( السّاعة الآن الرابعة بعد الظهر، من السابع والعشرون من مارس سبعة عشر وألفين، أفارقكم عن سن تناهز أسبوعان وأربع أشهر واثنان وثلاثون سنة ..)
من تدوينة للشاعر
ليتني
ليتني .. أعانـق وجعي في صمت .. أعصر من سكون الليل خمرًا .. أترنّم بتراتيل الشوق .. ثمّ أنام ..
ليتني لم أتعرَّ بمهد العشق .. لم أذق لذّة اللّقاء .. ولا ذُقْتُ من نهديكِ مصلًا .. ولا كان لي بِمضيق أُلَفْ دواء .. ولا أرّقَتْ مدامِعِي مضاجِعَ الأنام ..
ليت الأبجدية لم تراقص أملي .. ليتني لم أعزف إيمانًا على مللي .. ليت عـرش الصفصاف لم يكن لي .. ولا القلم فاض بصمت الحنين .. ولم يلفـظ خجلًا حاءً وباء .. ولا أبحر ثملًا دون يقين .. ولا اغتصب في الورد حقَّ الكلام ..
#نضال_غريبي
*****
هذيان مايو
** 1 **
كل شيء فيك يا وطني جميل ..
قصص الحب الفاشلة ..
محلات العطور الرخيصة ..
مناجاة أبنائك للتنانير القصيرة ..
الأذواق الرديئة ..
كل شيء فيك جميل ..
أمطار مايو ..
انتظاري العقيم ..
فشل ابريل ..
** 2 **
قالت ..
ومياه الأرحام ؟؟
وجفافها بعد ذي ارتواء ؟؟
أما قلتَ أنَّنا سواء ؟؟
** 3 **
اغلقي النوافذ ..
مايو يبكي ..
اغلقي النوافذ ..
صراخه أصمَّ آذاني ..
** 4 **
أخاف عليكَ من الحرّ ..
** 5 **
اغلقي النوافذ ..
لي فيكِ بردَا وسلاما ..
** 6 **
ألم أكن دفءً فيمَ مضى ؟؟
أنَّى هذا البرد أتى ؟؟
** 7 **
الدفء في حضنك كان ..
من أعينك ينبثق ..
أ لِي بعناق طويل ؟؟
** 8 **
طبعًا لا ..
يفصلنا جبن المسافات ..
غباؤُكَ والخصامات ..
لم تقل لي ..
أنَّى هذا البرد جاء ؟؟
** 9 **
لي منكِ من الذكريات ما تُثلج الصَّدر ..
و تبعث في الفرائص رعشة ..
** 10 **
عرفتكَ ذا رعشة ..
** 11 **
وها أنت ترحلينَ ..
وأنا ذا رعشة ..
هل تعودين ؟؟
** 12 **
تدثَّر مليًّا ..
** 13 **
..
..
..
** 14 **
ما بِك سكَتْتَ ؟؟
** 15 **
أحاول الكتابة ..
** 16 **
جيِّد ..
ركِّز إذن ..
** 17 **
ألم تعرفيني بعد ؟؟
لا أركز حين أكتب ..
تتخاصر الكلمات ..
فتنساب منِّي دون تنميق ..
** 18 **
جميلٌ ما تكتب ..
** 19 **
أعرف ذلك ..
** 20 **
غرور ؟؟
** 21 **
لا ..
بل لم أكتب بتاتًا خارج هته الرقعة ..
وكلُّ شيء في وطني جميل ..
إلاَّ أنا ..
إلاَّ أنا ..
** 22 **
جميل ..
** 23 **
أنا ؟؟
أم ما أكتُب ؟؟
** 24 **
بل تردُّدُ ابريل ..
** 25 **
ها قد رحل ابريل ..
وهاهو ذا مايو يبكيك ..
غدًا يكتمل نصاب الأشهر التِّسع ..
