الفرفار العياشي - مفهوم المجتمع المدني : بين هيجل وماركس

الحذر المعرفي يقتضي إعتبار أن اي مفهوم لا يمكن ان يكون مفهوما محايدا ، إنما هو تصور خاص يعكس وجهة نظر معينة ومن زاوية معينة ، لأن المفاهيم تتعدد و تختلف بإختلاف المقاربات النظرية .
هناك إقرار أن المجتمع المدني أصبح فاعلا جديدا في ميدان السياسات العمومية ، لاسيما مع الموجة الثالثة للديمقراطية في حقبة التسعينات، وقد إزداد الإهتمام بمفهوم المجتمع المدني ومؤسساته وبعد أنتهاء الحرب الباردة.
أغلب الدراسات تؤكد أن البدايات كانت مع عصر النهضة و القطيعة مع الفكر المدرسي و إنهاء سلطة الكنيسة، وهو نفس التصور الذي عبرت عنه الباحثة المصرية أماني قنديل في مؤلفها ، حين اعتبرت أن مفهوم المجتمع المدني بصيغته الحالية ارتبط بمشروع الطبقة البورجوازية في ارويا في القرن الـ17 . هو مؤشر على بداية التحول و بناء نظرة جديدة للإنسان و المجتمع والدولة والإقتصاد، حيت أصبحت الحرية هي أساس الحياة العامة بعيدا عن وصاية الدين، و الكنيسة وعن وصاية سلطة الدولة المطلقة .
فكلمة CIVIS لها مدلولات كثيرة فهي تعني العلاقة بالمواطن ، وهو ما يتناقض جذريا مع التعبيرات التاليـة: أجنبـي، رسمي، عسكري، ديني ، وهو ما اكده الدكتور محمد القرطبي أن المجتمع المدني يتناقض كليا مع التنظيمات الدينية المغلقة و الجهادية ، لأنه ثقافة و هوية مجتمع ينتمي إلى فضاء العقلأنية . و هو الأمر الذي يطرح إشكالية تصنييف الجمعيات المؤسسة على قيم ومعايير دينية و قبلية تناقض قيم العقلانية و الحداثة .
مفهـوم المجتمع المدني ليس مفهوما تابثا، إنما يكتسب مدلوله من السياق الثقافي الذي نشأ فيه، بحسب توجهات المـدارس الفكرية والإيديولوجية التي أنتجته بمعنى أنه ليس مفهوما محايدا، و إنما يكتسب مدلوله من الإطار النظري الذي يحدده .
هو مفهوم تاريخي ارتبط بشروط و محددات تاريخية أنتجته ،حيت ظهـرت مؤشـراته مع أفلاطون وأرسطو وأوغسطين في بحثهم عن الفضيلة والعدالة والحرية للمجتمع.
غير أن المساهمة الأساسية في بلورة المفهوم كانت مع مجهودات رواد نظرية العقد الإجتماعي،في تحديدرؤية جديدة للمجتمع والدولة من خلال القطيعة مع النظام القائم المؤسس على السلطة الدينية المطلقة، و السلطة باسم الرب وإعتبار الحاكم سلطة مقدسة لا يناقش حيت الاعتقاد أن الملوك لا يخطئون .
لذا يمكن التصريح ان مفهوم المجتمع المدني لا يمكن تناوله الا كمفهوم تاريخي مرتبط بسياق سوسيو اجتماعي و سوسيو تقافي للمجتمع الذي انتجه , الامر الذي يستدعي الانطلاق من تعريف اجرائي يهدف الى توضيح وضبط الاسس التي يقوم عليها، خصوصا وإن كثرة استعماله انتجت الكثير من الضباب و التشويش في معالجة عالمة للمفهوم , اظافة الى استحضار انه ليس مفهوما محايدا و انما مفهوم متلون بحسب المرجعيات الفلسفية و النظرية المؤطرة له.
البعض يعتبر ان المجتمع المدني عبارة عن جملة من المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال نسبي عن سلطة الدولة لأغراض متعددة منها :
- انشطة سياسية .
كالمشاركة في صنع القرار على المستوى الوطني، ومثال ذلك الاحزاب السياسية، ومنها غايات نقابية كالدفاع عن المصالح الاقتصادية لأعضاء النقابة، والارتفاع بمستوى المهنة والتعبير عن مصالح اعضائها
- انشطة تقافية .
اغراض ثقافية كما في اتحادات الكتاب والمثقفين والجمعيات الثقافية التي تهدف الى نشر الوعي وفقا لاتجاهات اعضاء كل جمعية،
 انشطة اجتماعية للاسهام في العمل الاجتماعي لتحقيق التنمية.
