كتب - جعفر الديري
اشترط الكاتب البحريني عبدالله المدني فيمن يقتحم ميدان أدب الرحلات أن يكون ملما باللغة التعبيرية والتوصيفية وصاحب مقدرة في تقريب المشاهد الى مخيلة القاريء. وأن يكون صاحب خلفية ثقافية مناسبة كي يستطيع رفد مشاهداته بحقائق جغرافية أو تاريخية أو اجتماعية أو اقتصادية وقت اللزوم.
كان المدني يتحدث عن أدب الرحلات في مركز جدحفض الثقافي مساء الأحد 4 يوليو تموز 2004، من خلال أربعة محاور رئيسية هي تعريف أدب الرحلات واشتراطاته ، التطور التاريحي لأدب الرحلات عربيا، أدب الرحلات في الخليج وتجربته الشخصية في السفر والكتابة عنها.
أدب متميز
وقال المحاضر "ان ادب الرحلات لون من ألوان الأدب ذو خصوصية وتميز، فلئن أتفق مع الرواية من حيث اللجوء الى السرد والوصف، فانه يختلف عنه في عدم اللجوء الى الخيال، وعلى حين لا يقدم فن الرواية المعلومة الا نادرا، فان فن أدب الرحلات يرتكز أساسا على تقديم معلومات هائلة في ثوب أدبي تتفاوت جودته من كاتب الى أخر بحسب قدرات الكاتب. فمهمة الكاتب لا تقتصر على سرد ما رأى وانما تفسيره وتحليله وبيان خلفياته أيضا. وهنا تتقاطع الى حد ما مهمته مع مهمة المؤرخ الاجتماعي".
وأضاف "وهناك بطبيعة الحال تعريفات كثيرة لأدب الرحلات أو أديب الرحلات، لكنني أريد التركيز على نقطتين مهمتين جوهريتين: الأولى أن أدب الرحلات فن فريد لجهة أنه يمنح الكاتب حرية قلما تتوفر في الأشكال الأخرى من الفنون الأدبية وهي حرية اختيار المشاهد والوقائع وحرية اسباغ ثقافته وقدراته الابداعية النثرية أو الشعرية عليها والثانية أن من الشروط الأساسية الواجب توافرها في أديب الرحلات أن تكون رواياته ومشاهداته من واقع مغامرة سفر شارك فيها بنفسه وأخذت مداها الزمني المعقول وتفرغ لها الأديب بالكامل، وقصد منها الرصد والاستكشاف. وسبب تركيزي على هذه النقطة هو أن الكثير مما يزعم أنه أدب رحلات ليس بكذلك لأن أصحابه لم يقصدوا أن يقوموا بأسفارهم بهدف الاكتشاف أو البحث وانما صادف أن كانوا في بلد ما ولمدة محدودة جدا سواء في مهمة رسمية أو خاصة. ومن هنا فاني أؤيد الراي القائل بأن كتابات الدبلوماسيين وطلبة البعثات القصيرة ورجال الأنشطة الاغاثية أو الدعوية عن بلد ما، لا تنطبق عليها شروط أدب الرحلات وتنتفي عنها صفة الرصد والتحليل السليم وهي أقرب ما تكون الى المذكرات الشخصية. فهؤلاء لا يمكن القول بأنهم أخذوا الوقت الزمني الكافي والتفرغ التام لملامسة كل الظواهر والمشاهد الموجودة في مجتمع ما بسبب قصور فترات اقامتهم أو ازدحام جداول اعمالهم أو وجود قيود على تصرفاتهم وأقوالهم كما هو حال الدبلوماسيين حينما يكتب عن البلد الذي عاش فيه والشعب الذي تعامل معه كثيرا ما بتحفظ أو بتجاوز الحقيقى خوفا من أن يتعكر صفو العلاقات بين هذا البلد وبلده".
الدولة العباسية
وعن تطور أدب الرحلات قال المدني "ان أدب الرحلات كفن من فنون الأدب العربي لم يظهر ولم ينمو ولم يشتد عوده الا في عصر النهضة العربية الاسلامية في ظل الدولة العباسية ولا سيما في عهدي هارون الرشيد وولده المأمون. ففي هذه الحقبة كان أصحاب القرار في مقدمة مشجعي الناس على الانفتاح على حضارت الآخر والتواصل معها ودراستها والاستفادة منها والاقتباس من دررها دونما حرج أو خوف أو وسوسة. وكنتيجة لذلك انطلق المبدعون العرب الأوائل في أنحاء المعمورة كمكتشفين جغرافيين أو مدونيين للتاريخ أو مفسرين للظواهر الاجتماعية أو دارسين لفلسفات الآخر وعلومه. وكانت الحصيلة أن ظهر ابتداء من العصر العباسي ولأول مرة الكثير من المؤلفات العربية التي يمكن تصنيفها في خانة أدب الرحلات. ونجد تجليات ذلك في كتابات المسعودي واليعقوبي والبيروني والقزويني وياقوت الحموي وابن جبير وأبي عبدالله بن اسحاق وأبي زيد البلخي، ولاحقا مؤلفات ابن بطوطة ( أشهر الرحالة العرب على الاطلاق) والرحالة البحرينيين القدامى من أمثال برزك بن شهريار وسلمان التاجر وابن وهب. هؤلاء كتبوا من واقع تجولهم ورحلاتهم الطويلة عن بلاد الهند والسند وبلاد الصين وبلاد الزابج (أندونيسيا) وبلاد الزنج (أي أفريقيا السوداء) وعن سرنديب (أي سيلان) وجزر قمار( أي كمبوديا وما حولها في الهند الصينية) وقشمير (أي كشمير) وزيلع (أي بلاد الصومال) وغيرها".
