نحن مستلقيان في السرير. والسماء تمطر. ليس لأنها تمطر دائماً في مثل هذه القصص، ولكن ببساطة، لأنها كانت على وشك أن تظلّ تمطر طوال اليوم. تقولُ أنك تحب ذلك، تجد الأمر منتهى الحميمية، هكذا معاً. في الخارج هذا المطر، وثم في الداخل، هنا، نحنُ. وهذا هو ما أنت تريده، بعينه. وأنا أيضاً، أليس كذلك؟
أهوو، أقولُ أنا.
أنتَ تقرأُ سيرةَ نيتشه. منذُ فترةٍ طويلة وأنتَ تقرأ. بالتأكيد، منذُ بضعةِ أسابيع. يبدو الأمرُ كما لو أنك لا تريد أن تنتهي.
أضعُ أنا، كتابي جانباً، وثمّ أتقلّبُ على جنبي.
«ماذا تقرأ؟» أسأل.
«إنه عن نيتشه،» تقول.
أزغللُ عينيّ كلتيهما، لكنك لا ترى، لأنك تقرأ. لأكثر من ساعةٍ وأنت تقرأ.
تُنزلُ كتابكَ.
«ماذا؟» تقول.
«لا شيء.»
أدنو منكَ قليلاً، أحطُّ يدي على ساقكَ، أقبّلك برفقٍ في رقبتكَ.
«أهو مثيرٌ؟» أسأل.
هذا النيتشه، أليس كذلك؟ إنها قصةٌ مأساوية. لم يكن يريد أكثر من أن يتزوج لو سالومي. لكنها لم تكن تريد أن تتزوجه. ولم يكن قد سبق له على الإطلاق أن جرّب شيئاً كهذا.
«يا حرام! مثيرٌ للشفقة، أجل.» أقول.
أستلقي قبالتكَ، ألفُّ ساقيّ حول ساقيكَ، أزلقُ يدي من على فخذكَ ونحو صدركَ، وأظلُّ أقبّلكَ في رقبتكَ.
«ثمَّ كان أن تخلّى عن الحبِّ تماماً. لو كنتَ لوحدك، لأستطعتَ أن تبلغَ قعر أكثر الأفكار عمقاً، قرّر هو في نفسه.»
«أوه، نعم،» أقول.
أعضُّ، بلطفٍ، شحمةَ أذنكَ، ألعقها قليلاً. أمسّدُ صدركَ، بطنكَ، باطنَ ساقيكَ.
«وكتابكِ؟» تسأل.
«لقد أنهيته،» أقول.
أفرّكُ فوق النتوء الذي يبرز من كلسونكَ، برفقٍ، أولاً، وثم بشدّة، أكثر وأكثر. تتنهدُ بعمق، لكن، قد يكون مردُّ هذا، أيضاً، نقطةٌ عميقةٌ في حياة نيتشه. أزلقُ يدي تحت مطاط كلسونكَ، وأمسك به، بكَ. التنهيدةُ لا تخرج منك، إذن، لنقطةٍ عميقة في حياة نيتشه. ولذلك أظلّ فيما أنا فيه. قدماً أمضي. ببطءٍ، أحرّك يدي، جيئةً وذهاباً، أُسرعُ حين تتنهدُ أنت، أعمق وأعمق، حين يصبح هو أشد صلابةً، حين تنظرُ، أنت، جانباً. «لا، لا،» أقولُ، «أكملْ ما تقرأ وحسب.»
نحو الأسفل أهبطُ أنا، أندّسُ تحت البطانية، أقبّلُ باطنَ فخذيكَ. أقبّلكَ، ألعقكَ. أتركُ لساني ينزلقُ، رويداً رويداً، فوقك. تتنهدُ أنتَ، تئنُ عندما آخذه في فمي، بينما أتركك أنت. أسرعُ قليلاً، أُسرعُ أكثر، أكثر قوةً، وأكثر عمقاً. أسمعُ كيف يسقطُ نيتشه على الأرض، أسمعُ أنفاسكَ وكيف أنك تشدُّ يديك متشبثاً بلحاف السرير.
«حبّي،» تقولُ. وتنطقُ، كذلك، شيئاً آخر مبهماً. أحسُّ بكَ، كيف ينشدّ كل شيء فيكَ، كيف تئنُ، كيف تلهثُ، وكيف أنك، فجأةً، لم تعد للحظةٍ تصدر صوتاً. ترتعشُ، تتقلص، تسترخي، وتقذف. أبقى راقدةً قليلاً قبل أن أعود لأتمددَ، مرة أخرى، فوقك. أُلقي برأسي في التجويفِ الكامنِ بين كتفكَ ورقبتك.
«هيه، أخبرني أكثر عن نيتشه.»
«حبي؟»
أركّز كلّي عليكُ، أنظرُ إليكَ، لكنك لا تنظرُ إلي، لأنك كنت تنام. ألتقطُ نيتشه عن الأرض، أدفعُ بابُ غرفة النوم، بقوة، على أمل أن تستيقظ، وثم أخطو نحو غرفة المعيشة.
