هذا هو البديل الذي قدمه رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر
(ماهي خطة مقري و ماهو النموذج الذي سيقدمه للجزائريين؟)
الذي تابع خطاب عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم المعروفة باسم التيار الإخواني في الجزائر والذي دام أكثر من ساعة خلال الملتقى الجهوي لولايات الشرق احتضنته مدينة ابن باديس (قسنطينة) يجزم أنه كان خطابا شعبويا، بحيث لم يقدم زعيم الإخوان في الجزائر البدائل الكافية لتطهير البلاد من الفساد و بناء دولة جديدة كما حلم بها الحراك الشعبي الذي أحيا ذكراه السنوية الأولى، لقد قدم مقري مقترحا واحدا هو نقل العاصمة الجزائرية إلى ولاية من الولايات، و قال: لابد أن تكون العاصمة الجزائرية عاصمة إدارية تمثل السيادة، ونقل العاصمة إلى ولاية أخرى يجنبها الإختراق كونها معرضة لكل المخاطر، و تحتاج إلى مكان يكون مُحَصَّنًا سياسيا،، عسكريا و اقتصاديا، إلى هنا يبدو الأمر عادي جدا، لكن هل تحقيق العدالة الإجتماعية و القضاء على الفساد في الجزائر و بناء جزائر جديدة يقتضي تحويل العاصمة إلى ولاية أخرى، و تبقى هذه الأخيرة ( أي العاصمة) عبارة عن سكنات؟
السؤال الذي يبادر إلى الطرح هو: هل وضع رئيس حركة مجتمع السلم خطة محكمةلنقل عاصمة بمؤسساتها بما فيها المؤسسات ذات السيادة ( وزارة العدل، الدفاع، المالية و كذلك الحكومة و مقر الرئاسة ) إلى ولاية أخرى؟، أم أن صاحب المقترح يعتقد أن عملية النقل تشبه إلى حد ما بنقل تلميذ من مدرسة إلى مدرسة أخرى، و السؤال الثاني كالتالي: هل اختار رئيس الحركة الولاية المناسبة لجعلها عاصمة الدولة الجزائرية؟، و ماهو النموذج الذي سيعتمد عليه صاحب المقترح، ثم أن الدكتور عبد الرزاق مقري صرح بأن بعض القوى أرادت التفرقة، و حمّل التيار العلماني المتطرف مسؤولية ما يحدث في الجزائر و أنه وراء هذه التفرقة؟، إذا قلنا ان مقترح مقري هو دعوة للتفرقة، أي دعوة للهدم قبل البناء، و أن تجسيد فكرته ستدخل الجزائريين في حرب أهلية ( دموية) هم في غنى عنها، و هو مقترح يكرس الجهوية و سيعيد الصراع القبلي من جديد تكون نتائجه أبشع و أخطر، و هو الذي قال في خطابه أن حركته لا تريد الصراع و لا تسعى إلى التفرقة مهما اختلفت الإيديولوجيات و الميولات السياسية و الفكرية، قد يقول قائل أن عبد الرزاق مقري يتحدث عن التغيير الجذري للبلاد، و تحريرها من التبعية الثقافية و الإقتصادية .. نعم و لكن؟، إن الحديث عن التغيير ، يقتضي أولا تغيير الذهنيات و العقول، و التغيير لا يعني نقل شيئ مَا ، مِنْ و إلى، بل هو عمل إصلاحي، و مقري في بداية خطابه تحدث عن النهضة الباديسية التي كرست مسيرة الإصلاح في الجزائر من أجل بناء الفرد بناءً فكريا سليما تجعله متمسكا بمرجعيته الثقافية و الدينية، و لا يتأثر بالطائفية و التيارات الدينية و الفكرية الأخرى.
لقد أراد مقري ان يحدث معجزة تتداخل فيها كل القوى تكون صورة طبق الأصل للمعجزة الألمانية حين وضعت ألمانيا نموذجا في بناء اقتصادها و تطوير ثقافتها، و هي التي لم تكن تملك لا آلات و لا ماركات و لا دولارات و لا حتى السيادة القومية، بل كانت تملك الروح الألمانية، التي كانت رأسمالها الوحيد من أجل التغيير كما قال مالك بن نبي، و لكن هيهات، لأن الفساد عشعش في الجزائر و أرهق المؤسسات و حتى الأفكار، فكانت انتفاضة 22 فبراير 2019 الشعبية الحل الوحيد لكشف المتورطين في الفساد من كبار المسؤولين و جرهم إلى المحاكم، في وقت ظلت النخبة جامدة و لم تقم بدورها في بناء المجتمع الجزائري الجديد، لم تساهم في بناء عالم الأفكار و تحرير الذهنيات، حتى الأحزاب فشلت في تقديم البدائل، و يمكن القول أن النموذج الألماني صعب تطبيقه في الجزائر، خاصة بالنسبة لحركة مجتمع السلم أو كما تعرف بالتيار الإخواني في الجزائر التي فشلت في توحيد الأحزاب الإسلامية و جمعها في اتحاد إسلامي جزائري ، يتفق قادته على نفس الأفكار و الأهداف و يتبنون نفس البرامج، فكيف تحقق النموذج الألماني في إعادة بناء الجزائر التي تشهد تعددية حزبية، حتى و إن كانت هذه التعددية فاشلة سياسيا، و مقترح مقري يحتاج إلى نفس ثوري جديد لكي يذيب هذا الجليد.
