علجية عيش - مخاطر التوتر على صحة الإنسان و طرق التخلص منه

أزمة السكن و البطالة، غياب العدالة الإجتماعية اللا أمن وراء حدوثه

يعد التوتر stress إحدى الأمراض الإجتماعية التي باتت تهدد صحة الإنسان و تجعله غير مستقر نفسيا و اجتماعيا، و غير آمن في حياته اليومية، قد يجعل التوتر من الإنسان إنسانا مزاجيا و يعيش بشخصية مزدوجة لا تستقر على حال، و قد أجريت عدة دراسات حول هذه الإشكالية قام بها خبراء و مختصين في علم النفس و الإجتماع للوقوف على الأسباب التي تجعل الإنسان متوترا و ماهي النتائج التي تترتب عن الإصابة بالتوتر ، و هنا يدخل دور الوساطة الإجتماعية في الإدماج الإجتماعي


هي انعكاسات سلبية للتحول عرفته الخريطة الإجتماعية للمجتمع الجزائري أدت إلى بروز أمراض اجتماعية متعددة منها اللا أمن، الإرهاب، أزمة السكن، البطالة، العنوسة، الطلاق، التسول، التسرب المدرسي، الهروب من البيت ، الإدمان ، المعاملات السلبية كالإستفزاز مثلا و غيرها ، حيث مست الكثير من ابناء الوطن تعرضوا إلى صدمات نفسية اثرت سلبا على حياتهم اليومية ترجمتها سلوكات قد نقول انها أعراض مرضية نفسية هي الآن في حالة تعفن، و زادت تعقيدا لغياب الميكانيزمات لعلاج مثل هذه الظواهر و البحث عن الطرق الوقائية ، رغم الأبحاث التي قام بها الخبراء و المختصون في علم الإجتماع، و منهم الباحث فريدمان و روزنمان من الولايات المتحدة الأمريكية، فالتوتر يخلق ثلاثة أنواع من الأشخاص، الأول يؤدي نمطه إلى الإنفجار في حالة توتره، و هذا ما يؤكد أن الشخص الذي يعاني من التوتر كثير الإنفعال و ينفعل بسرعة لأتفه الأسباب نتيجة ضغوطات معينة، و هناك شخص ذو انفعال مفاجئ غير معروف، أما الشخص الثالث فهو عند توتره يقوم بسلوكات انفعالية عدوانية، كما تقود الحروب و الأمراض الغريبة إلى حدوث التوتر، كما نراه حاليا في ظهور فيروس كورونا و عدد الحالات المسجلة.
و قد يتعرض الشخص المتوتر لأمراض مزمنة ( القلب، السكري، الضغط الدموي) ، أي أن هناك أمراض مزمنة لا علاقة لها لا بالوراثة و لا بالأكل و نوعيته، كما يؤدي التوتر إلى الإصابة بالأمراض الذهنية العصابية، فيجعل من المصاب شخص غير مستقر نفسيا، يشك في كل شيئ، و لا يثق في أحد، من البحوث التي أجريت في الجزائر الدراسة التي قام بها الدكتور مراد بوطبة عمل كعضو في الكلية الأمريكية للتوتر بنيويورك، حاول من خلال تشخيص المرض البحث عن مختلف انواع اللا إستقرار الإجتماعي و هي حسبه عملية تفاعلية منظمة تتطلب وضع مخطط وطني فيما يخص اللاأمن الإجتماعي و استعمال النمط السوسيولوجي لمواجهة الظاهرة و هو نمط العالم الأمريكي " قريبن" المبنى على العصرنة و الأمن و تحسين الظروف الإجتماعية للفرد، فالعنف الممارس على الأطفال مثلا و عزلهم يؤدي بهم إلى الشعور بالتوتر الدائم، و الخوف، قد ينتهي به إلى الهروب من البيت، و هنا يقود الحديث عن ظاهرة التشرد ، التي تجعل من المتشرد لا يخضع للعادات و التقاليد و يجعل الشارع مأواه و مدرسته فلا يعترف بالنظام العام.
فعادة ما نجد المتشردين في الأزقة المقوسة les arcades ينامون تحت أفرشة الكرتون و الأغطية البالية، و في النهار يمارسون مهنة التسول أو السرقة، يكبرون على الإجرام فينضمون إلى العصابات و الجماعات الإجرامية، ومهما كبروا فهذه الممارسات تترك فيهم آثارا، و يظهر عدم الثبات في العلاقات بينهم و بين المحيطين بهم، و غالبا ما يلاحظ انتشار هذه الظواهر التي تجعل الفرد عرضة للتوتر الدائم فيفقد التركيز، خاصة بالنسبة الذين يتعرضون لإعتداءات جسدية أو اعتداءات جنسية و هي الفئة التي تقل أعمارها عن 18 سنة، و هذا ما يدعو إلى مراجعة القيم و المبادئ و على رأسها "المواطنة" و تطبيقها داخل الأسرة أولا ثم المدرسة ثم الشارع، لقد سعت السلطات العمومية في البحث عن حلول للتقرب من هذه الشريحة، من خلال تنصيب خلايا التدخل النفسي الإجتماعي الإستعجالي على مستوى مديريات النشاط الإجتماعي من أجل القيام بمرافقة و مساعدة الفئات الهشة و إنشاء مرصد وطني للإحصاء الحقيقي لهذه الفئات ليس الأطفال القصر فقط و إنما النساء و الفتيات اللاتي أجبرتهن الظروف على العيش في الشارع و اقتحام عالم الجريمة لأسباب اجتماعية، يبقى السؤال المطروح ماهو دور المسجد و الجمعيات في تحسيس المجتمع بمخاطر هذه الأمراض و إيجاد الحلول لإنقاذ هذه الفئة من الضياع.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...