أَيُّهَا الشَّاعِر! لاَ تُبَالِغ بِحُبِّ النَّاسِ المُحِيطَةِ بِك،
فَسرعَانَ مَا يَزُول- تِلكَ الهَمهَمَةُ المُمَجِّدَة-
وَيَأتِي تَوَدُّدُ البُلَهَاءِ وَضَحِكُ الجُمهُورِ البَارِد-
لَكِن عَلَيكَ دَائِمًا أَن تَظَلَّ صَارِمًا، مُتَجَهِّمًا وَسَاكِنًا.
أَنتَ مَلِك: فَلتَعِش الوَحشَة. عَلَى امتِدَادِ طَرِيقِ الحُرِّيَّة،
فَلتَتَمَشَّ هُنَاكَ، إِلَى حَيثُ يَتَجَلَّى عَقلُكَ الحُر،
فِيمَا تَقُومُ بِتَحدِيثِ ثِمَار الأَفكَارِ، الحَبِيبَة،
دُونَ أَن تُطَالِبَ بِجَوَائِزَ لَك.
الجَوَائِزُ دَاخِلك. فَأَنتَ الحَكَمُ الأَعلَى؛
بِصَرَامَةٍ أَكثَرَ مِنَ الجَمِيع، تُقَدِّرُ عَنَاءَك.
حَسَنًا، فَهَل أَنتَ رَاضٍ، آهِ، يَا فَنَّانِي الصَّارِم؟
أَنتَ رَاضٍ. إِذَن فَدَعِ الغَوغَاءَ يُدِينُونَ شِعرَك،
يَبصُقُونَ عَلَى المَذبَحِ، حَيثُ تَشتَعِلُ نَارُك،
وَيُنَاقِشُونَ مِرجَلَكَ النُّحَاسِي
بِشَرَاسَةٍ صِبيَانِيَّةٍ إِلَى حَدٍّ مَا.
عَمِيقًا فِي مَنَاجِمِ سَيبِيريَا،
دَع الْهَلاَكَ يَقْهَر رُوحَكَ الأَبِيَّةَ الصَّبُورَة
فَلَن يَضِيعَ عَنَاؤُكَ السَّاحِقُ وَأَفْكَارُكَ النَّبِيلَة-
لاَ تَخَف.
شَقِيقُ الْمِحْنَة، الأَمَلُ السَّامِي،
فَسَيَنْجَلِي الأَلَمُ مِنَ الزِّنْزَانَةِ الْمُعْتِمَة؛
سَيَصْحُو الْفَرحُ، وَالأَسَى يَزُول..
وَسَيَأتِي الْمَوْعُودُ الْمُنْتَظَرُ مِن زَمَنٍ طَوِيل:
الرِّتَاجَاتُ الثَّقِيلَةُ سَوْفَ تَنْفَجِر- فَابْتَهِج!-
وَالْحُبُّ وَالصَّدَاقَةُ بِلاَ خِدَاع،
سَيَأتِيَانِكَ إِلَى عُزْلَتِكَ الضَّارِيَة،
كَصَوْتِيَ الْعَاشِقِ لِلْحُرِّيَّة.
جُدْرَانُ السُّجُونِ سَوْفَ تَتَحَطَّم.. فَاطمَئِن،
وَعَلَى الْبَابِ سَوْفَ تَنْتَظِرُكَ الْحُرِّيَّةُ لِتَتَلَقَّاك
وَأُخْوَتُكَ المُسْرِعُونَ لِتَحِيَّتِك،
سَيُقَدِّمُونَ لَكَ- مُبْتَهِجِينَ- السَّيْف.
1827
بوشكين
فَسرعَانَ مَا يَزُول- تِلكَ الهَمهَمَةُ المُمَجِّدَة-
وَيَأتِي تَوَدُّدُ البُلَهَاءِ وَضَحِكُ الجُمهُورِ البَارِد-
لَكِن عَلَيكَ دَائِمًا أَن تَظَلَّ صَارِمًا، مُتَجَهِّمًا وَسَاكِنًا.
أَنتَ مَلِك: فَلتَعِش الوَحشَة. عَلَى امتِدَادِ طَرِيقِ الحُرِّيَّة،
فَلتَتَمَشَّ هُنَاكَ، إِلَى حَيثُ يَتَجَلَّى عَقلُكَ الحُر،
فِيمَا تَقُومُ بِتَحدِيثِ ثِمَار الأَفكَارِ، الحَبِيبَة،
دُونَ أَن تُطَالِبَ بِجَوَائِزَ لَك.
الجَوَائِزُ دَاخِلك. فَأَنتَ الحَكَمُ الأَعلَى؛
بِصَرَامَةٍ أَكثَرَ مِنَ الجَمِيع، تُقَدِّرُ عَنَاءَك.
حَسَنًا، فَهَل أَنتَ رَاضٍ، آهِ، يَا فَنَّانِي الصَّارِم؟
أَنتَ رَاضٍ. إِذَن فَدَعِ الغَوغَاءَ يُدِينُونَ شِعرَك،
يَبصُقُونَ عَلَى المَذبَحِ، حَيثُ تَشتَعِلُ نَارُك،
وَيُنَاقِشُونَ مِرجَلَكَ النُّحَاسِي
بِشَرَاسَةٍ صِبيَانِيَّةٍ إِلَى حَدٍّ مَا.
عَمِيقًا فِي مَنَاجِمِ سَيبِيريَا،
دَع الْهَلاَكَ يَقْهَر رُوحَكَ الأَبِيَّةَ الصَّبُورَة
فَلَن يَضِيعَ عَنَاؤُكَ السَّاحِقُ وَأَفْكَارُكَ النَّبِيلَة-
لاَ تَخَف.
شَقِيقُ الْمِحْنَة، الأَمَلُ السَّامِي،
فَسَيَنْجَلِي الأَلَمُ مِنَ الزِّنْزَانَةِ الْمُعْتِمَة؛
سَيَصْحُو الْفَرحُ، وَالأَسَى يَزُول..
وَسَيَأتِي الْمَوْعُودُ الْمُنْتَظَرُ مِن زَمَنٍ طَوِيل:
الرِّتَاجَاتُ الثَّقِيلَةُ سَوْفَ تَنْفَجِر- فَابْتَهِج!-
وَالْحُبُّ وَالصَّدَاقَةُ بِلاَ خِدَاع،
سَيَأتِيَانِكَ إِلَى عُزْلَتِكَ الضَّارِيَة،
كَصَوْتِيَ الْعَاشِقِ لِلْحُرِّيَّة.
جُدْرَانُ السُّجُونِ سَوْفَ تَتَحَطَّم.. فَاطمَئِن،
وَعَلَى الْبَابِ سَوْفَ تَنْتَظِرُكَ الْحُرِّيَّةُ لِتَتَلَقَّاك
وَأُخْوَتُكَ المُسْرِعُونَ لِتَحِيَّتِك،
سَيُقَدِّمُونَ لَكَ- مُبْتَهِجِينَ- السَّيْف.
1827
بوشكين