معرفةُ اللغةِ
الجالياتِ اليهوديةَ القادمةَ من الدولِ العربية إلى فلسطين في القرون الوسطى لم تعرف اللغةَ العبرية ، ففي تلك الفترة اقتصرت معرفةُ اللغةِ العبريةِ على المثقفين ورجال دين أتقنوا اللغةَ العبرية لكونها لغة الصلاة، ولهذا كانت هناك حاجةٌ في ترجمة نصوص عبرية إلى اللغة العامية (العربية والعربية الممزوجة بالعبرية) أي عربية بحروف عبرية. ومعظم الترجمات في تلك الفترة كانت للتوراة أو كتب دينية أخرى. بعد عام 1948، ازدادت ظاهرة الترجمة من العبريّة إلى العربيّة من قبل كتاب عرب
هل نخون الشعر عند ترجمته ، سؤال يلح عندما نقرأ ترجمات عدة ، فيرى أدونيس أنّه " إذا كنّا نقصد من ترجمة الشعر نقل الأصل المترجم بدقة وبدون أي تغيير فإنّ الترجمة مستحيلة، وهذا ما دعا الجاحظ إلى رفض ترجمة الشعر العربي لأنّه سيكون تغييرا لطبيعته وفقدانا لهويته. وعلى هذا يجب إذا أن تلغى الترجمة، لكن ما دامت التجربة البشرية قامت على عكس ذلك الرأي ، بل إن هناك ترجماتٍ قليلة فاقت الأصل ، وهي طريق إلى مزيد من الوفاء، ولنعترف إذا أنّ في الترجمة تغييرًا وتبديلا وخيانةً للنص الأصل ، ولكن إلى أي مدى نبيح لأنفِسِنا أن نخون؟ إنها قضية أخلاقية تتبلور في مسألة أخلاقيات الترجمة" (أدونيس ،2004 ).
ويقول الجاحظ" والشعُر لا يُستطاع أن يُترجم ولا يجوز عليه النقلُ، ومتى حُوّل تقطّع نظمُه وبطل نظمُه وذهب حسنُه وسقط موضعُ التعجّب منه. وصار كالكلام المنثورِ"(الجاحظ،1955،ص 79-75 ).
إن ترجمةَ نصٍ من لغةٍ إلى لغةٍ أخرى يحتاج مهاراتٍ وإمكاناتٍ عديدةً، خاصة النص الشعري، القصيدة. فهي تتطلب من المترجم مهاراتٍ في الترجمةِ كي يحافظَ على النصِّ الأصلي، وهذه المهاراتُ تتشعب في ثلاثة محاور:
1. محور المضمون: يجب على المترجم أن يحافظَ على مضمون النّص وروحِه، مراعيا المغزى الظاهرَ والمخفيَ في هذا النصِّ ؟
2. محور الشكل ويتضمن جانبين
التركيب النحوي: مراعاة الفروق في التراكيب النحوية بين اللغتين الأمر الذي قد يستدعي إلى حدوث تغيير جذري
الأساليب البلاغية البديعيّة: محاولة ملاءمة الأساليب البلاغية التي توافق الأصل أو التعويضَ عنها في حالةِ تعذر إمكانية التطابقِ الكامِل في الأساليب البلاغيّة.
الوزن والقافية: قد يضطر المترجمُ إلى تغيير بعضِ الكلمات من أجل الحفاظِ على الوزن.
ترجمة الشعر
يطرح الباحث خليل أبو جهجه سؤالا حول كيفيّة تعريف القصيدة، هل نُعَرّفها حسبَ لغتِها ، وألفاظِها وطريقةِ توظيفِ اللغةِ، أم حسبَ وزنِها وموسيقاها الشعريةِ، هل يمكن تقييمها حسبَ مدى تأثيرها على المتلقي أم حسبَ كِّل تلك العوامل المذكورة سابقا (أبو جهجه،1995 ،ص 17 ).
ويرى صلاح فضل ضرورةَ أن نكون متيقظين في عملية الترجمةِ بحيث لا يطغى منهجُنا على روحِ القصيدةِ ونحاولُ قدرَ الإمكانِ عدمَ فقدانِها لروحِها (فضل،1995،ص 27 )
فهو يؤكد بأن سُلَّمَ الدرجاتِ الشعريةِ في علاقة حواريةٍ متبادلةٍ بين عدةِ عناصرَ: المرونة، الاستيعاب، قابلية التطبيق والتدرج من الجزء إلى الكل ومن السطح إلى العمق. وتقاس بمستويين ، مستوى الكلمة المكتوبة، ومستوى المضمون، وهذا بدوره يتطلب تحديد مصطلحات تتأرجح بين خمس درجات:
درجة الايقاع
درجة النحوية
درجة الكثافة
درجة التشتت
درجة التجريد
لا يمكننا فصل الشعر عن اللغة ، "فلم يعد بإمكاننا اليوم أن نعالج المسألة الشعرية بمعزل عن المسألة اللغوية. لا لأن الشعر نص مادته اللغة، بل لأن ما قدمته العلوم اللسانية الحديثة من مفاهيم تخص اللغة ، ترك أثره العميق والمباشر أحيانا على مفهوم الشعر (وطبعا على الأجناس الأدبية الأخرى بما في ذلك الشعر العربي الحديث، فانعكس ذلك على مفهومنا للخصائص البنائية للنصوص الشعرية" (العيد،1987،ص 9 ) وهذا بدورة يجعل عملية الترجمة من لغة إلى أخرى مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر.
وقديما راعى نقاد الشعر القديم ضرورة وضع معايير موضوعية للنقد والنظم ، فنرى ابن طباطبا في القرن الرابع الهجري يؤكد على ضرورة الفهم وكونه أداة التمييز بين الكلام العدل الصواب الحق وبين الكلام الجائر الخطأ الباطل، والفهم صِنْو العقل وهو تابعه ونتاجه".(ابن طباطبا،2005 )
فأهمية اللفظة في أنها تقوم بمحاورة المتلقي "وبهذا تصبح الكلمة في التجربة الجمالية إشارة حرّة تمّ تحريرها على يدي المبدع الذي يطلق عتاقها ويرسلها صوب المتلقي، لا ليقيّدها المتلقي مرّة أخرى بتصوٍّر مجتلَبٍ من بطون المعاجم- وهو ما نقترفه دائما في حق النصوص الأدبية فنُسهم في قتلِها وإفسادِ جماليتِها، وإنما للتفاعلِ معها بفتح أبوابِ خيالِه لها لتُحدثَ في نفسِه أثرَها الجماليَ. وهذا هو هدفُ النّصِ الأدبي" (الغذامي،2006،ص 18 )
ترجمة نصوص أدبية من العبرية إلى العربية
يحدد الباحث محمود كيال في مقاله (كيال،2003، ص 35-34) ظاهرة الترجمة من العبرية إلى العربية بثلاث مجموعات:
ترجمات في الدول العربية قبل 1948
ترجمات في الدول العربية بعد 1948
ترجمات في اسرائيل منذ 1948 .