علجية عيش
(ماهي خطة مقري و ماهو النموذج الذي سيقدمه للجزائريين؟)
الذي تابع خطاب عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم المعروفة باسم التيار الإخواني في الجزائر والذي دام أكثر من ساعة خلال الملتقى الجهوي لولايات الشرق احتضنته مدينة ابن باديس (قسنطينة) يجزم أنه كان خطابا شعبويا، بحيث لم يقدم زعيم الإخوان في الجزائر البدائل الكافية لتطهير البلاد من الفساد و بناء دولة جديدة كما حلم بها الحراك الشعبي الذي أحيا ذكراه السنوية الأولى، لقد قدم مقري مقترحا واحدا هو نقل العاصمة الجزائرية إلى ولاية من الولايات، و قال: لابد أن تكون العاصمة الجزائرية عاصمة إدارية تمثل السيادة، ونقل العاصمة إلى ولاية أخرى يجنبها الإختراق كونها معرضة لكل المخاطر، و تحتاج إلى مكان يكون مُحَصَّنًا سياسيا،، عسكريا و اقتصاديا، إلى هنا يبدو الأمر عادي جدا، لكن هل تحقيق العدالة الإجتماعية و القضاء على الفساد في الجزائر و بناء جزائر جديدة يقتضي تحويل العاصمة إلى ولاية أخرى، و تبقى هذه الأخيرة ( أي العاصمة) عبارة عن سكنات؟
السؤال الذي يبادر إلى الطرح هو: هل وضع رئيس حركة مجتمع السلم خطة محكمةلنقل عاصمة بمؤسساتها بما فيها المؤسسات ذات السيادة ( وزارة العدل، الدفاع، المالية و كذلك الحكومة و مقر الرئاسة ) إلى ولاية أخرى؟، أم أن صاحب المقترح يعتقد أن عملية النقل تشبه إلى حد ما بنقل تلميذ من مدرسة إلى مدرسة أخرى، و السؤال الثاني كالتالي: هل اختار رئيس الحركة الولاية المناسبة لجعلها عاصمة الدولة الجزائرية؟، و ماهو النموذج الذي سيعتمد عليه صاحب المقترح، ثم أن الدكتور عبد الرزاق مقري صرح بأن بعض القوى أرادت التفرقة، و حمّل التيار العلماني المتطرف مسؤولية ما يحدث في الجزائر و أنه وراء هذه التفرقة؟، إذا قلنا ان مقترح مقري هو دعوة للتفرقة، أي دعوة للهدم قبل البناء، و أن تجسيد فكرته ستدخل الجزائريين في حرب أهلية ( دموية) هم في غنى عنها، و هو مقترح يكرس الجهوية و سيعيد الصراع القبلي من جديد تكون نتائجه أبشع و أخطر، و هو الذي قال في خطابه أن حركته لا تريد الصراع و لا تسعى إلى التفرقة مهما اختلفت الإيديولوجيات و الميولات السياسية و الفكرية، قد يقول قائل أن عبد الرزاق مقري يتحدث عن التغيير الجذري للبلاد، و تحريرها من التبعية الثقافية و الإقتصادية .. نعم و لكن؟، إن الحديث عن التغيير ، يقتضي أولا تغيير الذهنيات و العقول، و التغيير لا يعني نقل شيئ مَا ، مِنْ و إلى، بل هو عمل إصلاحي، و مقري في بداية خطابه تحدث عن النهضة الباديسية التي كرست مسيرة الإصلاح في الجزائر من أجل بناء الفرد بناءً فكريا سليما تجعله متمسكا بمرجعيته الثقافية و الدينية، و لا يتأثر بالطائفية و التيارات الدينية و الفكرية الأخرى.
لقد أراد مقري ان يحدث معجزة تتداخل فيها كل القوى تكون صورة طبق الأصل للمعجزة الألمانية حين وضعت ألمانيا نموذجا في بناء اقتصادها و تطوير ثقافتها، و هي التي لم تكن تملك لا آلات و لا ماركات و لا دولارات و لا حتى السيادة القومية، بل كانت تملك الروح الألمانية، التي كانت رأسمالها الوحيد من أجل التغيير كما قال مالك بن نبي، و لكن هيهات، لأن الفساد عشعش في الجزائر و أرهق المؤسسات و حتى الأفكار، فكانت انتفاضة 22 فبراير 2019 الشعبية الحل الوحيد لكشف المتورطين في الفساد من كبار المسؤولين و جرهم إلى المحاكم، في وقت ظلت النخبة جامدة و لم تقم بدورها في بناء المجتمع الجزائري الجديد، لم تساهم في بناء عالم الأفكار و تحرير الذهنيات، حتى الأحزاب فشلت في تقديم البدائل، و يمكن القول أن النموذج الألماني صعب تطبيقه في الجزائر، خاصة بالنسبة لحركة مجتمع السلم أو كما تعرف بالتيار الإخواني في الجزائر التي فشلت في توحيد الأحزاب الإسلامية و جمعها في اتحاد إسلامي جزائري ، يتفق قادته على نفس الأفكار و الأهداف و يتبنون نفس البرامج، فكيف تحقق النموذج الألماني في إعادة بناء الجزائر التي تشهد تعددية حزبية، حتى و إن كانت هذه التعددية فاشلة سياسيا، و مقترح مقري يحتاج إلى نفس ثوري جديد لكي يذيب هذا الجليد.
علجية عيش