وهناك أنتظرُ. على الأريكةِ. مع كتابكَ. ليس أنني أقرأ. أنا أنتظر. أن تستيقظَ. أن تظهرَ لتبحث عني، أنك تشعرُ بالذنب، و –
….
«هيه،» تقولُ. «هل تقرأين؟» تضحك. «لم تظني أنني قد نمت؟»
تأتي لتجلس بجانبي، تدفعني للخلف، تفكُّ زرّ شلحتي. أشعرُ بشفتيك، بلسانكَ، بأصابعكَ، التي تردُّ شعري إلى الخلف، تنزلق على صدري، تعثرُ على حلمتَي، تقرصهما بما أوتيت من نعومة.
«أهذا،» تقول، «ما كنت تريدينه؟»
تكزّ على حلمتيّ، تجدُ طريقك إلى الأسفل، تقبّلُ كل ما يصادفك، تعضني في فخذيّ، تنزلقُ بلسانكَ على جلدي، في إثرِ أصابعكَ، التي تمضي قدماً وقدماً. أفتحُ ساقيّ لكَ، أشعرُ بدفء نفاسك، بلسانكَ وبأصابعكَ في داخلي.
تلعقني، وتلعقني، وتلعقني. أئنُ، لا أريد أن ينتهي الأمر، أريدُ أن أشعرُ بكَ، عميقاً في داخلي. أسحبكَ للأعلى، وأقبّلكَ في فمكَ وتقبّلني في فمي. وفي حينها، أشبكُ حولك، بذراعيّ، بيدي، حيث تتحرك للأعلى والأسفل، تتحرك حتى لا يعود بإمكانك أن تمسك بي.
«أريدكِ،» تقولُ قبل أن تلجني وتلكزني. «إلى هذا الحدّ،» تقول، «مبتلّةٌ أنتِ.» تمسّد لي بأصابعكَ وأنت تدفعه في داخلي، تمسّدُ وتمسّدُ حتى أقذف، وثم أنت أيضاً.
وهكذا الآن، نرقد هنا. بعض الوقت. «هيا،» أقولُ، «هل تأتي معي؟ لننام.»
«أجل،» تقول، «أنا آتٍ. فصلٌ آخر وسآتي..»
كارولين فان كيكن (1988) كاتبة وصحفية هولندية، أصدرت في عام 2015 مجموعتها القصصية الأولى نحن لن نصبح هكذا. مطلع أيار هذا العام فازت قصتها هذه بجائزة مسابقة الأذن الحمراء التي تمنح لأفضل قصة إيروتيكية.
أهوو، أقولُ أنا.
أنتَ تقرأُ سيرةَ نيتشه. منذُ فترةٍ طويلة وأنتَ تقرأ. بالتأكيد، منذُ بضعةِ أسابيع. يبدو الأمرُ كما لو أنك لا تريد أن تنتهي.
أضعُ أنا، كتابي جانباً، وثمّ أتقلّبُ على جنبي.
«ماذا تقرأ؟» أسأل.
«إنه عن نيتشه،» تقول.
أزغللُ عينيّ كلتيهما، لكنك لا ترى، لأنك تقرأ. لأكثر من ساعةٍ وأنت تقرأ.
تُنزلُ كتابكَ.
«ماذا؟» تقول.
«لا شيء.»
أدنو منكَ قليلاً، أحطُّ يدي على ساقكَ، أقبّلك برفقٍ في رقبتكَ.
«أهو مثيرٌ؟» أسأل.
هذا النيتشه، أليس كذلك؟ إنها قصةٌ مأساوية. لم يكن يريد أكثر من أن يتزوج لو سالومي. لكنها لم تكن تريد أن تتزوجه. ولم يكن قد سبق له على الإطلاق أن جرّب شيئاً كهذا.
«يا حرام! مثيرٌ للشفقة، أجل.» أقول.
أستلقي قبالتكَ، ألفُّ ساقيّ حول ساقيكَ، أزلقُ يدي من على فخذكَ ونحو صدركَ، وأظلُّ أقبّلكَ في رقبتكَ.
«ثمَّ كان أن تخلّى عن الحبِّ تماماً. لو كنتَ لوحدك، لأستطعتَ أن تبلغَ قعر أكثر الأفكار عمقاً، قرّر هو في نفسه.»
«أوه، نعم،» أقول.
أعضُّ، بلطفٍ، شحمةَ أذنكَ، ألعقها قليلاً. أمسّدُ صدركَ، بطنكَ، باطنَ ساقيكَ.
«وكتابكِ؟» تسأل.
«لقد أنهيته،» أقول.