أ تلدين غدًا ؟؟
** 26 **
جرفتكَ مياه رحمي بعيدًا البارحة ..
استنفذتَ حظُوظَك يا صغيري ..
** 27 **
أُمَّاه !!
** 28 **
تدثَّر ..
لا أحد يشعر بالبرد كما اليتيم ..
** 29 **
أُمَّاه !!
** 30 **
تدثَّر ..
تدثَّر لنا معًا ..
لا أحد يشعر بالبرد كما الثَّكلى ..
#نضال غريبي
****
أيُّها الربّ ..
تحية شكر وإجلال وبعد ..
بعد التحيات والسلام وسرد ماتسنّى من عبق الكلام وطيب العبارات ..
وبلا إطالة في التقديم ولا تنميق في الدِّيباجة، يؤسفني عزيزي الرَّب اعلامك بما يلي:
أنا يعتريني وجع لا أعلم سببه ..
وهتي الدنيا التي بعثتني فيها لا تدَّخر جهدا في إيذائي ..
يؤسفني اعلامك أنَّني أذنبت في حق نفسي ..
لا أطلب مالا ..
لا أطلب سعادة ..
لا أطلب مغفرة ..
ولا أريد سكينة ..
فأنا، كالكثير من أمثالي، مهما ساءت حالنا، بخير ..
فعلى الأقل لنا وطن يأوينا، وإن فسد ساستنا ..
على الأقل، إن جعنا، لا نموت جوعا ..
ربي العزيز ..
أتوجَّه لك بخطابي هذا كي ألفت نظرك إلى بعض عبادك قد تكون نسيت وجودهم ..
في خلقك يا ربُّ من يلبس جوعا ..
في خلقك يا ربُّ من يأكل غصَّة وقهرا ..
في خلقك يا ربُّ من يفترش قنابل وحطام ..
في خلقك يا ربُّ حزن يسكن عيونا بلا سبب ..
في خلقك يا ربُّ أطفال تعوَّدت الألم، فقط لأنهم لا يعرفون شعورا غيره ..
في خلقك يا ربُّ أناس تشرب مهانة ..
في خلقك يا ربُّ أنثى تستحي لأنَّها أحبَّت ..
في خلقك يا ربُّ ذَكرٌ لا أريد تنديس الرسالة بوصفه ..
في خلقك يا ربُّ أنثى فقدت معناها ..
في خلقك يا ربُّ رجُلٌ صارت قيمه جريمة، جزاؤها التهميش، أو الإعدام إن عظم شأنه ..
في خلقك يا ربُّ من جعل من الظلم مهنة، خذه إليك إن أحببته سهوا أو خطء، وخذه عنَّا إن كرهته ..
أعلمُ، أيها الرَّبُّ أنَّ رسالتي لن تُقرأ، بل ستُوثَّق كي تستعمل كدليل ضدِّي في يوم ما ..
سلامي إليك أيًّها الربُّ أينما كنت، وآسف إن أقلقت منامك ..
[SIZE=26px]نضال_غريبي[/SIZE]
*****
السَّكرة الأخيرة ..
هلِّلُوا يا ..
..
ترى هل تعود ؟؟ لا أعلم حقًّا فهي لا تعلم إلى أي مدى أحبُّها، ولنكن صريحين، أنا أيضا لا أعلم إلى أي مدى، ولا أدري حتَّى من أنا، فقط أعلم ما أنا في حضرتها، عبث بريء، مجنون، يقظة حالمة، مستهتر بعض الشيء، طيِّع بين يديها طورًا، ماسك بزمام الأمور استحبابًا أطوارًا أخر ..
أمَّا هي، اغفاءة من فيض الأحلام، دنيا بلا أبعاد، وهنيهة لم أكن أتمنَّى قطُّ أن تكون عابرة كما هو الحال الآن ..
ألاعيب شيطان في صحراء قاحلة، وشاح من نور في سماء صافية، إشعاعة ساحرة لهمسة شمس ..
