بعد مواكبتي لمجموعة من الدواوين التي تمثل شعراء الموجة الجديدة، هم شعراء اعتنقوا القصيدة الزجلية بوفاء كبير وحب حقيقي ، مجموعة تشتغل بعيدا عن ضوضاء الكتابة المجانية، لا تهمهم الاظرفة الصفراء ، ولا تعني لهم الليالي الحمراء شيئا، هم رجال/ نساء حقيقيون بصفاء لا حصر له كتبوا الزجل ودافعوا عنه بكل قواهم، اي مجموعة حقيقية جاءت الى عالم الزجل بموقف حقيقي، طبعا ستصطدم باعداء التغيير، وبمسامير الميدة ، الذين تربعوا على عرش الزجل، ليس من اجل الزجل ، بل جعلوه مطية، منه يسعون الى اشباع نزواتهم المريضة. في البداية ضايقتهم هذه الشريحة التي لا تريد ان ترى من يزاحمها في السوق ، لانها تعتقد انها السوق نفسه، اما واقع الحال هي حثالات تجاوزها الزمن وحكم عليها بالنهاية. ظهور الموجة الجديدة برؤى جديدة وبوعي تام اهلها ان تدافع عن موضوع كتابتها ، جعل منها حلقة مهمة ، وجدت نفسها بجانب بعض النقاد الذين اعترفوا بقوتها ودافعوا عن شعريتها بكل اللغات، فبدأ تجليها يبزغ في واقع اصابه الدنس مدة ليست بقصيرة، النتيجة بداية موت الشريحة الاولى وصعود اسهم الموجة الجديدة، مما جعل احمد لمسيح ، بصفته رائدا في المجال، يقول في احدى اللقاءات الاذاعية ان واقع الزجل يثلج الصدر. هو اعتراف شجاع ينضاف الى صوت عبدالرحيم باطما الذي قال لي بالحرف: انطلق كتاب الموجة الجديدة من حيث انتهينا نحن. انا اضيف بانهم تركوا العربة وراءهم تتحرك بطريقتها، اما هم فموضوعهم دائما هو الزجل عينه.