أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ الأبيات حزنًا.
أن أكتب مثلاً:
"السماء مرصّعة بالنجوم، والكواكب تتلألأ زرقة، من بعيد"
ورياح الليل في السماء تدور وتُنشد.
أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ الأبيات حزنًا.
أحببتُها، وفي بعض الأحيان، هي أيضًا أحبَّتني.
في ليالٍ مثل هذه، عانقتها بذراعيّ.
قبّلتها لمرّاتٍ ومرّات تحت سماءٍ لامتناهية.
أحبّتني، وفي بعض الأحيان، أنا أيضًا أحببتها.
وكيف لي ألا أحبّ عينيها الواسعتين العميقتين!
أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ الأبيات حزنًا.
أُفكرُ في أنّها ما عادت لي. أشعر بأنّي خسرتها.
أصغي إلى امتداد الليل، ما يزيده امتدادًا غيابها.
فيتساقط الشِعر على الروح تساقط الندى على العشب.
ماذا يُهمّ إن كان حُبي لا يقدر على حمايتها!
فالليل مرصّع بالنجوم وهي ليست معي هنا.
هذا هو كلّ شيء.
من بعيد أحدهم يغنّي، من بعيد
وروحي غير راضية لأنّي أضعتُها.
نظراتي تبحث عنها وكأنما تريد أن تقرّبها منّي،
وقلبي يبحث عنها، وهي ليست معي.
أنا الآن في مثل تلك الليلة التي كست الأشجار بياضًا
ونحن، اللذَيْن كنّا آنذاك،
لم نعد بعد كما كُنّا.
لم أعُدْ أُحبها، هذا مؤكد، لكنْ لكمْ مرة أحببتُها.
صوتي يبحث عن ريح تحمله كي يلمس مسامعها.
لآخر؛ بلا شكّ؛ ستكون لآخَر.
كما كانت من قبل ذلك لقُبلاتي.
صوتها،
جسدها الناصع،
عيناها اللا نهائيتان.
لم أعُد أُحبّها، هذا مؤكد، لكنْ ربّما أحبّها.
كم هو قصيرٌ الحب، وكم هو طويلٌ النسيان!
لأنني في ليالٍ كهذه كنت أطوقها بذراعيّ.
وروحي ليست راضية عن فقدانها.
حتى لو كان هذا الألم آخر ما جعلتني أعانيه
ستكون هذه الأبيات أخر ما سأكتبه لها!
ــــــــــــــــــــ
(*) نفتالي ريكاردو رايس باسوالتو (1904-1973)
-عام 1917 اتخذ اسم "بابلو نيرودا"
بعد أن اقتبسه من اسم الشاعر التشيكي (جان نيرودا)
-عام 1924 تمّ نشر ديوان "عشرون قصيدة حبّ وأغنية يائسة"
-عام 1971 حاز على جائزة نوبل في الأدب عن عمر يناهز 55 سنة.
أن أكتب مثلاً:
"السماء مرصّعة بالنجوم، والكواكب تتلألأ زرقة، من بعيد"
ورياح الليل في السماء تدور وتُنشد.
أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ الأبيات حزنًا.
أحببتُها، وفي بعض الأحيان، هي أيضًا أحبَّتني.
في ليالٍ مثل هذه، عانقتها بذراعيّ.
قبّلتها لمرّاتٍ ومرّات تحت سماءٍ لامتناهية.
أحبّتني، وفي بعض الأحيان، أنا أيضًا أحببتها.
وكيف لي ألا أحبّ عينيها الواسعتين العميقتين!
أستطيع الليلة أن أكتب أشدّ الأبيات حزنًا.
أُفكرُ في أنّها ما عادت لي. أشعر بأنّي خسرتها.
أصغي إلى امتداد الليل، ما يزيده امتدادًا غيابها.
فيتساقط الشِعر على الروح تساقط الندى على العشب.
ماذا يُهمّ إن كان حُبي لا يقدر على حمايتها!
فالليل مرصّع بالنجوم وهي ليست معي هنا.
هذا هو كلّ شيء.
من بعيد أحدهم يغنّي، من بعيد
وروحي غير راضية لأنّي أضعتُها.
نظراتي تبحث عنها وكأنما تريد أن تقرّبها منّي،
وقلبي يبحث عنها، وهي ليست معي.
أنا الآن في مثل تلك الليلة التي كست الأشجار بياضًا
ونحن، اللذَيْن كنّا آنذاك،
لم نعد بعد كما كُنّا.
لم أعُدْ أُحبها، هذا مؤكد، لكنْ لكمْ مرة أحببتُها.
صوتي يبحث عن ريح تحمله كي يلمس مسامعها.
لآخر؛ بلا شكّ؛ ستكون لآخَر.
كما كانت من قبل ذلك لقُبلاتي.
صوتها،
جسدها الناصع،
عيناها اللا نهائيتان.
لم أعُد أُحبّها، هذا مؤكد، لكنْ ربّما أحبّها.
كم هو قصيرٌ الحب، وكم هو طويلٌ النسيان!
لأنني في ليالٍ كهذه كنت أطوقها بذراعيّ.
وروحي ليست راضية عن فقدانها.
حتى لو كان هذا الألم آخر ما جعلتني أعانيه
ستكون هذه الأبيات أخر ما سأكتبه لها!
ــــــــــــــــــــ
(*) نفتالي ريكاردو رايس باسوالتو (1904-1973)
-عام 1917 اتخذ اسم "بابلو نيرودا"
بعد أن اقتبسه من اسم الشاعر التشيكي (جان نيرودا)
-عام 1924 تمّ نشر ديوان "عشرون قصيدة حبّ وأغنية يائسة"
-عام 1971 حاز على جائزة نوبل في الأدب عن عمر يناهز 55 سنة.