فهل تراها تعود ؟؟
رائعة هي، كلقاء شاعري للشموع في فضاء مشحون بالتراتيل، هلِّلُوا يا !! أتراها تعود ؟؟
كنت أجهد نفسي في محاولات يائسة لألمس حقيقة ما يدور حولي من أشياء جامدة في مكانها لا تتغيَّر حتَّى أقبلت، سجنتني بحضن جعل الثوابت تتراقص فتلمسني وألمسها بحواسِّنا، وقفت بقوامها الرَّشيق تراقب بنظراتها الفاتنة ساحرة الجفون دنوَّ خطواتي المثقلة من غبار سنين الوجع ..
كان اللقاء بلا ميعاد، جمعنا مصادفة صديق مشترك، كان يمكن أن لا يكون صديقًا لولا تلك الجلسة الخمريَّة التي جمعتنا مصادفة أيضا، وبلا ميعاد ..
لكنه كان، فكانت معه المصادفة، تقابلنا مصادفة، جلسنا إلى نفس الطاولة مصادفة، كما وُلِدتُ مرَّتين، مصادفة أيضا ..
هل تعود ؟؟ من يدري، علَّها الآن تطوي لمساتي والنسيان، في رحلة عبر موسيقى لها عليها وقعها الخاص، تنغمس فيها تجاريها كعادتها بسيجارة ملكيَّة. هل سأحظى بها ثانية لتعود من جديد يقظتي الجميلة، تدبُّ لمساتها في عروقي وتنسج بمغزلها المخملي على صدري وشم ثوريّ ؟؟
وقفنا متخاصرين عند محل وجبات سريعة، راحت تحملق في الواجهة بينما شرعتُ أملي على النادل طلبيْنا، تجمَّدت قليلاً قبل أن تهمس :
- كيف لك أن تعرف أنني أريد وجبتي هكذا بالذَّات ؟؟
- لا أدري، فقط أحسست أنَّك ستُحبِّينها ..
كانت خطيئتي أنِّي ترجَّيتكِ في صباحنا الأول أن تمكثي بشقتي ليلة ثانية ..
عودي، أعدك أن لا أترجَّى بقاءك ثانية، بل سأرغمك عليه ..
عودي، لن أتناسى الصُّور القديمة والخطايا أتَّعض منها، سألتمس من لؤلؤك أن يعود إلى بريقه ..
عودي وهلِّلي معا كما كنَّا نهلِّلُ هلِّلُوا يا ..
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا بسكرتي الأخيرة إن لم تعد ..
#نضال_غريبي
****
الكاتب نضال غريبي : الصّفحة الرسميّــــــــــــــــــــة
1 juillet 2015 ·
مساء الخير ..
كنت قد غبت عنكم لبرهة غير وجيزة، ولكم يحزُّ في نفسي أن أعود بمثل هكذا موضوع ..
لكن ما باليد حيلة، هو ما أفكُّر فيه منذ بضع وتسعون ليلة ..
الموت ..
قد يكون حادثا عرضيًّا، خطء طبي، حادثا مفتعلا، مشنقة في سقف، ضغطة زناد أو غيرها ..
تتعدَّد المشاهد، لكن الموت واحد ..
ولعلَّ أجدر هته المشاهد بالدراسة هو الإنتحار ..
هل هو جبن أم شجاعة ؟؟
مصير تحدده حيثيَّات متتالية ترتكز على ضعف شخصية المنتحر أم قرار واختيار ؟؟
مرض وخلل نفسي أم قمَّة وعي ؟؟
أم ترى للبعض فضول لا يوصف في اكتشاف إن كنَّا فعلا سننام إثر الموت، أو إن كان الموت صحوة بعد غفوة ؟؟
أليس من المحتمل أن يكون المنتحر قد بلغ درجة الكمال ومثاليَّة جعلت منه ينصب لنفسه محكمة خاصَّة يترأَّسها كي يحاكم نفسه على ما اقترفه طيلة السنين التي تلت خطوته الأولى فحكم بموضوعيَّة وارتأى في الإعدام حكمََا عادلاً ؟؟
#نضال_غريبي
**
الكاتب نضال غريبي : الصّفحة الرسميّــــــــــــــــــــة
22 avril 2015 ·
وتنساب الأحزان ..
