البرت ب . بروجان - نسق اربان القيمي.. ترجمة : د. رمضان الصباغ

I

فى المقالات الأخيرة التى قدمها البروفيسور " و. م. اربان " "1"عن القيمة ، كانت احدى المناقشات المعاصرة الأكثر أهمية فى هذا المجال . ويعد مؤلفها واحدا من الفلاسفة البارزين فى أمريكا والذى قدم دراسة مطولة ومكثفة لنظرية القيمة . وقد تم نشر ثلاث انتقادات دقيقة - على الأقل – لهذه المقالات" 2" . وقد أجاب البروفيسور " اربان " على انتقادين من هذه الانتقادات"3" . ومع ذلك يبدو أن هناك حاجة لانتقاد آخر . وقد كانت الانتقادات السابقة بشكل أساسى تعبيرا عن الخلاف فيما يتعلق بالتفاصيل .او بخلافات اخرى ، ولكن ما قدمه الانتقادان كان قليل الاهتمام بنسق " اربان " باعتبارة وحدة . وهذه الورقة محاولة لتصور نسق "اربان" كنسق ، وسوف تظهر أن المذاهب المشكوك فيها فى كتاباته تأتى بشكل منطقى من أحد الافتراضات الخاطئة "4" .

ان كاتب هذا المقال فى اتفاق مع " اربان " فى مشكلتين من أهم مشاكل نظرية القيمة . يعتقد كلانا بأن القيمة غير قابلة للاختزال الى مقولات وجودية مثل المتعة او الرضا أو السببية . فكلانا يعتقد بأن القيمة " موضوعية فى اكثر من معنى اجتماعى " ؛ ذلك أننا ، نعتقد بأن الحكم على القيمة يقدم لنا معلومات موضوعية"5" . هاتان هما نقطتا الاتفاق حتى أن نقاط الخلاف تبدو غير ذات أهمية نسبيا . توجد مشكلة واحدة ، ومع ذلك فانها تؤدى الى أخطاء معقدة للغاية اذا تم التعامل معها بشكل غير صحيح . هذه هى المشكلة المنطقية باعتبار ما تكون عليه مقولة القيمة الأساسية "6" . يعتقد "اربان " ان " يجب ought " هو مقولة القيمة الأساسية . يعتقد كاتب هذا المقال أنه افتراض زائف . فمن هذا الافتراض الزائف نتجت أخطاء عديدة فى بنية اكسيولوجيا " اربان " ؟ .

فى الصفحات التالية سوف يتم اظهار الارتباط بين هذه الأخطاء وبين المذهب الذى يرى أن يجب " مقولة أساسية . ويمكن القول بأن هناك خطأ سواء فى المذهب الذى يرى أن " يجب " مقولة أساسية وفى المذاهب التى أشارت الى ذلك . ومن ثم سوف تبين أن الحقائق الأساسية التى يرى " اربان " امكانية المحافظة عليها من خلال اتخاذ الافضلية باعتبارها مقولة القيمة الأساسية ، وان بهذه الطريقة يمكن الغاء الصعوبات والأخطاء فى نسقق اربان الكسيولوجى .

II

مامقولة القيمة الأساسية أو الشاملة وهل هناك مقولة أساسية واحدة ام ان هناك أكثر من مقولة ؟ . يبدو أن معظم الفلاسفة افترضوا أكثر من رأى عند اجابتهم على هذه الأسئلة . اتخذ الكتاب الانجليز عادة الخير الجوهرى والشر الجوهرى باعتبارهما عنصرين أساسيين . فقد اتخذ " سيد جويك Sidgwick " ، على الرغم من بعض اختلاف فى الرأى فى الطبعات المختلفة بالنسبة لمناهج علم الأخلاق " يجب ought " باعتبارها مقولة أساسية . كذلك اتخذ " اربان " ( يجب ) أو ربما ( يجب ) و( لا يجب ) باعتبارها مقولة أساسية "7" . وقد رأى كاتب هذا المقال فى مكان آخر أن لا الخير ، ولا ( يجب ) يمكن اتخاذهما باعتبارهما مقولتين أساسيتين ، وأن القيمة الأساسية الشاملة هى الأفضلية betterness الجوهرية "8". وسوف تظهر الدراسة التفصياية لنسق قيم " اربان " العديد من الأسباب الجيدة الكافية ضد اتخاذ " يجب " كمقولة أساسية . فى الواقع ، احدى مزايا عمل " اربان " هو أنه فى جميع الأوقات يظهر الصعوبات والأخطاء المتضمنة فى افتراض أن " يجب " تعد مقولة أساسية .

عند استعمال " يجب " كمفهوم قيمة "9" فانه يمكن استخدامه بالمعنى الضيق او انه يمكن استخدامه بالمعنى الواسع . دعونا ننظر فى المعنى الضيق أولا . هذا هو المعنى الأخلاقى الصارم . كمقولة أخلاقية " يجب " لديه الخصائص التالية :

( 1 ) ينطبق " يجب " على ما يعد ممكنا بشكل عملى فحسب . يعتبالخير أوسع بكثير من مما يجب علينا أن نحاول تقديمه . لايوجد سبب للشك فى أن التراجيديات المفقودة ل "أسيخليوس Aeschylus " جيدة ، ولكن ليس من واجبنا اعادة كتابتها ، لأننا سوف نفشل بالتأكيد . ما يجب علينا القيام به – فى الواقع – محدد بما لدينا من قدرات وفرص متاحة ، فى لا يخضع الخير لمثل هذه الحدود "10" .

( 2 )يجب ought لاتثبت أى قيمة جوهرية أو قيمة خارجية للموضوع ، بل تجمع بينهما . سواء كان عمل ( يجب ) ان يكون معتمدا على مجمل هذا الفعل بدوافعه ونتائجه أفضل بشكل جوهرى من المجموعات البديلة الممكنة "11" . وهكذا يشير ( يجب ) الى الى ما يمكن أن تسمى القيمة الاجمالية ، وهذه هى قيمة الموقف الكلى الذى فيه يحدث الفعل .