ومن الجدير ذكره أن الجالياتِ اليهوديةَ القادمةَ من الدولِ العربية إلى فلسطين في القرون الوسطى لم تعرف اللغةَ العبرية ، ففي تلك الفترة اقتصرت معرفةُ اللغةِ العبريةِ على المثقفين ورجال دين أتقنوا اللغةَ العبرية لكونها لغة الصلاة، ولهذا كانت هناك حاجةٌ في ترجمة نصوص عبرية إلى اللغة العامية (العربية والعربية الممزوجة بالعبرية) أي عربية بحروف عبرية. ومعظم الترجمات في تلك الفترة كانت للتوراة أو كتب دينية أخرى.
بعد عام 1948، ازدادت ظاهرة الترجمة من العبريّة إلى العربيّة من قبل كتاب عرب ، ويرجع هذا إلى عدة أسباب:
- محاولة فهم السردية العبرية من منطلق افهم واعرف لغة عدوك.
-ترجمة استمارات لمؤسسات حكومية ، لتوجيهها إلى المواطن العربي البسيط الذي لم يكن يتقن العبرية بشكل يخوّله لفهم منشورات حكومية لمواطنيها.
- أسباب تجارية ، فاهتمت فئة بالترجمة من العبرية إلى العربية ، والذين اهتموا بدورهم في السوق العربي .
- الصحافة المكتوبة والإذاعية اهتمت بالتوجه إلى الجمهور العربي بلغته العربيّة .
-ترجمة لوائح مرورية على اعتبار أن اللغة العربية هي اللغة الثانية في اسرائيل- هذا على الرغم من أن ترجمة اللوائح مليئة بالأخطاء اللغوية والنحويّة الواضحة للعيان وهذه سياسة متبعة للتقليل من أهمية اللغة العربية.
ويرى كيال (كيال ،2003،ص 35) عدم انتشار ظاهرة الترجمة من العبرية إلى العربية لسببين:
- تجاهل نقاد عرب لهذه الظاهرة، وحتى لو تطرقوا للنص المترجم، فما كان يشغل بالهم هو المضمون السياسي وقللوا من أهمية جمالية اللغة والأسلوب .
- قلة النصوص المترجمة ذات الجودة .
يفترض أن يراعي المترجم في ترجمته للقصيدة المستويات المختلفة التي تتعلق بالقصيدة، فعلى مستوى المعنى ، فإنّ القصيدةَ تحمل مغزى معينًا ، وعلاقة بين الشاعر والنص ورمزيته المكنونة فيه. كذلك على مستوى الشكل .
وفي مقدمة ترجمته الشعر العبري إلى العربية ، يطرح " سلمان ناطور" تساؤلات عدة في مقدمة كتابه" مختارات من الشعر العربي المعاصر" " لماذا نهتم بقراءة الشعر الإسرائيلي إلى درجة ترجمته ونشره؟ قد يبدو السؤال غريبا في الوقت الحاضر، خاصة وأن التعرف على الإسرائيلي بات متاحا لمن يريد بشكل مباشر، لا عبر الوسائل الأدبيّة ومنها الشعر، مع ذلك يبدو الشعر سبيل تعرّف على من تُخاصم وحتى من تُسالم، إذا خاصمت أو سالمت، أكثر عمقا مما هو مباشر، لسبب بسيط، هو أن الشعر عند اختيار الجيد منه تعبير عن العمق ، لا يقترب منه أيُّ اتصالٍ آخرَ".(ناطور،2000،ص 3).
كانت هناك ترجمات عديدة للقصيدة العبرية من قبل الكتاب الفلسطينيين، بادر بها راشد حسين وترجمته للشاعر حاييم بياليك ، أنطون شماس وترجمته لشعر دافيد روكياح (روكياح،1977 )، محمود عباسي ، وترجمته لشعر موشيه ليبه (ليبه،1989 ) رغبةً من الكاتبِ نفسِه " وحبا منه في اطلاع قراء العربيّة على مشاعره وأحاسيسه كشاعر عبري تشغله أمور وقضايا شعبه بما فيها قضايا الكارثة والتطلع إلى السلام" (عباسي،1989)، سلمان ناطور،وترجمته لعدة شعراء يهود(ناطور،2000 ) و نعيم عرايدي.
وسيشمل بحثي مختارات من الشعر العبري المعاصر"من بياليك إلى عميحاي" ترجمة سلمان ناطور ونبيل غنطوس أنموذجا لبحثي.
سأستعرض هنا بعض النماذج لقصائد مترجمة من قبل الكتّاب الفلسطينيين، راشد حسين ، سلمان ناطور ونبيل غنطوس، محاولة الإجابة عن عدة أسئلة : هل حلّق الشاعر بالنص أكثر، محاولةً منه لإعادة تحرير مفهوم الأصالة، فهل الأصل هو النص الذي كتب أولا ، أم أنّ الإبداع الموازي في الترجمة قد يفوق الأصل ، وهل دائما الترجمة الأمينة هي الأصح ، أم أنها تُفسد أحيانا روحَ النص مُضَحِيَة بالمضمون التأويلي على حساب الترجمة الحرفية .
إنّ صعوبة ترجمة الشعر تكمن في أنّ للكلمةِ ظلالا ايحائيّةً دلاليةً تعتمد على التراكيب المرتبطةِ بالثقافةِ، فهل نجح الكتّابُ والمترجمون راشد حسين ، سلمان الناطور ونبيل طنّوس ، في ايجاد إيحاء مماثل في بناء اللغة وأتوا بمعانٍ تماثل المعنى الأصل من ناحية ايحاءاته الثقافية الاجتماعية والنفسية؟
فاللغة هي مجموعة أنساقٍ تتحرك في الفضاءاتِ الاجتماعيةِ
فهل سيصدق المثل الايطالي الشهير " أيها المترجمُ أيها الخائن ، أم ستكون خيانتُه مشروعة ؟!!
* قصيدة بعد موتي حاييم بياليك ترجمة راشد حسين
حاييم نحمان بياليك: ولد في أوكرانيا عام 1873، وتوفي عام 1934. صدرت المجموعة الكاملة لأشعاره في أكثر من طبعة. ويعتبر الشاعر القومي للشعب اليهودي.
بعد موتي أبِّنوني هكذا:
"كان إنسانٌ هنا- وانظروا: ها قد مضى
مات في غير أوانه
قُطعت في النصفِ أٌنشودةُ عمرِه
وخَسارة!
كان ما زال لديه لحنُ شعر واحد
غيَر أنّ اللحنَ ضاع
ضاع حتى الأبد!
كبرت هذي الخسارة
فلقد كان له أيضا كمان-
كان نفسًا حيةً ناطقة
فإذا داعبه الشاعرً بأداةٍ بأسرار فؤاده
وأثارت يدُه... كل أوتار كمانه
غير سرٍّ واحد أخفاه في أعماقه
دائما دارت على أوتاره
أنملُ الشاعر تستعجل سرّه
نغمة واحدة خرساء ظلّت
وهي حتى اليوم لمّا تتكلّم
أه ما أكبرَها هذي الخسارة!
هذه النغمةُ كُلَّ العمرِ كانت تنتفض
بهدوء تنتفض، وبصمت ترتعد
نفسها شوق إلى مزمورها محبوبِها، منقذِها
كم أحسّت لهفةً، كم ظمئت، كم قلقت.
مثلما يقلق قلبٌ لحبيبه
كلُ يومٍ راقبت عودته وانتظرته
صرخت مكتومةٌ صرختُها واستنجداته
وتواني هو ..بل..
بل .لم يجئ!
