الابداع هو تلمس موقع خارج المألوف و بعيدا عن اي توافق. وهو الجنوح الى مساحات غير مكتشفة، و لم يسبق ارتيادها. مسعى لا يخلص فيه المبدع لغير رؤيته و دون اي اعتبار يفرض تعديلا او تصويبا.
و الالتزام هو خريطة مليئة بالمعالم يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند اي تحرك او ابحار. وهي معالم مجسدة في شكل ثوابت تصل حد التقديس. و تجعل كل المساحات مؤطرة سلفا.
الحرية مع التزام كهذا تقتضي صداما. و الالتزام موجب للصراع مع افكار نقيضة من اجل تثبيت تلك التي يستند عليها الالتزام فيي وجوده. و بالتالي الالتزام يهدف الى تثبيت رؤى ليس الكاتب هو صاحبها. بل هو مجرد خادمها. و لذلك لا يمكن ان يكون مبدعا. لان الابداع هو حوار الذات المتفردة الغير ملزمة باي التزام ، و الجانحة دوما الى بناء حقائقها التي قد لا تجد من مناصر لها غير المبدع نفسه. مما يخندقها في مواجهة ترسانة الثوابت المثبتة بالاعراف و الحشود و سلطة المألوف. و من هنا يبدو ان الالتزام و الابداع يظهران ككتلتين ما يجمع بينهما هو انهما يدوران في فلك تحقيق مثل متضاربة. البعض يقدمها على انها ربانية. و اخر ينتصر لقيم انسانية.
النوع الاول من الالتزام تظهر فيه الحياة كجسر قصير يفضي الى مطلق الحياة التي ستتحقق في الاخرة. و هذا يترتب عنه ان الفعل الانساني يجب ان يشتغل و يبدع في قضية واحدة. الابداع في تنفيذ الوصايا و الاوامر التي تحبل بها الكتب السماوية. و ان تلك هي القضية الاهم في الحياة. اي جعل الحياة في خدمة الاخرة.
و دائما داخل هذا التصنيف، هناك من يذهب في الاتجاه المعاكس كليا، و يدعو الى جعل الاخرة في خدمة الدنيا. و ذلك من خلال بناءء اطار اخر. ما يميزه عن الاول هو انه يستدعي الفعل الانساني لصياغة و تاطير الحياة . وهو ان كان يترك الدين جانبا و يعتمد القوانين الوضعية كاطار للحياة. فانه لم يمض الى النهاية فيي تحقيق المثل الانسانية الكبرى المجسدة في تحقيق العدالة، بشتى اصنافها و اكتفى بالوقوف عند طموح النخبة الاجتماعية التي ينتسب اليها . موظفا كل الامكانيات و السلط من تعليم و اعلام و اقتصاد و اجتماع من اجل الحفاظ على بنية تعيد انتاج نفسها .. و العمل على نشر وعي زائف يصنع غربة الانسان عن واقعه..
على كل حال إن امنا ان هذا التضارب و الصراع هو الذي شكل مجرى تاريخ تطور المجتمعات ، فلا شك ان ذلك يفيد ان الانسان كان دائما هو المصب. و ان هذه القضايا كانت هي جوهر الصراع من اجل تحديد مفهوم الكائن و دوره في هذه الحياة. و ان تلك القضية هي التي جشدت الفاعلين و قسمتهم الى صفين. و هي التي طورت الرؤى المتصارعة و جعلت وثيرة هذا الجدل سريعة حينا ، و بطيئة حذ الموت اجيانا. و ذلك من خلال جعل القيم محل مساءلة حينا، و محل تقديس احيانا اخرى. التزام قابله دائما التزام مضاد . ليتم نسج ذلك التدرج الذي حدد هو نفسه طبيعة الالتزام.
