أيُّ هذا “المكروبُ”مهلاً قليلاً = قد تجاوزتَ في سُراكَ السبيلا
لستَ كالواوِ، أنتَ كالمنجلِ الحصَّادِ = إن أحسنوا لكَ التمثيلا *
ما غلبتَ النفوسَ بالعزمِ لكن = هكذا يغلِبُ الكثيرُ القليلا
رُبَّ طفل تركتَ من غيرِ ثدي = يضرب في الأرض ضجة وعويلا
وفتاة طرقتها ليلة العر = سِ وقبل الحليل كنت الحليلا
كحلّوا جفنها فكحلَّتَ فيها = كل جفن أسى وسُهداً طويلا
أنت في الهندِ في مكانٍ خصيبٍ = فلماذا رَضيتَ هذا المُحُولا **
أنتَ كالشيبِ إن دَهِمتَ ابنَ أنثى = لم تُزايلْ جنبيهِ حتى يزولا
حار “بنشنج”فيكَ يا ابنَ شَعُوبٍ = ونقضتَ المُجرَّبَ المعقولا***
عقَدَ الأمرَ فابتكرتَ لهُ الحَلَّ = وما كان عَقدُهُ محلولا
قام يغزوكَ بين جيشِ القواريرِ = فولَّى بجيشهِ مخذولا
وتركتَ الحموضَ تجرَعُها الأ = رضُ وجرَّعتنا العذاب َ الوبيلا
“وبموَشى” أرادَ حَصْرَكَ بالجُنْدِ = وهل تَحصُرُ الجنودُ السيولا *****
يا ثقيلَ الظلال آذيت بالما = لِ وبالنَّفْسِ فالرحيلَ الرحيلا
من يَبِتْ عِندهُ الهِزْبرُنزيلاً = كان من قِبْلِ زادهِ مأكولا
رُبَّ طفلٍ تركتَ من غيرِثديٍ = يضرِبُ الأرضَ ضجةً وعويلاً
وفتاةٍ طَرَقتها ليلة العرسِ = وقبلَ الحليلِ كنتَ الحليلا
كَحَّلوا جفنها فَكَّحلتَ فيها = كُلَّ جفنٍ أسىً وسُهداً طويلا
خَضَّبتها يدُ المواشطِ صُبْحاً = فَمحاهُ المُطَهرونَ أصيلا
ما رحمتَ العيونَ تلكَ اللواتي = تركتْ كُلَّ عاشقٍ مذهولا
لو رآها جبريلُ_أستغفرُ الله_ = لآلَهتْ عن وحيهِ جبريلا
يا قتيلَ ”الفينيك”يكفيكَ قتلا = كَ فأغمِدْ حُسامكَ المسلولا ******
إنَّ في مِصْرَ غيرَ موتِكَ موتاً = تركَ الأروعَ الأغَرَّ ذليلا
فارتَحِلْ بارِدَ الفؤادِ قريراً = مُروَّياً من دمِ العبادِ الغليلا
علي الجارم في وباء الكوليرا الذي داهم مدينة رشيد عام 1895 ميلادي (الديوان ص466)
* جرثوم الكوليرا يشبه الواو والضمة
** المُحُولا (الجدب)
*** “بنشنج” - اسم مدير صحة
**** شعوب: المنية
***** “وبموَشى” - بلدة في أسيوط اول ماظهر فيها
****** ”الفينيك” - مادة مطهرة
لستَ كالواوِ، أنتَ كالمنجلِ الحصَّادِ = إن أحسنوا لكَ التمثيلا *
ما غلبتَ النفوسَ بالعزمِ لكن = هكذا يغلِبُ الكثيرُ القليلا
رُبَّ طفل تركتَ من غيرِ ثدي = يضرب في الأرض ضجة وعويلا
وفتاة طرقتها ليلة العر = سِ وقبل الحليل كنت الحليلا
كحلّوا جفنها فكحلَّتَ فيها = كل جفن أسى وسُهداً طويلا
أنت في الهندِ في مكانٍ خصيبٍ = فلماذا رَضيتَ هذا المُحُولا **
أنتَ كالشيبِ إن دَهِمتَ ابنَ أنثى = لم تُزايلْ جنبيهِ حتى يزولا
حار “بنشنج”فيكَ يا ابنَ شَعُوبٍ = ونقضتَ المُجرَّبَ المعقولا***
عقَدَ الأمرَ فابتكرتَ لهُ الحَلَّ = وما كان عَقدُهُ محلولا
قام يغزوكَ بين جيشِ القواريرِ = فولَّى بجيشهِ مخذولا
وتركتَ الحموضَ تجرَعُها الأ = رضُ وجرَّعتنا العذاب َ الوبيلا
“وبموَشى” أرادَ حَصْرَكَ بالجُنْدِ = وهل تَحصُرُ الجنودُ السيولا *****
يا ثقيلَ الظلال آذيت بالما = لِ وبالنَّفْسِ فالرحيلَ الرحيلا
من يَبِتْ عِندهُ الهِزْبرُنزيلاً = كان من قِبْلِ زادهِ مأكولا
رُبَّ طفلٍ تركتَ من غيرِثديٍ = يضرِبُ الأرضَ ضجةً وعويلاً
وفتاةٍ طَرَقتها ليلة العرسِ = وقبلَ الحليلِ كنتَ الحليلا
كَحَّلوا جفنها فَكَّحلتَ فيها = كُلَّ جفنٍ أسىً وسُهداً طويلا
خَضَّبتها يدُ المواشطِ صُبْحاً = فَمحاهُ المُطَهرونَ أصيلا
ما رحمتَ العيونَ تلكَ اللواتي = تركتْ كُلَّ عاشقٍ مذهولا
لو رآها جبريلُ_أستغفرُ الله_ = لآلَهتْ عن وحيهِ جبريلا
يا قتيلَ ”الفينيك”يكفيكَ قتلا = كَ فأغمِدْ حُسامكَ المسلولا ******
إنَّ في مِصْرَ غيرَ موتِكَ موتاً = تركَ الأروعَ الأغَرَّ ذليلا
فارتَحِلْ بارِدَ الفؤادِ قريراً = مُروَّياً من دمِ العبادِ الغليلا
علي الجارم في وباء الكوليرا الذي داهم مدينة رشيد عام 1895 ميلادي (الديوان ص466)
* جرثوم الكوليرا يشبه الواو والضمة
** المُحُولا (الجدب)
*** “بنشنج” - اسم مدير صحة
**** شعوب: المنية
***** “وبموَشى” - بلدة في أسيوط اول ماظهر فيها
****** ”الفينيك” - مادة مطهرة