سأتحدث هنا عن البُعد الأخلاقي فقط في هذه الأزمة ، ولن أتطرق للأبعاد الأخرى مثل البعد الاقتصادي أوالإجتماعي أو البعد السياسي ، كشف فيروس كورونا بعض الحقائق التي كانت تختفي عن أنظار شعوب ودول العالم ، ولكن بعض الأزمات والمصائب تكشفها مثل وباء كورونا ، خذ مثلاً كان الكثير منا يعتقد أن الدول الغربيةأكثر تقدم وتطور من دول العالم الثالث في كل شيء ، ولكن أتضح أن هذه الدول لا تختلف بل ربما أكثر تخلّف وسوء منها في بعض الأمور ، لأن بعض دول العالم الثالث أثبتت انها أكثر قدرة على معالجة الأمر من بعض الدول الغربية ، منظمة الصحة العالمية : ( أوربا أصبحت أكبر بؤرة لتفشّي كورونا في العالم ) ، هناك امر آخر دولة مثل إيطاليا التي هي أصلاً ضمن الاتحاد الأوربي ، يعجز هذا الاتحاد عن مساعدتها ، فتطلب المساعدةمن الصين ، والتي هي بدورها تبعث فريق طبي لمساعدتها لإحتواء الأزمة ، وكان يفترض ان أول من يهب لمسعدتها دول الإتحاد ، وهنا كانت الصين أكثر أخلاقية وإنسانية من الدول الغربية المجاورة لإيطاليا ،وأستجابت للمساعدة فوراً دون تردّد ، كذلك أنظروا إلى علاقة الحكومات بشعوبها في هذه الأزمة ، لاحظوا الفرق بين تعامل الصين مع شعبها والتي هي تعتبر دولة إستبدادية في نظر الغرب ، عن تعامل دول الإتحاد الأوربي مع شعوبها والتي تعتبر دول ديمقراطية ، فمثلاً الصين نظرت للأمر من ناحية إنسانية وأخلاقية بأنها سوف تحمي وتعالج جميع أفراد شعبها دون إستثناء مهما كلّف الأمر ، بينما بريطانيا مثلاً قال رئيس وزراءها بإنها يجب أن تعامل شعبها بمنهج ( مناعة القطيع ) ، أي يجب أن نسلّم بموت نسبة من الشعب حتى يكتسب بقية الشعب المناعة لكي يستقيم الأمر ، ويتضح هنا ان الحكومة البريطانية لا تكترث بشعبها ، لأن النخبة الحاكمة فيهايمثلون الفكر الرأس مالي المتطرف ، الذي لا يحسب الأمر إلا من ناحية الربح والخسارة ، وهذا هو الفرق بين الصين والغرب . يقول أحد اللبنانين عند قدومه من إحدى الدول الأوربية إلى مطار بيروت في أحدى القنوات الفضائية أن مطار بيروت أكثر تنظيماً ورعاية للمسافرين من المطار الأوربي ،
كذلك إنتشر عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ، مقطع مصور عن خوف وتلهّف وتزاحم شعوب بعض الدول الأوربية من نضوب المواد الإستهلاكية والغذائية في السوبر ماركتات والمحلات التجارية ، والتي لم نجد مثلها في الدول الأخرى ، ماذا يعني هذا الأمر ؟ يعني في نظرنا عدم ثقة شعوب هذه الدول بحكّامها ، إنها ربما ستعجز عن تأمين هذه المواد في حالة نضوبها .
ولأن الغرب لا ينظر للأمور إلا من خلال الفكر الرأسمالي البحت ، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عل شركة دواء ألمانية لشراء حقوق لقاح جديد ضد فيروس كورونا بمليار دولار ، وذلك بهدف إنتاجه وتسويقه حصرياًمن خلال دولته فقط ، مما استجوب الرد على ترامب من قبل الحكومة الألمانية من خلال وزير أقتصادها بأن ألمانيةليست للبيع ، هكذا تنظر هذه الدول إلى شعوبها وشعوب العالم دون اعتبار لأي قيم إنسانية وأخلاقية ، تنظر لهابمنطق السلعة والتشيوء . إذاً الصورة الموجودة في أذهاننا عن الغرب شيء والواقع الفعلي شيء آخر .
ولن يكون هذا العالم بعد هذه الأزمة الكبيرة كما كان قبله من جميع الجوانب .
سعدي العنيزي
كذلك إنتشر عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ، مقطع مصور عن خوف وتلهّف وتزاحم شعوب بعض الدول الأوربية من نضوب المواد الإستهلاكية والغذائية في السوبر ماركتات والمحلات التجارية ، والتي لم نجد مثلها في الدول الأخرى ، ماذا يعني هذا الأمر ؟ يعني في نظرنا عدم ثقة شعوب هذه الدول بحكّامها ، إنها ربما ستعجز عن تأمين هذه المواد في حالة نضوبها .
ولأن الغرب لا ينظر للأمور إلا من خلال الفكر الرأسمالي البحت ، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عل شركة دواء ألمانية لشراء حقوق لقاح جديد ضد فيروس كورونا بمليار دولار ، وذلك بهدف إنتاجه وتسويقه حصرياًمن خلال دولته فقط ، مما استجوب الرد على ترامب من قبل الحكومة الألمانية من خلال وزير أقتصادها بأن ألمانيةليست للبيع ، هكذا تنظر هذه الدول إلى شعوبها وشعوب العالم دون اعتبار لأي قيم إنسانية وأخلاقية ، تنظر لهابمنطق السلعة والتشيوء . إذاً الصورة الموجودة في أذهاننا عن الغرب شيء والواقع الفعلي شيء آخر .
ولن يكون هذا العالم بعد هذه الأزمة الكبيرة كما كان قبله من جميع الجوانب .
سعدي العنيزي