( 3 ) يستعمل ( يجب ) بمعان ثلاثة على الأقل ، مناظرة لثلاث معان متباينة ل ( صواب Rhght ) بل وشابهة لها . ان لديه استخداما ذاتيا واستخداما محتملا أو معقولا ، واستخدام موضوعى أو مطلق . وبعبارة أخرى ، يوجب التقرير الكامل ل ( يجب ) النظر فى حدود وملحقات المعرفة الانسانية فى تأثيرها على تحديدها لما ( يجب )"12" .

( 4 ) يختلف ( يجب ) عن ( صواب Right ) فى أن – يجب – يعنى التفرد ( التميز ) بالمسموح به أخلاقيا ، فى حين يعنى الصواب أنه فى بعض الأفعال الاخرى قد له قيمة مساوية ، وبالتالى صائبة ، ربما يكون العديد من الأفعال خيرا قدرا الامكان وبالتالى صائبة ، ولكن اذا تم فعل ( يجب ) فانه يعد أفضل امكانية"13" .
هذه الخصائص الأربعة ل ( يجب ) حددت العديد من مبادىء " اربان " . كما سنرى ، ينكر " اربان " صراحة استخدام 0 يجب ) بالمعنى الاخلاقى الضيق .لكن ليس من الواضح أن خصائص المعن الاخلاقى الضيق ل – يجب – مع ذلك – قد أثرت عليه .

فى المعنى الواسع ل ( يجب ) ، يتم استخدامه فى تعابير مثل ( يجب أن يكون Ought to be ) . اننى أزعم بأن هذا المعنى يعد للأسف ببساطة معادلا للمعنى الخفى والمربك لللخير والافضل . وقد كان الاستتخدام على نطاق واسع يتم من كتاب مثل " جورج ادوارد مور " و " برتراند راسل " "14" . " يجب أن يكون فى اعتباره الخاص " يتم استخدامه باعتباره معادلا للخير الجوهرى ( أو القيمة الايجابية الجوهرية ، فى صياغة " اربان " ) . و " لا يجب أن يكون فى اعتباره الخاص " يتم استخدامه بالنسبة للشر الجوهرى ( أو القيمة السلبية الجوهرية ) .

الآن قد اظهرت أن مفاهيم الخير والشر الجوهرية ( القيمة الايجابية والقيمة السلبية ) تعد مركبة من القيمة الجوهرية الأفضل والقيمة الجوهرية الأسوأ "15" . اذا كا ( س ) – بالتعريف - خيرا جوهريا وله قيمة ايجابية ، فان كينونة أو وجود ( س ) تعد بشكل جوهرى أفضل من العدم أو عدم اوجود( س ) . اذا كان ( س ) يجب أن يكون فى اعتباره الخاص ، فان ( س ) يجب أن يكون عوضا عن لا يكون . لكن هذا يعنى أن وجود ( س ) أفضل جوهريا من عدم وجود ( س ) . وبالتالى فان ( يجب أن يكون ) مركب من الافضل . وقد أظهرت تعريفات قيمة الشر الجوهرية أو القيمة السلبية المناقشات المنطقية الدقيقة للتتعريفات السابقة .

يحصر " اربان " فى مقالته الأولى"16" نفسه فى عبارتى " يجب أن يكون " و " يجب الا يكون " . ولكن فى مقالتية التاليتين "17" يتم استخدام عبارة " يجب بالاحرى Ought Rather " . ما معنى " يجب بالاحرى " ؟ . من الواضح أنها تعبر عن القيمة النسبية . عندما كنا نتكلم عن القيمة الجوهرية ، فان فكرة المقارنة المعتادة هى " أفضل Better". كيف تختلف " يجب بالأحرى " عن ا" لأفضلية Betterness " ؟ . لم يشر " اربان " فى أى مكان الى أى اختلاف ، ويبدو واضحا أن " يجب بالأحرى " تعنى " أفضل " . الفرق الوحيد الذى يمكن أن يشير اليه المرء هو أن " يجب بالأحرى " تشير الى المعنى الأخلاقى الضيق ، وهو المعنى الذى استبعده " اربان " .
لقد قمنا الآن بفحص الاستخدام الأخلاقى الضيق ل " يجب " واثنين من الاستخدامات واسعة النطاق ل " يجب ان يكون " و " يجب بالأحرى " . وقد تم العثور على قابلية هذه الأفكار للتحليل الى صيغ خفية من الأفضلية أو الى مجموعات تعتمد على الأفضلية . ولذلك فان مفهوم قيمتنا الأساسية يجب أن تكون " الأفضلية Bettereness " بدلا من " الخيرية Goodness " .

III

إذا ما أخذنا يجب بوصفها فكرة قيمة أساسية، لا بد من محاولة لتلبية الحجج العامة المذكورة أعلاه. وبالإضافة إلى هذه المشاكل، وهناك سبعة التباسات أو مغالطات في نظرية القيمة، والتي تعد سبب فى معاملة يجب كمفهوم أساسي .

( 1 ) يجب " يشجيع المزج أو الخلط بين القيم الجوهرية والقيم الخارجية . ومن هنا جاءت مغالطة أن القيمة الخارجية الصحيحة تعد حقا ذات قيمة جوهرية ".

( 2 ) اذا سأل امرء عن أنواع الموضوعات أو الكيانات التى تقع فى نطاق القيمة الجوهرية ، فان هذا السؤال يعد سؤالا واضحا ومحددا . ولكن اذا كانت فكرة المرء عن القيمة تميل الى الخلط بين القيمة الجوهرية والقيمة الخارجية ، والقيمة الوسيلية ، والقيمة المشاركة ،؛ فمن ثم قد يفترض المرء ان لكل موضوع او كيان حاصل على القيمة . ومن هنا يخلص المرء بشكل زائف الى أن كل موضوع او كيان يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية .

( 3 ) " يجب أن يكون " – بالمعنى الأخلاقى ليس لديه شيئا مساويا للخير . وبعبارة أخرى ، " يجب " أو ( الينبغية ) لايمكن الجزم بما اذا كان لديه البديل المساوى للقيمة . ومن ثم قد يخلص المرء بشكل زائف أن لايمكن أن يكون أى موضوعين أو كيانين متساويين فى القيمة .

( 4 ) اذا كان فعل ( س ) يجب أن يتم من ثم فان جميع بدائل فعل ( س ) يجب الا تتم . لاوجود لأى اجراء بين " يجب " و "لا يجب " . ولذا فان " لا يجب " ليس مناقضا ل " يجب " ، ولكنه فحسب يكمن فى مجال أو عالم الخطاب فى حالة معينة . ومن هنا يمكن أن نستنتج بشكل زائف أن كل موضوع أو كيان فى نطاق القيمة حاصل اما على قيمة الخير الجوهرية ( القيمة الموجبة ) أو حاصل على قيمة الشر الجوهرية ( القيمة السلبية ) . فى هذه الحالة لن تكون هناك كيانات غير مكترثة ( محايدة ) فى مجال القيمة بين الخير والشر . وبعبارة أخرى لن يكون هناك موضوعات أو كيانات التى تعد أفضل من الشر بشكل جوهرى أو أسوأ من الخير بشكل جوهرى .

( 5 ) " يجب " مصطلح معقد يعتمد على الأفضلية الجوهرية . تعتمد صفات القيمة كالجمال على الأفضلية الجوهرية ، كما سنرى لاحقا . اذا كان كا من ( يجب ) والجمال تم تحليله الى ما يعتمد عليه فى أفضليته ، فسوف يرى المرء الكابع المميز بل والتنسيق بين المفهومين . اذا ترك " يجب " بدون تحليل ، فان العلاقة بين " يجب " والجمال يمكن أن تحجب او تشوش .
( 6 ) اذا " يجب " اتخذ باعتباره عنصرا أساسيا ، فسيتم التعرف على خصائصه ذات العلاقة فى بعض الأحيان ، وتنسى فى أحيانا . اذا كان " يجب " مجرد تخفى للأفضلية ، فان التخفى أو التمويه لايمكنه أن يفل خيرا بل يسبب ضررا كبيرا .

( 7 ) اذا اتخذ " يجب " باعتباره عنصرا أساسيا ، فان المرء يخيل الانفصام القديم ل " يكون IS " عن " يجب Ought " . واذا كان امرء لا يختزل "يجب " الى "يكون IS " ، حينئذ يجب على المرء أن يفترض علاقة ما غامضة بينهما .

دعونا تنأمل هذه الصعوبات السبعة لانها تعبر عن نفسها فى كتابات " اربان " .

IV
اذا اتخذ المرء " يجب " باعتباره عنصرا أساسيا ، فان بوسعه ان يقول بأن المعنى هو " يجب فى ااعتباره الخاص " . هذا المعنى – كما رأينا – هو مثل الخير الجوهرى أو القيمة الايجابية . ولكن فى الغالبية العظمى لاستخداماته ، يشير " يجب " بشكل أساسى الى قيمة غاية اضافية أو الى مجمل أكبر مما يعد وسيلة أو جزءا منها "18" . ويشير " يجب " فى معناه الأخلاقى الصارم الى قيمة فعل فى علاقة بالوضع الكلى ( او الحالة الكلية ) الذى هو يعد جزءا منه . وبالتالى فان استخدام " يجب " يقدم الاغراء المستمر لنسيان أن القيمة الجوهرية هى الاساس المنطقى لدراسة القيمة .
قد حدد " اربان " بداية – كما توقعنا – نقاشه للقيمة الجوهرية أو الخير ، ولكن فيما بعد يبدو أنه نسى هذا التمييز فى حججه الرئيسية . نادرا ما يحتاج الى ( القول بأن التعريف النهائى للقيمة يتعلق بالقيمة الجوهرية ، "كل القيم الخارجية والوسيلية تعود بشكل نهائى الى القيمة الجوهرية ""19" . وفى وقت لاحق يوضح " اربان " أن الخصائص الجوهرية ل " يجب بالأحرى "لا يكون فعلها بعيدا عن الطبيعة الجوهرية للقيمة . ونحن نستبعد فى القيمة الجوهرية علاقة وسائل الغايات ولكن ليس العلاقة بأكثر أو أقل ."20".

لكن عندما يجادل " اربان " حول القيمة يبدو أنه ينسى كل شىء عن مؤلات القيمة باعتبارها جوهرية . وقد كان هذا فى اول فقرة"21"اذ يؤكد أنه حبثما يوجد اهتمام توجد القيمة . والآن من الواضح أن هذا ليس صحيحا بالنسبة للقيمة الجوهرية . فتوجد أشياء كثيرة نحن نهتم بها كوسائل أو أدوات . لذا اذا كان الاهتمام يعد اختبارا للقيمة فان هذه الأشياء تعتبر ذات قيمة جوهرية . والان يستخدم " اربان " هذه الحجة ليثبت أن لكل الاشياء أو الكيانات لها مكان فى القيمة الجوهرية "22" . وقد تببت هذه المغلاطة بالخلط بين القيم الجوهرية والقيم الخارجية ، ويبدو أن هذا الارتباك قد سببه استخدام " يجب " باعتباره عنصرا أساسيا"23" .
V

يتبع الخلط بين القيم الجوهرية والقيم الخارجية منطقيا ما يمكن ان نسميه قانون " اربان " عن الشمولية . وهذا هو المذهب القائل بأن "لكل موضوع يوجد مكان فى عالم القيمة ". " يندرج كل موضوع ضمن مقولة القيمة عند الضرورة كما يندرج ضمن مقولة الكينونة "24" . وبعبارة أخرى لا يوجد موضوع أو كيان ( سواء وجد أم لم يوجد ) خال من القيمة .

