رأى خوان كارلوس أونيتي، فيما يرى النائم، أنه دُعيَ لقراءة بعض قصصه، أمام جمهور من المهتمين، في مسرح (سوليس)، بمدينة سانتا ماريا، وأنه فوجئ، قبْل الشروع في القراءة، بأن القاعة الكبيرة التي كان يوجَدُ فيها كانت فارغة تماماً، إلا من الكراسي الحمراء المتراصّة.
لم يكن هناك أي كائن بشري.
حتى الشخص الوسيم الأنيق، الذي استقبله عند وصوله، ورافقه إلى داخل القاعة، ثم ألقى كلمة ترحيب سريعة، كان قد انسحب وتركه وحيدا هناك.
رغم ذلك، اعتدلَ خوان كارلوس أونيتي في جلسته، وأصلح وضْعَ نظارتيه، ثم بدأ القراءة، وهو ينظر تارة إلى الأوراق التي بين يديه، وتارة إلى الكراسي الفارغة التي أمامه.
كان يقرأ قصة قصيرة، لم تُنشَر من قبل، تدور أحداثها في مقبرة ميلاغروس، وهي المقبرة الوحيدة بمدينة سانتا ماريا.
في تلك المقبرة، كان لكل واحد من سكان المدينة الأحياء قبرٌ باسمه، يحمل تاريخَ ميلاده واليومَ الذي سيموت فيه. وكان الكثيرون منهم يأتون، بين فينة وأخرى، لرؤية قبورهم الفارغة، وأحيانا يتمددون بداخلها قليلا، ومنهم من كان يدخن سيجارة أو سيجارتين، قبل أن يغادر المكان ويمضي لمواصلة حياته الطبيعية في المدينة.
بعد انتهائه من قراءة القصة، سمعَ خوان كارلوس أونيتّي تصفيقا شديدا، رغم أن القاعة كانت فارغة تماما إلا من الكراسي الحمراء.
نهضَ واقفا وانتظرَ حتى توقفَ التصفيق، ثم انحنى مرتين، وتناولَ أوراقه وغادر القاعة دون أن يلتفت.
على الجدار الخارجي لمسرح (سوليس)، من الجهة اليمنى، كان هناك ملصق كبير، يُعلن عن تلك القراءة القصصية، وفي أعلاه صورة كبيرة، بالأبيض والأسود، لرجل في الستين، بنظارتين طبيتين سميكتين.
تحت الصورة، كان هناك اسْمُ خوان كارلوس أونيتّي، مطبوعا بحروف بارزة.
لكن الشخص الذي في الصورة لم يكن هو خوان كارلوس أونيتي.
هزّ مؤلف "الحياة القصيرة" كتفيه بنوع من اللامبالاة، ثم مضى بخطى مسرعة.
كان عليه أن يتوجه إلى موعد هامّ، لكنه لم يعد يَذكر معَ مَنْ ولا في أي وقت ولا في أي مكان.
هكذا بقي يتسكع وحيدا في شوارع مدينة سانتا ماريا، التي لم يكن يعرفها حق المعرفة، مع أنه هو الذي ابتكرَ تلك المدينة في واحدة من رواياته.
Facebook – log in or sign up
لم يكن هناك أي كائن بشري.
حتى الشخص الوسيم الأنيق، الذي استقبله عند وصوله، ورافقه إلى داخل القاعة، ثم ألقى كلمة ترحيب سريعة، كان قد انسحب وتركه وحيدا هناك.
رغم ذلك، اعتدلَ خوان كارلوس أونيتي في جلسته، وأصلح وضْعَ نظارتيه، ثم بدأ القراءة، وهو ينظر تارة إلى الأوراق التي بين يديه، وتارة إلى الكراسي الفارغة التي أمامه.
كان يقرأ قصة قصيرة، لم تُنشَر من قبل، تدور أحداثها في مقبرة ميلاغروس، وهي المقبرة الوحيدة بمدينة سانتا ماريا.
في تلك المقبرة، كان لكل واحد من سكان المدينة الأحياء قبرٌ باسمه، يحمل تاريخَ ميلاده واليومَ الذي سيموت فيه. وكان الكثيرون منهم يأتون، بين فينة وأخرى، لرؤية قبورهم الفارغة، وأحيانا يتمددون بداخلها قليلا، ومنهم من كان يدخن سيجارة أو سيجارتين، قبل أن يغادر المكان ويمضي لمواصلة حياته الطبيعية في المدينة.
بعد انتهائه من قراءة القصة، سمعَ خوان كارلوس أونيتّي تصفيقا شديدا، رغم أن القاعة كانت فارغة تماما إلا من الكراسي الحمراء.
نهضَ واقفا وانتظرَ حتى توقفَ التصفيق، ثم انحنى مرتين، وتناولَ أوراقه وغادر القاعة دون أن يلتفت.
على الجدار الخارجي لمسرح (سوليس)، من الجهة اليمنى، كان هناك ملصق كبير، يُعلن عن تلك القراءة القصصية، وفي أعلاه صورة كبيرة، بالأبيض والأسود، لرجل في الستين، بنظارتين طبيتين سميكتين.
تحت الصورة، كان هناك اسْمُ خوان كارلوس أونيتّي، مطبوعا بحروف بارزة.
لكن الشخص الذي في الصورة لم يكن هو خوان كارلوس أونيتي.
هزّ مؤلف "الحياة القصيرة" كتفيه بنوع من اللامبالاة، ثم مضى بخطى مسرعة.
كان عليه أن يتوجه إلى موعد هامّ، لكنه لم يعد يَذكر معَ مَنْ ولا في أي وقت ولا في أي مكان.
هكذا بقي يتسكع وحيدا في شوارع مدينة سانتا ماريا، التي لم يكن يعرفها حق المعرفة، مع أنه هو الذي ابتكرَ تلك المدينة في واحدة من رواياته.
Facebook – log in or sign up