حسين الصدر - أبيات شائعة واضاءات نافعة..

لعَمْرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها = ولكنَّ أخلاقَ الرجال تضيقُ

قائله : عمرو بن الأهتم المنقري، وهو الذي مدح الزبرقان بن بدر ثم ذَمَّه فقال النبي (ص) :
{ إنّ من الشعر لحكمةً ومن البيان لسِحْرا }

والبيت من جملة أبيات جاء فيها :
ذريني فانّ البُخْلَ – يا أمَّ هيثمِ = لصالح أخلاقِ الرجال سروقُ
ذريني فانيّ ذو فَعال تُهمّني = نوائبُ يغشى رزُؤها وحُقوقُ
ومستنبحٍ بعد الهدوِّ دعوتُه = وقد حانَ من نجم الشتاء خفوقُ
فقلتُ له : أهلاً وسهلاً ومرحباً = فهذا مبيتٌ صالح وصديقُ
وكلُّ كريمٍ يَتَّقي الذمَّ بالقرى = وللخير بين الصالحين طريقُ

والأبيات وانْ كانت تتضمن الحديث عن الجانب الذاتي، إلاّ أنّها أشارت الى “ الضيافة “ وطقوسها وما تقتضيه من كرمٍ في المال والأخلاق، وتلك هي الضيافة العربية بأجلى صورها ومعانيها .

***

كأنْ لم يكن بين “ الحجون “ الى
“ الصفا“
أنيسٌ ولم يَسمُرْ (بمكةَ) سامِرُ = البيت لعمرو بن الحارث الجرهمي

قيل عنه :
انه جاهلّي أدرك الاسلام
وقد صار البيت مثلاً لانفضاض الجموع وتشتتها بعد التئامٍ واجتماع

***

اذا لم تستطِعْ شيئاً فَدَعْهُ = وجاوِزْهُ الى ما تستطيعُ

قائِلُه : عمرو بن معدي كرب
وهو من الأبيات الحكمية الداعية الى الاتسام (بالواقعية) والابتعاد عن تضييع الجهد والوقت في أمرٍ بعيد المنال ...

***

فألقت عصاها واستقر بها النوى = كما قَرَّ عيْناً بالإياب المسافِرُ
قيل هو لمعقر البارقي
وقيل هو لراشد بن عبد ربه السلمي ، كما جاء في الاجابة ج2 ص361

***

يقولُ مَنْ يقرع أسماعَهُ = كَمْ ترك الأولُ للآخِرِ
البيت لابي تمّام
راجع الديوان 2 / 161
وكثيرا ما يستشهد بهذا البيت للثناء على المُجددين والمبدعين والموهوبين الذين يتسمون باضافاتهم
الخلاّقة ..

*****

لا تُخفِ ما صنعتْ بكَ الأشواقُ = واشرحْ هواك فكلّنا عشاقُ

للشاعر الظريف التلمساني
وأعقبه بقوله :
فعسى يُعينُك مَنْ شكوتَ له الهوى = في حَمْلِهِ فالعاشقون رفاقُ

*****

وكيف أخصُ باسم العيب شيئاً = وأكثرُ ما تشاهده مَعيبُ
لعبد الواحد بن نصر الملقبّ ب (الببغا) المتوفى سنة 398 هجرية
ولُقّبَ بالببغا لنُطْقِهِ وفصاحِتِه

والبيت من أبيات جاء فيها :

أكلُّ وميضِ بارقِةٍ كذوبُ = أمّا في الدهر شيءُ لا يُريبُ ؟
تشابهت الطِباعُ فلا دنيءٌ = يحنّ الى الثناء ولا حسيبُ
وشاع البخل في الاشياء حتى = يكاد يشحّ بالريح الجَنوبُ

وهي أبيات نقدية ذات نزعة تشاؤميّة..!!

******

صُنْ ماءَ وَجْهِكَ عن إراقتِهِ = إنّ القناعة عُمدةُ الكرمِ
لأبن الحسن علي بن محمد البديهي الشاعر من أبيات وعظيّة

جاء فيها :
لا تحفَلَنَّ بما تشاهِدُهُ = لذوي الغنى من زهرةِ النِعِمِ
وألحظ عواقبَها فانَّ لها = عند التنقل وحشة النِقَمِ

وهو بهذا يُسلّي الفقراء الذين لاشيء عندهم يخسرونهم، بخلاف الاغنياء الذين قد يخسرون ما تكدّس عندهم من الأموال ، وما تراكم من وسائل الراحة والمتعة ..!!
إنّ القناعة بعيدة عنهم ..!!

*******
وعليّ أنْ أسعى وليس = عليَّ إدراك النجاح
البيت لكشاجم الشاعر، وفيه تحفيز للهمم نحو السعي والعَمل


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...