في مساء ما
مساء خريفي.. مثلما أُنوثتي
مفعم بأحاسيس لم يُسمع بها
ولا أحد تحدث عنها
أحاسيس زاخرة بألوان قُزحية
كاللتي تُرى من إنبعاث انفاس رجل جهنمي
يظهر فجأة..
سأعود
لمرة واحدة وحسب
.
سأعود..
قبل أن تعود العصافير
بأجنحتها المُتعَبة
هابطةً لأعشاشها
قبل مغيب الشمس
وخلو الشوارع من المارة
قبل إشتعال مصابيح الشوارع المُكفَهَّرة
قبل فقدان الشوارع سخونتها
أتسلل خِلسةً عن ذوات العيون الحاسدة
سأعود
مثل الأُنوثة المعتادة
قبل إرواء الأشجار العطشى
وإنتعاش نبتات ذاوية
قبل إفتراش حديقة الدار المسورة
بالورود والرياحين
وإملاء الأباريق بأيدي النساء الحنطاويات المطیعات
بقطع الثلج
قبل أن يتمايلن غُنجاً ودَلالاً
ليجلسن جنب رجالهن التعابى
كتفاً بكتف
قبل بوادر غثيان النساء الحُبلى
في حارة الزيتون
سأعود
قبل شلع وجمع النباتات البرية الطازجة
مع اولى نبضات قلب الجنين في الرَّحم
قبل إضطراب قلبي أنا قبيل رؤيتك
قبل تَهيُئِك لإستقبالي
قبل جميع حالات الفقدان
قبل جميع حالات التَوهان
قبل جميع حالات الهجران
قبل كل هجيع النوم في مضجع الموت
المُمِل المتكرر الف مرة
سأعود
بَغتةً
دون سابق إنذار او دق جرس
لأكون ضيفةَ طارئة
ملأى بالشوق والحنين
وإثر قُبلَتين ساكنتين
أرتمي في حضنك
فأنتشي من أثر رائحة جسدك
وأسكر
يا لفَوحة عطرك..!
لا تُماثل فوحة أي رجل في هذا الكوكب المأفون
إذ يستأصل فيهم قرف أعشاب المستنقعات السود
كل واحد منهم مخلوق من رائحة مُنفرَّة
رائحة مخيفة إن لم تنساب على الجسد
لا تحس بفظاعتها
كما تلك الرائحة التي تنبعث من جسد ميت
بعد ساعات مِن إذاقة الموت
.
سأعود ذات يوم
لكني لن اقول متى وكيف
إلا أنني واثقةُ من أنك ستُحس بأطياف عودتي
يا لِمَلَكة حِدسك الشيطاني
لن أُراهنك على ذلك
لأكون من الخاسرين
حينها تكون إبتسامتك قد سرت بين شفتيك
ومن دون إلتفاتة ستقول بعفويتك العَذِبة
تفضلي بالدخول..!
فأتشبث بإستنشاق عبيرك
رُغم تأكيدك على ما قلتَ تَواً
تعالي.. قبل أن تبرد القهوة..
قل لي بربك.. كيف عرفتَ بمجيئي؟
فيما أنت تصب القهوة
تتهجى كلماتك الجميلة:
مالي وهذا القلب.. إن لم يُنَبئني بعودتك
يا لحضنك الدافيء
كأنني أراك لأول مرة
فأقول إثر قبلة : هل أنتَ بخير؟
ــ أنا الآن بخير لأنكِ معي
ياه.. كُدتُّ أنسى الشكولاتة
.
بعد أخذِ نَفَس عميق من السيجار
و وضع الفنجان في مكانه المعهود
ـــ يا لها من قهوة حلوة ..!
صوت أكثر حلاوةً من القهوة يقطع سلسلة أفكاري
كان النادل واقفاً بقربي مَحني الرأس
قائلاً :
عُذراً يا سيدتي.. بناءً على طلبك
كانت قهوتك مُرَّة
ألا تريدين شيئاً آخر..؟
يا لِخَجَلي..!
عدلتُ ما عدلت
شكرته
هممت بالوقوف مسرعة
وضعتُ ثمن القهوة على المنضدة
ودون إلتفاتة تركتُ المقهى ورائي
فمنذ تلك اللحظة أشرب القهوة بذات المذاق
ممزوجاً بتداعيات ذكرانا
ولا أدري أن كانت مُرَّة
او أحلى ماتكون لي
فكل لحظات شرب القهوة
أنتَ وذكراك بخير
.
أيها الرجل الكامن في القهوة المرة هذه
بعدم مجيئكَ جعلتني أتوه فيك
إذ بتخيل عابر
لخواطر مجيئك وأنت الغائب عني
جعلتَ مرارةَ الدنيا والقهوة معاً
أكثر عذوبة
( تداعيات الذكرى, هي اللاشيء,
واللاشيء يعنى لي الوجود
والوجود, بالنتيجة الحتمية,
هو اللاشيء كما الآخرين..)