وعميق بالغ العمق الألم!
كان إنسان هنا- وانظروا: ها قد مضى
قطعت في النصف أنشودة عمره
كان ما زال لديه لحنُ شعرٍ واحدٌ
غيرَ أن اللحن ضاع
ضاع إلى الأبد
في قصيدة "بعد موتي" وهي قصيدة نثرية نلاحظ حرصَ المترجمِ راشد حسين على المعنى الحرفي للقصيدة ، ولكنه لم يحدد ترتيب الأبيات ولم يفصلها عن بعضها البعض كما حصل في القصيدة العبريّة، فقد قسمت القصيدة الأصلية ثلاثة مقاطع. ولكنّه حافظ على البناء الدائري، فهناك عبارات ابتدأت بها القصيدة وانتهت ، فهنا المبنى الدائري كان واضحا في الترجمة.
ولكن الكاتب المترجم راشد حسين لم يتقيد مائة بالمائة بالنّص الحرفي، فهو أفقدها جزءا من كونها قصيدة نثرية وحاجتها إلى ايقاعات بديلة كتكرار كلمة أو حرف معين، وفي قصيدة الأصل نرى تكرارا لعدة كلمات منها "الصمت " فكانت العبارة الأصلية بصمت تنتفض وبصمت ترتعد إلا أن المترجم وضع العبارة على الشكل الآتي: بهدوء تنتفض، وبصمت ترتعد.
كلمة تم تكرارها في النص الأصلي: تدور وتدور على أوتاره
أما المترجم فقد غير العبارة : دائما دارت على أوتاره .
نجد عبارة: نفس حيّة ناطقة إلا أن المترجم فضّل اضافة كان رغم وجودها في المقطع ذاته : فلقد كان له أيضا كمان
كان نفسا حيّة ناطقة.
نرى من خلال هذه الإضافة انتقاصا في المعنى ، فالتكرارُ هنا جاء في غير محلّه
فأحيانا البدء بجملة اسميّة يصور شدة الألم في هذا المشهد وهذا ما رأيناه في النص الأصل.
قصيدة بعد موتي تنتمي لشعر اعترافات بياليك، وكأنها وصيةٌ من الشاعر يملي على المؤبنين طريقةَ تأبينه بعد موته.
بنيت قصيدة " بعد موتي" على شكل إطار يظهر في البيت الأول والأخير ، اللذين يتناولان معنى الفقد.
ومن ناحية الوزن والقافية فهي حرة بمعنى أن قصيدتَه أشبهُ بقصيدةِ النثر. واتضحت بشكل واضح كلمة "له" وتكرارها ليؤكد بيالك حيرته في قصيدة بعد موتي.
الة الكمان والتي تظهر في البيت الثاني هي استعمال مجازي كناية عن شعره. وكأن قصيدتَه هي عزفٌ لمكنونات قلبه، ولكنّ هناك لحنا ما زال يجد صعوبة في الخروج، أي أن في داخل بياليك شيئا في أعماق قلبه يجد صعوبة في إخراجه، وتتضح معاناتُه أكثر في البيت الثالث ونرى محاولتَه البائسةَ لإخراج إحساسهِ من خلال قصيدة، وكأنه في انتظار المخلّص ولا يأتيه.
قصيدة " بعد موتي" تعبّر عن مخاوفَ وإحباطاتِ كلِّ شاعر ، والانسان عموما، الخوف من أن لا ننجح في تحقيق كل ما نريده قبل موتِنا، فنرى بياليك عند تصويره للحظة تأبينه وكأنها لحظةٌ محبطةٌ، فلا ينجحُ بإخراجِ آخَر تعبيرٍ فلا تسعفُه الكلماتُ .
إن ّالعبارةَ الدائريةَ التي تأتي في البيتِ الأولِ والبيتِ الثالثِ ،في النصِّ الأصل كُتبت بشكل مختلف :
"היה איש- וראו: איננו עוד,
" ה י ה איש- וראו: א י נ נ ו עוד,
ما نجده في النص: بأن الكلمتين كتبتا في البيت الأول بشكل عادي ، بينما في البيت الأخير تم التأكيد على الكلمتين عن طريق إبعاد الحروف عن بعضها، وهدف من وراء هذا ايضاح حدّة الوجع والخيبة.
إلى أننا عندما نرجع إلى النّص المترجم، نرى أنّه غفل عن هذه المسألةِ.
نلاحظ أنّ الكاتبَ والمترجم راشد حسين تنازل عن بعضِ الايقاعات البديلة التي جاءت داعمةً للنّص الأصل ، كتكرارِ الكلمة ، ضمن شعريّةِ التكرار ، والتلاعب بطريقة كتابة الكلمة. ممّا يعد خيانة للنّص الأصل.
زواج متأخر يهودا عميحاي
يهودا عميحاي: ولد في ألمانيا عام 1925،عاش وتوفي في القدس. عام 2000 ، اعتبر الشاعر القومي الإسرائيلي وكان المرشح الإسرائيلي الأقوى للفوز بجائزة نوبل. صدر له 25 مجموعة شعرية، أولها "الحرب الأولى" ، "الحب الأوّل" عام 1952.
أجلس في غرفة انتظار مع عروسين أصغر
مني بسنوات عديدة، لو عشت في العصور القديمة
لكنت نبيا، ولكنني اليوم أنتظر بهدوء
لأسجل اسمي مع اسم حبيبتي في كتاب الزواجِ
الكبيرِ ولأجيبَ على الأسئلةِ التي أقدرُ على الإجابةِ عليها
ملأتُ حياتي بالكلماتِ، جمعتُ في جسدي معلوماتٍ يمكن أن تكفي
أجهزةَ مخابراتٍ في دول عديدة.
بخطى ثقيلة أحمل أفكارا خفيفة
مثلما في صباي حملتُ أفكارا ثقيلةً على
رجلين خفيفتين، كادتا تسقطان من ثقل المستقبل
أعباء حياتي تقرّب تاريخ الولادة
إلى تاريخِ الموت، مثلَ كتبِ التاريخ
التي جمع فيها ثقل التاريخ هذين الرقمين
بجانب اسم ملك مات
ويفصل بينهما خطٌ صغير
اقبضُ على هذا الخط بكل قواي
كغصنٍ ينقذني وأحيا عليه
وقد أقسمت ألا أكون وحدي مع
صوت عريس وصوتِ عروس وصوتِ
فرح ِالأطفال في شوارع أورشليم
ومدن يهودا.
نجد في هذه القصيدةِ ترجمةً حرفيةً من اللغةِ العبرية إلى العربيةِ، ولكنّ المترجمَ اكتفى بالعنوان " زواج متأخر" فكتبه مرة واحدة بينما هو في النص الأصل كتبه إضافة إلى العنوان ثلاثَ مرّات في البيت الثاني إلى البيت الثالث ، وفي كل مرة وظّفه للتأكيد على المعنى، ففي البيت الثاني هذا الزواج المتأخر جاء بعد شعوره بالمفارقة التي عاشها فهو الآن بخطى ثقيلة يحمل أفكارا سهلة عن الزواجِ وحياة جديدةٍ، بينما عندما كان شابا كان يملك اندفاعيةَ الشباب وحركتَهم ولكنه كان يحمل أفكارا ثقيلة، والبيت الثالث يؤكد أن الحياةَ لحظة،ٌ فساعة الميلاد تقترب من ساعة الموت، ولهذا اختار أن يعيش قليلا بزواجه المتأخر.
