تلقى ذات يوم مكالمة هاتفية
ــ ألو!
ــ ألو!، من معي؟
ــ محند ابن فاضمة من اقاربك، أحب ان أخبرك بشيء يستحق المساعدة الإنسانية..!، لدينا قريبة تعاني من مرض عضال يتطلب عملية جراحية عاجلة وتفتقد إلى تسديد ثمنها وهي كما تعلم من أسرة فقيرة!
ــ من هي؟، كيف أعلم وانت حتى الآن لم تخبرني من هي
ــ سأخبرك فيما بعد، المهم أن تساهم معنا في هذا الاكتتاب كما باقي الأقارب، فالله عز وجل يوصينا بأعمال الخير ، قال هذا ثم بدأ يتلوا عليه الآيات القرآنية في البر والإحسان ليدخله في ورع وتقوى الله ليمسح آيات العقل فيه.. لقد بدا لمحمد أن محند تغير جدريا وأصبح من عباد الله في الإحسان والتقوى، ليس محمد الذي كان يعرفه قبل، محمد الذي يشعر بالفراغ ولا يلبث في مكان واحد بحثا عن نفحة حشيش حين كان يسافر من قريته إلى المدينة القريبة بحثا أصدقاء تجمعهم علاقات النفح اكثر مما تجمعهم الذكريات القديمة
ــ وكيف سأساهم في الأمر؟
ــ لا يهم، ارسل ما تستطيع إرساله إلي وأنا سأتكفل بإيصاله!
في اليوم التالي تلقى محمد منه رسالة هي عبارة عن فيديو في تجويد القرآن، بعد ذلك تلقى رسالة تهنئة بيوم عيد المولد النبوي، شعر حينها بأنه أصبح مهما لدى الآقارب حيث محند هذا، ولمدة تفوق ثلاثين سنة، لا يعرف عنه سوى أنه من الأقارب، لم تكن بينهما حتى مجرد علاقة صداقة، أكثر من ذلك لم يتبادلا التحية إلا في مناسبات قليلة جدا على الرغم من أنهما يلتقيان في أكثر من مناسبة، ولعل لذلك خلفية ما قديمة..
في يوم آخر، تلقى محمد رسالة صوتية منه تخبره على أن محسنا من إيطاليا، ليس حتى من الأقارب، تبرع للعملية الجراحية بمليون ونصف سنتيم..!
ــ إنه مبلغ مهم في الإحسان!، فكر مليا ليجد نفسه أمام تحدي كبير، فأجره المحدود لا يصل ذلك السقف، ثم غير من موضوع المقارنة بينه وبين المحسن الإيطالي، ربما ذلك المحسن هو من أباطرة المخدرات، فأغلب المحسنين بأجور خيالية، ولأجل اكتتابات بناء المساجد في أوربا هم من أباطرة المخدرات، وأكثر من ذلك، حين يتبرعون، لا يشهرون أسماءهم، لكن لماذا محند، يرفع التحدي في وجه؟ لماذا يقارنه بشخص غني له مال وقد لا يكون من أباطرة المخدرات؟ يبدو ان المهاجر، لكونه مهاجر بأوربا، بالقوة الافتراضية العبثية هو غني بالضرورة
مر أسبوع ليتلقى محمد مكالمة هاتفية عبر الواتساب من نفس الشخص
ــ ألو! أهلا بك!
ــ اهلا وسهلا!
ــ أنا مرة اخرى، تاريخ العملية الجراحية يقترب أكثر، وانت لم ترسل لنا حتى الآن، الأسبوع القادم هو آخر الأجل ونحن حتى الآن لم نجمع القدر المطلوب للعملية، أرجوك أن تسارع في إعانتنا !