بعنف ..
تتغلغل في شراييني ..
حتَّى أثمل ..
وأخمل ..
وهي، تستكين حتى تذوب في روحي ..
أحملها معي ..
أينما ذهبت ..
أعيش وهي في دواخلي ..
أضحك وهي على شفاهي ..
أبكي وهي تستوطن أعيني ..
والحزن سادتي، يعطي للحياة معنى آخر ..
بُعدًا آخر ..
طعما آخر ..
أوَتدرون ..
سعادتكم في حزني ..
لا تعتقدوا في وجود سعادة بلا حزن يحملها ..
دقِّقوا مليًّا، أوَليست جميلة أحزاني ؟؟
دقِّقوا مليًّا، أوَليست جميلة كتاباتي ؟؟
دقِّقوا مليًّا، ما أبشع الفرح حين تكتبه أناملي ..
لا تستغربوا ..
هكذا أنا، أحب الأضداد في لغة الضاد ..
لست سوداويا، لكنَّني أمقت البياض حين أكتب ..
لا أتحدث عن حياتي في كتاباتي ..
لا أنثرها لكم ..
فهي ملكيَّتي ..
ولكنِّي، إن شئتم، أخُصُّكم بالقليل عنها ..
بِضعٌ وعشرون سنة ..
بِضعٌ وعشرون خيبة ..
بِضعٌ وعشرون وجع ..
بِضعٌ وعشرون علَّة ..
وثلاث أشهر ونصف من السَّكينة ..
من النُّور ..
من الخلاص ..
#نضال_غريبي
****
مشاهدة المرفق 12117
من تدوينة للشاعر
ليتني
ليتني .. أعانـق وجعي في صمت .. أعصر من سكون الليل خمرًا .. أترنّم بتراتيل الشوق .. ثمّ أنام ..
ليتني لم أتعرَّ بمهد العشق .. لم أذق لذّة اللّقاء .. ولا ذُقْتُ من نهديكِ مصلًا .. ولا كان لي بِمضيق أُلَفْ دواء .. ولا أرّقَتْ مدامِعِي مضاجِعَ الأنام ..
ليت الأبجدية لم تراقص أملي .. ليتني لم أعزف إيمانًا على مللي .. ليت عـرش الصفصاف لم يكن لي .. ولا القلم فاض بصمت الحنين .. ولم يلفـظ خجلًا حاءً وباء .. ولا أبحر ثملًا دون يقين .. ولا اغتصب في الورد حقَّ الكلام ..
#نضال_غريبي
*****
هذيان مايو
** 1 **
كل شيء فيك يا وطني جميل ..
قصص الحب الفاشلة ..
محلات العطور الرخيصة ..
مناجاة أبنائك للتنانير القصيرة ..
الأذواق الرديئة ..
كل شيء فيك جميل ..
أمطار مايو ..
انتظاري العقيم ..
فشل ابريل ..
** 2 **
قالت ..
ومياه الأرحام ؟؟
وجفافها بعد ذي ارتواء ؟؟
أما قلتَ أنَّنا سواء ؟؟
** 3 **
اغلقي النوافذ ..
مايو يبكي ..
اغلقي النوافذ ..
صراخه أصمَّ آذاني ..
** 4 **
أخاف عليكَ من الحرّ ..
** 5 **
اغلقي النوافذ ..
لي فيكِ بردَا وسلاما ..
