في بعض اللقاءات الأدبية التي تتم فيها قراءة الأعمال الأدبية لا يحضر الجمهور بالكثافة المتوقعة بالنظر إلى وزن الأسماء المزمع قراءة أعمالها ،والتي قطعت في الكتابة مسافة زمنية كان من المفروض أن تحقق لها مجدا وقاعدة عريضة من جمهور القراء و المتتبعين و المريدين لم لا؟.
إن غياب الجمهور يطرح أكثر من سؤال حول الجدوى من تنظيم مثل هذه اللقاءات ،إذ أن من يحضرها سيستاء ويصاب بخيبة أمل سواء من القراءة المقدمة أو من المناقشة التي تعقب القراءة.
فالقراءة على العموم لا تقدم جديدا ،ويبدو في كثير من نواحيها الضعف والتهافت ،وهي إضافة إلى ذلك تطلق الأحكام بتسرع وبقليل من الأناة والتروي، فكأن صاحبها كان في عجلة من أمره، أو كان مجبرا على قراءة عمل لا يرغب في قراءته أصلا،والخلاصة من هذا كله هي عدم إعطاء العمل المنتقد قيمته التي يستحقها ، عالية كانت أو هابطة.
إن الناقد الذي يحاول أن يقص من أطراف العمل الأدبي ليجعله على مقاس مفاهيم جاهزة لديه في النقد لا يمكن أن يفيد المتلقي في شئ،فكيف يتأتى له ذلك وهو الذي أساء إلى النص إساءة لا تغتفر.
وفيما يخص المناقشة المفتوحة فهي في أغلبها لا تركز على ما جاء في القراءة ، وبهذا الإعتبار فنحن لا نسميها مناقشة إلا من باب التجوز،إذ المناقشة في الشكليات والجوانب الثانوية والأشياء الخارجة عن نطاق القراءة المقدمةتفقد اللقاء أهميته،فيستحيل بها إلى لقاء للمهاترات أو للمحادثة وتبادل المجاملات ،وكل ذلك لا فائدة من ورائه تجنى ولا معلومة قيمة منه تقنى.
أحيانا يقوم بعض المبدعين بقراءة أعمال زملاء وأصدقاء لهم،فتأتي قراءتهم حافلة بعبارات التودد والإستحسان ،وأحيانا يصلون بها درجة المبالغة وكأن زملاءهم أو أصدقاءهم بلغوا ذروة الكمال ،ثم إن هؤلاء إن أبدوا رأيهم الحقيقي في العمل المنتقد فإن إبداءه يتم بطريقة خجولة تجنبا لأي مصادمة وحفاظا على الصداقة.فلا عجب إذاً إن تضايق الجمهور من هذه القراءات ،ولا نستغرب إن كان حضوره لها ضئيلا.
القراءة الموضوعية والنزيهة تتطلب الشجاعة وجعل الحقيقة هي الغاية المتوخاة لكي نتقدم إلى الأمام ،أما القراءة المجاملة أو المغرضة فلا يمكن أن تزيد الأدب والفكر عموما إلا خسارا ورجوعا إلى الوراء، لأنها تعمل على إخفاء الحقيقة .
وحتى لا يتوهم القارئ أنني أريد من الناقد أن يكون قاسيا فإنني هنا أبادر إلى تنبيهه بأني أريد منه ــ أي الناقد ــ أن يكون موضوعيا فقط.، في مقام المجاملة يجامل وفي مقام إبداء الرأي الصريح لا يتورع أبدا عن إبدائه في سبيل إقامة الحق والعدل، ومثل هذا يتحقق عن طريق اليقظة والتشبع با لأخلاق النبيلة والتمتع بضمير حي له سلطة الأمر والنهي و التمكن من الجهاز المفاهيمي للمنهج الذي يشتغل به على النص المنقود.
إننا كجمهور من المتلقين نريد من السادة النقاد أن يفتحوا أعيننا على النص الأدبي وأن يكشفوا لنا عن خباياه،لا أن يمطرونا بعبارات الإطراء والتملق وتجنب قول الحقيقة لتحقيق مآرب شخصية نفعية عابرة،وإلا فلينسحبوا ويتركوا المكان لمن هو في مستوى مهمة القيام بالنقد،فبذلك سيفعلون خيرا فينا وفي أنفسهم بل وفي الأدب أولا وقبل كل شيئ.