ــ أخي محند!، هناك امر شائك عندي، لماذا قدمت لي فقط معلومة عن المتبرع الإيطالي ، معلومة عن المبلغ الذي دفعه وليس عن شخصه او هويته، لماذا مثلا لم تقدم معلومة عن المساهمين الآخرين، انا لا أجني حتى نصف ذلك المبلغ الذي قدمه الإيطالي والأمر محرج بالنسبة
ــ لا، لا عليك يمكنك ان تساهم بما تستطيع!
ــ نعم ذاك هو المبدأ، لكن هناك امور أخرى تجعلني لن أساهم!
ــ ماهي؟
ــ أفضل رقم بنكي أساهم فيه بسرية على أن يعرف الناس بكم ساهمت، ثم إن الاكتتاب عادة يتم بهذه الطريقة: نشهر حالة معينة مستعصية تتطلب التكافل، نضع رقما بنكيا للمستفيذ من الاكتتاب، ونترك للناس الحرية في تقدير مساهماتهم.. سأكون صريحا معك: أنت من الأقارب افتراضا، يفترض أيضا ان أعرف اسم المريضة باعتبارها قريبة، ثم لن أمنح المال لشخص وسيط
ــ هل لا تثق بي، ثم دخل في خطاب الورع الديني
ــ انا شيوعي غير متدين، لننهي هذه المسألة! الخطاب الديني لا يؤثر في، كلمني بجد عن السيدة التي يتطلب أن نساعدها، لماذا لم تقوموا باكتتاب قانوني لا لبس فيه
تعذر بأمر طاريء على أن يتصل به لاحقا..
في اليوم التالي توصل محمد بمهاتفته، كان عبارة عن نقاش عام في تبادل العتاب غابت فيه الحالة المحرجة للسيدة صاحبة العملية الجراحية المستعجلة، لا محمد تذكر الأمر ولا أيضا محند، لكن مع ذلك سجل محمد في مذكرته على ان الأمر كان حالة ابتزاز، ليس لأنه لم يتذكر السيدة بل لأنها حاضرة في مخيلته كمادة ابتزاز هو الآن لا يريد تفجيرها في وجه محند حفاظا على ذلك الخيط من القرابة.
مرت أسابيع اعتقد محمد انه تخلص من مكالمات محند عبر الفضاءات المفترضة، لقد مسح في هاتفه كل شيء يذكره بمحند وعاد إلى تلك العادة المألوفة، يعني برغم قرابتهما هو لا يعرفه ولا يريد ان يعرفه وقد يتبادلا التحية في مناسبات قليلة كما العادة.
ذات يوم تلقى مكالمة هاتفية، رمزها الهاتفي هو رمز بريطانيا، اعتقد باديء الأمر انها مكالمة من أخته التي تعيش ببريطانيا او إحدى خالاته، لكن تفاجأ عندما سمع أن المهاتف رجل خشن، إنه صوت محند مرة اخرى، كان الحوار حول ماذا يعمل محمد بإسبانيا، حول دخله، وحول مصارفه، لم يفهم محمد الغرض من الأسئلة فهو في كل حياته لم يسأل احدا عما يجنيه في حياته، لقد تفهم خلفية الأمر بشكل كان أجاب على ان دخله لا يكفيه وهو اصلا دخل عبارة عن تعويض للبطالة، لكن محمد تساءل عن خلفية أن يسأل المرأ عن دخل شخص آخر، إنها أمور شخصية لا يتوجب أن يعرفها الآخرون، بدأت الفكرة تنخر في رأسه لأيام، ذات يوم كان سكران جدا فكتب لمحند عبر الواتساب مفجرا خلفيته من كرهه لمحند:
"محند، أستغرب لماذا تكتب او تهاتف إلي، أنت كابوس في حياتي بشكل لا أطيق حتى سماع اسمك، سأذكرك بشيء كان بيننا: عندما كنت طفلا لم ادخل المدرسة الإبتدائية بعد، انت اغتصبتني وكنت شابا راشدا، قد تستطيع أن تبرهن على ذالك بكون الأمر كان رضائيا، لكن الامر ليس كذالك، لقد كنت طفلا وانت استدرجتني بشكلاطة او بثمنها، لم أعد اتذكر، عموما بالنسبة لي، أنت مغتصب للطفولة، مغتصب أطفال، وهذه الذكرى أستحضرها كلما رأيتك، أنت غير مرحب به كصديق سواء في الفضاءات المفترضة أو في الهواتف عبر المكالمات المباشرة، انت احقر قريب عرفته في حياتي..، أنت مجرم في نظر القانون على الرغم من أن القانون في المغرب لا ينصف، قد استطيع مساعدة أي إنسان إلا أن يكون بإحالة منك، انت لست موضع ثقة"
ــ " انا مستعد لمناقشتك"، حاول مهاتفته عبر الواتساب لكن محند لم يجب
في الغد وبعد استيقاظه من حالة الخمول وجد اكثر من مكالمة من محند، وجد رسالة منه تصفه ب"الشامت"
في اليوم الثاني وجد رسالة له عبر الفضاء المفترض تقول: "أيها الكلب، انت اسوأ شخص، وأقبح مخلوق: ماشي وحدي لي حواوك" ، يقصد لست وحدي من مارس الجنس عليك، هناك آخرون
رد عليه بنفس الطريقة عبر الرسائل الصوتية:" أيها المغتصب، اعرف ذلك، انت كنت المغتصب الأول، حكيت الأمر لأصدقائك كما لو كانت مغامرة جنسية رومنسية، وأصدقاؤك اغتصبوني فيما بعد، أنا يابن القحبة كنت طفل وانتم بالغون في سن الرشد، ذلك يابن الكلبة ليس جنس بل اغتصاب، هل مضاجعة طفل أو حتى طفلة جنس أيها الغبي، إنه تعبير عن حالة غير طبيعية، هذيان جنسي، أنا الآن لا أخاف أن أفضح الأمر وأشهر أسماء الذين اغتصبوا طفولتي لنرى من سيدان حين نعرض الأمر عند الراي العام"
صراع اجيال:
ولد محمد في منطقة غابوية بعيدة عن الحضارة وأرسل إلى حضانة عمه في منطقة حضرية لأجل الدراسة واكتساب التعليم، في تلك المنطقة الحضارية كانت تحضنه جدته المسنة، اعترف لجدته لأول مرة باغتصابه من طرف ابن فلانة وهو محند الراشد البالغ، هي شكت الأمر لأم محند، كان الأمر شكاية طفل قد لا يصدق، بما انه ليس هناك ضرر جسماني فالأمر لا يستحق أي ردة فعل، ومهند حين اغتصب الطفل محمد، مرر قضيبه بين فخديه فقط، كان المجتمع متسامحا مع هذه العادة ولا يعرف محمد هل كان الأمر أيضا مع الطفلات، لم تكن لمحمد حماية والديه، فيما بعد ذلك، حكى محند مغامرته مع الطفل لأصدقائه في سنه وكان كل مرة ينفرد صديق له مع محمد، يعمد لاغتصابه بالقوة، في الثقافة الشعبية اصبح محمد "زامل" مثلي باللغة العلمية وهكذا كانت إحدى إجابات محند لمحمد حين فجر موضوع اغتصابه له:
ــ لست وحدي من مارس الجنس عليك أيها "الزامل"، يقصد المثلي
ــ "الزامل" هو انت لم تمارس الجنس علي، مارست اغتصاب طفل ، كنت انتظر أن تعتذر وليس ان تزايد، بما أنك تزايد ، فأنت شاذ جنسيا ومكبوت على الرغم من انك متزوج الآن، أنت يجب ان تكون في السجن لو كنا في دولة اوربية، سأفضح أمرك امام الرأي العام لنرى
كان محند يعتقد تماما أن محمد لا زال في تلك الحالة الطفولية، يمكنه بدل شكلاته في استدراجه محمد، يمكنه استدراجه أيضا بأعمال إنسانية، أن يرسل له نقوذ حول عملية جراحية متخيلة
ــ ألو!