** 6 **
ألم أكن دفءً فيمَ مضى ؟؟
أنَّى هذا البرد أتى ؟؟
** 7 **
الدفء في حضنك كان ..
من أعينك ينبثق ..
أ لِي بعناق طويل ؟؟
** 8 **
طبعًا لا ..
يفصلنا جبن المسافات ..
غباؤُكَ والخصامات ..
لم تقل لي ..
أنَّى هذا البرد جاء ؟؟
** 9 **
لي منكِ من الذكريات ما تُثلج الصَّدر ..
و تبعث في الفرائص رعشة ..
** 10 **
عرفتكَ ذا رعشة ..
** 11 **
وها أنت ترحلينَ ..
وأنا ذا رعشة ..
هل تعودين ؟؟
** 12 **
تدثَّر مليًّا ..
** 13 **
..
..
..
** 14 **
ما بِك سكَتْتَ ؟؟
** 15 **
أحاول الكتابة ..
** 16 **
جيِّد ..
ركِّز إذن ..
** 17 **
ألم تعرفيني بعد ؟؟
لا أركز حين أكتب ..
تتخاصر الكلمات ..
فتنساب منِّي دون تنميق ..
** 18 **
جميلٌ ما تكتب ..
** 19 **
أعرف ذلك ..
** 20 **
غرور ؟؟
** 21 **
لا ..
بل لم أكتب بتاتًا خارج هته الرقعة ..
وكلُّ شيء في وطني جميل ..
إلاَّ أنا ..
إلاَّ أنا ..
** 22 **
جميل ..
** 23 **
أنا ؟؟
أم ما أكتُب ؟؟
** 24 **
بل تردُّدُ ابريل ..
** 25 **
ها قد رحل ابريل ..
وهاهو ذا مايو يبكيك ..
غدًا يكتمل نصاب الأشهر التِّسع ..
أ تلدين غدًا ؟؟
** 26 **
جرفتكَ مياه رحمي بعيدًا البارحة ..
استنفذتَ حظُوظَك يا صغيري ..
** 27 **
أُمَّاه !!
** 28 **
تدثَّر ..
لا أحد يشعر بالبرد كما اليتيم ..
** 29 **
أُمَّاه !!
** 30 **
تدثَّر ..
تدثَّر لنا معًا ..
لا أحد يشعر بالبرد كما الثَّكلى ..
#نضال غريبي
****
أيُّها الربّ ..
تحية شكر وإجلال وبعد ..
بعد التحيات والسلام وسرد ماتسنّى من عبق الكلام وطيب العبارات ..
وبلا إطالة في التقديم ولا تنميق في الدِّيباجة، يؤسفني عزيزي الرَّب اعلامك بما يلي:
أنا يعتريني وجع لا أعلم سببه ..
وهتي الدنيا التي بعثتني فيها لا تدَّخر جهدا في إيذائي ..
يؤسفني اعلامك أنَّني أذنبت في حق نفسي ..
لا أطلب مالا ..
لا أطلب سعادة ..
لا أطلب مغفرة ..
ولا أريد سكينة ..
فأنا، كالكثير من أمثالي، مهما ساءت حالنا، بخير ..
فعلى الأقل لنا وطن يأوينا، وإن فسد ساستنا ..
على الأقل، إن جعنا، لا نموت جوعا ..
ربي العزيز ..
أتوجَّه لك بخطابي هذا كي ألفت نظرك إلى بعض عبادك قد تكون نسيت وجودهم ..
في خلقك يا ربُّ من يلبس جوعا ..
في خلقك يا ربُّ من يأكل غصَّة وقهرا ..
في خلقك يا ربُّ من يفترش قنابل وحطام ..
في خلقك يا ربُّ حزن يسكن عيونا بلا سبب ..
في خلقك يا ربُّ أطفال تعوَّدت الألم، فقط لأنهم لا يعرفون شعورا غيره ..
في خلقك يا ربُّ أناس تشرب مهانة ..
