بوريس ڤيان Boris Vian - فرنسا - 1920 - 1959

بوريس ڤيان
ولد بتاريخ 10 آذار/مارس 1920 بمدينة فيل دافري في أقليم السين والواز (المسمّى اليوم أعالي السين) وتوفّى بتاريخ 23 يونيو/حزيران 1959 في الدّائرة السابعة في باريس وهو كاتب فرنسي وشاعر وشاعر غنائي ومغنّي وناقد وموسيقي جاز (عازف بوق) وهو أيضًا كاتب سيناريوهات ومترجم من اللغة الانجليزيّة ومحاضر وممثل ورسّام ومهندس متخرّج من المدرسة المركزيّة بباريس (الدّفعة 42B).

نشر تحت إسمه الفنّي فرنون سوليفان، عدّة روايات أمريكيّة الأسلوب منها سأبصق على قبوركم الّذي أثار ضجّة كبيرة ومنع. وقد نشر أعماله تحت أسامٍ فنيّة أخرى، أحيانًا على شكل لفظ مقلوب، لإمضاء عدد كبيرٍ من المؤلّفات.

تناول جميع الفئات الأدبيّة، الشعر والمقالة والقصة والمسرحيّة والسيناريو، فإنّ أثره الأدبي مصدر غنيٌّ مازلنا نكتشف فيه نصوصًا جديدة في القرن الواحد والعشرين. لكّن تأريخ سيرته الذاتيّة أمرٌ غاية في الصعوبة لأنّه لم يكن دائمًا يؤرّخ نصوصه هو نفسه. وبذلك، لا يعطِ نوال ارنو، في كتابه حيوات بورس فيان المتوازية، وكلود رمال، الّذان بحثا الموضوع بحثًا دقيقًا، نفس التواريخ الّتي يعطيها أقرباء الكاتب فيما يخص بعض الأعمال، لاسيّما مئة سونيته.

هو أيضًا صاحب لوحات ورسومات ورسومات أوّليّة عرضت لأوّل مرّة سنة 1946 في ملحق من المجلة الفرنسية الجديدة.

منقول

* لا أريد أن أموت

لا أريد أن أموت
قبل أن أعرف
كلابَ المكسيك السوداء
التي تنام دون أن تحلم

وقردةَ المناطق الاستوائية
العاريةَ الضّارية
والعناكبَ الفضيَّة
في العشِّ المفخّخ بالفقاعات

لا أريد أن أموت
دون أن أعرف
ما إذا كان القمر
يقع تحت أجواء المالِ الزّائف
في زاوية حادّة
ما إذا كانت الشّمس باردة
وهل الفصولُ الأربعة
هي أربعةٌ فقط
دون أن أحاول
أن أرتدي لباساً طويلاً
في الشوارع الكبرى
دون أن أحدّق
في نظرةِ البالوعة
دون أن أضعَ قضيبي
في أماكنَ غريبة

لا أريد أن أنتهي
دون أن أعرف الجذام
أو الأمراض السبعة
التي تصيبنا هناك
لا الخير يُؤذيني ولا الشرّ

لو كنتُ أعرف
أنّني سأنال الهديّةَ الأولى
هناك أيضاً
كلُّ ما أعرف وما أحبُّ
هو أنّني أعرفُ ما يعجبني
قاعُ البحر الأخضر
حيث جدائل الطّحالب
ترقص الفالس
على الرّمل المتماوج

عشبُ حزيران المشويّ
الأرضُ المشقوقة
رائحةُ الصنوبريات
وقبلاتُ هذه المرأة
على ما هي عليه

الجميلةُ ها هنا
أورسونتي، الـ"أورسولا "
لا أريد أن أموت
قبل أن يلبسَ فمي فمَها
ويدي جسدَها
والباقي تلبسه عيناي
لن أقول أكثرَ من ذلك
يجب أن أظلَّ موقّراً

لا أريد أن أموت
دون أن تُخترعَ
الورودُ الأبدية
واليوم ذو الساعتين
البحرُ فوق الجبل
والجبل تحتَ البحر
نهايةُ الألم
والأيّامُ بالألوان
وكلُّ الأطفال سعداء
والكثيرُ من الأشياء أيضاً
التي تنام في الجماجم

مهندسون عباقرة
اشتراكيّون مُهتمّون
مخطِّطون حَضَريون
مفكّرون متأمّلون

الكثير من الأشياء
للمشاهدة والإنصات
الكثيرُ من الوقت للانتظارِ
والبحثِ في الظلام

وأنا أرى النّهايةَ
وهي تحتشد وتنقادُ
بفمِها البذيء

تفتح لي ذراعيها
مثل ضفدعةٍ تنطُّ

لا أريد أن أموت
لا يا سيّدي لا يا سيّدتي
قبل أن أتذوَّق
ما يعذبُّني

لا أريد أن أموت
قبل أن أتذوَّق
طَعمَ الموت...


ترجمها عن الفرنسية: نجيب مبارك.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...