تمهيد:
إننا سنحاول في هذا التوجه البحثي الوقوف عند الانفتاح النقدي العربي على المناهج الغربية وكيفية التعامل مع التوجهات النقدية القديم والرؤى المعاصر في ضوء التغير الراهن في العالم ككل ، ومع القلقلة التي يعيشها المصطلح النقدي سواء لحظة ابتكار المصطلح وتوليده،أو لحظة استقدامه من ثقافات أخرى قصد مقاربة النصوص وصياغة المقررات النظرية والمنهجية، لاسيما أن مسألة المصطلح النقدي لا تخصdir=LTR> الإحاطة بأسئلة الإبداع في الراهن الثقافي العربي فحسب، بل هي مسألة تتعلّق بكيفية تجديد أسئلة الخطاب النقدي العربي المعاصر وتجديد لغته ومفاهيمه وكيفية التعامل مع مناهج قد ولت مكانتها في بيئتها الأصلية وطبيعة محاورتها لنص العربي والحدود التي يتوقف عندها المنهج والنص وهذا لا يمكن أن يُطال إلا بالنظر في الكيفية التي ظلّ هذا الخطاب يتعامل بها مع مقررات العرب القدامى ومصلحاتهم لحظة قراءتهم لأدبية النصوص وشعريتها، والنظر أيضا في الكيفية التي ظل النقد العربي المعاصر يتعامل بها مع ما يستقدمه من مصطلحات ذات منابت غربية.
1‑أسس تحليل الخطاب الأدبي المعاصر في النقد العربي ضمن آفاق نقدية غربي:
لقد تعددت جهود النقاد العرب في تحليل الخطاب الأدبي في عصرنا – انطلاقا من تعدد المناهج والنظريات والمرجعيات العربية القديمة فتعددت التوجهات في النقد حول تحليل الخطاب بالولوج في النصوص الأدبية ضمن مجال استقبال للمناهج الغربية وتتبع المسار النقد الغربي بما يحمله من مرجعيات تخص بيئة وأدب معين وحضارة أخرى، وهناك من توجه إلى التأصيل النقد القديم ،و حاول كل واحد منهم أن يدلي بدلوه في قراءة الخطاب الأدبي و تحليله ، بوصفه عنوانا شاملا ، و منظومة متسقة ينفصل عن كل ما يحوطه من تغيرات ومغايرات من الإجراءات المنهجية ، فتحليل الخطاب حقل معرفي يهتم بصناعة النص من جديد و إنتاجه فضلا عن دراسته و تحليله ضمن رؤية معينة و بهذه المداخلة نقف وقفة على جهود من خلال كتبه النقدية بصفة عامة و المؤلفات المشهورة النقدية ؛ والنقد المنهجي عند العرب
أ‑ المنهج البنوي والنقد العربي:
إن المهمة الأولى لدى البناويين تتمثل في دراسة أبنية العمل الأدبي وعلاقات بعضها ببعض ،وكيفية أدائها لوظائفها الجمالية من خلال البناء الجديد له، واختبار لغة الكتابة الأدبية عن طريق رصد مدى تماسكها، وتنظيمها المنطقي والرمزي للبناء، ومدى قوّة النص وذلك باحترام مبادئ وأسس المنهج البنيوي،أو تحديد ضعفها بصرف النظر عن الحقيقة التي تعكسها أو الفكرة التي يحملها النص ، وقد رفعوا شعارًا عريضًا وهو أي: البحث في داخل النص فقط عما يُشكِّل أدبيته أي ما يجعله أدبا متميزا بها، وقد حاولوا من خلال ذلك إضفاء الطابع العلمي الموضوعي على عمَلِية الاشتغال عليه، بقصد تجاوز الأحكام المغرضة والإيديولوجية التي قد تشوِّه هذه الممارسة النقدية
يلاحظ أن نقاد المغرب العربي كانوا أكثر تمثلا للمنهج البنيوي التكويني نظريا وتصورا وتطبيقا منذ سنوات السبعين من القرن الماضي؛ نظرا لقربهم من الثقافة الفرانكفونية،وطبيعة الثقافة التي نشأة عليها النقاد وتتبعهم للحداثة الغربية بقوة وطبيعة الاستعمار التي خضعت لها المنطقة فكانت منفتحة بقوة على الغرب، على عكس النقاد المشارقة الذين ظلوا حبيسي مجموعة من المناهج النقدية الكلاسيكية، مثل: المنهج البياني، والمنهج التاريخي، والمنهج النفسي، والمنهج الفني، والمنهج الواقعي الجدلي، والمنهج الانطباعي...باستثناء بعض النقاد الذين شربوا من معين الحداثة الغربية، مثل: كمال أبو ديب، وعبد الله الغذامي، وجابر عصفور، وجمال شحيذ، وسيزا قاسم، ونبيلة إبراهيم، وموريس أبو ناضر، واعتدال عثمان، وخالدة سعيد، وصلاح فضل، وفؤاد أبو منصور، ومحمد عزام، وعواد علي، وعبد الله إبراهيم،وعبد الكريم حسن، ويمنى العيد، وغيرهم...
