هذا المقال كردّ على ما جاء في مدونة "نقطة في الالحالد" للاستاذ حسين بوبيدي على موقع مدونات الجزيرة
في تجربة ميكروفونية لسبر الآراء قام بها أحد النشطاء على اليوتوب والتي بدورها نشرت على الفايسبوك في الفترة الأخيرة يسأل فيها حامل الميكروفون بعض المغاربة عن رأيهم فيمن يغيّر دينه إلى دين آخر المسيحيَّة مثلا أو يتنكّر مباشرةَ للدين الإسلامي باعتباره الديانة الأولى بالمغرب،كانت الإجابات صادمة وخطيرة، فبينَ حرق المخالف وقتله أو استتابته لثلاثة أيَّامٍ ثمّ المصير ذاته إذا لم يعد إلى رشده .
والرّشد هنا هو الإيديولوجيَّة التي اتَّفقت وتواطأت عليها الجماعة منذ عقود ولا يجوز في نظرها الخروج عنها أو الاقتراب منها بالنَّقد أو التَّساؤل أو حتَّى العدول عنها إذا أصبحت غير مقنعة لصاحبها ليتبَنَّى هذا الأخير حريَّته في اختيار الإيديولوجية
لتي يراها مناسبة وحياته ودرجة استيعابه للأمور وتقبّله لذاته، حتَّى لا يعيش في شقّين وانفصام يجعل منه فردا ذا عاهة في مجتمع ما وهذا لا يخدمه بقدرما لا يخدم المجتمع على حد سواء
إنَّ الجزمَ بأنَّ المجتمعَ متديّنُ بطبعهِ وأنَّ الدينَ هو الوسيلة الوحيدة للقضاء بينَ النَّاس وأنَّه وحده ينظّم العلاقاتِ بينهم ويسوّيها قول فيه نظر ،وإن كان قد صلح لمجتمعات قديمة متطلَّباتها بسيطة فإنَّه لا يمكن القول بصلاحه لمجتمعات ما بعد الحداثة حتَّى وإن عجز المسلم البسيط على استيعابها فإنَّه لابد وأن يتدرَّج في تطبيقها مرغما باعتبار الحداثة صيرورة تاريخيَّة ومحطَّة لابدَّ من العبور عليها وليست كما يُعتقد إنها اختيار يمكن تفاديه، وإلَّا حدث الاصطدام والارتطام والتَّشبثّ بقشَّة في بحر الهويَّة العالمية الإنسانية التي تجعل اختيار الدين والعقيدة ركنا من أركانها ومفهوما خالصا للحرية لا يؤَدي إلاَّ للغرق حتما في فكرة أنَّ الإلحاد أو تبني وجهة نظر أخرى هو مرض نفسيّ وعقدة اجتماعية وشذوذ فكري ووجب علاج كل هذا، وبالتَّالي ستكونُ النَّتيجة ُ هي ما وجدته وسنجده في استطلاعات أخرى للرأي كالذي أشرت إليه بداية لا تملؤها سوى الكراهيَّة والعنف، وخاصَّة في ظل نظام اجتماعي وسياسي لازال يرفضُ أيّ محاولة من محاولات تجديد الخطاب الديني وجعله متماشيا مع متطلبات المرحلة التاريخية التي نحن فيها .