يجب علينا التمييز بين نوعين من التفسيرات المحتملة لهذا القانون. في ضوء سياقه واستخدام "اربان "له ، بيدو أن كل موضوع له مكان فى سام القيمة الجوهرية"25" . يعتبر هذا التفسير للقانون امرا هاما للغاية ، اذا كان صحيحا . الا اننا سوف نرى أن هذا ليس صحيحا . وفى تفسير آخر قد يعنى " اربان " فحسب أن لكل موضوع قيمة . فى هذه الحالة قد يكون القانون صحيحا ، ولكنه هام للغاية بالنسبة للطريقة التى استخدمه فيها " اربان " . يذكر " اربان " بوضوح التفسير الذى يجب أن يتبع ،الا أننا نرفض هذا التفسير الثانى للاسباب الآتية .

ان القول بأن لدى الموضوع قيمة قد يعنى اما أن الموضوع فى حد ذاته يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية أو ربما يعنى أن للموضوع بعض علاقات معينة بشىء آخر يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية . ان لم تكن لدى الموضوع قيمة جوهرية ولكنه كان حالة أو جزءا من شىء يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية ، فمن ثم يمكن أن يدعى الموضوع على أنه حاصل على قيمة خارجية . أنا لا أعرف اى دليل على كل موضوع يعد فعلا حالة أو جزءا من قيمة جوهرية ، الا أنه من الواضح أن يكون كل موضوع قد يكون كذلك . ولكن هذايعد بلا أهمية .

من المؤكد تأكيدا طفيفا بأن الموضوع يكون او قد يكون اما فى نطاق القيمة الجوهرية أو بين حالات أو أجزاء القيمة الجوهرية . ما نود تعلمه من دراسة القيمة هو المعرفة بما يتعلق بالموضوعات التى تقع فى نطاق القيمة الجوهرية وتلك التى تعد قيما نسبية . ولذا فاننا مضطرون لاستنتاج أن " اربان لم يكن يعنى تفسيره الثانى ، بل كان يعنى التفسير الأول الذى مفاده أن كل موضوع يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية .

برهان "اربان " على قانون الشمولية جاء كالآتى"26" . " كل الموضوعات ، تعد كموضوعات اهتمام اما بشكل فعلى أو بشكل محتمل ، وحيثما يوجد الاهتمام توجد القيمة " . ولقد قدمت عدة اعتراضات على هذا الراى ، الا ان الاعتراض الأكثر أهمية كان مالآتى – اذا سلمنا بأن الاهتمام يثبت القيمة"27" ، فما هو نوع القيمة الذى يثبته اى نوع من الاهتمام ؟. هل يثبت القيمة الجوهرية ؟ .

يبدو أن هناك العديد من الاشياء التى نهتم بها باعتبارها وسائل وأدوات أو أجزاء . ولذلك فان هذا النوع من الاهتمام لا يمكن أن يثبت القيمة الجوهرية بل يمكنه فحسب اثبات القيمة الخارجية . اذا كنا نهتم فحسب بالموضوعات فى اعتباره الخاص ، ولا نهتم أبدا باعتبار نتائجها ، فان الاعتراض الحالى يصبح لا محل له . الجدال فى افتراض شمولية الاهتمام بأى نوع لشمولية القيمة الجوهرية يعد مغالطة واضحة .

انا لا أعرف أن أى برهان سارى المفعول يثبت أن كل موضوع يقع ضمن نطاق القيمة الجوهرية . هذا ليس مكان مناقشة المشكلة الصعبة للغاية المتعلقة بالادراج والاستثناء من نطاق القيمة الجوهرية ، ولكن دعونا نتأمل بعض الأمثلة . يحب " اربان " الحديث قول " مينونج " عن "المربع المستدير " ، " كواحد من الموضوعات المستحيلة الا أنه أحد موضوعات سمات القيمة لدى " اربان " "28" . ربما يرى قليل من الناس سمة القيمة فى المربع المستدير . بالطبع ، ان عملية التفكيرالعقلية حول المربع المستدير لديها قيمة خارجية ( سلبية او ايجابية ) فى تشكيل نظريتى " مينونج " و "اربان " .

لكن هل المربعات المستديرة نفسها لديها أى قيمة جوهرية . اننى يجب أن اترف بعدم القدرة على التفكير بانه بشكل جوهرى ليست أفضل أو اسوأ من أى شىء . من ثم دعونا ننظر فى الارقام العديدة الى حد ما . هل كل رقم لديه مكانا فى نطاق القيمة الجوهرية ؟ . هل رقم (12 ) لديه قيمة ايجابية جوهرية وهل رقم ( 13 ) لديه قيمة سلبية جوهرية ؟ . سيكون من الظلم أن نطلب من " اربان " أن يعطى القيمة النسبية لجميع الارقام ولكنه بالتأكيد يجب ان يفسر قيمة الارقام الاكثر تواترا . او هل اننا قد نقول بأن القيمة الجوهرية لا تشمل الارقام بين افرادها .؟ . لذا فان هناك بعض موضوعات الفكرالتى لا تقع فى نطاق القيمة الجوهرية ، ولذا فان قانون " اربان " يعد قانونا زائفا .