وفي البيت الأخير وظّف عبارةَ الزواج المتأخر لكي يؤكَد أنه حتى لو كان متأخرا فإنه قرّر أنّه لن يكون وحيدا بعد اليوم.
* قصيدة التسامح، شعر: لاشه سون، ترجمة: د. نبيل طنوس
إذا كان الإنسان ذئبا للإنسان
إذا كان هنالك خوفٌ
إذا كنت تفرح عندما أتألم
تعال معا...
تعال لأننا معا هنا نحسِّن
وللضعيفِ نمدّ معا هنا يدَ العون
"لأن معا" هي أكثر بكثير
التسامح- هو كلمتنا
إنسان ٌلإنسان
صديق لصديق
نتّحد جسما واحدا
القليلُ مع الكثير
الأقلُ مع الأكثر
ومعا هنا نسير
لو فقط نقرِّرُ أن نحاولَ
كلنا نحاولُ
التّسامحُ هو كلمتنا
نلاحظ في البيتِ الأوّل تكرار الفعل الماضي الناقص" كان" وهذا التكرار أضعف النّص، ولم نره في النّص الأصلي.
* قصيدة" المكان الذي به نحن محقّون، شعر: يهودا عميحاي، ترجمة : نبيل طنوس
من المكان الذي به نحن محقّون
لن تنمو في الربيع
زهور أبدا
****
المكان الذي به نحن محقّون
مداس وصلب
كالأرض اليابسة
**
أما الريبة والمحبة
فتجعلان العالمَ رخوا
مثل الخلد، مثل الحقل
وهمسةٌ تعلو من المكان
الذي به كانت
الدارُ الدارسة
عند قراءتنا للنّص نلاحظ تبديلَ وإضافةَ بعضِ الكلماتِ، فنجد بدلا من كلمة الساحة وضع المترجم عبارة الأرضِ الصلبة.
أيضا نجد ترجمته لكلمة عبرية معناها لكن بـ "أما"
وهناك فرق بين لكن وأما
فالكلمة العبرية تفيد الاستدراك تماما كـ "لكنْ" ، فهو حرف عطف واستدراك يثبت لما بعده حكما مخالفا لحكم ما قبله ، بينما استخدام أمّا وهو حرف استفتاح يختلف فيكثر استعماله قبل القسم. والشاعر استخدم أمّا عند المقارنة بين مفهومين متناقضين في النص ، مفهوم العدل ومفهوم الانسانية ، فالعدل مهما كان صادقا، فيه من التعنّت والتشبث بالرأي وقد يأتي هذا على حساب الانسانية.
ينتقد الشاعرُ في هذه القصيدةِ شدةَ التعنت بالرأي حتى لو كان صادقا ، فهو يرى أن العدلَ أحيانا لا يسمح بالنمو والتطور ، وفي هذه القصيدةِ يتحدثُ من وجهة نظر اليهودي بأحقيته بفلسطين أرض الميعاد بالنسبة لهم إلا أنه يقول حتى لو كانت الأرضُ من حقنا ماذا عن الانسانيةِ فنحن بوجودِنا دمرْنا أرضًا كانت مأهولةً بالناس ويقصد هنا الفلسطينيين، وبغض النظر عن وجهة نظرنا ومعارضتنا لاعتبار فلسطين حقا من حقوقهم ، إلا أن ما يعنينا هنا ، هل نجح المترجمُ بإيضاح هذه الفكرةِ ، وما الآلياتُ التي فقدناها ليصلَنا هذا المعنى؟!!
في المقطع الثاني من القصيدة نرى التركيزَ على الانسانية وكيف أنها ممكن أن تجعلَ العالم ينمو بدلا من الهمس الذي يسمع من أصوات المنكوبين الذين قمنا بتدمير بيوتهم أي يقصد هنا الفلسطينيين ويوظف الشاعرُ كلماتٍ عديدةً تحتوي على حرف الشين ليؤكدَ على مسألة الهمس والحسرة ، فكلمة همس باللغة العبرية تحتوي على حرف الشين "لحيشا" واسم الموصول الذي بالعبرية يحتوي على شين ، فهذا التناغم فقدناه عند الترجمة.
خاتمة
من خلالِ النماذجِ القليلةِ التي أتينا بها تمثيلاً لمسألةِ الترجمةِ ، يتضحُ لنا أنّ الترجمةَ من العبريةِ إلى العربيةِ قد أفقدتِ النّصَّ الأصَل روحَه، فقد تغاضى المترجمُ عن أموٍر لُغويّةٍ جاءت للتأكيدِ على معاني القصيدةِ، كتكرارِ بعضِ الحروفِ والكلماتِ ، وطريقةِ كتابةِ الكلماتِ بشكلٍ متفرقٍ في الجملةِ .فقد تضيعُ الدلالةُ الحقيقةُ للنَّصِ عند ترجمتهِ. ولا نختلفُ مع الآراءِ التي تقولُ: إن الترجمةَ جسرٌ بين ثقافتين ولكنَّ عمليةَ الخيانةِ لا بُدَّ أنْ تحصلَ فأنتَ تترجم ُعالما مختلفا عنك ثقافةً ولغة.ً
* المصادر والمراجع
المصادر: نصوص القصائد:
1- روكياح، دافيد ، من صيف إلى صيف، ترجمة أنطون شمّاس، إصدار الشرق، مطبعة الأنباء ، القدس، 1977 .
2- ليبه،موشيه، قريبا من الفردوس، ترجمة محمود عباسي، دار المشرق ، شفاعمرو،1989 .
3- الناطور، سلمان ، من بياليك إلى عميحاي، مختارات من الشعر العبري المعاصر، ص 3
*المراجع:
4- أبو جهجه، خليل، الحداثة الشعرية العربية بين الإبداع والتنظير والنقد، بيروت، دار الفكر اللبناني، 1995.
5- ابن طباطبا ، عيار الشعر،تحقيق عباس عبد الساتر - نعيم زرزوردار الكتب العلميّة، 2005 .
6- أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، كتاب الحيوان، تحقيق محمد عبد السلام هارون، دار الجيل، 1955.
7- العيد، يمنى، في القول الشعري، دار توبقال للنشر، المغرب ط1 1987 ، ص
8- عبدالله الغذامي، تشريح النص، المركز الثقافي العربي، ط 2 ، الدار البيضاء ، المغرب، 2006، .
9- فضل، صلاح ، الأساليب الشعرية المعاصرة، بيروت ، دار الآداب، 1995.
10- كيال محمود، ثبت بيبليوغرافي للترجمات والدراسات العربيّة عن الأدب العبري الحديث في اسرائيل والعالم العربي، تل أبيب: معهد ترجمة الأدب العبري، 2003 .