كان ديدنُ الدينِ منذ البداية هو الإجابة عن الأسئلة التي حيَّرت العقل الإنساني البسيط في فتراته المتفاوتة عبر التاريخ ،إجابات لما بعد الموت ثمَّ البعث ثمّ الجزاء والعقاب بعد ذلكَ ،لكن من قال أنَّنا نحن الذين نعيش في مرحلة ما بعد الحداثة نرضى وقد تطوَّرت عقولنا عبر الزمن وتطور العلم كذلكَ بإجابات يمكنُ أن لا ترضي فضولنا البشري نحو اكتشاف الحقيقة ،لا يمكن أن نقول أنَّ الدين لا يساهم في بعث الراحة الجماعية في قلب متلقي خطابه بتوفير الأجوبة التي تسكت جوع الأسئلة المعرفية الحارقة والكاوية التي يمكن أن تنتابنا نحن الذينَ لا نبحث عن حجر نضعه على بطن سؤالنا فقط ، لكنَّنا نبحث عن لقمة تليق بإنسانياتنا وبجوعنا الدَّائم نحو الحقيقة والمعرفة ،أو على الأقل ما يحاكيها في الواقع
لم يلجأ المخيال الديني في الإجابة على الميتافيزيقا من منطلق علمي مؤسَّس على منهج معيَّن يمكن للعقل إدراكه ببساطة،وحده المؤمن المستكين إلى الرَّاحة يمكنه التفاعل بإيجابية مع ما يرضيه من الأجوبة التي ترضي راحته النفسيَّة ولا تتطرَّق به إلى أي محاولة من محاولات تفعيل العقل وهو ما يفعله الملحد خصوصا والباحث عن الحق بشكل عام وكما يقول فريديريك نتشيه في مقولته المشهورة "تريد ألما أقلّ ؟ انكمش إذا وكن جزءا من القطيع "
يمكنني ببساطة أن أسرد واحدا من التفسيرات الدينيَّة الواردة في التراث الإسلامي والتي يأبى العقل الحداثي أن يسير معها أو أن يحابيها بينما يبقى القلب المؤمن بالميتافيزيقا بشكل عشوائي ، وانطلاقا من هذا سأسرد مثالا واحدا ضمن أمثلة كثيرة ،والتراث كفيل بأن يخرج ما لا عد له من الأمثلة والشواهد التي لا تنتهي :
أخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال: ) ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية (ويسبح الرعد بحمده.......)) (1)
لا يمكن وبأي حال أنّ إنكار هذا أن يكونَ عقدة ما أو مرضا نفسيَّا أو شذوذا معرفيا أو عبثا خاصَّة إذا ما اعتقدت أنَّ الرَّعد هو الصَّوت النَّاتج عن عمليات تفريغ الشحنات الكهربائيَّة بين الغيوم نفسها أو بين الغيوم والأرض،بل يكون الاعتقاد بالرَّأي الأول هو الشذوذ ،ومن هنا يكون الفرق بين التفسير الخرافي للدّين أو الخطاب الديني لظواهر كانت ميتافيزيقيَّة في يوم ما إلى ظواهر أصبح تفسيرها حقيقة علمية،و الإعتقاد بعكسها ضرب من ضروب الجنون والتهكّم على العقل المعرفي الإنساني
الخطر كلّ الخطر في انتهاك حريَّة العقل ،وفي أن يرى ما يُعتقد بالضَّرورة أنه يصلح لتمرير الحياة والتصالح معها ،لا بإعطاء الخرافة مكانا لا يليق بها في زمن الأسئلة والبحث العلمي والثقافي ،في زمن الحداثة والدولة المدنية التي تجعل من قضيَّة الإيمان قضيَّة فردانية بامتياز، وقضيَّة أشخاص لا علاقة للحمة المجتمع بها ولا ضير في أن يتبنى الأشخاص ما يحسبون أنَّهم يعتقدون أنَّه الحقيقة ،أما الخطر الأكبر فهو المضيّ بالفرد والإنسان عكس مجرى التاريخ نحو أزمنة نحن نعاني من بقايا إيديولوجياتها حتى اليوم ،كيف لا وقد صار الآخر غير المنتمي لفكرة القطيع مريضا شاذَّا يجب علاجه أو استئصاله وأنَّ الخطاب الذي يمارسه لا يجب أن يصل إلى النَّاس.