VI
لقد ذكرما يمكن أن يسمى بقانون المساواة من قبل " اربان " فى العبارات الآتية . " بالنسبة لأى القيميتين يجب أن تكون احداها أكبر من الأخرى ""29" . " وعندما يتم وضع أى موضوعى قيمة علاقة ، فان احدهما يجب ان يكون اسمى من الآخر ""30" . يبدو ان " اربان " يعتقد بأن هذا يأتى منطقيا من حقيقة أن القيم تشكل " نسقا أسمى وأدنى " "31" . الا أن منطق العلاقات والتسلسل لا يبررمثل هذا الاستدلال . هناك "سلسلة من المستويات " يكون فيها أعضاء أى "مستوى " معين فى معنى محدد مساويا أو معادلا لعضو آخر"32" . ولا تكون هذه الحالة فى سلسلة أخرى . وهكذا يكون التحقيق مسألة تجريبية بحتة ما اذا كان او لم يكن نطاق القيمة عبارة عن سلسلة من المستويات . بناءا على ذلك يعد قانو " اربان " المفترض دون برهان .
يبدو أن " اربان " قد تمت قيادته الى هذه النظرية من خلال الحقائق التالية . فى التعامل مع الاستخدام الأخلاقى ل " يجب " ، فاننا نقول بان 0 س 9 يجب ان يتم فحسب اذا كان فعل ( س ) يبرز باعتباره افضل من كل بديل . اذا كان البديل الآخر يعتر خيرا ، فاننا نقول انه يعد صائبا "33" . اذا كان الأمر كذلك فان الفعل يجب أن يتم ، ولا يمكن لأى فعل آخر ان يكون خيرا عل قدم المساواة . بافتراض أن " يجب " يعد مفهوم قيمة أساسى ، فان قانون عدم المساواة قد يكون معقولا"34" .

يجب الاعتراف تجريبيا بان العديد من الموضوعات تبدو متساوية فى القيمة . ان هذا يحتاج دليلا قويا لمعادلة هذا الذى يبدو . ولكن لاوجود لدليل معطى على ذلك "35"

VII
هناك مذهب آخر الذى يمكننا أن ندعوه القانون المزدوج . وقد ذكر هذا من قبل " اربان " كجزء من قانونه عن الشمولية ، ولكنه منفصل عنه حقا فى المعنى . وفقا لهذه النظرية فان كل موضوع فى عالم القيمة يعتبر قيمة ايجابية أو قيمة سلبية . لا وجود لشىء بين الخير والقيم الايجابية أو بين الشر والقيم السلبية "36" . دعونا نكرر هذا القانون . بوسعنا القول بأنه لا وجود لكيان يعد افضل جوهريا من كل شر جوهرى ، ولكنه أسوا جوهريا من كل خير جوهرى . هل هذا القانون صواب ؟ .

لم يقدم " اربان " أى برهان على هذا القانون . ولكن يمكن تتبعه منطقيا من الحقائق التالية عن " يجب " . من بين البدائل فى الاختيار الأخلاقى ، لاوجود لشىء بين الأفعال التى يجب أن تتم والأفعال التى لا يجب أن تتم . داخل تلك المجموعة من البدائل ، كل ما لا يجب فعله هو ما لا يجب القيام به . وهكذا هنا يكون القانون المزدوج . ولكن هذا لا يثبت أن القيمة الجوهرية أو الخير متناقضة مع القيمة الشلبية أو الشر"37" . والدليل الآخر غير موجود .

لقد تمت البرهنة على قانون " اربان " المزدوج من خلال قانونه عن عدم المساواة . ولكن كما رأينا فان قانون عدم المساواة يعد قانونا زائفا . كيان غير مكترث ، بمعنى أن تكون بين الخيرات الجوهرية والشرور الجوهرية ، اذا كانت الكينونة أو الوجود متساويين جوهريا فى القيمة مع العدم أو عدم الوجود .فان هذا يعنى أن الكينونة ليست أفضل ولا أسوأ جوهريا من العدم "38" . ولكن اذا كان لا شىء يساوى فى القيمة أى شىء آخر ، من ثم فان اللا شىء يمكن أن يكون غير مكترث بهذا المعنى . ويتم تعريف عدم الاكتراث ( او اللامبالاة ) ضمن نطاق القيمة من خلال مساواة القيمة ، وهكذا ان لم تكن هناك مساواة للقيمة فلن تكون هناك لا مبالاة فى المعنى . وبما أننا راينا أن هناك مساواة القيمة فقد يكون هناك عدم اكتراث او لامبالاة ضمن نطاق القيمة .

يبدو واضحا ان السلبية المجردة ، العدم أو عدم الوجود ( حيث يتم – مع ذلك – شرح هذه المقولات ) لا يمكن أبدا أن تنطوى على الخير الجوهرى أو الشر الجوهرى . لكن الحقائق السلبية المجردة تبدو ضمن نطاق القيمة الجوهرية . وفيما يتعلق بالشر فاننا قد نقول بان عدم وجوده بشكل جوهرى سيكون أفضل من وجوده . وان عدم وجوده ليس خيرا جوهريا ولا شرا جوهريا ، بل هو بين الخير والشر . وبالتالى فان القانون المزدوج لا يمكن ان يكون صحيحا "39" .

VIII

اذا ترك " يجب " بدون تحليل وعلى أنه اساسى ، فمن ثم فان علاقاته بمقولات القيمة تكون مشوشة على نحو خطير . وكمثال على ذلك ، دعونا ننظر فى الجمال وعلاقته ب " يجب ". فى هذا الحين يعتمد "يجب " على الأفضلية بل وعلى الأفضلية اجمالا . يتم تحديد " يجب " فحسب عند التأمل والتحقق من النتائج المترتبة على الفعل والمفترضة مع كافة القيم التى من الممكن التأكد منها . لا ينطوى الجمال على القم الشاملة فى هذا النهج . اذا كان تأملعمل فنى ذا قيمة جوهرية ، فاننا قد نقول ب، العمل الفنى جميل بغض النظر عن العوقب الأخلاقية والاقتصادية ، واى عواقب أخرى ينطوى عليها . لذا فان العمل الفنى قد يكون جميلا حتى على الرغم من انه قد يتم شجبه باعتباره عملا يجب ألا يكون قد تم انتاجه أو تامله .