*مواقع الشبكة العنكبوتيّة
11- أدونيس، موقع اليون، الأحد 25 ابريل ، 2004، العدد 11272 alyaum.com
12- طنّوس نبيل ، ترجماته للقصائد العبريّة ،http://www.nabil tannus.co.il-
د. جهينة الخطيب
* ترجمة الشعر العبري إلى العربية أنموذجا (بحث قُدّم في مؤتمر الترجمة والنص في تونس)*
الجالياتِ اليهوديةَ القادمةَ من الدولِ العربية إلى فلسطين في القرون الوسطى لم تعرف اللغةَ العبرية ، ففي تلك الفترة اقتصرت معرفةُ اللغةِ العبريةِ على المثقفين ورجال دين أتقنوا اللغةَ العبرية لكونها لغة الصلاة، ولهذا كانت هناك حاجةٌ في ترجمة نصوص عبرية إلى اللغة العامية (العربية والعربية الممزوجة بالعبرية) أي عربية بحروف عبرية. ومعظم الترجمات في تلك الفترة كانت للتوراة أو كتب دينية أخرى. بعد عام 1948، ازدادت ظاهرة الترجمة من العبريّة إلى العربيّة من قبل كتاب عرب
هل نخون الشعر عند ترجمته ، سؤال يلح عندما نقرأ ترجمات عدة ، فيرى أدونيس أنّه " إذا كنّا نقصد من ترجمة الشعر نقل الأصل المترجم بدقة وبدون أي تغيير فإنّ الترجمة مستحيلة، وهذا ما دعا الجاحظ إلى رفض ترجمة الشعر العربي لأنّه سيكون تغييرا لطبيعته وفقدانا لهويته. وعلى هذا يجب إذا أن تلغى الترجمة، لكن ما دامت التجربة البشرية قامت على عكس ذلك الرأي ، بل إن هناك ترجماتٍ قليلة فاقت الأصل ، وهي طريق إلى مزيد من الوفاء، ولنعترف إذا أنّ في الترجمة تغييرًا وتبديلا وخيانةً للنص الأصل ، ولكن إلى أي مدى نبيح لأنفِسِنا أن نخون؟ إنها قضية أخلاقية تتبلور في مسألة أخلاقيات الترجمة" (أدونيس ،2004 ).
ويقول الجاحظ" والشعُر لا يُستطاع أن يُترجم ولا يجوز عليه النقلُ، ومتى حُوّل تقطّع نظمُه وبطل نظمُه وذهب حسنُه وسقط موضعُ التعجّب منه. وصار كالكلام المنثورِ"(الجاحظ،1955،ص 79-75 ).
إن ترجمةَ نصٍ من لغةٍ إلى لغةٍ أخرى يحتاج مهاراتٍ وإمكاناتٍ عديدةً، خاصة النص الشعري، القصيدة. فهي تتطلب من المترجم مهاراتٍ في الترجمةِ كي يحافظَ على النصِّ الأصلي، وهذه المهاراتُ تتشعب في ثلاثة محاور:
1. محور المضمون: يجب على المترجم أن يحافظَ على مضمون النّص وروحِه، مراعيا المغزى الظاهرَ والمخفيَ في هذا النصِّ ؟
2. محور الشكل ويتضمن جانبين
التركيب النحوي: مراعاة الفروق في التراكيب النحوية بين اللغتين الأمر الذي قد يستدعي إلى حدوث تغيير جذري
الأساليب البلاغية البديعيّة: محاولة ملاءمة الأساليب البلاغية التي توافق الأصل أو التعويضَ عنها في حالةِ تعذر إمكانية التطابقِ الكامِل في الأساليب البلاغيّة.
الوزن والقافية: قد يضطر المترجمُ إلى تغيير بعضِ الكلمات من أجل الحفاظِ على الوزن.
ترجمة الشعر
يطرح الباحث خليل أبو جهجه سؤالا حول كيفيّة تعريف القصيدة، هل نُعَرّفها حسبَ لغتِها ، وألفاظِها وطريقةِ توظيفِ اللغةِ، أم حسبَ وزنِها وموسيقاها الشعريةِ، هل يمكن تقييمها حسبَ مدى تأثيرها على المتلقي أم حسبَ كِّل تلك العوامل المذكورة سابقا (أبو جهجه،1995 ،ص 17 ).
ويرى صلاح فضل ضرورةَ أن نكون متيقظين في عملية الترجمةِ بحيث لا يطغى منهجُنا على روحِ القصيدةِ ونحاولُ قدرَ الإمكانِ عدمَ فقدانِها لروحِها (فضل،1995،ص 27 )
فهو يؤكد بأن سُلَّمَ الدرجاتِ الشعريةِ في علاقة حواريةٍ متبادلةٍ بين عدةِ عناصرَ: المرونة، الاستيعاب، قابلية التطبيق والتدرج من الجزء إلى الكل ومن السطح إلى العمق. وتقاس بمستويين ، مستوى الكلمة المكتوبة، ومستوى المضمون، وهذا بدوره يتطلب تحديد مصطلحات تتأرجح بين خمس درجات:
درجة الايقاع
درجة النحوية
درجة الكثافة
درجة التشتت
درجة التجريد
لا يمكننا فصل الشعر عن اللغة ، "فلم يعد بإمكاننا اليوم أن نعالج المسألة الشعرية بمعزل عن المسألة اللغوية. لا لأن الشعر نص مادته اللغة، بل لأن ما قدمته العلوم اللسانية الحديثة من مفاهيم تخص اللغة ، ترك أثره العميق والمباشر أحيانا على مفهوم الشعر (وطبعا على الأجناس الأدبية الأخرى بما في ذلك الشعر العربي الحديث، فانعكس ذلك على مفهومنا للخصائص البنائية للنصوص الشعرية" (العيد،1987،ص 9 ) وهذا بدورة يجعل عملية الترجمة من لغة إلى أخرى مهمة صعبة محفوفة بالمخاطر.
وقديما راعى نقاد الشعر القديم ضرورة وضع معايير موضوعية للنقد والنظم ، فنرى ابن طباطبا في القرن الرابع الهجري يؤكد على ضرورة الفهم وكونه أداة التمييز بين الكلام العدل الصواب الحق وبين الكلام الجائر الخطأ الباطل، والفهم صِنْو العقل وهو تابعه ونتاجه".(ابن طباطبا،2005 )
فأهمية اللفظة في أنها تقوم بمحاورة المتلقي "وبهذا تصبح الكلمة في التجربة الجمالية إشارة حرّة تمّ تحريرها على يدي المبدع الذي يطلق عتاقها ويرسلها صوب المتلقي، لا ليقيّدها المتلقي مرّة أخرى بتصوٍّر مجتلَبٍ من بطون المعاجم- وهو ما نقترفه دائما في حق النصوص الأدبية فنُسهم في قتلِها وإفسادِ جماليتِها، وإنما للتفاعلِ معها بفتح أبوابِ خيالِه لها لتُحدثَ في نفسِه أثرَها الجماليَ. وهذا هو هدفُ النّصِ الأدبي" (الغذامي،2006،ص 18 )
ترجمة نصوص أدبية من العبرية إلى العربية
يحدد الباحث محمود كيال في مقاله (كيال،2003، ص 35-34) ظاهرة الترجمة من العبرية إلى العربية بثلاث مجموعات:
ترجمات في الدول العربية قبل 1948
ترجمات في الدول العربية بعد 1948
ترجمات في اسرائيل منذ 1948 .