ب‑ نماذج عن تبادل بين العرب والغرب يكشف التثاقف النقدي:
لقد تواجد التثاقف العربي الغربي في شتى التوجهات وعلى مر العصور في جميع المجالات ، ونجد مواضيع متعددة لتلاقي الفكر العربي الإسلامي مع الآخر، على اختلاف الظّروف و غيات من هذا التواجد سواء من الناحية الغربية أو العربية والتي أدت لهذا التواصل ابتداء من القرون ّ الأولى التي انفتح فيها وعي العربي على ثقافة الفرس واليونان وصولا إلى عصرنا الراهن؛ والتواصل مع الشعوب أكثر من ضرورة تقتضيها طبيعة حيث أضحى الحوار بين الشعوب في تقدم هائل ّ ولعل ما حققتهُ ثورة المعلومات دليل واضح فمقولة:"العالم قرية صغيرة" حقيقة ماثلة أمام الأذهان وليست ضربا من المجاز في القول، وفي خضم هذا التحول انكشفت كثير من نقاط عن طبيعة الاتصال الثقافي بين العرب والغرب عبر مراحل مختلفة، تؤكد على عراقة الاعتراف المتبادلة بين العرب والغرب - على ما شاب هذه العلاقة المدعية ّ – أحيانا- واحتواء للذهنية العربية من منطلق العقلية المهيمنة
فإن كان هذا حال بعض أعلام الفكر الإنساني في موقفهم من الحضارة العربية الإسلامية وما صاحبها من ثقافة غنية تستجيب لمتطلباتهم في الإبداع وفي مقاربة القضايا والمشكلات التي أفرزها عصرهم، فالأحرى أن تتعمق ثقة الدارسين العرب والمشتغلين في النقد والإبداع وغيرها من صنوف المعرفة الإنسانية بهذا التراث وبالأسس الأولى التي قصد ت الانطلاق منها واختبارها أمامنا هنا، وضعها الأسلاف في ميادين شتى بدل اللجوء إلى الوافد الغربي من الأفكار والمناهج والفلسفات بنوع من التسليم المطلق بصلاحياتها وكمالها وملامتها لواقعنا وحاجياته، وفق منحى يؤسس للانفصال عن ماضينا وأمجاده يعز أكثر مما حس روح الوفاء للتراث ويقوي من الانتماء إلى فضائه، كما لو أن هذا الماضي ، مع ما يزخر به من عطاء ما عاد نافعا لمقتضيات العصر الذي نعيشه، والأسوأ من هذا وذاك هو الإقبال على ما يقع بين أيدينا من الضفة الأخرى واستقباله على أنه الأصلح و الأشمل على كل حلول معضلاتنا الفكرية والثقافية بنظرة استعجاليه فيها من الولع (1)
ولقد كان الغرور أكثر مما فيها من التحري والتأني، وهو حال يكاد يصدق على الكيفية نفسها التي تستقبل بها المناهج النقدية في ساحة الدراسات ّ النقدية العربية، وهذا ما سنقف عنده في هذا استيعاب وفهم المناهج الغربية العنصر من البحث كي نبين إلى أي مدى الوافدة علينا بنجاح الأدوات الإجرائية التي تطرحها هذه المناهج في مقاربة المضامين وعلاقة ذلك كل الأدبية قصد تحديد أطرها العامة وعناصر الجودة فيها، وهي غاية يصعب على النقد العربي أن يحققها في معزل عن الثقافة النقدية الوافدة معتمدا على مقدراته الذاتية وعلى موروثة النقدي فحسب لأن " النقد العربي الحديث واقع لا محالة تحت تأثير قطبي جذب ينبغي أدق المكتملة بينهما، وهما التراث والمناهج النقدية الوافدة، عليه التوفيق بينهما، أو بعبارة وأن أي خلل في المتكاملة يجعل النقد قاصرا عن أداءه وهو شرط أساس" (2)
والمهمة المنطوية يفرضها عاملان بارزان:
الأول: هو ما ينطوي عليه التراث من قيمة علمية في تعامله مع كثير من القضايا بدقة فائقة في الطّرح وبمهارة في التصور و توفيق في الأداة، الناقد العربي المعاصر في نظريات السلف النقدية ويشجعه على إعادة القراءة بغية فهم جديد لها على ضوء المعطيات الحديثة في الدرس اللغوي والأدبي على حد سواء، فيصوب ما ينبغي أن يصوب ويضيف ما يحتاج إلى الإضافة في إطار استمرارية إيجابية مع الدرس النقدي القديم .
العامل الثّاني: فيتمثل في دقة المعطى الراهن وفي علمية هذه المناهج الوافدة في تعاملها مع الظواهر الأدبية، لتحقيق نتائج تفوق عات، التوقعات وهو واقع يحتم على الناقد العربي المعاصر ضرورة التشبث بها لتطوير خبراته وآلياته الإجرائية .
أمام هذا المطلب الذي تقتضيه الظروف المحيطة بالدرس النقدي المعاصر تبرز ضرورة أخرى كثيرا ما تتفقدها الممارسة النقدية الحديثة والمعاصرة وأعني بها حاجة النقد إلى الفهم (3)
والاستيعاب لكل الأفكار الوافدة حتى يضمن قدرا من استجابة النصوص وتكييفها مع مبادئ هذه المناهج الوافدة وشروطها العلمية والعملية،.بدل الاكتفاء بالنظرة التجزيئية التي عادة ما تعمل على اقتلاع المفاهيم من تربتها الأصلية وتحاول استنباتها في تربة ثقافية جديدة، غير آبهة بطبيعة الانفصام والشرخ الذي يلحق المفهوم والتصور وأثر ذلك كله فإن الإلمام بالمفهوم النقدي وبخاصة المصطلح الذي ّ على مردود الممارسة النقدية، لذلك هذا المفهوم من شأنه أن يمنح الفعل النقدي الدقة ويضمن النتائج العلمية الأكيدة. إن مسالة الاستيعاب قضية محورية في دينامكية العملية النقدية، ما جعلنا نتساءل عن التعالق والاستفادة من الثقافة الوافدة، ويتأكد جملة الشروط التي ينبغي توفيرها حتى تتحقق بين النصوص الإبداعية والنقدية في انسجام وتكامل وهي تتطلب شروط الإفادة من ثقافة الآخر
1‑ دقّة التحري:
جراء ضياع المفاهيم بفعل الترجمة والنقل فإنه يتعين على الناقد أن يكون أكثر دقة بنقل المصطلحات والمفاهيم من أرض منشئها إلى منشأ آخر ،في كلام الجاحظ نجد " وعي بالانزلاق الذي يمكن أن يحدث عندما ينتقل المترجم بالمصطلح وبالمفهوم من لغة إلى لغة أخرى، باعتبار أنه يصعب على الباحث أن يجد المعادل والمكافئ في اللغة المترجم إليها لما هو موجود في اللغة المأخوذ منها
2_الإحاطة بأبعاد الرؤيا والخلفية المعرفية :
تشترك المناهج والنظريات الأدبية في نشأتها وقيامها من حيث كونها تصدر عن رؤية ما صراحة أو ضمنا، والوعي بأبعاد الرؤيا شرط ضروري لاستعمال المنهج استعمالا سليما ّ ومثمرا، الرؤية تؤطّر المنهج ّ وتحدد له أفقه وأبعاده والمنهج يغني الرؤية ويصححه(4)
وما يعاب على مسألة توظيف المناهج الغربية في النقد العربي كون المشتغلين عليها لا تقص يبذلون الجهد في الرؤية التي يصدر عنها المنهج وفهم مطلقاته الأساسية والقواعد تمثلا قاصرا عن تحقيق الغاية المنطوية ،ومن هنا كانت الحاجة إلى معرفة أصول الجديد وآليات اشتغاله على قدر من الأهمية لأن تأصيل الجديد أن يقتضي إدماجه ضمن المتاح من النصوص، فيغدو قاعدة صلبة للمقاربة والفهم، ّ ثم ّ إن إرجاع المناهج إلى أصولها الأولى وفقه خلفياتها الفكرية التي صدرت عنها ّ وتتبع مسار تطورها ونضجها عبر محاورتها محاورة موضوعي (5)
لئن كان غياب الخلفية المعرفية لا يفترض أن يكون أثناء عزمنا على استجلاب قوانين الآخر وضوابطه في البحث والمقاربة، ّ فإن واقع الحال شيء مخالف لهذه الشروط النظرية لعملية النقل، لأن معظم المناهج والنظريات المطبقة في ميدان الأدب والنقد تكشف عن « هذا التغييب الواعي حينا، واللاّواعي أحيانا كثيرة للخلفية المعرفية العميقة الضابطة والموجهة للمنهج في ممارستنا النقدية وهو ما أضفى عليها نوعا من السطحية
3_ الوافد الغربي:
تتوق رغبة استقبال الآخر في مناهجه وأدواته الإجرائية ومجاراتها بل تجاوز الأمر فلم سمت بتكثيف الوافد الغربي وتكديسه دون انتقاء وتصنيف، هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى ما هذا ولعله يفسر الخلط الذي حدث عند انتقال البنيوية من فرنسا إلى باقي بلدان العالم العربي، حيث تم الجمع بين البنيوية وما بعد البنيوية في آن واحد وأحيانا بين النقد الجديد في سياق مفهومي واحد دون إجراء تمييز دقيق بينهما، وهو ما أدى إلى اضطرابها لدى كثير من الدارسين على رغم المفاهيم الرقة من استقلال (6)
كل منهج يختلف عن آخر في الطاّبع وفي الرؤية والمنطلق، واختلافهما في الاستجابات الحاصلة ّ على مستوى مقاربة النصوص هذا المسلك يؤدي إلى ما يشبه" الفوضى النقدية والأدبية التي تدخل الإبداع الأدبي العربي في متاهات جانبية وطرق مسدودة وحلقات مفرغة، وتمنعه من التعمق والتواصل ٕ والاستمرار وابرازته ، ودون ريب (7 )
أن يحرم الناقد العربي من فرصة إنتاج رؤى متأزمه ما سيؤول إليه هذا المسلك من وضع إبداعية خالصة ومنظومات نقدية متبلورة قادرة على تذويب الجليد بين طرفي الخصومة التقليدية في تاريخ النقد العربي ، وهي الخصومة التي تعود في الأساس إلى النقاش والجدل العقيم كل ما يبرز الحديث عن طبيعة العلاقة المفترض وجودها بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والتجديد، بين القديم والحديث، هذا يحدد الموقف بين الآراء النقدية القديمة ّ والنقدية الحديثة الوافدة من الغرب مع ما يرافقها من إمكانات في النقد العربي .