وبالتالي، يمكن القول إن العناصر البارزة لمؤسسات المجتمع المدني هي : الاحزاب السياسية، النقابات العمالية، الاتحادات المهنية، الجمعيات الثقافية والاجتماعية دون الحديث عن التنظيمات التقليدية مثل الجماعة في مدلولها السوسيولوجي و القبيلة و الفخدة و العشيرة و الحوز و الدوار و المشيخة و غيرها من التنظيمات المؤسسة على الاعراف الاجتماعية الموروثة .
من خلال التحديد السابق يتبين بأن جوهر المجتمع المدني يتحدد على على أربعة عناصر رئيسية :
الشرط الاول : " الطوعية "، أو على الاصح المشاركة الطوعية التي تميز تكوينات وبنى المجتمع المدني عن باقي التكوينات الاجتماعية المفروضة أو المتوارثة تحت أي اعتبار؛
الشرط الثاني : " المؤسسية " التي تطال مجمل الحياة الحضارية تقريبا، والتي تشمل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولعل ما يميز مجتمعاتنا الحضور الطاغي للمؤسسات، وغياب المؤسساتية بوصفها علاقات تعاقدية حرة في ظل القانون؛
الشرط الثالث : " شرط الغاية " و " الدور " الذي تقوم به هذه التنظيمات، والاهمية الكبرى لاستقلالها عن السلطة وهيمنة الدولة، من حيث هي تنظيمات اجتماعية تعمل في سياق وروابط تشير الى علاقات التضامن والتماسك أو الصراع والتنافس الاجتماعيين؛
الشرط الرابع : المجانية .
يمكن التصريح وفق ماسبق ان جوهر دور المجتمع المدني هو تنظيم وتفعيل مشاركة الناس في تقرير مصائرهم، ومواجهة السياسات التي تؤثر في معيشتهم وتزيد من افقارهم، وما تقوم به من دور في نشر ثقافة خلق المبادرة الذاتية، ثقافة بناء المؤسسات، والتأكيد على إرادة المواطنين في الفعل التاريخي، وجذبهم الى ساحة الفعل التاريخي، والمساهمة الفعالة في تحقيق التحولات الكبرى حتى لا تترك حكرا على النخب الحاكمة.
وارتباطا بهذا الدور يبلور الباحث خمس وظائف تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني هي :
1. وظيفة تجميع المصالح.
2. وظيفة حسم وحل الصراعات.
3. زيادة الثروة وتحسين الاوضاع.
4. افراز القيادات الجديدة.
5. إشاعة ثقافة ديمقراطية.
تصور هيجل : المجتمع المدني حيز وسيط بين الاسرة و الدولة .
حسب هيجل فإن المجتمع المدني هو ذلك الحيز الإجتماعي والأخلاقي،الواقع بين الأسرة والدولة (المجتمع المدني لديه يتكون من الأسرة والمجتمـع المـدني والدولة) . ويشمل كل الاأفراد الذين يتنافسون من أجل مصالحهم الخاصة لتحقيق حاجاتهم المادية، ولهذا فهو بحاجة مستمر إلى المراقبة الدائمة مـن طـرف الدولة .
فالدولة هي الضامنة للنظام والقانون والتوازن بـين المتنافسين بواسطة أجهزتها كالقضاء والشرطة. ولتحقيق تلك الأهداففأن الأفراد يتكتلون في المجتمع كما يرى هيجل في شكل مؤسسات حرة وجماعات مصلحية مستقلة، يقوم بينهم إعتماد متبـادل وتتشـكل لديهم نظرة خاصة اتجاه الأشياء، ويعملون من أجل تحقيق غاياتهم، ولكـن فـي إطار القوانين التي تضعها الدولة.
فهيجل يحدد مفهوم المجتمع المدني إنطلاقا من مبدأ النفي ،فكل ما ليس دولة و ليس اسرة فهو مجتمع مدني .
في مناقشته للمجتمع المدني يحدد مجال كل من الدولة و الاسرة و الحيز الوسيط بينهما هو المجتمع المدني , حيت يؤكد أن هذا المجال له منطقه وديناميكيته الخاصة به، والتي من المهم أن تكون متميزة عن تلك التي للأفراد المنعزلين أو للعائلة من ناحية، وللدولة من ناحية أخرى
اعتبر هيجل ان الدولة تشير إلى مجموعة المؤسسات والممارسات التي تتمركز عن وعي وبشكل مباشر على ما هو عام، حول تحقيق الخير الأسمى من الحرية لكل المواطنين. إن مهمة الدولة تتحدد في بناء شروط الحرية الجماعية لممارسة الفعل السياسي .
بهذا المعنى فمجال تدخل الدولة يشمل التنظيمات الأساسية للأفراد والوظائف العمومية , وان مهمة الدولة هو حماية الفضيلة المدنية المرتبطة بشرط و عنصر العقلانية و الحرية . ففي نظره ان الدولة تمثل الدولة قمة نظام الحق الذي طوره خلال فلسفة الحق كنظرية دافع عنها .