ومن الجدير ذكره أن الجالياتِ اليهوديةَ القادمةَ من الدولِ العربية إلى فلسطين في القرون الوسطى لم تعرف اللغةَ العبرية ، ففي تلك الفترة اقتصرت معرفةُ اللغةِ العبريةِ على المثقفين ورجال دين أتقنوا اللغةَ العبرية لكونها لغة الصلاة، ولهذا كانت هناك حاجةٌ في ترجمة نصوص عبرية إلى اللغة العامية (العربية والعربية الممزوجة بالعبرية) أي عربية بحروف عبرية. ومعظم الترجمات في تلك الفترة كانت للتوراة أو كتب دينية أخرى.
بعد عام 1948، ازدادت ظاهرة الترجمة من العبريّة إلى العربيّة من قبل كتاب عرب ، ويرجع هذا إلى عدة أسباب:
- محاولة فهم السردية العبرية من منطلق افهم واعرف لغة عدوك.
-ترجمة استمارات لمؤسسات حكومية ، لتوجيهها إلى المواطن العربي البسيط الذي لم يكن يتقن العبرية بشكل يخوّله لفهم منشورات حكومية لمواطنيها.
- أسباب تجارية ، فاهتمت فئة بالترجمة من العبرية إلى العربية ، والذين اهتموا بدورهم في السوق العربي .
- الصحافة المكتوبة والإذاعية اهتمت بالتوجه إلى الجمهور العربي بلغته العربيّة .
-ترجمة لوائح مرورية على اعتبار أن اللغة العربية هي اللغة الثانية في اسرائيل- هذا على الرغم من أن ترجمة اللوائح مليئة بالأخطاء اللغوية والنحويّة الواضحة للعيان وهذه سياسة متبعة للتقليل من أهمية اللغة العربية.
ويرى كيال (كيال ،2003،ص 35) عدم انتشار ظاهرة الترجمة من العبرية إلى العربية لسببين:
- تجاهل نقاد عرب لهذه الظاهرة، وحتى لو تطرقوا للنص المترجم، فما كان يشغل بالهم هو المضمون السياسي وقللوا من أهمية جمالية اللغة والأسلوب .
- قلة النصوص المترجمة ذات الجودة .
يفترض أن يراعي المترجم في ترجمته للقصيدة المستويات المختلفة التي تتعلق بالقصيدة، فعلى مستوى المعنى ، فإنّ القصيدةَ تحمل مغزى معينًا ، وعلاقة بين الشاعر والنص ورمزيته المكنونة فيه. كذلك على مستوى الشكل .
وفي مقدمة ترجمته الشعر العبري إلى العربية ، يطرح " سلمان ناطور" تساؤلات عدة في مقدمة كتابه" مختارات من الشعر العربي المعاصر" " لماذا نهتم بقراءة الشعر الإسرائيلي إلى درجة ترجمته ونشره؟ قد يبدو السؤال غريبا في الوقت الحاضر، خاصة وأن التعرف على الإسرائيلي بات متاحا لمن يريد بشكل مباشر، لا عبر الوسائل الأدبيّة ومنها الشعر، مع ذلك يبدو الشعر سبيل تعرّف على من تُخاصم وحتى من تُسالم، إذا خاصمت أو سالمت، أكثر عمقا مما هو مباشر، لسبب بسيط، هو أن الشعر عند اختيار الجيد منه تعبير عن العمق ، لا يقترب منه أيُّ اتصالٍ آخرَ".(ناطور،2000،ص 3).
كانت هناك ترجمات عديدة للقصيدة العبرية من قبل الكتاب الفلسطينيين، بادر بها راشد حسين وترجمته للشاعر حاييم بياليك ، أنطون شماس وترجمته لشعر دافيد روكياح (روكياح،1977 )، محمود عباسي ، وترجمته لشعر موشيه ليبه (ليبه،1989 ) رغبةً من الكاتبِ نفسِه " وحبا منه في اطلاع قراء العربيّة على مشاعره وأحاسيسه كشاعر عبري تشغله أمور وقضايا شعبه بما فيها قضايا الكارثة والتطلع إلى السلام" (عباسي،1989)، سلمان ناطور،وترجمته لعدة شعراء يهود(ناطور،2000 ) و نعيم عرايدي.
وسيشمل بحثي مختارات من الشعر العبري المعاصر"من بياليك إلى عميحاي" ترجمة سلمان ناطور ونبيل غنطوس أنموذجا لبحثي.
سأستعرض هنا بعض النماذج لقصائد مترجمة من قبل الكتّاب الفلسطينيين، راشد حسين ، سلمان ناطور ونبيل غنطوس، محاولة الإجابة عن عدة أسئلة : هل حلّق الشاعر بالنص أكثر، محاولةً منه لإعادة تحرير مفهوم الأصالة، فهل الأصل هو النص الذي كتب أولا ، أم أنّ الإبداع الموازي في الترجمة قد يفوق الأصل ، وهل دائما الترجمة الأمينة هي الأصح ، أم أنها تُفسد أحيانا روحَ النص مُضَحِيَة بالمضمون التأويلي على حساب الترجمة الحرفية .
إنّ صعوبة ترجمة الشعر تكمن في أنّ للكلمةِ ظلالا ايحائيّةً دلاليةً تعتمد على التراكيب المرتبطةِ بالثقافةِ، فهل نجح الكتّابُ والمترجمون راشد حسين ، سلمان الناطور ونبيل طنّوس ، في ايجاد إيحاء مماثل في بناء اللغة وأتوا بمعانٍ تماثل المعنى الأصل من ناحية ايحاءاته الثقافية الاجتماعية والنفسية؟
فاللغة هي مجموعة أنساقٍ تتحرك في الفضاءاتِ الاجتماعيةِ
فهل سيصدق المثل الايطالي الشهير " أيها المترجمُ أيها الخائن ، أم ستكون خيانتُه مشروعة ؟!!
* قصيدة بعد موتي حاييم بياليك ترجمة راشد حسين
حاييم نحمان بياليك: ولد في أوكرانيا عام 1873، وتوفي عام 1934. صدرت المجموعة الكاملة لأشعاره في أكثر من طبعة. ويعتبر الشاعر القومي للشعب اليهودي.
بعد موتي أبِّنوني هكذا:
"كان إنسانٌ هنا- وانظروا: ها قد مضى
مات في غير أوانه
قُطعت في النصفِ أٌنشودةُ عمرِه
وخَسارة!
كان ما زال لديه لحنُ شعر واحد
غيَر أنّ اللحنَ ضاع
ضاع حتى الأبد!
كبرت هذي الخسارة
فلقد كان له أيضا كمان-
كان نفسًا حيةً ناطقة
فإذا داعبه الشاعرً بأداةٍ بأسرار فؤاده
وأثارت يدُه... كل أوتار كمانه
غير سرٍّ واحد أخفاه في أعماقه
دائما دارت على أوتاره
أنملُ الشاعر تستعجل سرّه
نغمة واحدة خرساء ظلّت
وهي حتى اليوم لمّا تتكلّم
أه ما أكبرَها هذي الخسارة!
هذه النغمةُ كُلَّ العمرِ كانت تنتفض
بهدوء تنتفض، وبصمت ترتعد
نفسها شوق إلى مزمورها محبوبِها، منقذِها
كم أحسّت لهفةً، كم ظمئت، كم قلقت.
مثلما يقلق قلبٌ لحبيبه
كلُ يومٍ راقبت عودته وانتظرته
صرخت مكتومةٌ صرختُها واستنجداته
وتواني هو ..بل..
بل .لم يجئ!