ج‑ النقد العربي بين نزعة الاقتصار على النموذج القديم واستقبال النموذج المنهجي الغربي:
في الوقت الذي تتكاثر فيه النظريات النقدية الغربية محتكمة إلى مبدأ أساسي في ٕو إيجاد الأجوبة ظهورها، ألا وهو تقديم البدائل الجديدة القادرة على صياغة العقل من جديد يمس لأسئلة الراهن المطروحة على بساط النقاش والبحث، دون أن ذلك إلى سمعة وتاريخ التخلي عن الميراث الغربي، و في اللحظة التي يعرب فيها هذا الفكر عن استعداده في النظريات التي استنفذت حيويتها وطاقتها في استيعاب أسئلة الإنسان المعاصر دون أن عقدة لدى الناقد الغربي، أو يجعله يعيش حالة من الانفصام في الشخصية ّ يشكل ذلك وصراع مع موروثه ، يدل على " المناخ الثقافي والفكري بشيء وأن يدلي في غيره بشيء آخر، وهو وضع أن العقل العربي فقد القدرة على استيعاب هذه ّ التطورات ،يكشف محمد الدغمومي عن معوقات الانتظام في خطاب نقد النقد والتنظير، متمثلة: نزوع التثاقف، الانتقالية، الاحتذاء، التعميم، المقارنة، الإقصاء، التلفيق، الإدعاء، الاعتذار والتحول . (8)
1‑ نزوع التثاقف :
يتجل هذا المظهر من خلال ارتباط النقد العربي عمليا بنماذج النقد الغربي، الذي ترفده ّ النظريات والمناهج المنفصلة عن واقع وتاريخ الثقافة العربية القديمة، على الرغم مما تدعيه الأدبية الغربية، وخاص من كونها « مذاهب صالحة لكل الآداب العالمية ولكل الأزمنة ولم ينقض وقت طويل، حتى ّ تطورت نزعة التثاقف من هذا نفسه(9)
2‑ الإنتقائية :
هي ظاهرة ناتجة في الأساس عن ازدحام المفاهيم والمصطلحات المترجمة وكثرة التقسيمات والتصنيفات مما يدل على اختلاف لعبت فيه ثقافة الأجنبية دورا ّ كبيرا، اختلاف ّ أقل ما يقال عنه أنه يظهر في كثرة غير مقبولة واضطرابا في المصطلح ّ وتضاربا في مرجعيات النص (10).
3‑ الإحتذاء :
ظاهرة أخرى تكشف عن وجه آخر للتقليد، منتشرة بكثرة في محاولات التنظير يمثل النقدية العربية، حيث يجد الناقد العربي أثناءها، نفسه منغمسا في سياق الناّقد الغربي، لا يبرح حدود إطاره العام، في الوقت الذي يروم فيه الإتيان بالجديد والالتفات إلى مبادئ مبتكرة مرد - في أغلب الظن- إلى علم يسبقه فيها أحد، وهي حالة تسر الفكر العربي يؤكفي الاستنباط والإدلاء بالأحكام أثناء الممارسة التنظيرية، ما دل افتقاره ّللحس الموضوعي الذي يفرض إخضاع الأفكار للزمن المنضج الكفيل بجعلها تستقر وتأخذ ملامحها ضمن مسار الأحداث وتراكم المسميات في دائرة النشاط(11)
يتضح من خلال ما سبق "أن المقارنة" في الخطاب النقدي العربي المعاصر يصدق عليها الشكل ّ حكم الناقد العربي محمد الدغمومي الذي نشاطره وجهة نظره، إذ يخلص إلى أن " هذا من المقارنة والمقابلة لا يدل قطعا على وجود حوار أو جدل، إن ما يرسخ فعلا استدلاليا له عدة أهداف مباشرة وغير مباشرة، مثل إظهار ثقافة الناقد المنظّر، وتسريب الأفكار التي يمتلكها إلى حقل النقد العربي، ومحاولة استمالة القارئ أو تحقيق غايات مثل تضخيم جهة نقدية على حساب جهة أخرى تمكن من خلالها الناقد المنظّر ، فهي حالة عامة، لم نجد سوى حالات نادرة العربي من إسماع صوته، حيث عرض رأيه مقابل رأي آخر لناقد غربي من أجل الإضافة و الإغناء وعقد حوار لصالح المنهج الموضوع للنقاش "(12) الناقد العربي يظل قاصرا على تسليط خلاصة القول حول هذه القضية أن مبدأ المقارنة لدى ّ متطل فعل التحليل والموازنة ّ الضوء على المحطّات المفصلية في أي فكر نقدي ولا يرق إلى بات بين النصوص التي تقتضي تجاوز شكل الفكرة الخارجي إلى إطارها البنيوي الذي تعتمل فيه عناصر ّ قوتها وديمومتها .