وأضاف "ونلاحظ في كل هذه الكتابات أو معظمها ظاهرتين جديرتين بالتأمل الأولى أنها كانت شاملة ومفصلة بمعنى أنها اختصت بوصف دقيق لكل شيء ابتداء من جغرافية المكان ونظام الحكم وأسلوب الادارة وطرق المعاملات والمناخ والبضائع والأسواق وانتهاء بعادات المجتمع وتقاليده وطقوسه ولغاته وعادته وملابسه. بل تطرقت بعض هذه الكتابات الى أمور أخرى دون أي حرج مثل وسائل الترفيه والسحر والرق والخمر والدعارة واللواط وحرق الموتى واختبار الزوجة والمهور والوضع. الثانية أنه وعلى رغم الالتزام الديني لأصحاب هذه الكتابات وقوة ايمانهم فانهم التزموا النزاهة في النقل، اذ على رغم أن الموجه العقائدي كثيرا ما يلعب دورا في تركيب صورة الآخر ويحتكر الفضائل للأناء وحدها فان الرحالة العرب والمسلمين الأوائل تخطوا هذا السياج باقتدار، فوصفوا ما رأوه دون سخرية أو تقريظ أو تقريع، بل اثنوا على أقوام كافرة كثيرة لسمات اختصت بها هذه الأقوام كالشجاعة وحسن الادارة والتنظيم وعدالة الحاكم وحكمة الناس وهوس العامة بالتعليم واكتساب المهارات وذلك على النحو الذي فعله ابن بطوطه مع الصين أو المسعودي في كتاباته عن التيبت أو عبدالله بن اسحاق في كتاباته عن بلاد قنمار أو أبو ريحان البيروني في كتاباته عن الهند".
أهل السواحل
وبخصوص أدب الرحلات في الخليج أوضح المدني: "ان بلدان الخليج مقلة في الانتاج الأدبي الخاص بالترحال، على رغم أن ثلاثة من أبرز من يذكرون في تاريخ أدب الرحلات القديم كانوا من بلدان الخليج (بزرك بن شهريار وسليمان التاجر وابن وهب)، وعلى رغم أنه أتيح لأبنائها ما لم يتح لغيرهم من امكانيات مادية للتجوال في بلدان العالم شرقا وغربا ولا سيما منذ السبعينات. فيما عدى المملكة العربية السعودية التي ظهرت فيها مؤلفات حديثة عن الرحلات من أوائل الستينات لا نجد في الكويت أو البحرين أو الامارات أو عمان سوى مؤلفات معدودة على الأصابع. وقد شهدت الساحة الأدبية والصحافية في السعودية مناقشات حامية حول هذا اللون من ألوان الأدب لجهة أهميته أو تصنيفه خاصة مع ظهور كتابات العلامة المؤرخ والأديب حمد الجاسر التي اختلف المهتمون حولها ما بين مؤيد لادراجها في أدب الرحلات وقائل بأنها يجب أن تصنف ضمن كتب البحث العلمي في جغرافية المكان وأسماء المواقع وأنساب قاطنيها. ومن المؤلفات الرحلية السعودية كتاب ( أيام في الشرق الأقصى) لعلي حسن فدعق، و(عشرون يوما في الصين الوطنية) لأحمد عبدالغفار عطا و ( من مذكرات مسافر) لمحمد عمر توفيق و(خمسة أيام في ماليزيا) لعبدالعزيز الرافعي و( أيام في بلاد العم سام) لخليل الفزيع و( العودة سائحا الى كاليفورنيا) لغازي القصيبي. ويلاحظ أن كل هذه الكتب لشخصيات من الحجاز أو الاحساء، مما يعزز مقولة أن أهل السواحل هم المبادرون دوما نحو اكتشاف الآخر والتواصل معه ومعرفة الحضارات الأخرى".
