيد هو إبداع مواز للإبداع الحقيقي.
الإبداع والنقد
* حدثينا عن تجربتك.. إنها تتنوع بين الإبداع والنقد؟
- هي الأكثر تنوعاً في الحقيقة، وأنا لا أعتقد بوجود حدود فاصلة بين الأجناس الأدبية، ومن يرغب في تناول أي جنس إبداعي فاليتفضل، على شرط الالتزام بالجودة.
لكنني لم أكتب القصة بعد وإن كانت تراودني عن ذاتي. فأنا أكتب الشعر الغنائي والعمودي والتفعيلة والنثر مؤخراً، وشعر الطفل. وأكتب المقال الصحفي الأدبي، والنقد الأدبي إلى جانب البحث العلمي. وقد وضعت الخطوط العريضة لكتابة سيرتي الذاتية، بعد أن وجدت الجميع يلح علي لكتابتها وقد ورد منها العديد من المقاطع في مقالاتي الأدبية.
* فما هي ملامح عالمك الإبداعي؟ وما آخر أعمالك؟
- عالمي الإبداعي متنوع ومتدفق، ومنذ أن بدأت لم أتوقف عن الكتابة نقداً وإبداعاً. فالقلم والقراءة أجنحتي أحلق بهما فأنا موجودة دائماً بينهما أي بين الكتابة والقراءة. وآخر أعمالي نصوص أدبية نثرية بعنوان "أورق من بين الثقوب". ولدي كتاب جاهز للطباعة بعنوان "وطن في حقيبة". كما أنني في صدد تجهيز كتابي الثاني عن النقد العماني. المشاريع الكتابية كثيرة لكن ليمنحنا الله الوقت الكافي لنصدرها.
سعيدة خاطر: الإبداع البحريني مازال مؤثراً في التجارب العمانية