ــ ألو!، من معي؟
ــ محند ابن فاضمة من اقاربك، أحب ان أخبرك بشيء يستحق المساعدة الإنسانية..!، لدينا قريبة تعاني من مرض عضال يتطلب عملية جراحية عاجلة وتفتقد إلى تسديد ثمنها وهي كما تعلم من أسرة فقيرة!
ــ من هي؟، كيف أعلم وانت حتى الآن لم تخبرني من هي
ــ سأخبرك فيما بعد، المهم أن تساهم معنا في هذا الاكتتاب كما باقي الأقارب، فالله عز وجل يوصينا بأعمال الخير ، قال هذا ثم بدأ يتلوا عليه الآيات القرآنية في البر والإحسان ليدخله في ورع وتقوى الله ليمسح آيات العقل فيه.. لقد بدا لمحمد أن محند تغير جدريا وأصبح من عباد الله في الإحسان والتقوى، ليس محمد الذي كان يعرفه قبل، محمد الذي يشعر بالفراغ ولا يلبث في مكان واحد بحثا عن نفحة حشيش حين كان يسافر من قريته إلى المدينة القريبة بحثا أصدقاء تجمعهم علاقات النفح اكثر مما تجمعهم الذكريات القديمة
ــ وكيف سأساهم في الأمر؟
ــ لا يهم، ارسل ما تستطيع إرساله إلي وأنا سأتكفل بإيصاله!
في اليوم التالي تلقى محمد منه رسالة هي عبارة عن فيديو في تجويد القرآن، بعد ذلك تلقى رسالة تهنئة بيوم عيد المولد النبوي، شعر حينها بأنه أصبح مهما لدى الآقارب حيث محند هذا، ولمدة تفوق ثلاثين سنة، لا يعرف عنه سوى أنه من الأقارب، لم تكن بينهما حتى مجرد علاقة صداقة، أكثر من ذلك لم يتبادلا التحية إلا في مناسبات قليلة جدا على الرغم من أنهما يلتقيان في أكثر من مناسبة، ولعل لذلك خلفية ما قديمة..
في يوم آخر، تلقى محمد رسالة صوتية منه تخبره على أن محسنا من إيطاليا، ليس حتى من الأقارب، تبرع للعملية الجراحية بمليون ونصف سنتيم..!
ــ إنه مبلغ مهم في الإحسان!، فكر مليا ليجد نفسه أمام تحدي كبير، فأجره المحدود لا يصل ذلك السقف، ثم غير من موضوع المقارنة بينه وبين المحسن الإيطالي، ربما ذلك المحسن هو من أباطرة المخدرات، فأغلب المحسنين بأجور خيالية، ولأجل اكتتابات بناء المساجد في أوربا هم من أباطرة المخدرات، وأكثر من ذلك، حين يتبرعون، لا يشهرون أسماءهم، لكن لماذا محند، يرفع التحدي في وجه؟ لماذا يقارنه بشخص غني له مال وقد لا يكون من أباطرة المخدرات؟ يبدو ان المهاجر، لكونه مهاجر بأوربا، بالقوة الافتراضية العبثية هو غني بالضرورة
مر أسبوع ليتلقى محمد مكالمة هاتفية عبر الواتساب من نفس الشخص
ــ ألو! أهلا بك!
ــ اهلا وسهلا!
ــ أنا مرة اخرى، تاريخ العملية الجراحية يقترب أكثر، وانت لم ترسل لنا حتى الآن، الأسبوع القادم هو آخر الأجل ونحن حتى الآن لم نجمع القدر المطلوب للعملية، أرجوك أن تسارع في إعانتنا !
ــ أخي محند!، هناك امر شائك عندي، لماذا قدمت لي فقط معلومة عن المتبرع الإيطالي ، معلومة عن المبلغ الذي دفعه وليس عن شخصه او هويته، لماذا مثلا لم تقدم معلومة عن المساهمين الآخرين، انا لا أجني حتى نصف ذلك المبلغ الذي قدمه الإيطالي والأمر محرج بالنسبة
ــ لا، لا عليك يمكنك ان تساهم بما تستطيع!