كلّ هذا في زمن الحريات وحقوق الإنسان والحداثة وما بعدها، ولو كنَّا لا زلنا بعد لم نتفق على حقيقة الذي نحن فيه ، لأنَّنا ببساطة لا زلنا نعيش في أزمنة مضت وهذه هي مشكلة العقل العربي الإسلامي
لايوجد فكر يشكل خطرا على فكر آخر ،ولا إيديولوجية تفعل ذلكَ إلَّا بقدر خطرها على الإنسانية حين تصيبها بأمراض خطيرة كالكراهية مثلا والتي بدورها تحيل إلى نفي الآخر معرفيَّا أو تصفيته ربَّما جسديا ،وبالتالي فالحلبة مفتوحة نحو صراع فكري حضاري لا مجال فيه إلاَّ لقوَّة الحجة ودمغة الدليل والتَّماشي مع المرحلة التاريخيَّة الرَّاهنة ،وإنَّ أي فكرة تدعو إلى إقصاء الآخر لمجرَّد انتمائه هي الواجب محاربتها ونفيها وإبعادها عن السَّاحة الفكرية والحياتية بصفة عامَّة، وهنا أذكر قولا للمسكيني في كتابه الإيمان الحر علّي أختم به فكرتي أو ما أوَدّ أن أقوله
"أنَّ البحث عن الحقيقة أو المعرفة ليس أكثر أو أقلّ من البحث عن اتفاق بيذاتيّ "intersubjective qgreement "
إنَّ حلبة المعرفة هي فضاء عمومي ،فضاء منه يمكن وينبغي للدين أن ينسحب منه .وإنَّ إدراك أنَّه ينبغي أن ينسحب من هذا الفضاء هو ليس اعترافا بالماهية الحقيقيَّة للدين ،بل فقط واحدا من الدروس التي ينبغي استخلاصها من تاريخ أوروبا وأمريكا "( 2)
وأختم بقوله تعالي " أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمونّ"(3) .
______________
(1)سورة الرعد الآية 13
2) الصفحة 300 /كتاب الايمان الحر او فلسفة ما بعد الملة مباحث في فلسفة الدين /فتحي المسكيني
(3)سورة الروم الآية 9
في تجربة ميكروفونية لسبر الآراء قام بها أحد النشطاء على اليوتوب والتي بدورها نشرت على الفايسبوك في الفترة الأخيرة يسأل فيها حامل الميكروفون بعض المغاربة عن رأيهم فيمن يغيّر دينه إلى دين آخر المسيحيَّة مثلا أو يتنكّر مباشرةَ للدين الإسلامي باعتباره الديانة الأولى بالمغرب،كانت الإجابات صادمة وخطيرة، فبينَ حرق المخالف وقتله أو استتابته لثلاثة أيَّامٍ ثمّ المصير ذاته إذا لم يعد إلى رشده .
والرّشد هنا هو الإيديولوجيَّة التي اتَّفقت وتواطأت عليها الجماعة منذ عقود ولا يجوز في نظرها الخروج عنها أو الاقتراب منها بالنَّقد أو التَّساؤل أو حتَّى العدول عنها إذا أصبحت غير مقنعة لصاحبها ليتبَنَّى هذا الأخير حريَّته في اختيار الإيديولوجية
لتي يراها مناسبة وحياته ودرجة استيعابه للأمور وتقبّله لذاته، حتَّى لا يعيش في شقّين وانفصام يجعل منه فردا ذا عاهة في مجتمع ما وهذا لا يخدمه بقدرما لا يخدم المجتمع على حد سواء