مساء خريفي.. مثلما أُنوثتي
مفعم بأحاسيس لم يُسمع بها
ولا أحد تحدث عنها
أحاسيس زاخرة بألوان قُزحية
كاللتي تُرى من إنبعاث انفاس رجل جهنمي
يظهر فجأة..
سأعود
لمرة واحدة وحسب
.
سأعود..
قبل أن تعود العصافير
بأجنحتها المُتعَبة
هابطةً لأعشاشها
قبل مغيب الشمس
وخلو الشوارع من المارة
قبل إشتعال مصابيح الشوارع المُكفَهَّرة
قبل فقدان الشوارع سخونتها
أتسلل خِلسةً عن ذوات العيون الحاسدة
سأعود
مثل الأُنوثة المعتادة
قبل إرواء الأشجار العطشى
وإنتعاش نبتات ذاوية
قبل إفتراش حديقة الدار المسورة
بالورود والرياحين
وإملاء الأباريق بأيدي النساء الحنطاويات المطیعات
بقطع الثلج
قبل أن يتمايلن غُنجاً ودَلالاً
ليجلسن جنب رجالهن التعابى
كتفاً بكتف
قبل بوادر غثيان النساء الحُبلى
في حارة الزيتون
سأعود
قبل شلع وجمع النباتات البرية الطازجة
مع اولى نبضات قلب الجنين في الرَّحم
قبل إضطراب قلبي أنا قبيل رؤيتك
قبل تَهيُئِك لإستقبالي
قبل جميع حالات الفقدان
قبل جميع حالات التَوهان
قبل جميع حالات الهجران
قبل كل هجيع النوم في مضجع الموت
المُمِل المتكرر الف مرة
سأعود
بَغتةً
دون سابق إنذار او دق جرس
لأكون ضيفةَ طارئة
ملأى بالشوق والحنين
وإثر قُبلَتين ساكنتين
أرتمي في حضنك
فأنتشي من أثر رائحة جسدك
وأسكر
يا لفَوحة عطرك..!
لا تُماثل فوحة أي رجل في هذا الكوكب المأفون
إذ يستأصل فيهم قرف أعشاب المستنقعات السود
كل واحد منهم مخلوق من رائحة مُنفرَّة
رائحة مخيفة إن لم تنساب على الجسد
لا تحس بفظاعتها
كما تلك الرائحة التي تنبعث من جسد ميت
بعد ساعات مِن إذاقة الموت
.
سأعود ذات يوم
لكني لن اقول متى وكيف
إلا أنني واثقةُ من أنك ستُحس بأطياف عودتي
يا لِمَلَكة حِدسك الشيطاني
لن أُراهنك على ذلك
لأكون من الخاسرين
حينها تكون إبتسامتك قد سرت بين شفتيك
ومن دون إلتفاتة ستقول بعفويتك العَذِبة
تفضلي بالدخول..!
فأتشبث بإستنشاق عبيرك
رُغم تأكيدك على ما قلتَ تَواً
تعالي.. قبل أن تبرد القهوة..
قل لي بربك.. كيف عرفتَ بمجيئي؟
فيما أنت تصب القهوة
تتهجى كلماتك الجميلة:
مالي وهذا القلب.. إن لم يُنَبئني بعودتك
يا لحضنك الدافيء
كأنني أراك لأول مرة
فأقول إثر قبلة : هل أنتَ بخير؟
ــ أنا الآن بخير لأنكِ معي
ياه.. كُدتُّ أنسى الشكولاتة
.
بعد أخذِ نَفَس عميق من السيجار
و وضع الفنجان في مكانه المعهود
ـــ يا لها من قهوة حلوة ..!
صوت أكثر حلاوةً من القهوة يقطع سلسلة أفكاري
كان النادل واقفاً بقربي مَحني الرأس
قائلاً :
عُذراً يا سيدتي.. بناءً على طلبك
كانت قهوتك مُرَّة
ألا تريدين شيئاً آخر..؟
يا لِخَجَلي..!
عدلتُ ما عدلت
شكرته
هممت بالوقوف مسرعة
وضعتُ ثمن القهوة على المنضدة
ودون إلتفاتة تركتُ المقهى ورائي
فمنذ تلك اللحظة أشرب القهوة بذات المذاق
ممزوجاً بتداعيات ذكرانا
ولا أدري أن كانت مُرَّة
او أحلى ماتكون لي
فكل لحظات شرب القهوة
أنتَ وذكراك بخير
.
أيها الرجل الكامن في القهوة المرة هذه
بعدم مجيئكَ جعلتني أتوه فيك
إذ بتخيل عابر
لخواطر مجيئك وأنت الغائب عني
جعلتَ مرارةَ الدنيا والقهوة معاً
أكثر عذوبة
( تداعيات الذكرى, هي اللاشيء,
واللاشيء يعنى لي الوجود
والوجود, بالنتيجة الحتمية,
هو اللاشيء كما الآخرين..)