الكاتب والناقد محمد أديب السلاوي في حوار مع الجمعية العامة للأدباء والشعراء العرب.. حاوره: عماد علي ترحيني

أجرت الجمعية العامة للأدباء والشعراء العرب (لبنان) حوارا ثقافيا شاملا مع الكاتب المغربي الموسوعي، الأستاذ محمد أديب السلاوي، تطرق فيه إلى جملة من القضايا الأدبية والفكرية التي تهم الوضع الثقافي العربي الراهن.

حاوره عماد علي ترحيني


- س: من هو محمد أديب السلاوي؟
> ج : كاتب وناقد وباحث مغربي في العلوم الإنسانية، ازداد وتعلم بمدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب الأقصى، امتهن الصحافة في سن مبكرة، وتقلد بها داخل المغرب وخارجه مناصب وازنة. اصدر حتى الآن حوالي خمسين كتابا في الفنون والآداب والثقافة والسياسة والعلوم الإنسانية. عمل عضوا بالعديد من الجمعيات والمنظمات الثقافية والإعلامية. حصل على العديد من الجوائز والشهادات، أخرها الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام سنة 2016.

* س : كيف أتيتم إلى عالم الكتابة، وما الرياح التي أتت بكم إليها..؟
> ج : نشأت وحيدا في أسرتي، انأ وحيد والدي كان الكتاب هو أخي وصديقي في طفولتي، كانت أمي رحمها الله تدفعني إلى القراءة عوض اللعب، وعندما فتحت عيناي على الحياة وجدت غرفتي بالبيت مكتبة تحتضن مئات الكتب. ووجدت نفسي اكتب، أناقش الذين قرأت لهم، وأحاول أن أكون في صفهم.
هكذا عندما حصلت على شهادة البكالوريا، حررت مقالاتي الأولى لجريدة الرأي العام،وبعدها لجريدتي التحرير والعلم. لأصبح بعد ذلك كاتبا صحفيا.

* س : ماهي الأصول الفكرية لكتابتكم ؟
> ج : قبل أن احترف الكتابة، تتلمذت على نخبة وازنة من المفكرين،بجامعة القرويين بمسقط راسي(مدينة فاس) وصادقت هناك أسماء عالمة في الفكر الإسلامي، ادكر من بينهم الأساتذة علال الفاسي، محمد بلحسن الوزاني، عبد الهادي بوطالب، الحاج احمد معنينو وغيرهم، حيت وجدت نفسي عندما احترفت الكتابة مشحونا بقيم الدين الإسلامي،مرتبطا بقيم الحرية والمواطنة وحقوق الإنسان.

* س : ماهو الأقوى في عالمكم، الحضور الذاتي أم الوضع المعيشي؟
> ج : يلزمني هذا السؤال أن أبوح لكم، أنني أعيش منذ عشر سنوات، بلا راتب، بلا تقاعد. واني راسلت في هذا الأمر جلالة الملك، اطلب منه منحة للعيش ولم يصلني حتى الآن اي جواب.
طبعا لم يتوقف حضوري، مازلت أعيش من الحضور لا من
أجل المعيش، واحمد الله أن سمعتي وشعبيتي وحضوري لا يقدرون بتمن، ومن اجل هذا الحضور الوازن أصبحت مستعدا أن اقتبس عن أيوب صبره إلي أن يأتي الفرج..

* س : ماهو مثلكم الأعلى ؟
> ج : إن الديمقراطية هي المعنى الأوسع لمفهوم الشورى الإسلامية، هي النظام الوحيد الذي يمكنه حماية قيم الدولة المسلمة، لدلك كانت قيم الديمقراطية هي مثلي العليا، إن حرية الرأي، حرية التعبير، الاعتراف بالأخر،تداول السلطة، هي ما يقود كتاباتي السياسية والفكرية والثقافية ومن تم أصبحت هي العناوين البارزة لمثلي العليا.

* س : ماهي طقوس الكتابة عندكم؟
> ج : ليس لدي أي طقوس للكتابة، إلا أني أن أكون مرتاحا بمكتبتي الخاصة ليلا، أكون انأ والقلم والورق الأبيض بعيدا عن الصخب والضجيج، أكون قريبا من فكرة الكتابة، لا حدود بيني وبينها، لا حدود بينها وبين الدين أتوجه إليهم بخطابها.