إن الملاحظة الاساسية و المركزية و التي يمكن استنباطها من فلسفة هيجل الانحياز الكبير لشرط العقلانية لبناء دولة عقلانية تضمن بناء الحرية و الحرية .
تجسيد فكر هيجل من المستوى الفلسفي الى المستوى التنفيذي هو بناء دولة دستورية تحترم السلطات الثلات . هيجل كان مشغولا بالبحث عن شروط بناء الفضيلة المدنية و المتجسدة في الدولة الدستورية التي تحترم العقلانية و الحرية .
هيجل كان منشغلا بتحديد مجالات تدخل و اشتغال الدولة , مع رفضه لانتخابات التشريعية المباشرة لاتها تمنح الفرصة و تفتح الباب امام العامة و الجاهلين مما يمنح الفرصة للاراء الجاهلة ان تسود و تنتشر وهو تصور يتقاطع من فلسفة افلاطون السياسية في دعوته الى استبعاد العبيد و الاجهلاء من تجربة التسيير و تخصيصها للعقلاء فقط , لان اتباع الجمهور العادي سيوصلك الى اللامكان حسب افلاطون .
و يؤكد ان مهمة المجتمع المدني هي التوفيق بين متطلبات وتوقعات المجتمع المدني من ناحية، وقرارات وقوانين الدولة من ناحية أخرى.
ووفقاً لهيجل، فإن التحقيق الكامل للحرية يمكن أن يتم فقط لو أن الأفراد هم أعضاء في مؤسسات أخلاقية. وتتحقق الحرية في الحياة الأخلاقية لأن مؤسسات وممارسات الحياة الأخلاقية المعاصرة هي دور متمم للخلفية الاجتماعية الكافية بذاتها بالشكل الأدنى، والتي فيها يمكن للفاعلين أن يطوروا ويعززوا قدرات الفعل الحر الانشطة الذاتية
يعتبرهيجل ان الحياة الأخلاقية شرط لبناء الفضيلة المدنية داخل الدولة , لان تشجع الافراد على القبول بقرارات الدولة من جهة و الترابط فيما بينهم من جهة ثانية عبر روابط اخلاقية ووجدانية .
بناء الدولة و الحفاظ عليه يعتبر اسمى فضيلة مدنية يمكن بناءها لانها تسمح بالحفاظ على استمراريتها و ضمان بقائها , و هنا يفهم سر تسامح هيجل مع بعض الشخصيات المستقلة و التي قد تسبب بعض القلق لاستقرار المجتمع و الدولة .
الحفاظ على الدولة هي وظيفة سامية تتحقق عبر انخراط افراد المجتمع في مؤسسات اخلاقية مثل الاسرة من اجل تنشئتهم تنشئة اخلاقية تعلي من قيم الحق و العقل و الحرية . ويستجيب هيجل للقلق القديم عن التأثيرات المزعزعة للاستقرار عن الذاتية، والتي تؤكد أن النظام الاجتماعي يمكن أن يتسامح بدرجة كبيرة مع الشخصية المستقلة والذاتية لكن لو تحقق الشرط المحوري فقط، وهو أن مواطنيه يجب أن يكون أعضاء في مؤسسات أخلاقية تغرس فيهم قيم وأهداف وقناعات، حيث عندما يتشاورون في آرائهم وقناعاتهم عما يفعلوه، فإنهم يعززون ويدعمون هذا النظام بدلاً من تمزيقه، كما حدث في العالم القديم وكما حدث مع الثورة الفرنسية كما يعتقد هيجل .
ان فلسفة هيجل تعتبر بناء الدولة مهمة مقدسة و ترتبط بفعل وجداني عبر غرس قيم و تقوية روابط الوجدان والشعور التي تميز الأسرة.
غير انه يعتبر ان الاسرة كفضاء لبناء الروابط غير كافي و غير قابل للتعميم لأن روابط التضامن و التعاون تمتد فقط للعلاقات القريبة للشخص وللأصدقاء، في حين الحفاظ على البنية المؤسسية الحاضنة للدولة يفترض شرط التطوع وهو تصريف جهد ذاتي لخدمة الاخرين وهو الامر الذي لا يتحقق خارج الاسرة , و انما في شبكات و تنظيمات وسيطية بين الدولة و المجتمع .
فهيجل يهدف الى بناء المواطنة الصالحة في دولة عقلانية , عن طريق بناء مؤسسات اجتماعية صلبة و قوية مثل الا سرة و تنظيمات المجتمع المدني , حيت يتم تكوين مواطنيين مؤمنيين بقيم الفضيلة المدنية و يطبوقونها في سلوكهم , و بالتالي بناء نموذج سلوكي يتطابق فيه الذاتي و الموضوعي , الفردي و الدولة .