وعميق بالغ العمق الألم!
كان إنسان هنا- وانظروا: ها قد مضى
قطعت في النصف أنشودة عمره
كان ما زال لديه لحنُ شعرٍ واحدٌ
غيرَ أن اللحن ضاع
ضاع إلى الأبد
في قصيدة "بعد موتي" وهي قصيدة نثرية نلاحظ حرصَ المترجمِ راشد حسين على المعنى الحرفي للقصيدة ، ولكنه لم يحدد ترتيب الأبيات ولم يفصلها عن بعضها البعض كما حصل في القصيدة العبريّة، فقد قسمت القصيدة الأصلية ثلاثة مقاطع. ولكنّه حافظ على البناء الدائري، فهناك عبارات ابتدأت بها القصيدة وانتهت ، فهنا المبنى الدائري كان واضحا في الترجمة.
ولكن الكاتب المترجم راشد حسين لم يتقيد مائة بالمائة بالنّص الحرفي، فهو أفقدها جزءا من كونها قصيدة نثرية وحاجتها إلى ايقاعات بديلة كتكرار كلمة أو حرف معين، وفي قصيدة الأصل نرى تكرارا لعدة كلمات منها "الصمت " فكانت العبارة الأصلية بصمت تنتفض وبصمت ترتعد إلا أن المترجم وضع العبارة على الشكل الآتي: بهدوء تنتفض، وبصمت ترتعد.
كلمة تم تكرارها في النص الأصلي: تدور وتدور على أوتاره
أما المترجم فقد غير العبارة : دائما دارت على أوتاره .
نجد عبارة: نفس حيّة ناطقة إلا أن المترجم فضّل اضافة كان رغم وجودها في المقطع ذاته : فلقد كان له أيضا كمان
كان نفسا حيّة ناطقة.
نرى من خلال هذه الإضافة انتقاصا في المعنى ، فالتكرارُ هنا جاء في غير محلّه
فأحيانا البدء بجملة اسميّة يصور شدة الألم في هذا المشهد وهذا ما رأيناه في النص الأصل.
قصيدة بعد موتي تنتمي لشعر اعترافات بياليك، وكأنها وصيةٌ من الشاعر يملي على المؤبنين طريقةَ تأبينه بعد موته.
بنيت قصيدة " بعد موتي" على شكل إطار يظهر في البيت الأول والأخير ، اللذين يتناولان معنى الفقد.
ومن ناحية الوزن والقافية فهي حرة بمعنى أن قصيدتَه أشبهُ بقصيدةِ النثر. واتضحت بشكل واضح كلمة "له" وتكرارها ليؤكد بيالك حيرته في قصيدة بعد موتي.
الة الكمان والتي تظهر في البيت الثاني هي استعمال مجازي كناية عن شعره. وكأن قصيدتَه هي عزفٌ لمكنونات قلبه، ولكنّ هناك لحنا ما زال يجد صعوبة في الخروج، أي أن في داخل بياليك شيئا في أعماق قلبه يجد صعوبة في إخراجه، وتتضح معاناتُه أكثر في البيت الثالث ونرى محاولتَه البائسةَ لإخراج إحساسهِ من خلال قصيدة، وكأنه في انتظار المخلّص ولا يأتيه.
قصيدة " بعد موتي" تعبّر عن مخاوفَ وإحباطاتِ كلِّ شاعر ، والانسان عموما، الخوف من أن لا ننجح في تحقيق كل ما نريده قبل موتِنا، فنرى بياليك عند تصويره للحظة تأبينه وكأنها لحظةٌ محبطةٌ، فلا ينجحُ بإخراجِ آخَر تعبيرٍ فلا تسعفُه الكلماتُ .
إن ّالعبارةَ الدائريةَ التي تأتي في البيتِ الأولِ والبيتِ الثالثِ ،في النصِّ الأصل كُتبت بشكل مختلف :
"היה איש- וראו: איננו עוד,
" ה י ה איש- וראו: א י נ נ ו עוד,
ما نجده في النص: بأن الكلمتين كتبتا في البيت الأول بشكل عادي ، بينما في البيت الأخير تم التأكيد على الكلمتين عن طريق إبعاد الحروف عن بعضها، وهدف من وراء هذا ايضاح حدّة الوجع والخيبة.
إلى أننا عندما نرجع إلى النّص المترجم، نرى أنّه غفل عن هذه المسألةِ.
نلاحظ أنّ الكاتبَ والمترجم راشد حسين تنازل عن بعضِ الايقاعات البديلة التي جاءت داعمةً للنّص الأصل ، كتكرارِ الكلمة ، ضمن شعريّةِ التكرار ، والتلاعب بطريقة كتابة الكلمة. ممّا يعد خيانة للنّص الأصل.
زواج متأخر يهودا عميحاي
يهودا عميحاي: ولد في ألمانيا عام 1925،عاش وتوفي في القدس. عام 2000 ، اعتبر الشاعر القومي الإسرائيلي وكان المرشح الإسرائيلي الأقوى للفوز بجائزة نوبل. صدر له 25 مجموعة شعرية، أولها "الحرب الأولى" ، "الحب الأوّل" عام 1952.
أجلس في غرفة انتظار مع عروسين أصغر
مني بسنوات عديدة، لو عشت في العصور القديمة
لكنت نبيا، ولكنني اليوم أنتظر بهدوء
لأسجل اسمي مع اسم حبيبتي في كتاب الزواجِ
الكبيرِ ولأجيبَ على الأسئلةِ التي أقدرُ على الإجابةِ عليها
ملأتُ حياتي بالكلماتِ، جمعتُ في جسدي معلوماتٍ يمكن أن تكفي
أجهزةَ مخابراتٍ في دول عديدة.
بخطى ثقيلة أحمل أفكارا خفيفة
مثلما في صباي حملتُ أفكارا ثقيلةً على
رجلين خفيفتين، كادتا تسقطان من ثقل المستقبل
أعباء حياتي تقرّب تاريخ الولادة
إلى تاريخِ الموت، مثلَ كتبِ التاريخ
التي جمع فيها ثقل التاريخ هذين الرقمين
بجانب اسم ملك مات
ويفصل بينهما خطٌ صغير
اقبضُ على هذا الخط بكل قواي
كغصنٍ ينقذني وأحيا عليه
وقد أقسمت ألا أكون وحدي مع
صوت عريس وصوتِ عروس وصوتِ
فرح ِالأطفال في شوارع أورشليم
ومدن يهودا.
نجد في هذه القصيدةِ ترجمةً حرفيةً من اللغةِ العبرية إلى العربيةِ، ولكنّ المترجمَ اكتفى بالعنوان " زواج متأخر" فكتبه مرة واحدة بينما هو في النص الأصل كتبه إضافة إلى العنوان ثلاثَ مرّات في البيت الثاني إلى البيت الثالث ، وفي كل مرة وظّفه للتأكيد على المعنى، ففي البيت الثاني هذا الزواج المتأخر جاء بعد شعوره بالمفارقة التي عاشها فهو الآن بخطى ثقيلة يحمل أفكارا سهلة عن الزواجِ وحياة جديدةٍ، بينما عندما كان شابا كان يملك اندفاعيةَ الشباب وحركتَهم ولكنه كان يحمل أفكارا ثقيلة، والبيت الثالث يؤكد أن الحياةَ لحظة،ٌ فساعة الميلاد تقترب من ساعة الموت، ولهذا اختار أن يعيش قليلا بزواجه المتأخر.