في خلقك يا ربُّ أنثى تستحي لأنَّها أحبَّت ..
في خلقك يا ربُّ ذَكرٌ لا أريد تنديس الرسالة بوصفه ..
في خلقك يا ربُّ أنثى فقدت معناها ..
في خلقك يا ربُّ رجُلٌ صارت قيمه جريمة، جزاؤها التهميش، أو الإعدام إن عظم شأنه ..
في خلقك يا ربُّ من جعل من الظلم مهنة، خذه إليك إن أحببته سهوا أو خطء، وخذه عنَّا إن كرهته ..
أعلمُ، أيها الرَّبُّ أنَّ رسالتي لن تُقرأ، بل ستُوثَّق كي تستعمل كدليل ضدِّي في يوم ما ..
سلامي إليك أيًّها الربُّ أينما كنت، وآسف إن أقلقت منامك ..
[SIZE=26px]نضال_غريبي[/SIZE]
*****
السَّكرة الأخيرة ..
هلِّلُوا يا ..
..
ترى هل تعود ؟؟ لا أعلم حقًّا فهي لا تعلم إلى أي مدى أحبُّها، ولنكن صريحين، أنا أيضا لا أعلم إلى أي مدى، ولا أدري حتَّى من أنا، فقط أعلم ما أنا في حضرتها، عبث بريء، مجنون، يقظة حالمة، مستهتر بعض الشيء، طيِّع بين يديها طورًا، ماسك بزمام الأمور استحبابًا أطوارًا أخر ..
أمَّا هي، اغفاءة من فيض الأحلام، دنيا بلا أبعاد، وهنيهة لم أكن أتمنَّى قطُّ أن تكون عابرة كما هو الحال الآن ..
ألاعيب شيطان في صحراء قاحلة، وشاح من نور في سماء صافية، إشعاعة ساحرة لهمسة شمس ..
فهل تراها تعود ؟؟
رائعة هي، كلقاء شاعري للشموع في فضاء مشحون بالتراتيل، هلِّلُوا يا !! أتراها تعود ؟؟
كنت أجهد نفسي في محاولات يائسة لألمس حقيقة ما يدور حولي من أشياء جامدة في مكانها لا تتغيَّر حتَّى أقبلت، سجنتني بحضن جعل الثوابت تتراقص فتلمسني وألمسها بحواسِّنا، وقفت بقوامها الرَّشيق تراقب بنظراتها الفاتنة ساحرة الجفون دنوَّ خطواتي المثقلة من غبار سنين الوجع ..
كان اللقاء بلا ميعاد، جمعنا مصادفة صديق مشترك، كان يمكن أن لا يكون صديقًا لولا تلك الجلسة الخمريَّة التي جمعتنا مصادفة أيضا، وبلا ميعاد ..
لكنه كان، فكانت معه المصادفة، تقابلنا مصادفة، جلسنا إلى نفس الطاولة مصادفة، كما وُلِدتُ مرَّتين، مصادفة أيضا ..
هل تعود ؟؟ من يدري، علَّها الآن تطوي لمساتي والنسيان، في رحلة عبر موسيقى لها عليها وقعها الخاص، تنغمس فيها تجاريها كعادتها بسيجارة ملكيَّة. هل سأحظى بها ثانية لتعود من جديد يقظتي الجميلة، تدبُّ لمساتها في عروقي وتنسج بمغزلها المخملي على صدري وشم ثوريّ ؟؟
وقفنا متخاصرين عند محل وجبات سريعة، راحت تحملق في الواجهة بينما شرعتُ أملي على النادل طلبيْنا، تجمَّدت قليلاً قبل أن تهمس :
- كيف لك أن تعرف أنني أريد وجبتي هكذا بالذَّات ؟؟
- لا أدري، فقط أحسست أنَّك ستُحبِّينها ..