إنَّ الجزمَ بأنَّ المجتمعَ متديّنُ بطبعهِ وأنَّ الدينَ هو الوسيلة الوحيدة للقضاء بينَ النَّاس وأنَّه وحده ينظّم العلاقاتِ بينهم ويسوّيها قول فيه نظر ،وإن كان قد صلح لمجتمعات قديمة متطلَّباتها بسيطة فإنَّه لا يمكن القول بصلاحه لمجتمعات ما بعد الحداثة حتَّى وإن عجز المسلم البسيط على استيعابها فإنَّه لابد وأن يتدرَّج في تطبيقها مرغما باعتبار الحداثة صيرورة تاريخيَّة ومحطَّة لابدَّ من العبور عليها وليست كما يُعتقد إنها اختيار يمكن تفاديه، وإلَّا حدث الاصطدام والارتطام والتَّشبثّ بقشَّة في بحر الهويَّة العالمية الإنسانية التي تجعل اختيار الدين والعقيدة ركنا من أركانها ومفهوما خالصا للحرية لا يؤَدي إلاَّ للغرق حتما في فكرة أنَّ الإلحاد أو تبني وجهة نظر أخرى هو مرض نفسيّ وعقدة اجتماعية وشذوذ فكري ووجب علاج كل هذا، وبالتَّالي ستكونُ النَّتيجة ُ هي ما وجدته وسنجده في استطلاعات أخرى للرأي كالذي أشرت إليه بداية لا تملؤها سوى الكراهيَّة والعنف، وخاصَّة في ظل نظام اجتماعي وسياسي لازال يرفضُ أيّ محاولة من محاولات تجديد الخطاب الديني وجعله متماشيا مع متطلبات المرحلة التاريخية التي نحن فيها .
كان ديدنُ الدينِ منذ البداية هو الإجابة عن الأسئلة التي حيَّرت العقل الإنساني البسيط في فتراته المتفاوتة عبر التاريخ ،إجابات لما بعد الموت ثمَّ البعث ثمّ الجزاء والعقاب بعد ذلكَ ،لكن من قال أنَّنا نحن الذين نعيش في مرحلة ما بعد الحداثة نرضى وقد تطوَّرت عقولنا عبر الزمن وتطور العلم كذلكَ بإجابات يمكنُ أن لا ترضي فضولنا البشري نحو اكتشاف الحقيقة ،لا يمكن أن نقول أنَّ الدين لا يساهم في بعث الراحة الجماعية في قلب متلقي خطابه بتوفير الأجوبة التي تسكت جوع الأسئلة المعرفية الحارقة والكاوية التي يمكن أن تنتابنا نحن الذينَ لا نبحث عن حجر نضعه على بطن سؤالنا فقط ، لكنَّنا نبحث عن لقمة تليق بإنسانياتنا وبجوعنا الدَّائم نحو الحقيقة والمعرفة ،أو على الأقل ما يحاكيها في الواقع
لم يلجأ المخيال الديني في الإجابة على الميتافيزيقا من منطلق علمي مؤسَّس على منهج معيَّن يمكن للعقل إدراكه ببساطة،وحده المؤمن المستكين إلى الرَّاحة يمكنه التفاعل بإيجابية مع ما يرضيه من الأجوبة التي ترضي راحته النفسيَّة ولا تتطرَّق به إلى أي محاولة من محاولات تفعيل العقل وهو ما يفعله الملحد خصوصا والباحث عن الحق بشكل عام وكما يقول فريديريك نتشيه في مقولته المشهورة "تريد ألما أقلّ ؟ انكمش إذا وكن جزءا من القطيع "
يمكنني ببساطة أن أسرد واحدا من التفسيرات الدينيَّة الواردة في التراث الإسلامي والتي يأبى العقل الحداثي أن يسير معها أو أن يحابيها بينما يبقى القلب المؤمن بالميتافيزيقا بشكل عشوائي ، وانطلاقا من هذا سأسرد مثالا واحدا ضمن أمثلة كثيرة ،والتراث كفيل بأن يخرج ما لا عد له من الأمثلة والشواهد التي لا تنتهي :
أخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال: ) ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية (ويسبح الرعد بحمده.......)) (1)