يتعامل الحكم الجمالى مع القيمة الجوهرية للخبرة المعزولة الى حد ما ويتجاهل أو يهمل القيم الخارجية والقيم الوسيلية التى يمكن أن ينطوى عليها او تشارك فيه. وهكذا فان يجب " والجمال يعتمدان على الأفضلية الجوهرية ولكن بطرق متباينة تماما "40 " . والفرق هو أن " يجب " يستند الى دراسة استقصائية واسعة للقيم . ومن هنا يمكن القول اذا كان " يجب " والجمال متصارعين ( وانه اذا كان الموضوع الجميل لا يجب أن ينتج او يتم تأمله ) ، فيجب أن يفسح المجال للجمال باعتباره مفهوما ضيقا .

لقد أساء " اربان " فهم هذه العلاقة المعقدة ، ويقول بأن الجمال " سمة " ذاتية يتم الشعور بها ، فى حين أن " يجب " يعد شيئا يتم الحلم عليه بشكل موضوعى "41" . ولكن هناك حكم جمالى بالاضافة الى الشعور الجمالى ، وهناك شعور بما يجب بالاضافة الى حكم بما يجب . يبدو أن " اربان " قد عالج " يجب " على مستوى مختلف تماما عن مستوى الجمال . لقد اعتقد ، بأن الجمال سمة قيمة ذاتية ، فى حين أنه رأى أن " يجب " قيمة موضوعية . ولكن بما أن " يجب " والجمال يمكن تحليلهما ( عبر طرق مختلفة ) فى تعقيدات الأفضلية الجوهرية ، ومن الواضح أنه لا توجد فروق من مثل هذا النوع بينهما . فقد تم تضليل " اربان " من خلال افتراضه أن "يجب" يعد أساسيا ومقولة قيمة لا يمكن تحليلها .

IX

يتحدث اربان فى مقالته الأولى عن " يجب أن يكون " ، ولكنه فى المقالتين التاليتين تكلم عن " يجب بالأحرى " . الان " يجب بالاحرى " تعتبر علاقة واضحة . اذا كانت القيمة علاقة تكون فكرة الأفضلية اوضح وأبسط فى الاستخدام . ومن السهل تمييز مفعوم الافضلية الجوهرية عن القيمة الجوهرية ، ولا ينطوى على أى من القيود الاخلاقية ل " يجب " . اذا امرء استخدم " افضل Better " باعتباره ااساسيا "42" ، فان المرء سيكون مدركا للطابع العلائقى للقيمة ، وبوسع المرء دراسة وتحليل القيمة وفقا لحقائق منطق العلاقات . بقدر ما يختلف " يجب بالاحرى " عن " افضل " ، فانه يختلف فقط فى التمويه والخلط بين الحقائق "43" .

هناك أوقات كان أسلوب " اربان " يجعله تقريبا يوافق على ان الأفضلية و ما لا يجب يمثلان فكرتى قيمة اساسيتين . وكان بقول صراحة بأن "يجب " يستخلص من " الأفضلية " "44" . لكن من الواضح أن المرء لا يستخلص "يجب " من " أفضل " ، ما لم يكن " افضل " اكثر جوهرية .

يقول " اربان " فى أحد المواضع "45" بأن " علاقة أفضل من " يمكن النظر اليها على أنه تكمن فى طبيعة القيمة على هذا النحو" . لكن هذا الاعتراف لايمكن تتبعه أبدا . الأفضل يعد أمرا أساسيا ومنظرا جزئيا ، ولكن هناك ادركا قليلا حتى الآن لهذا الاعتراف .

X

يحلل " ربان " مفهومى الجود والواقع . ولكن بما أنه اتخذ " يجب " باعتباره عنصرا اساسيا ولا يمكن تحليله ، فانه يصبح مشتبكا مع المعرضة المربكة القديمة بين " يكون Is " و " يجب " . تلخيص وانتقاد كل النقاط المثيرة للجدل فى المقالة الثالثة المطولة ل " اربان " "46" سيكون مستحيلا هنا . يعترف " اربان " نفسه بالصعوبات والتناقضات فى نقاشه . ولذا فاننا قد نقتصر على مناقشة ايجابية قصيرة لتلك النقاط التى تم القاء الضوء عليها من خلال النظرية القائلة بأن القيمة علاقة .

اذا كانت القيمة ليست ذاتية ، من ثم فانها تكون فى معنى ما حقيقية . والشعور بالقيمة ينطوى على حقيقة مقولة القيمة . "47" . عن هذه القيمة الحقيقية أو الموضوعية قد تكون هناك معرفة حقيقية لما يمكن أن نسميها احكام قيمة . وتكون أحكام القيمة هذه حقيقية أو زائفة بنفس الطريقة العامة التى تكون بها الأحكام الاخرى حقيقية أو زائفة . ولكنها تختلف فى أنها تشير الى علاقة القيمة بدلا من الاشارة الى علاقات مثل الزمن أو السببية . وقد تختلف فى السوابق النفسية لهذه الأحكام التى يخضع لها الادراك الحسى . لكنها لاتتناقض مع أحكام الحقيقة .

الموضوع الكامل للحكم ، قد ، تبعا ل " مينونج " يسمى موضوعيا "48" . ومن ثم يشير الحكم على القيمة الى الموضوعى ، والذى يتضمن مانعنيه بالقيمة . لكن هذا مدعاة للتحليل . فعندما نحكم على أن ( س ) افضل جوهريا من ( ص ) فان (س ) و (ص ) قد يقال بأن كلا منهما موضوع قيمة ، ولكننا نعنى بالقيمة العلاقة بالأفضلية التى تربط بين ( س ) و ( ص ) . القيمة علاقة وليست موضوعية "49 " . العلاقات حقيقية ، وعلاقة القيمة بالأفضلية علاقة حقيقية . وأنا لا أرى شيئا محيرا أو مربكا فى هذا .

