كانت قدماي باردتين لكنني نمتُ جيداً، تكلّمت ُ قرب أذنكِ، أطبقتُ بفمي على فمكِ، حجبتُ وجهكِ بعظامي كتفيّ، كنتُ أغلقُ كلّ ما لكِ حتى تنفرج ساقاكِ على آخرهما وتنفتح عينكِ العميقةُ عن ماء الحياة، عرفتكِ لحظتها، كنتِ سرّكِ، كنتِ حرارة اسمكِ، قلّة نومكِ، جوعكِ حينما يلتبسُ عليكِ يأساً، غنيّتِ: أنا ثلجٌ يا حبيبي، أنا ثلجُ جبلٍ أحمر، كبِرتُ في يدكَ، ولم أثرثر لأحدٍ سواكَ، أريدكَ في داخلي، لا تتركني في ليل الجُمعة ولا تدعني انتظرُ طويلاً في الأعياد، لا تهجرني قبل سِدْرة المُنتهى، لا تهجرني بعد سدرة المنتهى، كُنْ أنا، كُنْ نحنُ ونحنُ نعبر ظلّها الأخضر الطويل حتى منتصف أغنية قديمة حيث تتمدّدُ لتصفني عضواً عضواً، تُشبّهني بألمكَ من إهانةٍ قديمة، بطريقكَ، بالبلاد على وشكِ الحرب، صعوداً تنتهي عند حلمتي،َّ هبوطاً تنتهي عندهما لتتنهدَّ قبل أن تُثبّتَ يدكَ اليسرى بين منكبيَّ، وتمدَّ اليمنى تحت حواف السوتيان نحو الإبطين لتشمّ رائحةَ غابةٍ مطيرة، وكما في الأغنية القديمة نفسها تُحِلُّ الأزرار حتى ترى البلّور وتلمحُ فيه الآيةَ المبتورة من جُزْءِ عَمَّ: ألمْ نشرحْ لكَ صدركَ.
mouhamadrasho.wordpress.com
سِدرة المُنتهى
كانت قدماي باردتين لكنني نمتُ جيداً، تكلّمت ُ قرب أذنكِ، أطبقتُ بفمي على فمكِ، حجبتُ وجهكِ بعظامي كتفيّ، كنتُ أغلقُ كلّ ما لكِ حتى تنفرج ساقاكِ على آخرهما وتنفتح عينكِ العميقةُ عن ماء الحياة، عرفتك…