الاخضر داز-اين - فلسفة، من اجل حياة فعلية

من أكثر مسببات الصراع بين البشر هو الاختلاف في التقدير والحكم الأخلاقي. ولا ينفي ذلك وجود أسباب أخرى منها ما يخص توزيع الثروة، الخلاف الطبقي، الغيرة الجنسية والإثارة العاطفية وغيرها..ولكن كثيرا من الصراعات ترجع أساسا الى الاختلاف في النزوع الأخلاقي، هذه بعض الأمثلة على ذلك:

** أن يقتل رجل أفغاني من قبيلة طالبان ابنته بسبب خروجها في جولة مع شاب، مبررا ذلك بأنه حرام ولا يجوز. فهو يرى عمله أخلاقا حميدة، في حين نراه نحن جريمة بشعة وغير مبررة...

** أن يختلف الناس حول الموقف من " الإجهاض"، فيرى البعض منهم أنه لا يجوز بل هو جريمة بشعة. أما البعض الآخر فيرى أنه ليس جريمة، بل هو جزء من حق المرأة في التصرف في جسدها .

** أن يتظاهر البعض ضد بعض القوانين السياسية ولا يخضعون لها بسبب ظلمها بحسب تبريرهم . وأن يعارضهم آخرون بدعوى الوطنية وأهمية الولاء معتبرين أن قوانين الدولة مقدسة ولا يجوز التمرد عليها..

** أن يتبنى المدافعون عن حقوق الحيوانات مواقف تصل حد إنشاء ملاجئ للحيوانات غير الضارة، مبررين سلوكهم بالواجب الأخلاقي " منع المساس بالحيوانات". في حين يعارضهم آخرون بضرورة تحويل الأموال إلى خدمة البشر في قطاع الصحة وإنشاء ملاجئ لهم..
مجمل الأمثلة المذكورة تشهد على الصراع الأخلاقي ولكنها في المقابل تحدد عناصر مشتركة داخل هذا الاختلاف ومنها ؛ سوء الفهم، اللامبالاة، التواصل المنعدم، النمطية السلبية والنمطية اللّا-تشاركية.. بحسب الفيلسوف جوال ماركس للحس الأخلاقي مساوئ ظاهرة وهي انه يدفعنا للغضب بسرعة وللسخرية الهجينة من الأخر وينمي قينا حب الجدال والصراعات التي لا تنتهي...
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...