الوسط البحرينية
العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425ه
اشترط الكاتب البحريني عبدالله المدني فيمن يقتحم ميدان أدب الرحلات أن يكون ملما باللغة التعبيرية والتوصيفية وصاحب مقدرة في تقريب المشاهد الى مخيلة القاريء. وأن يكون صاحب خلفية ثقافية مناسبة كي يستطيع رفد مشاهداته بحقائق جغرافية أو تاريخية أو اجتماعية أو اقتصادية وقت اللزوم.
كان المدني يتحدث عن أدب الرحلات في مركز جدحفض الثقافي مساء الأحد 4 يوليو تموز 2004، من خلال أربعة محاور رئيسية هي تعريف أدب الرحلات واشتراطاته ، التطور التاريحي لأدب الرحلات عربيا، أدب الرحلات في الخليج وتجربته الشخصية في السفر والكتابة عنها.
أدب متميز
وقال المحاضر "ان ادب الرحلات لون من ألوان الأدب ذو خصوصية وتميز، فلئن أتفق مع الرواية من حيث اللجوء الى السرد والوصف، فانه يختلف عنه في عدم اللجوء الى الخيال، وعلى حين لا يقدم فن الرواية المعلومة الا نادرا، فان فن أدب الرحلات يرتكز أساسا على تقديم معلومات هائلة في ثوب أدبي تتفاوت جودته من كاتب الى أخر بحسب قدرات الكاتب. فمهمة الكاتب لا تقتصر على سرد ما رأى وانما تفسيره وتحليله وبيان خلفياته أيضا. وهنا تتقاطع الى حد ما مهمته مع مهمة المؤرخ الاجتماعي".
وأضاف "وهناك بطبيعة الحال تعريفات كثيرة لأدب الرحلات أو أديب الرحلات، لكنني أريد التركيز على نقطتين مهمتين جوهريتين: الأولى أن أدب الرحلات فن فريد لجهة أنه يمنح الكاتب حرية قلما تتوفر في الأشكال الأخرى من الفنون الأدبية وهي حرية اختيار المشاهد والوقائع وحرية اسباغ ثقافته وقدراته الابداعية النثرية أو الشعرية عليها والثانية أن من الشروط الأساسية الواجب توافرها في أديب الرحلات أن تكون رواياته ومشاهداته من واقع مغامرة سفر شارك فيها بنفسه وأخذت مداها الزمني المعقول وتفرغ لها الأديب بالكامل، وقصد منها الرصد والاستكشاف. وسبب تركيزي على هذه النقطة هو أن الكثير مما يزعم أنه أدب رحلات ليس بكذلك لأن أصحابه لم يقصدوا أن يقوموا بأسفارهم بهدف الاكتشاف أو البحث وانما صادف أن كانوا في بلد ما ولمدة محدودة جدا سواء في مهمة رسمية أو خاصة. ومن هنا فاني أؤيد الراي القائل بأن كتابات الدبلوماسيين وطلبة البعثات القصيرة ورجال الأنشطة الاغاثية أو الدعوية عن بلد ما، لا تنطبق عليها شروط أدب الرحلات وتنتفي عنها صفة الرصد والتحليل السليم وهي أقرب ما تكون الى المذكرات الشخصية. فهؤلاء لا يمكن القول بأنهم أخذوا الوقت الزمني الكافي والتفرغ التام لملامسة كل الظواهر والمشاهد الموجودة في مجتمع ما بسبب قصور فترات اقامتهم أو ازدحام جداول اعمالهم أو وجود قيود على تصرفاتهم وأقوالهم كما هو حال الدبلوماسيين حينما يكتب عن البلد الذي عاش فيه والشعب الذي تعامل معه كثيرا ما بتحفظ أو بتجاوز الحقيقى خوفا من أن يتعكر صفو العلاقات بين هذا البلد وبلده".
الدولة العباسية
وعن تطور أدب الرحلات قال المدني "ان أدب الرحلات كفن من فنون الأدب العربي لم يظهر ولم ينمو ولم يشتد عوده الا في عصر النهضة العربية الاسلامية في ظل الدولة العباسية ولا سيما في عهدي هارون الرشيد وولده المأمون. ففي هذه الحقبة كان أصحاب القرار في مقدمة مشجعي الناس على الانفتاح على حضارت الآخر والتواصل معها ودراستها والاستفادة منها والاقتباس من دررها دونما حرج أو خوف أو وسوسة. وكنتيجة لذلك انطلق المبدعون العرب الأوائل في أنحاء المعمورة كمكتشفين جغرافيين أو مدونيين للتاريخ أو مفسرين للظواهر الاجتماعية أو دارسين لفلسفات الآخر وعلومه. وكانت الحصيلة أن ظهر ابتداء من العصر العباسي ولأول مرة الكثير من المؤلفات العربية التي يمكن تصنيفها في خانة أدب الرحلات. ونجد تجليات ذلك في كتابات المسعودي واليعقوبي والبيروني والقزويني وياقوت الحموي وابن جبير وأبي عبدالله بن اسحاق وأبي زيد البلخي، ولاحقا مؤلفات ابن بطوطة ( أشهر الرحالة العرب على الاطلاق) والرحالة البحرينيين القدامى من أمثال برزك بن شهريار وسلمان التاجر وابن وهب. هؤلاء كتبوا من واقع تجولهم ورحلاتهم الطويلة عن بلاد الهند والسند وبلاد الصين وبلاد الزابج (أندونيسيا) وبلاد الزنج (أي أفريقيا السوداء) وعن سرنديب (أي سيلان) وجزر قمار( أي كمبوديا وما حولها في الهند الصينية) وقشمير (أي كشمير) وزيلع (أي بلاد الصومال) وغيرها".