4‑الإقصاء :
هو نتيجة الانتقائية السابقة الذكر، وهو مظهر أوقع خطاب نقد النقد، والتنظير في أشكال متعدد ة من قصور الرؤية، وضآلة الهدف، فيحدث أن يتجاوز الناقد المنظر أسماء لها حضورها في الساحة ّ النقدية ّ بدافع أن اسما أو أسماء تزامن ظهورها وحضورها مع نقاش نقدي آني وليد ظرف ثقافي طارئ، فتحجب مسيرة أسماء الفئة الأولى على الرغم مما تتمتع به من زخم معرفي وقدرة على الدرس والمدارسة (13)
ولا شك أن هذا المسلك من شانه أن يعطّل وتيرة التطور النقدي، بسبب إسقاط الكثير من الجهود النقدية، لا لشيء إلا لعدم مسايرتها أو تزامنها مع ظروف المستجدات في الواقع النقدي (14) ويبدأ الناقد بتعريض صفحة روحه أو مرآة روحه للعمل الأدبي أو الفنـي ليبـين الإنطباعات التي تتركها تلك الأعمال فيها ، والناقد الفاقد للذوق لا يستطيع أن يكون ناقدا حقا ، فمعرفة الأصول الجمالية و الفنية وحدها لا تكفي لتكوين ناقد (15 ( لعله يؤكد على الحساسية أو الذوق الفني الجمالي دائمـا و يضـرب مثـالا بالمسرحية و عناصرها من "حوار و أحداث و صراع و شخصيات" ، إن تحليلها لا يوصل إلى إدراك قدرة تأثيرها على النفوس مالم نعـرض لهـا صـفحة روحنـا
فالثأثرية عند مندور تأتي في مرحلة أولى و جوهرية في النقـد الأدبـي و لكـن لا يعتبرها منهجا نقديا مكتفيا بذاته، فيجب أن تتبعها مرحلة أخرى موضـوعية ليبـرر انطباعاته لتصبح وسيلة الى المعرفة معتمدا في ذلك على الحجج العقلية (16 (
إذن يخلص النقد عند مندور إلى فن دراسة النصوص الأدبيـة أو الخطـاب الأدبي، و التمييز بين الأساليب معتمدا على الذوق أي الملكة التابعة من أصالة الطبع و النامية بالصقل و المران، كما يعلن إنكاره أن يحل العلم محل النفس فـي إدراك حقائق الأشياء متفقا مع "لانسون" ، و الذي يؤخذ من العلماء ما هو الى استصلاح للمعرفة و الأمانـة العلميـة مـع النقـد و المراجعة و التحقق، فمنهجه هو منهج طبيعي في دراسة الأدب مـدعما بالمعرفـة الموضوعية ، وهذاما يوضح تحوله من المنهج الثأثري إلى المنهج الموضوعي ثـم النقد الايديولوجي
د- المنهج الإيديولوجي ( النقد الإيديولوجي ):
حين تغير مندور نحو هذا المـنهج ، أوضـح فـي كتابـه ا لنقـد والنقـاد المعاصرون" أنه منهج تبلور من فلسفات أوروبا؛ "الفلسـفة الاشـتراكية و الفلسـفة الوجودية"، و قد أكد أن هذا المنهج كان نتيجة المراحل الأولى، و يبدو واعيا وعيـا كبيرا بإشكاليات المثاقفة و رغبته للإفادة من المنهج الغربي مع تحقيـق قـدر مـن الاستقلال الفكري ، و المنهج الإيديولوجي يسعى إلى تبيين مصادر الأدب و الفن مـن جهـة و أهدافها و وظائفها من جهة أخرى عند أديب أو أخر، و المفاضلة بين المصـادر و الأهداف عند الفنانين يرتكز على منطق العصر و حاجات البيئة و مطالب الإنسـان المعاصر (17) و هذا المنهج يناصر قضايا أدبية مرتبطة بالمجتمع و الحياة الواقعية
فهو يحمـل اتجاها واقعيا اجتماعيا /النقد الماركسي / الأيدلوجي و يتجه لدارسة الخطاب الأدبي بوصفه نتاجا للواقع من خلال معطيات و مفاهيم حددها الفكر الماركسي و تطورت على أنحاء مختلفة و كأن المنهج - كما يرى - جاء ليخلص النقد من فوضـوية النقد (18)
و لعل ما نلمحه في هذا التفاعل بين المنهج البنيوي و المنهج الـواقعي فـي إطار رؤية مندور النقدية كفيل بأن يحقق المبتغى الصعب للممارسة النقدية في تحليل الخطاب الأدبي ، و حقيق بأن يعزز المنهجين الذي يتحرك اتجاه التطوير الخطـاب النقدي و صقل مناهجه وآلياته و تطعيمه بأحدث و أنجح المناهج العلميـة ، و هـو يصدر عن رؤية إيديولوجية تؤمن بتغيير البنيات و المفاهيم و منهج هذا صادر عن البنيوية التكوينية التي بلورها "جورج لوكاتش" "و لوسيا ن غولدمان" "بييربورديـو " و يتضح ذلك من حديثه عن الملحمة و المسرحية و عن النقد التفسيري فـي كتـاب "النقد و النقاد المعاصرون" و ما أبداه من آراء حول مشكلة الصراع بين المثاليـة و الواقعية من خلال مسرح توفيق الحكيم، مسرحية بنجماليون، ايزيس....(19 . (
يخضع لحاجات العصر حيـث ميز بين الأساليب المختلفة ، ثم يقوم الخطاب الأدبي تقويما لا يسقط جمالياته بمراعاة أدواته و شكله و مضمونه و ما يتصل به من عناصر اجتماعية و جوانب عقدية و خطوة توجيهية . و خطط لمذاهب عامة في الأدب و رؤى نقدية في القصة و الشعر و الدراما راسما منهجه المرتبط تاريخيا بأعمق أصول الثقافة الإنسانية في مجال الفـن و الحيـاة و النقد .
هوامش البحث:
(1) ‑ محمد خير البقاعي، تلقي روند بارت في الخطاب العربي النقدي، واللساني والترجمي، مجلة عالم الفكر، م 27 ،ع 01 ،يوليو / سبتمبر 1998 ،ص: 26
(2)‑ الجاحظ، البيان والتبيين، ت، محمد عبد الس#م ھارون، ج 01 ، ،مكتبة الخانجي، القاھرة، ط3،1968 ،ص: 368
(3)‑ جابر عصفور، مفھوم الشعر، دراسة في التراث النقدي لمؤسسة فرع الطباعة والصحافة، ط 04 ،1990 ،ص:10
(4)‑ المرجع نفسه
(5)‑ المرجع السابق، ص: 44
(6) ‑ نبيل راغب، موسوعة النظريات ادبية، أدبيات، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط 01 ،2002 ) ،من مقدمة الكتب
(7)‑ ينظر: محمد الدغمومي، نقد النقد، وتنظير النقد العربي المعاصر، منشورات كلية ا داب والعلوم انسانية، سلسلة رسائل وأطروحات، رقم 44 ،ط 1999،ص: 297
(8)‑ السيد قطب، النقد العربي، الدار العربية، بيروت، ط، 1 ، 1996 ،ص: 5
(9)‑ احمد الشايب، اسلوب،دراسة ب#غية تحليلية صول اساليب ادبية مكتبة النھضة المصرية ،ط2 ،2003 ص: 46
(10)‑ المرجع نفسه
(11)‑ محمد الدغمومي، نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر، مرجع سابق، ص: 316.