* س : باعتباركم ناقدا أدبيا ،كيف تكتشفون الشاعر الحق في لحظة التدفق الشعري؟
> ج : في سيرتي الثقافية،صادقت العديد من الشعراء من المغرب والمشرق، ولاحظت أن مقاربة القصيدة العربية من حيت العلاقة بين الشعري والسردي، تخضع دائما للشرط الجمالي، وهو ما يعني أن للموسيقى وأوزانها وبحورها الحسية هيمنة بارزة علي المتن الشعري،
يعني ذلك أيضا، أن القصيدة في لحظة التدفق الشعري، تنفتح على أفاق فنية خصبة، ليصبح التدفق جماليا، من أهم مغريات الإبداع الشعري، باعتباره الحبل السري الذي يصل المبدع بقصيده، وبمتلقيه في نفس الآن..

* س : ماهي العوائق التي اعترضتكم ككاتب، وانتم تبحثون عن أنفسكم... ؟
> ج : الكاتب ،المفكر، المبدع،لابد له أن يلجا إلى نفسه ويتقرب من ذاته، سواء كانت له عوائق أو لم تكن، من اجل أن يكون مستيقظا قادرا على معرفة حدود قدراته وطاقاته. يتطلب منه ذلك باستمرار أن يراجع تصرفاته،ومواقفه، حتى يقدم لنفسه كل ما يلزمها من رعاية نفسية وعقلية وروحية.
ولأني احمد الله علي ثقتي بنفسي، أدرك أن هذه الثقة هي التي جعلتني/ تجعلني أرى عيوبي ومزاياي، مما يساعدني على تنمية المزايا والتخلص من العيوب لأبقى مع نفسي مرتاحا على بساط ابيض.

* س: كيف تنظرون اليوم إلى الثقافة في الوطن العربي؟
> ج : لاشك أن الموروث الثقافي بالوطن العربي كبير وعظيم و شامل، إذ تتراكم على الأرض العربية حضارات عديدة ، إذ يملك الإنسان العربي رصيدا ثقافيا غنيا ومتنوعا. والسؤال المحير ما علاقة هذا التراث الضخم بزمن الألفية الثالثة، زمن العولمة والتكنولوجية والصناعة الثقافية. ؟
في عالم اليوم ،لا يمكن للمجتمع أن ينجز أي تنمية بشرية أو تنمية اقتصادية أو صناعية مستدامة في غياب الثقافة الداعمة لخططها،وهو ما يتطلب من السياسات في كل المجالات دعما مستمرا للصناعة الثقافية،وتوفير بنية تحتية متطورة لهذه الصناعة.

* س : هنا خبر يشاع أنكم استلمتم ملف الجمعية العامة للأدباء و الشعراء، ليتم ترخيصه بالمغرب. هل لنا أن نعرف أين وصل هذا الملف؟
> ج : نعم،استلمت ملف هذه الجمعية مؤخرا ، وبدوري سلمته لأحد المحامين المتخصصين في جمعيات المجتمع المدني، من اجل الترخيص القانوني. ولان هذه الجمعية ذات طابع دولي ستحتاج إلى وقت لمعالجة ملفها قانونيا.

* س : هل انتم مرتاحون لهذه الجمعية ؟
> ج : نعم مرتاح لتسميتها ولموضوعها. إما الارتياح منها سيأتي بعد الترخيص لها، وعقد مؤتمرها الأول وإصدار بيانها التأسيسي، وهذا يتطلب منا العمل والجهد والتواصل والصبر.

* س: ماهي كلمتكم بهذه المناسبة للأدباء والشعراء؟
> ج : يبدو لي أننا أصبحنا في الزمن الراهن مطالبين أكثر من اي زمن أخر باليقظة الذهنية القائمة على التأمل والتفكير، لان قطار العالم الفائق السرعة، بدا يسبقنا في المسار الحضاري، بل بدا يتركنا لحالنا ولحيرتنا في منتصف الطريق.يعني دلك بوضوح انه أصبح علينا كنخبة مفكرة، إدراك الذات وما تمثله هذه الذات في القيم الإنسانية الراهنة كما يعني ذلك انه أصبح علينا لزاما مراجعة فكرية حيثية للمرحلة الصعبة التي نعيشها في الزمن الراهن.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...