وأضاف "ونلاحظ في كل هذه الكتابات أو معظمها ظاهرتين جديرتين بالتأمل الأولى أنها كانت شاملة ومفصلة بمعنى أنها اختصت بوصف دقيق لكل شيء ابتداء من جغرافية المكان ونظام الحكم وأسلوب الادارة وطرق المعاملات والمناخ والبضائع والأسواق وانتهاء بعادات المجتمع وتقاليده وطقوسه ولغاته وعادته وملابسه. بل تطرقت بعض هذه الكتابات الى أمور أخرى دون أي حرج مثل وسائل الترفيه والسحر والرق والخمر والدعارة واللواط وحرق الموتى واختبار الزوجة والمهور والوضع. الثانية أنه وعلى رغم الالتزام الديني لأصحاب هذه الكتابات وقوة ايمانهم فانهم التزموا النزاهة في النقل، اذ على رغم أن الموجه العقائدي كثيرا ما يلعب دورا في تركيب صورة الآخر ويحتكر الفضائل للأناء وحدها فان الرحالة العرب والمسلمين الأوائل تخطوا هذا السياج باقتدار، فوصفوا ما رأوه دون سخرية أو تقريظ أو تقريع، بل اثنوا على أقوام كافرة كثيرة لسمات اختصت بها هذه الأقوام كالشجاعة وحسن الادارة والتنظيم وعدالة الحاكم وحكمة الناس وهوس العامة بالتعليم واكتساب المهارات وذلك على النحو الذي فعله ابن بطوطه مع الصين أو المسعودي في كتاباته عن التيبت أو عبدالله بن اسحاق في كتاباته عن بلاد قنمار أو أبو ريحان البيروني في كتاباته عن الهند".
أهل السواحل
وبخصوص أدب الرحلات في الخليج أوضح المدني: "ان بلدان الخليج مقلة في الانتاج الأدبي الخاص بالترحال، على رغم أن ثلاثة من أبرز من يذكرون في تاريخ أدب الرحلات القديم كانوا من بلدان الخليج (بزرك بن شهريار وسليمان التاجر وابن وهب)، وعلى رغم أنه أتيح لأبنائها ما لم يتح لغيرهم من امكانيات مادية للتجوال في بلدان العالم شرقا وغربا ولا سيما منذ السبعينات. فيما عدى المملكة العربية السعودية التي ظهرت فيها مؤلفات حديثة عن الرحلات من أوائل الستينات لا نجد في الكويت أو البحرين أو الامارات أو عمان سوى مؤلفات معدودة على الأصابع. وقد شهدت الساحة الأدبية والصحافية في السعودية مناقشات حامية حول هذا اللون من ألوان الأدب لجهة أهميته أو تصنيفه خاصة مع ظهور كتابات العلامة المؤرخ والأديب حمد الجاسر التي اختلف المهتمون حولها ما بين مؤيد لادراجها في أدب الرحلات وقائل بأنها يجب أن تصنف ضمن كتب البحث العلمي في جغرافية المكان وأسماء المواقع وأنساب قاطنيها. ومن المؤلفات الرحلية السعودية كتاب ( أيام في الشرق الأقصى) لعلي حسن فدعق، و(عشرون يوما في الصين الوطنية) لأحمد عبدالغفار عطا و ( من مذكرات مسافر) لمحمد عمر توفيق و(خمسة أيام في ماليزيا) لعبدالعزيز الرافعي و( أيام في بلاد العم سام) لخليل الفزيع و( العودة سائحا الى كاليفورنيا) لغازي القصيبي. ويلاحظ أن كل هذه الكتب لشخصيات من الحجاز أو الاحساء، مما يعزز مقولة أن أهل السواحل هم المبادرون دوما نحو اكتشاف الآخر والتواصل معه ومعرفة الحضارات الأخرى".
الوسط البحرينية
العدد 671 - الأربعاء 07 يوليو 2004م الموافق 19 جمادى الأولى 1425ه