(12)‑ محمد الدغمومي، مرجع سابق، ص: 3
(13)‑ مرجع سابق، ص: 3
(14) ينظر : النقد و النقاد المعاصرون، محمد مندور ، نهضة مصر للطباعـة و النشـر ، 1977 ص:132.
(15) ينظر : المرجع نفسه ، ص 405
(16)‑ النقد و النقاد المعاصرون ، ص 185
(17)‑النقد و النقاد المعاصرون ، ص 186-187
(18)‑المرجع نفسه ، ص 188
(19)‑ دليل الناقد الأدبي ، د .ميجان الرويلي – سعد البازغي ، المركز الثقـافي العربـي – الـدار البيضاء –ط2-2000 ،ص :255
إننا سنحاول في هذا التوجه البحثي الوقوف عند الانفتاح النقدي العربي على المناهج الغربية وكيفية التعامل مع التوجهات النقدية القديم والرؤى المعاصر في ضوء التغير الراهن في العالم ككل ، ومع القلقلة التي يعيشها المصطلح النقدي سواء لحظة ابتكار المصطلح وتوليده،أو لحظة استقدامه من ثقافات أخرى قصد مقاربة النصوص وصياغة المقررات النظرية والمنهجية، لاسيما أن مسألة المصطلح النقدي لا تخصdir=LTR> الإحاطة بأسئلة الإبداع في الراهن الثقافي العربي فحسب، بل هي مسألة تتعلّق بكيفية تجديد أسئلة الخطاب النقدي العربي المعاصر وتجديد لغته ومفاهيمه وكيفية التعامل مع مناهج قد ولت مكانتها في بيئتها الأصلية وطبيعة محاورتها لنص العربي والحدود التي يتوقف عندها المنهج والنص وهذا لا يمكن أن يُطال إلا بالنظر في الكيفية التي ظلّ هذا الخطاب يتعامل بها مع مقررات العرب القدامى ومصلحاتهم لحظة قراءتهم لأدبية النصوص وشعريتها، والنظر أيضا في الكيفية التي ظل النقد العربي المعاصر يتعامل بها مع ما يستقدمه من مصطلحات ذات منابت غربية.
1‑أسس تحليل الخطاب الأدبي المعاصر في النقد العربي ضمن آفاق نقدية غربي:
لقد تعددت جهود النقاد العرب في تحليل الخطاب الأدبي في عصرنا – انطلاقا من تعدد المناهج والنظريات والمرجعيات العربية القديمة فتعددت التوجهات في النقد حول تحليل الخطاب بالولوج في النصوص الأدبية ضمن مجال استقبال للمناهج الغربية وتتبع المسار النقد الغربي بما يحمله من مرجعيات تخص بيئة وأدب معين وحضارة أخرى، وهناك من توجه إلى التأصيل النقد القديم ،و حاول كل واحد منهم أن يدلي بدلوه في قراءة الخطاب الأدبي و تحليله ، بوصفه عنوانا شاملا ، و منظومة متسقة ينفصل عن كل ما يحوطه من تغيرات ومغايرات من الإجراءات المنهجية ، فتحليل الخطاب حقل معرفي يهتم بصناعة النص من جديد و إنتاجه فضلا عن دراسته و تحليله ضمن رؤية معينة و بهذه المداخلة نقف وقفة على جهود من خلال كتبه النقدية بصفة عامة و المؤلفات المشهورة النقدية ؛ والنقد المنهجي عند العرب
أ‑ المنهج البنوي والنقد العربي:
إن المهمة الأولى لدى البناويين تتمثل في دراسة أبنية العمل الأدبي وعلاقات بعضها ببعض ،وكيفية أدائها لوظائفها الجمالية من خلال البناء الجديد له، واختبار لغة الكتابة الأدبية عن طريق رصد مدى تماسكها، وتنظيمها المنطقي والرمزي للبناء، ومدى قوّة النص وذلك باحترام مبادئ وأسس المنهج البنيوي،أو تحديد ضعفها بصرف النظر عن الحقيقة التي تعكسها أو الفكرة التي يحملها النص ، وقد رفعوا شعارًا عريضًا وهو أي: البحث في داخل النص فقط عما يُشكِّل أدبيته أي ما يجعله أدبا متميزا بها، وقد حاولوا من خلال ذلك إضفاء الطابع العلمي الموضوعي على عمَلِية الاشتغال عليه، بقصد تجاوز الأحكام المغرضة والإيديولوجية التي قد تشوِّه هذه الممارسة النقدية
يلاحظ أن نقاد المغرب العربي كانوا أكثر تمثلا للمنهج البنيوي التكويني نظريا وتصورا وتطبيقا منذ سنوات السبعين من القرن الماضي؛ نظرا لقربهم من الثقافة الفرانكفونية،وطبيعة الثقافة التي نشأة عليها النقاد وتتبعهم للحداثة الغربية بقوة وطبيعة الاستعمار التي خضعت لها المنطقة فكانت منفتحة بقوة على الغرب، على عكس النقاد المشارقة الذين ظلوا حبيسي مجموعة من المناهج النقدية الكلاسيكية، مثل: المنهج البياني، والمنهج التاريخي، والمنهج النفسي، والمنهج الفني، والمنهج الواقعي الجدلي، والمنهج الانطباعي...باستثناء بعض النقاد الذين شربوا من معين الحداثة الغربية، مثل: كمال أبو ديب، وعبد الله الغذامي، وجابر عصفور، وجمال شحيذ، وسيزا قاسم، ونبيلة إبراهيم، وموريس أبو ناضر، واعتدال عثمان، وخالدة سعيد، وصلاح فضل، وفؤاد أبو منصور، ومحمد عزام، وعواد علي، وعبد الله إبراهيم،وعبد الكريم حسن، ويمنى العيد، وغيرهم...