ــ نعم ذاك هو المبدأ، لكن هناك امور أخرى تجعلني لن أساهم!
ــ ماهي؟
ــ أفضل رقم بنكي أساهم فيه بسرية على أن يعرف الناس بكم ساهمت، ثم إن الاكتتاب عادة يتم بهذه الطريقة: نشهر حالة معينة مستعصية تتطلب التكافل، نضع رقما بنكيا للمستفيذ من الاكتتاب، ونترك للناس الحرية في تقدير مساهماتهم.. سأكون صريحا معك: أنت من الأقارب افتراضا، يفترض أيضا ان أعرف اسم المريضة باعتبارها قريبة، ثم لن أمنح المال لشخص وسيط
ــ هل لا تثق بي، ثم دخل في خطاب الورع الديني
ــ انا شيوعي غير متدين، لننهي هذه المسألة! الخطاب الديني لا يؤثر في، كلمني بجد عن السيدة التي يتطلب أن نساعدها، لماذا لم تقوموا باكتتاب قانوني لا لبس فيه
تعذر بأمر طاريء على أن يتصل به لاحقا..
في اليوم التالي توصل محمد بمهاتفته، كان عبارة عن نقاش عام في تبادل العتاب غابت فيه الحالة المحرجة للسيدة صاحبة العملية الجراحية المستعجلة، لا محمد تذكر الأمر ولا أيضا محند، لكن مع ذلك سجل محمد في مذكرته على ان الأمر كان حالة ابتزاز، ليس لأنه لم يتذكر السيدة بل لأنها حاضرة في مخيلته كمادة ابتزاز هو الآن لا يريد تفجيرها في وجه محند حفاظا على ذلك الخيط من القرابة.
مرت أسابيع اعتقد محمد انه تخلص من مكالمات محند عبر الفضاءات المفترضة، لقد مسح في هاتفه كل شيء يذكره بمحند وعاد إلى تلك العادة المألوفة، يعني برغم قرابتهما هو لا يعرفه ولا يريد ان يعرفه وقد يتبادلا التحية في مناسبات قليلة كما العادة.
ذات يوم تلقى مكالمة هاتفية، رمزها الهاتفي هو رمز بريطانيا، اعتقد باديء الأمر انها مكالمة من أخته التي تعيش ببريطانيا او إحدى خالاته، لكن تفاجأ عندما سمع أن المهاتف رجل خشن، إنه صوت محند مرة اخرى، كان الحوار حول ماذا يعمل محمد بإسبانيا، حول دخله، وحول مصارفه، لم يفهم محمد الغرض من الأسئلة فهو في كل حياته لم يسأل احدا عما يجنيه في حياته، لقد تفهم خلفية الأمر بشكل كان أجاب على ان دخله لا يكفيه وهو اصلا دخل عبارة عن تعويض للبطالة، لكن محمد تساءل عن خلفية أن يسأل المرأ عن دخل شخص آخر، إنها أمور شخصية لا يتوجب أن يعرفها الآخرون، بدأت الفكرة تنخر في رأسه لأيام، ذات يوم كان سكران جدا فكتب لمحند عبر الواتساب مفجرا خلفيته من كرهه لمحند:
"محند، أستغرب لماذا تكتب او تهاتف إلي، أنت كابوس في حياتي بشكل لا أطيق حتى سماع اسمك، سأذكرك بشيء كان بيننا: عندما كنت طفلا لم ادخل المدرسة الإبتدائية بعد، انت اغتصبتني وكنت شابا راشدا، قد تستطيع أن تبرهن على ذالك بكون الأمر كان رضائيا، لكن الامر ليس كذالك، لقد كنت طفلا وانت استدرجتني بشكلاطة او بثمنها، لم أعد اتذكر، عموما بالنسبة لي، أنت مغتصب للطفولة، مغتصب أطفال، وهذه الذكرى أستحضرها كلما رأيتك، أنت غير مرحب به كصديق سواء في الفضاءات المفترضة أو في الهواتف عبر المكالمات المباشرة، انت احقر قريب عرفته في حياتي..، أنت مجرم في نظر القانون على الرغم من أن القانون في المغرب لا ينصف، قد استطيع مساعدة أي إنسان إلا أن يكون بإحالة منك، انت لست موضع ثقة"