اي ان الفرد يقتنع انه لا يستطيع ممارسة حريته الا في وجود نظام اجتماعي يحترم هذه الحرية , وبالتالي فان ممارسة الذاتية لا تتحقق الا بممارسة الموضوعي ,
اي عندما يدرك فرد ما فضائل المواطن الصالح، فإنه يعمل على استقرار وحماية الخلفية السياسية والاجتماعية المطلوبة، لأن تكون حريته ممكنة. إنه يريد حريته، وفي هذا المعني يتمتع بحرية موضوعية بقدر ما هي حرية ذاتية.
تصور كارل ماركس: المجتمع المدني هو افراز البنية التحتية و ليس نتيجة وعي اخلاقي و اجتماعي .
كارل ماركس إنتقد أفكار هيجـل حول المجتمع المدني، معتبرا أن المجتمع المدني يشكل الأساس الواقعي والمادي للدولـة، و يشمل مجموع العلاقات المادية للأفراد.ويعتبر ميدان للصـراع الطبقـي فـي مرحلة معينة من تطور القوى المنتجة، وهو يشـمل قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج او ما يسميه كارل ماركس بنمط الإنتاج خلال مرحلة تاريخية معينة .
يظهر الخلاف بين ماركس و هيجل في علاقة المجتمع المدني بالدولة فهيجل يعتقـد أن الدولة تمثل مصالح الشعب، و أنها المرحلة الارقى لتطور المجتمع ،
لهذا يجب الحفاظ عليها لأن تمثل ارقي مرحلة من العقلانية،فالدولة هي الشكل النهائي للعقلانية و تجسيدا لها ، بينما يرى ماركس أنها تمثل مصالح البورجوازية الرأسمالية التي أنشأت نتيجة الصراع الطبقي ،و يدعو الطبقة العمالية إلى مواصلة النضال من أجل التحرر و الغاء شروط و بنية الاستغلال و التحكم في وسائل الإنتاج، و المتمثل في هيمنة الطبقة البرجوزازية على وسائل الإنتاج و تكريس منطق الحرية الفردية لوسائل الإنتاج .
رؤية نقد كارل ماركس للمجتمع المدني تناقض رؤية هيجل و تتحدد مظاهر المعارضة في كتابه «الثامن عشر من برومير- لويس بونابرت»، حيث ينتقد الدولة البونابرتية ، التي الغت المجتمع و هيمنت عليه .
و قد اعتبر كارل ماركس ان المجتمع المدني يعتبر اساسا صلبا لبناء و تاسيس الدولة , هو ليس مجموعة من المؤسسات التي تتاسس على قيم فكرية و روحية كما ااعتقد هيجل لكنها ترجمة لمقتضيات و شروط البنية التحتية الخاصة بعلاقات ووسائل الانتاج و تشمل كل عناصر الانتاج المادي و شبكته و علاقاته و يعتبر المجتمع المدني نتيجة الصراع الطبيفي و احد نتائجه الاساسية , لان ماركس يعتبر ان المجتمع المدني هو مجتمع الانتاج و الاقتصاد و البنيات التحتية .
فالمجتمع المدني هو اساس الدولة و هو نقيضها في الوقت ذاته , و ان تدخل الدولة فيه يعني تجريداً له واستلاباً لفاعليته، أي أنه بهذا المعنى ركيزة للدولة ونقيض لها في الآن ذاته.
ماركس انتقد المثالية الهيجلية حول شروط بناء المجتمع المدني و اعتبران بنائه يتم على اسس فعلية وواقعية باعتبارها مجموع العلاقات المادية للأفراد في مرحلة محددة من مراحل تطور الإنتاج، وكاستنتاج يمكن القول إن المجتمع المدني عند ماركس هو مجال للصراع الطبقي.
كما اعتبر ان مفهوم الذاتية في فكر هيجل تشكل حالة استلاب و اغتراب عن الجوهر الاجتماعي، وكذلك تعبيراً عن الصراع الطبقي. وكان رفض ماركس لفكرة مؤسسات وسيطة بين الفرد والدولة، يستهدف استبدال الدولة نفسها بمؤسسات طوعية بين الأفراد بعد ذبول الدولة، أي اضمحلالها، وعند ذلك يزول الفرق بين الفردي والاجتماعي والسياسي، أي أنّ الدولة تنحل في المجتمع وتذوب فيه.
نقد ماركس لفلسفة الحق عند هيغل يقوم على أساس أن المجتمع المدني هو الواقع الفعلي والاساسي و انه مؤسس على ذات جماعية و ليس ذات فردية كما دافع عن ذلك هيجل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...