كانت خطيئتي أنِّي ترجَّيتكِ في صباحنا الأول أن تمكثي بشقتي ليلة ثانية ..
عودي، أعدك أن لا أترجَّى بقاءك ثانية، بل سأرغمك عليه ..
عودي، لن أتناسى الصُّور القديمة والخطايا أتَّعض منها، سألتمس من لؤلؤك أن يعود إلى بريقه ..
عودي وهلِّلي معا كما كنَّا نهلِّلُ هلِّلُوا يا ..
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا يا !!
هلِّلُوا بسكرتي الأخيرة إن لم تعد ..
#نضال_غريبي
****
الكاتب نضال غريبي : الصّفحة الرسميّــــــــــــــــــــة
1 juillet 2015 ·
مساء الخير ..
كنت قد غبت عنكم لبرهة غير وجيزة، ولكم يحزُّ في نفسي أن أعود بمثل هكذا موضوع ..
لكن ما باليد حيلة، هو ما أفكُّر فيه منذ بضع وتسعون ليلة ..
الموت ..
قد يكون حادثا عرضيًّا، خطء طبي، حادثا مفتعلا، مشنقة في سقف، ضغطة زناد أو غيرها ..
تتعدَّد المشاهد، لكن الموت واحد ..
ولعلَّ أجدر هته المشاهد بالدراسة هو الإنتحار ..
هل هو جبن أم شجاعة ؟؟
مصير تحدده حيثيَّات متتالية ترتكز على ضعف شخصية المنتحر أم قرار واختيار ؟؟
مرض وخلل نفسي أم قمَّة وعي ؟؟
أم ترى للبعض فضول لا يوصف في اكتشاف إن كنَّا فعلا سننام إثر الموت، أو إن كان الموت صحوة بعد غفوة ؟؟
أليس من المحتمل أن يكون المنتحر قد بلغ درجة الكمال ومثاليَّة جعلت منه ينصب لنفسه محكمة خاصَّة يترأَّسها كي يحاكم نفسه على ما اقترفه طيلة السنين التي تلت خطوته الأولى فحكم بموضوعيَّة وارتأى في الإعدام حكمََا عادلاً ؟؟
#نضال_غريبي
**
الكاتب نضال غريبي : الصّفحة الرسميّــــــــــــــــــــة
22 avril 2015 ·
وتنساب الأحزان ..
بعنف ..
تتغلغل في شراييني ..
حتَّى أثمل ..
وأخمل ..
وهي، تستكين حتى تذوب في روحي ..
أحملها معي ..
أينما ذهبت ..
أعيش وهي في دواخلي ..
أضحك وهي على شفاهي ..
أبكي وهي تستوطن أعيني ..
والحزن سادتي، يعطي للحياة معنى آخر ..
بُعدًا آخر ..
طعما آخر ..
أوَتدرون ..
سعادتكم في حزني ..
لا تعتقدوا في وجود سعادة بلا حزن يحملها ..
دقِّقوا مليًّا، أوَليست جميلة أحزاني ؟؟
دقِّقوا مليًّا، أوَليست جميلة كتاباتي ؟؟
دقِّقوا مليًّا، ما أبشع الفرح حين تكتبه أناملي ..
لا تستغربوا ..
هكذا أنا، أحب الأضداد في لغة الضاد ..
لست سوداويا، لكنَّني أمقت البياض حين أكتب ..
لا أتحدث عن حياتي في كتاباتي ..
لا أنثرها لكم ..
فهي ملكيَّتي ..
ولكنِّي، إن شئتم، أخُصُّكم بالقليل عنها ..
بِضعٌ وعشرون سنة ..
بِضعٌ وعشرون خيبة ..
بِضعٌ وعشرون وجع ..
بِضعٌ وعشرون علَّة ..
وثلاث أشهر ونصف من السَّكينة ..
من النُّور ..
من الخلاص ..
#نضال_غريبي
****
مشاهدة المرفق 12117