ب‑ نماذج عن تبادل بين العرب والغرب يكشف التثاقف النقدي:
لقد تواجد التثاقف العربي الغربي في شتى التوجهات وعلى مر العصور في جميع المجالات ، ونجد مواضيع متعددة لتلاقي الفكر العربي الإسلامي مع الآخر، على اختلاف الظّروف و غيات من هذا التواجد سواء من الناحية الغربية أو العربية والتي أدت لهذا التواصل ابتداء من القرون ّ الأولى التي انفتح فيها وعي العربي على ثقافة الفرس واليونان وصولا إلى عصرنا الراهن؛ والتواصل مع الشعوب أكثر من ضرورة تقتضيها طبيعة حيث أضحى الحوار بين الشعوب في تقدم هائل ّ ولعل ما حققتهُ ثورة المعلومات دليل واضح فمقولة:"العالم قرية صغيرة" حقيقة ماثلة أمام الأذهان وليست ضربا من المجاز في القول، وفي خضم هذا التحول انكشفت كثير من نقاط عن طبيعة الاتصال الثقافي بين العرب والغرب عبر مراحل مختلفة، تؤكد على عراقة الاعتراف المتبادلة بين العرب والغرب - على ما شاب هذه العلاقة المدعية ّ – أحيانا- واحتواء للذهنية العربية من منطلق العقلية المهيمنة
فإن كان هذا حال بعض أعلام الفكر الإنساني في موقفهم من الحضارة العربية الإسلامية وما صاحبها من ثقافة غنية تستجيب لمتطلباتهم في الإبداع وفي مقاربة القضايا والمشكلات التي أفرزها عصرهم، فالأحرى أن تتعمق ثقة الدارسين العرب والمشتغلين في النقد والإبداع وغيرها من صنوف المعرفة الإنسانية بهذا التراث وبالأسس الأولى التي قصد ت الانطلاق منها واختبارها أمامنا هنا، وضعها الأسلاف في ميادين شتى بدل اللجوء إلى الوافد الغربي من الأفكار والمناهج والفلسفات بنوع من التسليم المطلق بصلاحياتها وكمالها وملامتها لواقعنا وحاجياته، وفق منحى يؤسس للانفصال عن ماضينا وأمجاده يعز أكثر مما حس روح الوفاء للتراث ويقوي من الانتماء إلى فضائه، كما لو أن هذا الماضي ، مع ما يزخر به من عطاء ما عاد نافعا لمقتضيات العصر الذي نعيشه، والأسوأ من هذا وذاك هو الإقبال على ما يقع بين أيدينا من الضفة الأخرى واستقباله على أنه الأصلح و الأشمل على كل حلول معضلاتنا الفكرية والثقافية بنظرة استعجاليه فيها من الولع (1)
ولقد كان الغرور أكثر مما فيها من التحري والتأني، وهو حال يكاد يصدق على الكيفية نفسها التي تستقبل بها المناهج النقدية في ساحة الدراسات ّ النقدية العربية، وهذا ما سنقف عنده في هذا استيعاب وفهم المناهج الغربية العنصر من البحث كي نبين إلى أي مدى الوافدة علينا بنجاح الأدوات الإجرائية التي تطرحها هذه المناهج في مقاربة المضامين وعلاقة ذلك كل الأدبية قصد تحديد أطرها العامة وعناصر الجودة فيها، وهي غاية يصعب على النقد العربي أن يحققها في معزل عن الثقافة النقدية الوافدة معتمدا على مقدراته الذاتية وعلى موروثة النقدي فحسب لأن " النقد العربي الحديث واقع لا محالة تحت تأثير قطبي جذب ينبغي أدق المكتملة بينهما، وهما التراث والمناهج النقدية الوافدة، عليه التوفيق بينهما، أو بعبارة وأن أي خلل في المتكاملة يجعل النقد قاصرا عن أداءه وهو شرط أساس" (2)
والمهمة المنطوية يفرضها عاملان بارزان:
الأول: هو ما ينطوي عليه التراث من قيمة علمية في تعامله مع كثير من القضايا بدقة فائقة في الطّرح وبمهارة في التصور و توفيق في الأداة، الناقد العربي المعاصر في نظريات السلف النقدية ويشجعه على إعادة القراءة بغية فهم جديد لها على ضوء المعطيات الحديثة في الدرس اللغوي والأدبي على حد سواء، فيصوب ما ينبغي أن يصوب ويضيف ما يحتاج إلى الإضافة في إطار استمرارية إيجابية مع الدرس النقدي القديم .
العامل الثّاني: فيتمثل في دقة المعطى الراهن وفي علمية هذه المناهج الوافدة في تعاملها مع الظواهر الأدبية، لتحقيق نتائج تفوق عات، التوقعات وهو واقع يحتم على الناقد العربي المعاصر ضرورة التشبث بها لتطوير خبراته وآلياته الإجرائية .
أمام هذا المطلب الذي تقتضيه الظروف المحيطة بالدرس النقدي المعاصر تبرز ضرورة أخرى كثيرا ما تتفقدها الممارسة النقدية الحديثة والمعاصرة وأعني بها حاجة النقد إلى الفهم (3)
والاستيعاب لكل الأفكار الوافدة حتى يضمن قدرا من استجابة النصوص وتكييفها مع مبادئ هذه المناهج الوافدة وشروطها العلمية والعملية،.بدل الاكتفاء بالنظرة التجزيئية التي عادة ما تعمل على اقتلاع المفاهيم من تربتها الأصلية وتحاول استنباتها في تربة ثقافية جديدة، غير آبهة بطبيعة الانفصام والشرخ الذي يلحق المفهوم والتصور وأثر ذلك كله فإن الإلمام بالمفهوم النقدي وبخاصة المصطلح الذي ّ على مردود الممارسة النقدية، لذلك هذا المفهوم من شأنه أن يمنح الفعل النقدي الدقة ويضمن النتائج العلمية الأكيدة. إن مسالة الاستيعاب قضية محورية في دينامكية العملية النقدية، ما جعلنا نتساءل عن التعالق والاستفادة من الثقافة الوافدة، ويتأكد جملة الشروط التي ينبغي توفيرها حتى تتحقق بين النصوص الإبداعية والنقدية في انسجام وتكامل وهي تتطلب شروط الإفادة من ثقافة الآخر
1‑ دقّة التحري:
جراء ضياع المفاهيم بفعل الترجمة والنقل فإنه يتعين على الناقد أن يكون أكثر دقة بنقل المصطلحات والمفاهيم من أرض منشئها إلى منشأ آخر ،في كلام الجاحظ نجد " وعي بالانزلاق الذي يمكن أن يحدث عندما ينتقل المترجم بالمصطلح وبالمفهوم من لغة إلى لغة أخرى، باعتبار أنه يصعب على الباحث أن يجد المعادل والمكافئ في اللغة المترجم إليها لما هو موجود في اللغة المأخوذ منها
2_الإحاطة بأبعاد الرؤيا والخلفية المعرفية :
تشترك المناهج والنظريات الأدبية في نشأتها وقيامها من حيث كونها تصدر عن رؤية ما صراحة أو ضمنا، والوعي بأبعاد الرؤيا شرط ضروري لاستعمال المنهج استعمالا سليما ّ ومثمرا، الرؤية تؤطّر المنهج ّ وتحدد له أفقه وأبعاده والمنهج يغني الرؤية ويصححه(4)