ــ " انا مستعد لمناقشتك"، حاول مهاتفته عبر الواتساب لكن محند لم يجب
في الغد وبعد استيقاظه من حالة الخمول وجد اكثر من مكالمة من محند، وجد رسالة منه تصفه ب"الشامت"
في اليوم الثاني وجد رسالة له عبر الفضاء المفترض تقول: "أيها الكلب، انت اسوأ شخص، وأقبح مخلوق: ماشي وحدي لي حواوك" ، يقصد لست وحدي من مارس الجنس عليك، هناك آخرون
رد عليه بنفس الطريقة عبر الرسائل الصوتية:" أيها المغتصب، اعرف ذلك، انت كنت المغتصب الأول، حكيت الأمر لأصدقائك كما لو كانت مغامرة جنسية رومنسية، وأصدقاؤك اغتصبوني فيما بعد، أنا يابن القحبة كنت طفل وانتم بالغون في سن الرشد، ذلك يابن الكلبة ليس جنس بل اغتصاب، هل مضاجعة طفل أو حتى طفلة جنس أيها الغبي، إنه تعبير عن حالة غير طبيعية، هذيان جنسي، أنا الآن لا أخاف أن أفضح الأمر وأشهر أسماء الذين اغتصبوا طفولتي لنرى من سيدان حين نعرض الأمر عند الراي العام"
صراع اجيال:
ولد محمد في منطقة غابوية بعيدة عن الحضارة وأرسل إلى حضانة عمه في منطقة حضرية لأجل الدراسة واكتساب التعليم، في تلك المنطقة الحضارية كانت تحضنه جدته المسنة، اعترف لجدته لأول مرة باغتصابه من طرف ابن فلانة وهو محند الراشد البالغ، هي شكت الأمر لأم محند، كان الأمر شكاية طفل قد لا يصدق، بما انه ليس هناك ضرر جسماني فالأمر لا يستحق أي ردة فعل، ومهند حين اغتصب الطفل محمد، مرر قضيبه بين فخديه فقط، كان المجتمع متسامحا مع هذه العادة ولا يعرف محمد هل كان الأمر أيضا مع الطفلات، لم تكن لمحمد حماية والديه، فيما بعد ذلك، حكى محند مغامرته مع الطفل لأصدقائه في سنه وكان كل مرة ينفرد صديق له مع محمد، يعمد لاغتصابه بالقوة، في الثقافة الشعبية اصبح محمد "زامل" مثلي باللغة العلمية وهكذا كانت إحدى إجابات محند لمحمد حين فجر موضوع اغتصابه له:
ــ لست وحدي من مارس الجنس عليك أيها "الزامل"، يقصد المثلي
ــ "الزامل" هو انت لم تمارس الجنس علي، مارست اغتصاب طفل ، كنت انتظر أن تعتذر وليس ان تزايد، بما أنك تزايد ، فأنت شاذ جنسيا ومكبوت على الرغم من انك متزوج الآن، أنت يجب ان تكون في السجن لو كنا في دولة اوربية، سأفضح أمرك امام الرأي العام لنرى
كان محند يعتقد تماما أن محمد لا زال في تلك الحالة الطفولية، يمكنه بدل شكلاته في استدراجه محمد، يمكنه استدراجه أيضا بأعمال إنسانية، أن يرسل له نقوذ حول عملية جراحية متخيلة