أفرّكُ فوق النتوء الذي يبرز من كلسونكَ، برفقٍ، أولاً، وثم بشدّة، أكثر وأكثر. تتنهدُ بعمق، لكن، قد يكون مردُّ هذا، أيضاً، نقطةٌ عميقةٌ في حياة نيتشه. أزلقُ يدي تحت مطاط كلسونكَ، وأمسك به، بكَ. التنهيدةُ لا تخرج منك، إذن، لنقطةٍ عميقة في حياة نيتشه. ولذلك أظلّ فيما أنا فيه. قدماً أمضي. ببطءٍ، أحرّك يدي، جيئةً وذهاباً، أُسرعُ حين تتنهدُ أنت، أعمق وأعمق، حين يصبح هو أشد صلابةً، حين تنظرُ، أنت، جانباً. «لا، لا،» أقولُ، «أكملْ ما تقرأ وحسب.»
نحو الأسفل أهبطُ أنا، أندّسُ تحت البطانية، أقبّلُ باطنَ فخذيكَ. أقبّلكَ، ألعقكَ. أتركُ لساني ينزلقُ، رويداً رويداً، فوقك. تتنهدُ أنتَ، تئنُ عندما آخذه في فمي، بينما أتركك أنت. أسرعُ قليلاً، أُسرعُ أكثر، أكثر قوةً، وأكثر عمقاً. أسمعُ كيف يسقطُ نيتشه على الأرض، أسمعُ أنفاسكَ وكيف أنك تشدُّ يديك متشبثاً بلحاف السرير.
«حبّي،» تقولُ. وتنطقُ، كذلك، شيئاً آخر مبهماً. أحسُّ بكَ، كيف ينشدّ كل شيء فيكَ، كيف تئنُ، كيف تلهثُ، وكيف أنك، فجأةً، لم تعد للحظةٍ تصدر صوتاً. ترتعشُ، تتقلص، تسترخي، وتقذف. أبقى راقدةً قليلاً قبل أن أعود لأتمددَ، مرة أخرى، فوقك. أُلقي برأسي في التجويفِ الكامنِ بين كتفكَ ورقبتك.
«هيه، أخبرني أكثر عن نيتشه.»
«حبي؟»
أركّز كلّي عليكُ، أنظرُ إليكَ، لكنك لا تنظرُ إلي، لأنك كنت تنام. ألتقطُ نيتشه عن الأرض، أدفعُ بابُ غرفة النوم، بقوة، على أمل أن تستيقظ، وثم أخطو نحو غرفة المعيشة.
وهناك أنتظرُ. على الأريكةِ. مع كتابكَ. ليس أنني أقرأ. أنا أنتظر. أن تستيقظَ. أن تظهرَ لتبحث عني، أنك تشعرُ بالذنب، و –
….
«هيه،» تقولُ. «هل تقرأين؟» تضحك. «لم تظني أنني قد نمت؟»
تأتي لتجلس بجانبي، تدفعني للخلف، تفكُّ زرّ شلحتي. أشعرُ بشفتيك، بلسانكَ، بأصابعكَ، التي تردُّ شعري إلى الخلف، تنزلق على صدري، تعثرُ على حلمتَي، تقرصهما بما أوتيت من نعومة.
«أهذا،» تقول، «ما كنت تريدينه؟»
تكزّ على حلمتيّ، تجدُ طريقك إلى الأسفل، تقبّلُ كل ما يصادفك، تعضني في فخذيّ، تنزلقُ بلسانكَ على جلدي، في إثرِ أصابعكَ، التي تمضي قدماً وقدماً. أفتحُ ساقيّ لكَ، أشعرُ بدفء نفاسك، بلسانكَ وبأصابعكَ في داخلي.
تلعقني، وتلعقني، وتلعقني. أئنُ، لا أريد أن ينتهي الأمر، أريدُ أن أشعرُ بكَ، عميقاً في داخلي. أسحبكَ للأعلى، وأقبّلكَ في فمكَ وتقبّلني في فمي. وفي حينها، أشبكُ حولك، بذراعيّ، بيدي، حيث تتحرك للأعلى والأسفل، تتحرك حتى لا يعود بإمكانك أن تمسك بي.
«أريدكِ،» تقولُ قبل أن تلجني وتلكزني. «إلى هذا الحدّ،» تقول، «مبتلّةٌ أنتِ.» تمسّد لي بأصابعكَ وأنت تدفعه في داخلي، تمسّدُ وتمسّدُ حتى أقذف، وثم أنت أيضاً.
وهكذا الآن، نرقد هنا. بعض الوقت. «هيا،» أقولُ، «هل تأتي معي؟ لننام.»
«أجل،» تقول، «أنا آتٍ. فصلٌ آخر وسآتي..»
كارولين فان كيكن (1988) كاتبة وصحفية هولندية، أصدرت في عام 2015 مجموعتها القصصية الأولى نحن لن نصبح هكذا. مطلع أيار هذا العام فازت قصتها هذه بجائزة مسابقة الأذن الحمراء التي تمنح لأفضل قصة إيروتيكية.