وفي البيت الأخير وظّف عبارةَ الزواج المتأخر لكي يؤكَد أنه حتى لو كان متأخرا فإنه قرّر أنّه لن يكون وحيدا بعد اليوم.
* قصيدة التسامح، شعر: لاشه سون، ترجمة: د. نبيل طنوس
إذا كان الإنسان ذئبا للإنسان
إذا كان هنالك خوفٌ
إذا كنت تفرح عندما أتألم
تعال معا...
تعال لأننا معا هنا نحسِّن
وللضعيفِ نمدّ معا هنا يدَ العون
"لأن معا" هي أكثر بكثير
التسامح- هو كلمتنا
إنسان ٌلإنسان
صديق لصديق
نتّحد جسما واحدا
القليلُ مع الكثير
الأقلُ مع الأكثر
ومعا هنا نسير
لو فقط نقرِّرُ أن نحاولَ
كلنا نحاولُ
التّسامحُ هو كلمتنا
نلاحظ في البيتِ الأوّل تكرار الفعل الماضي الناقص" كان" وهذا التكرار أضعف النّص، ولم نره في النّص الأصلي.
* قصيدة" المكان الذي به نحن محقّون، شعر: يهودا عميحاي، ترجمة : نبيل طنوس
من المكان الذي به نحن محقّون
لن تنمو في الربيع
زهور أبدا
****
المكان الذي به نحن محقّون
مداس وصلب
كالأرض اليابسة
**
أما الريبة والمحبة
فتجعلان العالمَ رخوا
مثل الخلد، مثل الحقل
وهمسةٌ تعلو من المكان
الذي به كانت
الدارُ الدارسة
عند قراءتنا للنّص نلاحظ تبديلَ وإضافةَ بعضِ الكلماتِ، فنجد بدلا من كلمة الساحة وضع المترجم عبارة الأرضِ الصلبة.
أيضا نجد ترجمته لكلمة عبرية معناها لكن بـ "أما"
وهناك فرق بين لكن وأما
فالكلمة العبرية تفيد الاستدراك تماما كـ "لكنْ" ، فهو حرف عطف واستدراك يثبت لما بعده حكما مخالفا لحكم ما قبله ، بينما استخدام أمّا وهو حرف استفتاح يختلف فيكثر استعماله قبل القسم. والشاعر استخدم أمّا عند المقارنة بين مفهومين متناقضين في النص ، مفهوم العدل ومفهوم الانسانية ، فالعدل مهما كان صادقا، فيه من التعنّت والتشبث بالرأي وقد يأتي هذا على حساب الانسانية.
ينتقد الشاعرُ في هذه القصيدةِ شدةَ التعنت بالرأي حتى لو كان صادقا ، فهو يرى أن العدلَ أحيانا لا يسمح بالنمو والتطور ، وفي هذه القصيدةِ يتحدثُ من وجهة نظر اليهودي بأحقيته بفلسطين أرض الميعاد بالنسبة لهم إلا أنه يقول حتى لو كانت الأرضُ من حقنا ماذا عن الانسانيةِ فنحن بوجودِنا دمرْنا أرضًا كانت مأهولةً بالناس ويقصد هنا الفلسطينيين، وبغض النظر عن وجهة نظرنا ومعارضتنا لاعتبار فلسطين حقا من حقوقهم ، إلا أن ما يعنينا هنا ، هل نجح المترجمُ بإيضاح هذه الفكرةِ ، وما الآلياتُ التي فقدناها ليصلَنا هذا المعنى؟!!
في المقطع الثاني من القصيدة نرى التركيزَ على الانسانية وكيف أنها ممكن أن تجعلَ العالم ينمو بدلا من الهمس الذي يسمع من أصوات المنكوبين الذين قمنا بتدمير بيوتهم أي يقصد هنا الفلسطينيين ويوظف الشاعرُ كلماتٍ عديدةً تحتوي على حرف الشين ليؤكدَ على مسألة الهمس والحسرة ، فكلمة همس باللغة العبرية تحتوي على حرف الشين "لحيشا" واسم الموصول الذي بالعبرية يحتوي على شين ، فهذا التناغم فقدناه عند الترجمة.
خاتمة
من خلالِ النماذجِ القليلةِ التي أتينا بها تمثيلاً لمسألةِ الترجمةِ ، يتضحُ لنا أنّ الترجمةَ من العبريةِ إلى العربيةِ قد أفقدتِ النّصَّ الأصَل روحَه، فقد تغاضى المترجمُ عن أموٍر لُغويّةٍ جاءت للتأكيدِ على معاني القصيدةِ، كتكرارِ بعضِ الحروفِ والكلماتِ ، وطريقةِ كتابةِ الكلماتِ بشكلٍ متفرقٍ في الجملةِ .فقد تضيعُ الدلالةُ الحقيقةُ للنَّصِ عند ترجمتهِ. ولا نختلفُ مع الآراءِ التي تقولُ: إن الترجمةَ جسرٌ بين ثقافتين ولكنَّ عمليةَ الخيانةِ لا بُدَّ أنْ تحصلَ فأنتَ تترجم ُعالما مختلفا عنك ثقافةً ولغة.ً
* المصادر والمراجع
المصادر: نصوص القصائد:
1- روكياح، دافيد ، من صيف إلى صيف، ترجمة أنطون شمّاس، إصدار الشرق، مطبعة الأنباء ، القدس، 1977 .
2- ليبه،موشيه، قريبا من الفردوس، ترجمة محمود عباسي، دار المشرق ، شفاعمرو،1989 .
3- الناطور، سلمان ، من بياليك إلى عميحاي، مختارات من الشعر العبري المعاصر، ص 3
*المراجع:
4- أبو جهجه، خليل، الحداثة الشعرية العربية بين الإبداع والتنظير والنقد، بيروت، دار الفكر اللبناني، 1995.
5- ابن طباطبا ، عيار الشعر،تحقيق عباس عبد الساتر - نعيم زرزوردار الكتب العلميّة، 2005 .
6- أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، كتاب الحيوان، تحقيق محمد عبد السلام هارون، دار الجيل، 1955.
7- العيد، يمنى، في القول الشعري، دار توبقال للنشر، المغرب ط1 1987 ، ص
8- عبدالله الغذامي، تشريح النص، المركز الثقافي العربي، ط 2 ، الدار البيضاء ، المغرب، 2006، .
9- فضل، صلاح ، الأساليب الشعرية المعاصرة، بيروت ، دار الآداب، 1995.
10- كيال محمود، ثبت بيبليوغرافي للترجمات والدراسات العربيّة عن الأدب العبري الحديث في اسرائيل والعالم العربي، تل أبيب: معهد ترجمة الأدب العبري، 2003 .
*مواقع الشبكة العنكبوتيّة
11- أدونيس، موقع اليون، الأحد 25 ابريل ، 2004، العدد 11272 alyaum.com
12- طنّوس نبيل ، ترجماته للقصائد العبريّة ،http://www.nabil tannus.co.il-
د. جهينة الخطيب
* ترجمة الشعر العبري إلى العربية أنموذجا (بحث قُدّم في مؤتمر الترجمة والنص في تونس)*