وما يعاب على مسألة توظيف المناهج الغربية في النقد العربي كون المشتغلين عليها لا تقص يبذلون الجهد في الرؤية التي يصدر عنها المنهج وفهم مطلقاته الأساسية والقواعد تمثلا قاصرا عن تحقيق الغاية المنطوية ،ومن هنا كانت الحاجة إلى معرفة أصول الجديد وآليات اشتغاله على قدر من الأهمية لأن تأصيل الجديد أن يقتضي إدماجه ضمن المتاح من النصوص، فيغدو قاعدة صلبة للمقاربة والفهم، ّ ثم ّ إن إرجاع المناهج إلى أصولها الأولى وفقه خلفياتها الفكرية التي صدرت عنها ّ وتتبع مسار تطورها ونضجها عبر محاورتها محاورة موضوعي (5)
لئن كان غياب الخلفية المعرفية لا يفترض أن يكون أثناء عزمنا على استجلاب قوانين الآخر وضوابطه في البحث والمقاربة، ّ فإن واقع الحال شيء مخالف لهذه الشروط النظرية لعملية النقل، لأن معظم المناهج والنظريات المطبقة في ميدان الأدب والنقد تكشف عن « هذا التغييب الواعي حينا، واللاّواعي أحيانا كثيرة للخلفية المعرفية العميقة الضابطة والموجهة للمنهج في ممارستنا النقدية وهو ما أضفى عليها نوعا من السطحية
3_ الوافد الغربي:
تتوق رغبة استقبال الآخر في مناهجه وأدواته الإجرائية ومجاراتها بل تجاوز الأمر فلم سمت بتكثيف الوافد الغربي وتكديسه دون انتقاء وتصنيف، هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى ما هذا ولعله يفسر الخلط الذي حدث عند انتقال البنيوية من فرنسا إلى باقي بلدان العالم العربي، حيث تم الجمع بين البنيوية وما بعد البنيوية في آن واحد وأحيانا بين النقد الجديد في سياق مفهومي واحد دون إجراء تمييز دقيق بينهما، وهو ما أدى إلى اضطرابها لدى كثير من الدارسين على رغم المفاهيم الرقة من استقلال (6)
كل منهج يختلف عن آخر في الطاّبع وفي الرؤية والمنطلق، واختلافهما في الاستجابات الحاصلة ّ على مستوى مقاربة النصوص هذا المسلك يؤدي إلى ما يشبه" الفوضى النقدية والأدبية التي تدخل الإبداع الأدبي العربي في متاهات جانبية وطرق مسدودة وحلقات مفرغة، وتمنعه من التعمق والتواصل ٕ والاستمرار وابرازته ، ودون ريب (7 )
أن يحرم الناقد العربي من فرصة إنتاج رؤى متأزمه ما سيؤول إليه هذا المسلك من وضع إبداعية خالصة ومنظومات نقدية متبلورة قادرة على تذويب الجليد بين طرفي الخصومة التقليدية في تاريخ النقد العربي ، وهي الخصومة التي تعود في الأساس إلى النقاش والجدل العقيم كل ما يبرز الحديث عن طبيعة العلاقة المفترض وجودها بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والتجديد، بين القديم والحديث، هذا يحدد الموقف بين الآراء النقدية القديمة ّ والنقدية الحديثة الوافدة من الغرب مع ما يرافقها من إمكانات في النقد العربي .
ج‑ النقد العربي بين نزعة الاقتصار على النموذج القديم واستقبال النموذج المنهجي الغربي:
في الوقت الذي تتكاثر فيه النظريات النقدية الغربية محتكمة إلى مبدأ أساسي في ٕو إيجاد الأجوبة ظهورها، ألا وهو تقديم البدائل الجديدة القادرة على صياغة العقل من جديد يمس لأسئلة الراهن المطروحة على بساط النقاش والبحث، دون أن ذلك إلى سمعة وتاريخ التخلي عن الميراث الغربي، و في اللحظة التي يعرب فيها هذا الفكر عن استعداده في النظريات التي استنفذت حيويتها وطاقتها في استيعاب أسئلة الإنسان المعاصر دون أن عقدة لدى الناقد الغربي، أو يجعله يعيش حالة من الانفصام في الشخصية ّ يشكل ذلك وصراع مع موروثه ، يدل على " المناخ الثقافي والفكري بشيء وأن يدلي في غيره بشيء آخر، وهو وضع أن العقل العربي فقد القدرة على استيعاب هذه ّ التطورات ،يكشف محمد الدغمومي عن معوقات الانتظام في خطاب نقد النقد والتنظير، متمثلة: نزوع التثاقف، الانتقالية، الاحتذاء، التعميم، المقارنة، الإقصاء، التلفيق، الإدعاء، الاعتذار والتحول . (8)
1‑ نزوع التثاقف :
يتجل هذا المظهر من خلال ارتباط النقد العربي عمليا بنماذج النقد الغربي، الذي ترفده ّ النظريات والمناهج المنفصلة عن واقع وتاريخ الثقافة العربية القديمة، على الرغم مما تدعيه الأدبية الغربية، وخاص من كونها « مذاهب صالحة لكل الآداب العالمية ولكل الأزمنة ولم ينقض وقت طويل، حتى ّ تطورت نزعة التثاقف من هذا نفسه(9)
2‑ الإنتقائية :
هي ظاهرة ناتجة في الأساس عن ازدحام المفاهيم والمصطلحات المترجمة وكثرة التقسيمات والتصنيفات مما يدل على اختلاف لعبت فيه ثقافة الأجنبية دورا ّ كبيرا، اختلاف ّ أقل ما يقال عنه أنه يظهر في كثرة غير مقبولة واضطرابا في المصطلح ّ وتضاربا في مرجعيات النص (10).
3‑ الإحتذاء :
ظاهرة أخرى تكشف عن وجه آخر للتقليد، منتشرة بكثرة في محاولات التنظير يمثل النقدية العربية، حيث يجد الناقد العربي أثناءها، نفسه منغمسا في سياق الناّقد الغربي، لا يبرح حدود إطاره العام، في الوقت الذي يروم فيه الإتيان بالجديد والالتفات إلى مبادئ مبتكرة مرد - في أغلب الظن- إلى علم يسبقه فيها أحد، وهي حالة تسر الفكر العربي يؤكفي الاستنباط والإدلاء بالأحكام أثناء الممارسة التنظيرية، ما دل افتقاره ّللحس الموضوعي الذي يفرض إخضاع الأفكار للزمن المنضج الكفيل بجعلها تستقر وتأخذ ملامحها ضمن مسار الأحداث وتراكم المسميات في دائرة النشاط(11)
يتضح من خلال ما سبق "أن المقارنة" في الخطاب النقدي العربي المعاصر يصدق عليها الشكل ّ حكم الناقد العربي محمد الدغمومي الذي نشاطره وجهة نظره، إذ يخلص إلى أن " هذا من المقارنة والمقابلة لا يدل قطعا على وجود حوار أو جدل، إن ما يرسخ فعلا استدلاليا له عدة أهداف مباشرة وغير مباشرة، مثل إظهار ثقافة الناقد المنظّر، وتسريب الأفكار التي يمتلكها إلى حقل النقد العربي، ومحاولة استمالة القارئ أو تحقيق غايات مثل تضخيم جهة نقدية على حساب جهة أخرى تمكن من خلالها الناقد المنظّر ، فهي حالة عامة، لم نجد سوى حالات نادرة العربي من إسماع صوته، حيث عرض رأيه مقابل رأي آخر لناقد غربي من أجل الإضافة و الإغناء وعقد حوار لصالح المنهج الموضوع للنقاش "(12) الناقد العربي يظل قاصرا على تسليط خلاصة القول حول هذه القضية أن مبدأ المقارنة لدى ّ متطل فعل التحليل والموازنة ّ الضوء على المحطّات المفصلية في أي فكر نقدي ولا يرق إلى بات بين النصوص التي تقتضي تجاوز شكل الفكرة الخارجي إلى إطارها البنيوي الذي تعتمل فيه عناصر ّ قوتها وديمومتها .
