ما أيسر قولا إنَّ " الشعر كتابة ضدَّ القصيدة "، وما أشقَّ قولا كيفَ يتأتَّى انتزاع الشعر من القصيدة، ومن تاريخ الأشكال الشعرية، ومن الحوار بين الأجناس الأدبية، وما أبعد نقض السفر الأنواعي والأجناسي في الكتابة بشكل عام؛ بل ما أعتى وقوفا على نقض التغلغل الإيقاعي في النص عبر اللغة والبلاغة والتركيب والمشترك التخييلي؛ بل ما أبعد إلغاء الإيقاع مبدأ شعريا مخصوصا به الشعر ومنه القصيدة.
ما أيسر التلويح بكون الشعر ذَا سعة أكبر من القصيدة، بما لا جدال حوله، ولكن التريث النقدي يقول إن انقطاعا بين تسلسل الجماليات ليس حادثا بزعم طارئ، إذ الجماليات ليست ثوابت من حيث هي إبدالات لا تلغي ولكن تسعف في تعديل ما يشتمل عليه الثقافيُّ في كل أمةٍ، ولا تفيد الكتابة خارج نظام سابق، فاحتمال قيام ذلك ملتبس، والتباسه صادرٌ عن كون الفوضى ذاتها نظاما غير عشوائي، وباعتبار القول الشعري لا يند عن الانخراط داخل / خارج النظام في منطقة لعلها أرجوانية أو رمادية أو لعلها المابين بين ما كان وما قد يكون.
أما قبلَ كلِّ ما سبق، ويقتضي الامر توسعةً لا مجال لها هنا، فالقول: هلْ ما بعد القصيدة شعرٌ أو أنه شيء آخر ينبتُّ عن كل صنافة تجنيسية ؟ وهل الإلحاح على الغلو في التنظير ينحو إلى الشعر أو أنه محوٌ يخلدُ إلى كتابة ليس شرطا أن تكون بارتية المنزع ؟
شطط بليغ يغمر الفضاء الإعلاميَّ المحمولَ على الثقافة، ولعله يكون تغريرا بالناشئة والمتأدبين الذاهبين إلى كتابة الشعر، وما قرأتُ الغربيين يخلدون إلى اطمئنان يدعو إلى كتابة شعر خارج النظام؛ وقد تكون إعادة قراءة الكثيرين منهم بيانا يعرب عن نوعية تأمل التجارب الشعرية السابقة، وحسبنا ذكرُ ميشونيك في نقد الإيقاع وبول فاليري في منوعاته، وما عداهما من نقدة ومبدعي فرنسا وإنجلترا وأمريكا الشمالية والجنوبية واليابان .. وحسبنا إصغاء جيد للشعرية العربية، إبداعا ونقدا وتنظيرا، ثمَّ توخيَ إيجاز: حسبنا تقري يدي أدونيس شعرا وفكرا.
ما أيسر قولا بالتجاوز، ولكن ما أشق تمثَّلَ اللغة والبلاغة والعروض .. والقصيدة العربية. ما أشقّ.
لا تغرروا بالذاهبين إلى الشعر.
ما أيسر التلويح بكون الشعر ذَا سعة أكبر من القصيدة، بما لا جدال حوله، ولكن التريث النقدي يقول إن انقطاعا بين تسلسل الجماليات ليس حادثا بزعم طارئ، إذ الجماليات ليست ثوابت من حيث هي إبدالات لا تلغي ولكن تسعف في تعديل ما يشتمل عليه الثقافيُّ في كل أمةٍ، ولا تفيد الكتابة خارج نظام سابق، فاحتمال قيام ذلك ملتبس، والتباسه صادرٌ عن كون الفوضى ذاتها نظاما غير عشوائي، وباعتبار القول الشعري لا يند عن الانخراط داخل / خارج النظام في منطقة لعلها أرجوانية أو رمادية أو لعلها المابين بين ما كان وما قد يكون.
أما قبلَ كلِّ ما سبق، ويقتضي الامر توسعةً لا مجال لها هنا، فالقول: هلْ ما بعد القصيدة شعرٌ أو أنه شيء آخر ينبتُّ عن كل صنافة تجنيسية ؟ وهل الإلحاح على الغلو في التنظير ينحو إلى الشعر أو أنه محوٌ يخلدُ إلى كتابة ليس شرطا أن تكون بارتية المنزع ؟
شطط بليغ يغمر الفضاء الإعلاميَّ المحمولَ على الثقافة، ولعله يكون تغريرا بالناشئة والمتأدبين الذاهبين إلى كتابة الشعر، وما قرأتُ الغربيين يخلدون إلى اطمئنان يدعو إلى كتابة شعر خارج النظام؛ وقد تكون إعادة قراءة الكثيرين منهم بيانا يعرب عن نوعية تأمل التجارب الشعرية السابقة، وحسبنا ذكرُ ميشونيك في نقد الإيقاع وبول فاليري في منوعاته، وما عداهما من نقدة ومبدعي فرنسا وإنجلترا وأمريكا الشمالية والجنوبية واليابان .. وحسبنا إصغاء جيد للشعرية العربية، إبداعا ونقدا وتنظيرا، ثمَّ توخيَ إيجاز: حسبنا تقري يدي أدونيس شعرا وفكرا.
ما أيسر قولا بالتجاوز، ولكن ما أشق تمثَّلَ اللغة والبلاغة والعروض .. والقصيدة العربية. ما أشقّ.
لا تغرروا بالذاهبين إلى الشعر.