ان كانت هذه لمحة سريعة عن تطور حال الالتزام و انواعه. فماذا عن الابداع؟ و لمن يجب ان يخلص المبدع؟
يبدو الابداع في الغالب كفعل فردي ، يهدف من خلاله المبدع التعبير عن كنه ما قد يكون على وعي به، و قد لا يدرك هو نفسه دوافعه. الا ان الابداع قد يكون فعل جماعي. وهو في هذه الحال تكون دوافعه واعية من اجل تجسيد موقف ما مما يجري في المحيط. الا ان التجارب الابداعية الفردية ارتبطت دائما بالعمق و تتسم بكونها اكثر انسجاما واوضح غاية و اغزر انتاجا.
الابداع هو الجنوح نحو اللا مطروق. و هذا لا يتاتى من باب الاتيان بما لم يوت من قبل. بل قد تكون وراءه دوافع عديدة . فعلى سبيل المثال قد يتجسد كنوع من الاكتشاف المبكر لتحول قد لا يرى النور الا بعد عقود او ربما عصور قادمة. لذلك . لذلك يبدو في حينه كدعوة لتحول ثوري. و لان الانسان عدو تغيير عاداته و افكاره و نمط عيشه، فمقازمة الجديد و الانتصار للمألوف هن فعل غريزي. و الامر يصبح عدوانية حين يرتبط التغيير بفقدان المكاسب و المصالح و الوضعيات الاجتماعية . و لعل هذا ما يجعل المبدع منبوذ زمانه
و لعل ما يجعل المبدع مبدعا هو رؤيته التي تزيح القداسة عن المنظومات و الافكار زتضع كل شئئ بدون استثناء محل مساءلة فيكشف الزيف ز يعري الاوهام و يجرد الاساطير من جبروتها و يعيد الاعتبار للحرية باعتبارها الشئ الوحيد في الحياة الذي يستحق التقديس
انطلاقا من هذا تبدو كل اشكال الالتزام عاجزة كاطارات لاستيعاب الابداع و المبدعين فاذا كان الابداع يهدف في النهاية الى خدمة الانسانية من خلال رفع سقف المطالب ذات الطابع الوجودي فلا شك ان المثل الانسانية الخالدة المجسدة في الحرية و العدالة و تحقيق الكرامة هي الاطار الوحيد القادر على جعل نفسه مح ل التزام الاببداع و المبدعين.
https://www.facebook.com/bakkali.abdh/posts/10156296907341976
و الالتزام هو خريطة مليئة بالمعالم يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند اي تحرك او ابحار. وهي معالم مجسدة في شكل ثوابت تصل حد التقديس. و تجعل كل المساحات مؤطرة سلفا.
الحرية مع التزام كهذا تقتضي صداما. و الالتزام موجب للصراع مع افكار نقيضة من اجل تثبيت تلك التي يستند عليها الالتزام فيي وجوده. و بالتالي الالتزام يهدف الى تثبيت رؤى ليس الكاتب هو صاحبها. بل هو مجرد خادمها. و لذلك لا يمكن ان يكون مبدعا. لان الابداع هو حوار الذات المتفردة الغير ملزمة باي التزام ، و الجانحة دوما الى بناء حقائقها التي قد لا تجد من مناصر لها غير المبدع نفسه. مما يخندقها في مواجهة ترسانة الثوابت المثبتة بالاعراف و الحشود و سلطة المألوف. و من هنا يبدو ان الالتزام و الابداع يظهران ككتلتين ما يجمع بينهما هو انهما يدوران في فلك تحقيق مثل متضاربة. البعض يقدمها على انها ربانية. و اخر ينتصر لقيم انسانية.
النوع الاول من الالتزام تظهر فيه الحياة كجسر قصير يفضي الى مطلق الحياة التي ستتحقق في الاخرة. و هذا يترتب عنه ان الفعل الانساني يجب ان يشتغل و يبدع في قضية واحدة. الابداع في تنفيذ الوصايا و الاوامر التي تحبل بها الكتب السماوية. و ان تلك هي القضية الاهم في الحياة. اي جعل الحياة في خدمة الاخرة.