إن غياب الجمهور يطرح أكثر من سؤال حول الجدوى من تنظيم مثل هذه اللقاءات ،إذ أن من يحضرها سيستاء ويصاب بخيبة أمل سواء من القراءة المقدمة أو من المناقشة التي تعقب القراءة.
فالقراءة على العموم لا تقدم جديدا ،ويبدو في كثير من نواحيها الضعف والتهافت ،وهي إضافة إلى ذلك تطلق الأحكام بتسرع وبقليل من الأناة والتروي، فكأن صاحبها كان في عجلة من أمره، أو كان مجبرا على قراءة عمل لا يرغب في قراءته أصلا،والخلاصة من هذا كله هي عدم إعطاء العمل المنتقد قيمته التي يستحقها ، عالية كانت أو هابطة.
إن الناقد الذي يحاول أن يقص من أطراف العمل الأدبي ليجعله على مقاس مفاهيم جاهزة لديه في النقد لا يمكن أن يفيد المتلقي في شئ،فكيف يتأتى له ذلك وهو الذي أساء إلى النص إساءة لا تغتفر.
وفيما يخص المناقشة المفتوحة فهي في أغلبها لا تركز على ما جاء في القراءة ، وبهذا الإعتبار فنحن لا نسميها مناقشة إلا من باب التجوز،إذ المناقشة في الشكليات والجوانب الثانوية والأشياء الخارجة عن نطاق القراءة المقدمةتفقد اللقاء أهميته،فيستحيل بها إلى لقاء للمهاترات أو للمحادثة وتبادل المجاملات ،وكل ذلك لا فائدة من ورائه تجنى ولا معلومة قيمة منه تقنى.
أحيانا يقوم بعض المبدعين بقراءة أعمال زملاء وأصدقاء لهم،فتأتي قراءتهم حافلة بعبارات التودد والإستحسان ،وأحيانا يصلون بها درجة المبالغة وكأن زملاءهم أو أصدقاءهم بلغوا ذروة الكمال ،ثم إن هؤلاء إن أبدوا رأيهم الحقيقي في العمل المنتقد فإن إبداءه يتم بطريقة خجولة تجنبا لأي مصادمة وحفاظا على الصداقة.فلا عجب إذاً إن تضايق الجمهور من هذه القراءات ،ولا نستغرب إن كان حضوره لها ضئيلا.
القراءة الموضوعية والنزيهة تتطلب الشجاعة وجعل الحقيقة هي الغاية المتوخاة لكي نتقدم إلى الأمام ،أما القراءة المجاملة أو المغرضة فلا يمكن أن تزيد الأدب والفكر عموما إلا خسارا ورجوعا إلى الوراء، لأنها تعمل على إخفاء الحقيقة .
وحتى لا يتوهم القارئ أنني أريد من الناقد أن يكون قاسيا فإنني هنا أبادر إلى تنبيهه بأني أريد منه ــ أي الناقد ــ أن يكون موضوعيا فقط.، في مقام المجاملة يجامل وفي مقام إبداء الرأي الصريح لا يتورع أبدا عن إبدائه في سبيل إقامة الحق والعدل، ومثل هذا يتحقق عن طريق اليقظة والتشبع با لأخلاق النبيلة والتمتع بضمير حي له سلطة الأمر والنهي و التمكن من الجهاز المفاهيمي للمنهج الذي يشتغل به على النص المنقود.
إننا كجمهور من المتلقين نريد من السادة النقاد أن يفتحوا أعيننا على النص الأدبي وأن يكشفوا لنا عن خباياه،لا أن يمطرونا بعبارات الإطراء والتملق وتجنب قول الحقيقة لتحقيق مآرب شخصية نفعية عابرة،وإلا فلينسحبوا ويتركوا المكان لمن هو في مستوى مهمة القيام بالنقد،فبذلك سيفعلون خيرا فينا وفي أنفسهم بل وفي الأدب أولا وقبل كل شيئ.