لا يمكن وبأي حال أنّ إنكار هذا أن يكونَ عقدة ما أو مرضا نفسيَّا أو شذوذا معرفيا أو عبثا خاصَّة إذا ما اعتقدت أنَّ الرَّعد هو الصَّوت النَّاتج عن عمليات تفريغ الشحنات الكهربائيَّة بين الغيوم نفسها أو بين الغيوم والأرض،بل يكون الاعتقاد بالرَّأي الأول هو الشذوذ ،ومن هنا يكون الفرق بين التفسير الخرافي للدّين أو الخطاب الديني لظواهر كانت ميتافيزيقيَّة في يوم ما إلى ظواهر أصبح تفسيرها حقيقة علمية،و الإعتقاد بعكسها ضرب من ضروب الجنون والتهكّم على العقل المعرفي الإنساني
الخطر كلّ الخطر في انتهاك حريَّة العقل ،وفي أن يرى ما يُعتقد بالضَّرورة أنه يصلح لتمرير الحياة والتصالح معها ،لا بإعطاء الخرافة مكانا لا يليق بها في زمن الأسئلة والبحث العلمي والثقافي ،في زمن الحداثة والدولة المدنية التي تجعل من قضيَّة الإيمان قضيَّة فردانية بامتياز، وقضيَّة أشخاص لا علاقة للحمة المجتمع بها ولا ضير في أن يتبنى الأشخاص ما يحسبون أنَّهم يعتقدون أنَّه الحقيقة ،أما الخطر الأكبر فهو المضيّ بالفرد والإنسان عكس مجرى التاريخ نحو أزمنة نحن نعاني من بقايا إيديولوجياتها حتى اليوم ،كيف لا وقد صار الآخر غير المنتمي لفكرة القطيع مريضا شاذَّا يجب علاجه أو استئصاله وأنَّ الخطاب الذي يمارسه لا يجب أن يصل إلى النَّاس.
كلّ هذا في زمن الحريات وحقوق الإنسان والحداثة وما بعدها، ولو كنَّا لا زلنا بعد لم نتفق على حقيقة الذي نحن فيه ، لأنَّنا ببساطة لا زلنا نعيش في أزمنة مضت وهذه هي مشكلة العقل العربي الإسلامي
لايوجد فكر يشكل خطرا على فكر آخر ،ولا إيديولوجية تفعل ذلكَ إلَّا بقدر خطرها على الإنسانية حين تصيبها بأمراض خطيرة كالكراهية مثلا والتي بدورها تحيل إلى نفي الآخر معرفيَّا أو تصفيته ربَّما جسديا ،وبالتالي فالحلبة مفتوحة نحو صراع فكري حضاري لا مجال فيه إلاَّ لقوَّة الحجة ودمغة الدليل والتَّماشي مع المرحلة التاريخيَّة الرَّاهنة ،وإنَّ أي فكرة تدعو إلى إقصاء الآخر لمجرَّد انتمائه هي الواجب محاربتها ونفيها وإبعادها عن السَّاحة الفكرية والحياتية بصفة عامَّة، وهنا أذكر قولا للمسكيني في كتابه الإيمان الحر علّي أختم به فكرتي أو ما أوَدّ أن أقوله
"أنَّ البحث عن الحقيقة أو المعرفة ليس أكثر أو أقلّ من البحث عن اتفاق بيذاتيّ "intersubjective qgreement "
إنَّ حلبة المعرفة هي فضاء عمومي ،فضاء منه يمكن وينبغي للدين أن ينسحب منه .وإنَّ إدراك أنَّه ينبغي أن ينسحب من هذا الفضاء هو ليس اعترافا بالماهية الحقيقيَّة للدين ،بل فقط واحدا من الدروس التي ينبغي استخلاصها من تاريخ أوروبا وأمريكا "( 2)
وأختم بقوله تعالي " أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمونّ"(3) .
______________
(1)سورة الرعد الآية 13
2) الصفحة 300 /كتاب الايمان الحر او فلسفة ما بعد الملة مباحث في فلسفة الدين /فتحي المسكيني
(3)سورة الروم الآية 9