إبراهيم بن قادر الرياحي - ويَشْفِي شفاءٌ ثم فيه شِفَاءُ

ويَشْفِي شفاءٌ ثم فيه شِفَاءُ = وننزل يَشْفيني هُدىً وشِفَاءُ
فذي ستّ آيات إذا ما كتبتها = لذي مَرَض مُضْنًى فهنّ شِفَاءُ
يا رحيماً بالمؤمنين إذا ما = ذهلت عن أبنائها الرحماء
يا إلهي وأنت نِعْمَ اللّجاءُ = عَافِنَا واشفِنا فمنك الشّفاءُ
إنّ هذا الطاعون نارٌ تَلَظَّى = لقلوب التوحيد منها اصْطِلاَءُ
كم جموعٍ تمزّقت وقلوبٍ = وسرورٍ طارت به العنقاء
ودموعٍ كالدرّ تُنْثَرُ نثراً = في خدودٍ تَوْرِيدُهنّ دِماء
ووجوهٍ مثلِ الشّموس توارت = لو تراها إذا أُزيل الغطاء
أُكرمت بالتراب فرشا وكانت = ربّما ضرّها الهوا والماء
ذاك من ذَنْبِنَا العظيمِ كما قد = جاءنا عن نبيّنا الأنباءُ
يغضب الله بالذنوب فتسطو = حين تطغى بوخزها الأعداء
هو لا شكّ رحمةٌ غيرَ أنّا = يا قويّ عن حملها ضعفاء
كم وكم رحمةٍ لديك وتعطي = ها بلا محنة إذا ما تشاء
رَبَّنَا رَبَّنَا إليك التجَأْنا = ما لنا ربَّنا سواك الْتِجَاءُ
بافْتقارٍ منّا وذُلٍّ أَتَيْنَا = ما لنا عِزَّةٌ ولا استغناء
نَقْرَعُ البابَ بالدّعاء ونرجوا = فَلَنِعْمَ الدُّعَا ونِعْمَ الرّجاءُ
أَبْقِ يا ربَّنا علينا وَدَارِكْ = باقياً قَبْلَ أن يَعُمَّ الفناء
لم نكن دون قَوْمِ يونُسَ لمّا = آمنوا حين بالتمتّع باؤوا
قد كشفتَ العذاب عنهمَ = لِحينٍ ثمّ ماتوا وما لِخَلْقٍ بقاء
ولنا سيّدُ الأنام رسولٌ = دُونَه الأنْبِياءُ والشُفَعَاء
ولنا عند ربّنا قِدَم الصّد = قِ ونحن الْخِيَارُ والشّهداء
والكتابُ العزيزُ نورٌ مُبِينٌ = بيننا تنجلي به الظّلْمَاء
وَلَوَ أنّ العُصاةَ فينا فمنّا = مَنْ إذا ما دَعَوْا أُجِيبَ الدّعاء
ربَّنا جاء من نبيّك وَعْدٌ = في حديثٍ رُوَاتُه أُمَنَاءُ
ارْحَمُوا مَنْ في الأرضَ يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ = تعالى وتُرْحَمِ الرُّحَماءُ
فَلأَنْتَ الأَوْلَى بذلك فَارْحَمْ = رَحْمَةً تنتفي بها البَلْوَاءُ
فلقد زاغت البصائر منه = وعيون الورى به عَمْيَاءُ
ما لذي الحلم عنده من ثَبَاتٍ = لاَ وَلاَ صَابِرٌ لَدَيْهِ عزاء
ضاق أَمْرُ الورى وأنت الْمُرَجَّى = وسطا ذا الوبا وعَزَّ الدّواء
والكتاب العزيز بشّر باليُسْ = رَيْنِ في عسرنا ومنك الوفاء
وكَفَانَا سَيَجْعَلُ اللُّه يُسْراً = بعد عُسْرٍ والوعد منك لقاء
فَجَدِيرٌ أن يأتِيَ اليُسْرُ فَوْراً = وحقيقٌ أن تذهب البأساء
وصَلاَةُ الإلاه ثمّ سلامٌ = للإمام الذي به الاقتداء
أحمدَ المصطفى الشّفيعِ إذا ما = قال كل نَفْسِي وإنّي براء
إِذْ يقول الرّسولُ والحمد شغل = فيُنَّادى لك الْهَنَا والرّخاء
يَا لَهُ مَوْقِفاً عزيزاً تجلّت = عن جميع الورى به الضرّاء
ورضاه الأتمُّ يُهْدَى لِصَحْبٍ = بعد آلٍ ومن حواه الْعَبَاءُ
ولكلّ الأتباع في كلّ قَرْنٍ = مَا لَهُ بانْقِضا الزمان انقضاء
أيّها المؤمنون تُوبُوا جميعاً = أيّها النّاس أنتمُ الفقراء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...