مروى بديدة - "80"

إلى العائلة

اخترت لكم رقما جيدا ربما تحبونه أو أنه يشبه الرسم إلى حد بعيد .
و قد كنا في ما مضى عائلة تحب التجوال و الرحلات و الأرقام التي لا تستوعب الكسر أكثر من مرتين كي تبقى جميلة و مقنعة.
لا تبحثوا عني في تلك المدينة الواسعة فقد غادرتها مذ سويعات قليلة
و هو ما سيبقيكم في طمأنينة هذه الليلة و غدا في المساء الأحمر المتقد سترغمكم شمس الصيف على البحث و تكرار الإتصال بي.
لست أكثر من شبح متخم بالضجر و الموهبة و الخذلان.
أجل ! الخذلان الذي نتعلم منه سريعا و خلفه تأتي سعادة خاطفة .
أراكم الآن و قد منحني السخط عيونا تتلألأ في الظلمات الموحشة.
ما زال وضعكم بهيجا و هذا ما يجعل الندم ساكنا في أعماق روحي و ربما سيهيج و تعذبني ظنوني إن أسرف أحدكم في إضاعة وقته متأملا صوري ،مشتاقا إلي.
اجتمعوا على مائدة الطعام كما في البدء ...أحدكم يرفس الخبز مع الحليب و الآخر يقشر ثمارا ناضجة ، مائعة
أما أنا فأحب منظر الأكل لكنني أعاني من إعياء صباحي يمنعني من الجلوس معكم.
اربطوا خيوط أحذيتكم جيدا و بشكل أنيق
لأن السخف يبدأ من الأسفل و تحديدا من شكل الأخفاف و الأحذية حين تنتعلونها و أنتم حزانى.
أبصاركم شاردة معلقة في السقف و هو ما سيعطي للمنزل روحا خالدة لن تترك غيرنا يرتاح فيه في حال فقدتم صبركم نهائيا و أنزلتم إعلانا للبيع. و راودتكم فكرة شراء بيت جديد قرب محطة التاكسي...
كنا نقول ذلك في نكاتنا الجماعي و ضحكاتنا الطويلة أثناء الليل و قبل النوم بدقائق.
أخشى أن تصبح هذه المزحة حقيقة و أراكم تعتمرون قبعات سميكة في الحر و أنتم تقتنون الأثاث من السوق الصينية لتنظيم غرفكم الجديدة.
صورتنا و نحن في حقل البرسيم أحدنا يلف خاصرة الآخر بيده و جوهنا تبتسم بسخرية و انشراح للكاميرا
لقد فصلتها عن البرواز الخشبي و أخذتها معي
وضعتها في حقيبة يدي الى أن أطلب لها بروازا ذهبيا لماعا لا يستهين بجمالها.
نظفت الخزانة من السجائر و العلب المحطمة و نسيت الجعة في البراد . كنت سأعد سمكا مقليا و نحتفل معا.
سيحصل ذلك مرة أخرى حين نقصد البحر على الدراجات و تعتدل الحرارة في كل شيء.
ثمة تحف نادرة نسيت أن أحتفظ بها في رف آمن
ذاك الأرنب الوردي بالأجنحة الفضفاضة. إنه من العاج و يبرق. كم كان يجعلني سعيدة .
تلك العربات القطنية السمينة انها بلا عجلات و لا يمكنها السير . لكنني كلما تعثرت بها تدغدغ قدمي و ترعبني...
كما ترون في نهاية هذا الحديث الخجول إليكم.
"80" ليست سيئة.
جميعنا أحببنا هذا الرقم .حتى في غرفة الموتى أتذكرون؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...