اذا كانت علاقة القيمة حقبقبة ، فهل يجب أن يكون مصطلحا العلاقة موجودين بشكل فعلى ؟ . من الواضح أنه لا، كما يعترف " اربان " "50" . بلا شك أن حكم القيمة الذى يطرح نفسه فى مقارنة الخبرة الفعلية ، الا أنه سرعان ما يمتد الى موضوعات الفكر والخيال . وحتى يتم تمديده الى بدائل يستبعد بعضها بعضا للعمل ، ويمكن تفعيل واحد منها فقط . ونحن بوسعنا تقويم مالا يوجد فى الواقع بشكل صحيح ، الا أن تقويمنا يستند على خبرتنا بالحقائق . لذلك فان العناصر التى نقومها يجب أن يكون لدينا بها خبرة فعلية . ولكن تفسيرا محددا قد يكون جديدا . هكذا يكون فى اليوتوبيا ، قد لا يكون تقويم الحالة الشاملة موجودا فى الماضى ، او الحاضر ، أو المستقبل ، ولكن يتم اختيار العناصر المستخدمة فى وصف اليوتوبيا من خبرات الوجود الفعلى .

اذا اتخذ "يجب " باعتباره عنصرا أساسيا ، فان المرء قد يفترض أن القيمة تنطوى على الاحتمال لان الاستعمال الاخلاقى ل"يجب " ينطوى على أن الفعل الذى يجب القيام به يعد ممكنا . الا أن هذا يعد وهما أو مغالطة . من الواضح بالتأكيد ان كلا الموضوعين المقومين قد لا يكونا متوافقين .

بما أن الأحكام حول القيمة تشير الى العلاقة الحقيقية بالأفضلية ، فاننا لن يكون لدينا أى اعتبار كامل للحقائق ( او الحقيقة ، اذا كنت تفضل ذلك ) دون حساب للقيمة

اما بالسبة لقيمة الحقيقة كاملة ، هناك بعض الأسئلة الاولية ؟ . هل يمكن اصدار أحكام عن كل الحقيقة ! كيف تتعامل مثل هذه الأحكام مع الصعوبات فى أسس نظرية " راسل " عن الأنواع المنطقية "51" . ليس هناك أى سبب عن عدم جواز ارجاع القيمة الى الحقائق عن الكليات ، بل وفقط عن الكليات التى يمكن الحكم عليها "52" .

باعتبار " درجة الحقيقة " ، فان أى شخص يمكنه استخدام كلمة حقيقة فى المعنى الاطرائى . والسؤال الذى يطرح نفسه هو ما اذا كان هذا الاستخدام يؤدى الى فكر واضح أو الى فكر مشوش . يبدو أن " اربان " يعتقد بأن هذا الاستعمال هو مايستلزمه قانون الشمولية ، وأن كل موضوع يقع ضمن نطاق القيمة . الا أننا رأينا أن هذا القانون زائف . ويجب الاصرار على أن الاهمية المنطقية ليست هى نفسها تعتبر قيمة جوهرية . هاتان النقطتان تقوضان براهين " اربان ""53" . وانا أشك فى ان كنا نعرف ما يكفى عن ان الميتافيزيقا أو الاكسيولوجيا يمكن أن يقدما مناقشة جديرة بالثقة فى الوقت الحاضر .

XI

بهذا النقد المتشظى ( المجزأ ) لمذهب " اربان " عن الحقيقة والقيمة ، تنتهى مجموعة الانتقادات . وقد وجدنا أن الخلل فى نسق " اربان " عن القيمة هو افتراض أن " يجب " يعد مقولة قيمة أساسية . ولقد رأينا العديد من الأخطاء والمغالطات التى جاءت حتما من هذا الافتراض الزائف . ولكن لجعل هذه الانتقادات لا تؤخذ بمثابة ادانة لعمل " اربان " . ليس " اربان " صائبا فى مذاهبة عن عدم امكانية التعريف فحسب ، وحقيقة القيمة . والنظام الذى عمل به يعد مساعا بارزا فى اظهار على نحو دقيق لكل ما يعتبر نتائج رئيسية بالنسبة " للاكسيولوجيا " لمحاولة اتخاذ " يجب " باعتباره عنصرا أساسيا . التفكير الواضح لوجهة نظر واحدة ، على الرغم من انه يحتوى على عنصر الخطاأ ، يعتبر أكثر فايدة للمعرفة من المذاهب المعتادة التى لا يمكن التفكير تماما من خلالها .

اذا كان " اربان " قد يقبل ما نسميه " meliorism "- (أى المذهب الذى يدعو الى الاعتقاد بأن العالم يمكن ان يكون أفضل بفضل الجهد البشرى ) ، المذهب الذى يعد مقولة قيمة جوهرية ، الأفضلية الجوهرية ، فان نسقه يحتاج الى التجاوز . وستكون هناك حاجة الى الىتصحيحات فى مواضع عديدة ، ولكن الخطوط العريضة لعمله ستبقى جيدة .


الهوامش

1- Value and Existence," this Journal., 13: 449-465, "Knowledge of Value and the Value-Judgment," this JOURNAL, 13: 673-687. "Ontological Problems of Value," this JOURNAL, 14: 309-327.
- 2-R. B. Perry, this JOURNAL, 14: 169-181. D. W. Fisher, this Journal, 14: 570-582. F. C. Bartlett, Proceeding of the Aristotelian Society, 17: 117-138.
This JOURNAL, 15: 393-405. - 3-
4-" اربان "هو أفضل القاضي ما إذا كانت هذه المذاهب والاستدلال تتم بوعي من افتراض واحد خاطئ . نحن هنا نشعر بالقلق فقط مع الآثار منطقية, ,
5-This JOURNAL, 13: 683 and 455-460 also 12: 105-106
6- قد يبدو ه1ا مجرد تفضيل ، لكن كما سوتظهر الصفحات التالية ، فان الخطا فى هذه النقطة مضلل للغاية ، هذه المشكلة من الواضح انها ليست مجرد تفضيل .
7- احيانا كان يتحدث عن يجب أن يكون باعتباره عنصرا أساسيا ،ويذكر فى مكان آخر يجب ولايجب ن ومرة اخرى يعن القول بان هذا الاخير يعد اساسيا مثل الأول ، ويبدو هذا يشير الى قيمة ايجابية وقيمة سلبية على قدم المساواة .