و دائما داخل هذا التصنيف، هناك من يذهب في الاتجاه المعاكس كليا، و يدعو الى جعل الاخرة في خدمة الدنيا. و ذلك من خلال بناءء اطار اخر. ما يميزه عن الاول هو انه يستدعي الفعل الانساني لصياغة و تاطير الحياة . وهو ان كان يترك الدين جانبا و يعتمد القوانين الوضعية كاطار للحياة. فانه لم يمض الى النهاية فيي تحقيق المثل الانسانية الكبرى المجسدة في تحقيق العدالة، بشتى اصنافها و اكتفى بالوقوف عند طموح النخبة الاجتماعية التي ينتسب اليها . موظفا كل الامكانيات و السلط من تعليم و اعلام و اقتصاد و اجتماع من اجل الحفاظ على بنية تعيد انتاج نفسها .. و العمل على نشر وعي زائف يصنع غربة الانسان عن واقعه..
على كل حال إن امنا ان هذا التضارب و الصراع هو الذي شكل مجرى تاريخ تطور المجتمعات ، فلا شك ان ذلك يفيد ان الانسان كان دائما هو المصب. و ان هذه القضايا كانت هي جوهر الصراع من اجل تحديد مفهوم الكائن و دوره في هذه الحياة. و ان تلك القضية هي التي جشدت الفاعلين و قسمتهم الى صفين. و هي التي طورت الرؤى المتصارعة و جعلت وثيرة هذا الجدل سريعة حينا ، و بطيئة حذ الموت اجيانا. و ذلك من خلال جعل القيم محل مساءلة حينا، و محل تقديس احيانا اخرى. التزام قابله دائما التزام مضاد . ليتم نسج ذلك التدرج الذي حدد هو نفسه طبيعة الالتزام.
ان كانت هذه لمحة سريعة عن تطور حال الالتزام و انواعه. فماذا عن الابداع؟ و لمن يجب ان يخلص المبدع؟
يبدو الابداع في الغالب كفعل فردي ، يهدف من خلاله المبدع التعبير عن كنه ما قد يكون على وعي به، و قد لا يدرك هو نفسه دوافعه. الا ان الابداع قد يكون فعل جماعي. وهو في هذه الحال تكون دوافعه واعية من اجل تجسيد موقف ما مما يجري في المحيط. الا ان التجارب الابداعية الفردية ارتبطت دائما بالعمق و تتسم بكونها اكثر انسجاما واوضح غاية و اغزر انتاجا.
الابداع هو الجنوح نحو اللا مطروق. و هذا لا يتاتى من باب الاتيان بما لم يوت من قبل. بل قد تكون وراءه دوافع عديدة . فعلى سبيل المثال قد يتجسد كنوع من الاكتشاف المبكر لتحول قد لا يرى النور الا بعد عقود او ربما عصور قادمة. لذلك . لذلك يبدو في حينه كدعوة لتحول ثوري. و لان الانسان عدو تغيير عاداته و افكاره و نمط عيشه، فمقازمة الجديد و الانتصار للمألوف هن فعل غريزي. و الامر يصبح عدوانية حين يرتبط التغيير بفقدان المكاسب و المصالح و الوضعيات الاجتماعية . و لعل هذا ما يجعل المبدع منبوذ زمانه
و لعل ما يجعل المبدع مبدعا هو رؤيته التي تزيح القداسة عن المنظومات و الافكار زتضع كل شئئ بدون استثناء محل مساءلة فيكشف الزيف ز يعري الاوهام و يجرد الاساطير من جبروتها و يعيد الاعتبار للحرية باعتبارها الشئ الوحيد في الحياة الذي يستحق التقديس
انطلاقا من هذا تبدو كل اشكال الالتزام عاجزة كاطارات لاستيعاب الابداع و المبدعين فاذا كان الابداع يهدف في النهاية الى خدمة الانسانية من خلال رفع سقف المطالب ذات الطابع الوجودي فلا شك ان المثل الانسانية الخالدة المجسدة في الحرية و العدالة و تحقيق الكرامة هي الاطار الوحيد القادر على جعل نفسه مح ل التزام الاببداع و المبدعين.
https://www.facebook.com/bakkali.abdh/posts/10156296907341976