This JOURNAL, 18: 96-104.8-
9 – بالطبع الافتراض البحت ل"يجب " ليس افتراضا اكسيولوجيا . وفى هذه النقطة كان " اربان " صحيحا (401- 402 )( هذه المجلة – مجلد 15 ) فى مقابل " بيرى " ( (14: 179-180 .
B. Russell, Philosophical Essays, page 6.10-
11-C. D. Broad, "The Doctrine of Consequences in Ethics," The International Journal of Ethics, April, 1914.
12-C. D. Broad, same article also B. Russell, Philosophical Essays, pages 16-30.
G. E. Moore, Ethics, pages 31-38.13-
14-G. E. Moore, Principia Ethica, page 17 B. Russell, Philosophical Essays, pages 5-6.
15-This JOURNAL, 16: 98-99. In those pages and in the present article, “good” is used to mean what Urban Balls intrinsic positive value.
This JOURNAL,, 13: 456, 457, 461, 462,16-
This JOURNAL, 13: 681 also 15: 395.17-
18-For proof, see the above mentioned article by C. D. Broad.
This JOURNAL, 13: 452.19-
This JOURNAL, 13:681.20-
21-This JOURNAL, 13. 675-6762
22- - لا يقول في هذه الصفحة سواء كان ذلك قيمة جوهرية أو خارجية. لكن السياق يتطلب بوضوح افتراض أنه يثبت شيئا عن القيمة الجوهرية. .
23- - حالة أخرى من الخلط بين القيم الجوهرية والخارجية تم العثور عليها في التصريح بأنه "يمكننا أن نستنتج قيمة الموضوع من طبيعته اقل ما نستطيع وجوده .
This JOURNAL, 13 : 685 and 675-677.24-
This JOURNAL, 13 : 452-460 and 681.25-
This JOURNAL, 13. 675-676.26-
27- - بالتأكيد يجب علي " اربان " تقديم بعض الأدلة عن هذا الافتراض، لأنه لا يتفق مع بيري أن القيمة تعتبر محددة فيما يتعلق الفائدة
This JOURNAL, 13. 676 and 679.28-
This JOURNAL, 13: 677-678.29-
This JOURNAL, 13:677.30-
This JOURNAL, 13:677.31-
32-See, for example, J. Royce in the Encyclopedia of the Philosophical Sciences, Vol. I., pages 118-11--$--.
G. E. Moore, Ethics, pages 31-38.33-
34-G. E. Moore, Ethics, pages 35-36.
حتى لو كان يجب أساسيا، فقد يكون لا يزال من السهل أن اثنين من الأعمال التي لا يجب ان يكونا يعتبران مكروهين على قدم المساواة ومتكافئين في القيمة. .
35-Note the reference to “equivalence” in Urban’s earlier valuation, page 142.
This JOURNAL, 13: 675.36-
37-As Fisher has pointed out (this JOURNAL, 14: 574
هناك تناقض عادي في تصريحات " اربان " فى هذه النقطة .
This JOURNAL, 16:98-99.38-
تصريحات " اربان " بأن قيمة عدم وجود تعد جزئيا مستندة على سوء الفهم الطبيعي للجملة التي كتبتها في ملخص من صفحة واحدة (هذه المجلة 12. 105-106) وقد قلت: "كل الحقائق حول عدم الوجود متساوية في القيمة. (المساواة في القيمة تعني لا أفضل ولا أسوأ.) "ا يقتبس " اربان "هذه المرة في شكل تغير طفيف (13. 678). ثم يغير كليا في الاقتباس: "كل الحقائق حول عدم الوجود ليست أفضل ولا أسوأ" (13- 679). مذهبى هو. "كل الحقائق السلبية أو غير الوجودية في نطاق القيمة غير مبالية أو ليست خيراأو شرا" في جوهرها. (هذه المجلة 16: 08.) ويمكن تعريف المساواة في القيمة على أنها تعني لا أفضل ولا أسوأ من بعضها البعض. من الواضح أن المرء لا يؤكد المساواة بين قيمة ما هو تماما خارج نطاق القيمة.
40-For a very brief discussion, see this JOURNAL, 16: 102-103,
This JOURNAL, 13: 456.41-
42-Or the notion of “worse. “ See this JOURNAL, 16:97.
43-As the previous pages should shave shown. Incidentally it may be mentioned that ought is a one-many relation, whereas better is a many-many relation.
This JOURNAL, 13: 881 14: 315, note 19 15: 396,44-
This JOURNAL, 13:891.45-
This JOURNAL, 14 : 309-327.46-
See ‘Urban ‘a Valuation, page 22.47-
48- - كلمة "موضوعية" يشير الى ان الجدل ذاتي موضوعي للأسف
49-Urban seems almost to admit this,
-this JOURNAL, 13:681.
This JOURNAL, 13, 463, and 14, 319,50-
51-A. N. Whitehead and B. Russell, Principia Mathematica, Vol,. X., Ch. 2.
52 - لاحظ المعارضة الغريبة بين " اربان " وفيشر، (هذه المجلة ، 13: 454 و 14. 575 )
53-This JOURNAL, 14. 326 and 327

البرت ب . بروجان
ترجمة : د. رمضان الصباغ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...