4‑الإقصاء :
هو نتيجة الانتقائية السابقة الذكر، وهو مظهر أوقع خطاب نقد النقد، والتنظير في أشكال متعدد ة من قصور الرؤية، وضآلة الهدف، فيحدث أن يتجاوز الناقد المنظر أسماء لها حضورها في الساحة ّ النقدية ّ بدافع أن اسما أو أسماء تزامن ظهورها وحضورها مع نقاش نقدي آني وليد ظرف ثقافي طارئ، فتحجب مسيرة أسماء الفئة الأولى على الرغم مما تتمتع به من زخم معرفي وقدرة على الدرس والمدارسة (13)
ولا شك أن هذا المسلك من شانه أن يعطّل وتيرة التطور النقدي، بسبب إسقاط الكثير من الجهود النقدية، لا لشيء إلا لعدم مسايرتها أو تزامنها مع ظروف المستجدات في الواقع النقدي (14) ويبدأ الناقد بتعريض صفحة روحه أو مرآة روحه للعمل الأدبي أو الفنـي ليبـين الإنطباعات التي تتركها تلك الأعمال فيها ، والناقد الفاقد للذوق لا يستطيع أن يكون ناقدا حقا ، فمعرفة الأصول الجمالية و الفنية وحدها لا تكفي لتكوين ناقد (15 ( لعله يؤكد على الحساسية أو الذوق الفني الجمالي دائمـا و يضـرب مثـالا بالمسرحية و عناصرها من "حوار و أحداث و صراع و شخصيات" ، إن تحليلها لا يوصل إلى إدراك قدرة تأثيرها على النفوس مالم نعـرض لهـا صـفحة روحنـا
فالثأثرية عند مندور تأتي في مرحلة أولى و جوهرية في النقـد الأدبـي و لكـن لا يعتبرها منهجا نقديا مكتفيا بذاته، فيجب أن تتبعها مرحلة أخرى موضـوعية ليبـرر انطباعاته لتصبح وسيلة الى المعرفة معتمدا في ذلك على الحجج العقلية (16 (
إذن يخلص النقد عند مندور إلى فن دراسة النصوص الأدبيـة أو الخطـاب الأدبي، و التمييز بين الأساليب معتمدا على الذوق أي الملكة التابعة من أصالة الطبع و النامية بالصقل و المران، كما يعلن إنكاره أن يحل العلم محل النفس فـي إدراك حقائق الأشياء متفقا مع "لانسون" ، و الذي يؤخذ من العلماء ما هو الى استصلاح للمعرفة و الأمانـة العلميـة مـع النقـد و المراجعة و التحقق، فمنهجه هو منهج طبيعي في دراسة الأدب مـدعما بالمعرفـة الموضوعية ، وهذاما يوضح تحوله من المنهج الثأثري إلى المنهج الموضوعي ثـم النقد الايديولوجي
د- المنهج الإيديولوجي ( النقد الإيديولوجي ):
حين تغير مندور نحو هذا المـنهج ، أوضـح فـي كتابـه ا لنقـد والنقـاد المعاصرون" أنه منهج تبلور من فلسفات أوروبا؛ "الفلسـفة الاشـتراكية و الفلسـفة الوجودية"، و قد أكد أن هذا المنهج كان نتيجة المراحل الأولى، و يبدو واعيا وعيـا كبيرا بإشكاليات المثاقفة و رغبته للإفادة من المنهج الغربي مع تحقيـق قـدر مـن الاستقلال الفكري ، و المنهج الإيديولوجي يسعى إلى تبيين مصادر الأدب و الفن مـن جهـة و أهدافها و وظائفها من جهة أخرى عند أديب أو أخر، و المفاضلة بين المصـادر و الأهداف عند الفنانين يرتكز على منطق العصر و حاجات البيئة و مطالب الإنسـان المعاصر (17) و هذا المنهج يناصر قضايا أدبية مرتبطة بالمجتمع و الحياة الواقعية
فهو يحمـل اتجاها واقعيا اجتماعيا /النقد الماركسي / الأيدلوجي و يتجه لدارسة الخطاب الأدبي بوصفه نتاجا للواقع من خلال معطيات و مفاهيم حددها الفكر الماركسي و تطورت على أنحاء مختلفة و كأن المنهج - كما يرى - جاء ليخلص النقد من فوضـوية النقد (18)
و لعل ما نلمحه في هذا التفاعل بين المنهج البنيوي و المنهج الـواقعي فـي إطار رؤية مندور النقدية كفيل بأن يحقق المبتغى الصعب للممارسة النقدية في تحليل الخطاب الأدبي ، و حقيق بأن يعزز المنهجين الذي يتحرك اتجاه التطوير الخطـاب النقدي و صقل مناهجه وآلياته و تطعيمه بأحدث و أنجح المناهج العلميـة ، و هـو يصدر عن رؤية إيديولوجية تؤمن بتغيير البنيات و المفاهيم و منهج هذا صادر عن البنيوية التكوينية التي بلورها "جورج لوكاتش" "و لوسيا ن غولدمان" "بييربورديـو " و يتضح ذلك من حديثه عن الملحمة و المسرحية و عن النقد التفسيري فـي كتـاب "النقد و النقاد المعاصرون" و ما أبداه من آراء حول مشكلة الصراع بين المثاليـة و الواقعية من خلال مسرح توفيق الحكيم، مسرحية بنجماليون، ايزيس....(19 . (
يخضع لحاجات العصر حيـث ميز بين الأساليب المختلفة ، ثم يقوم الخطاب الأدبي تقويما لا يسقط جمالياته بمراعاة أدواته و شكله و مضمونه و ما يتصل به من عناصر اجتماعية و جوانب عقدية و خطوة توجيهية . و خطط لمذاهب عامة في الأدب و رؤى نقدية في القصة و الشعر و الدراما راسما منهجه المرتبط تاريخيا بأعمق أصول الثقافة الإنسانية في مجال الفـن و الحيـاة و النقد .
هوامش البحث:
(1) ‑ محمد خير البقاعي، تلقي روند بارت في الخطاب العربي النقدي، واللساني والترجمي، مجلة عالم الفكر، م 27 ،ع 01 ،يوليو / سبتمبر 1998 ،ص: 26
(2)‑ الجاحظ، البيان والتبيين، ت، محمد عبد الس#م ھارون، ج 01 ، ،مكتبة الخانجي، القاھرة، ط3،1968 ،ص: 368
(3)‑ جابر عصفور، مفھوم الشعر، دراسة في التراث النقدي لمؤسسة فرع الطباعة والصحافة، ط 04 ،1990 ،ص:10
(4)‑ المرجع نفسه
(5)‑ المرجع السابق، ص: 44
(6) ‑ نبيل راغب، موسوعة النظريات ادبية، أدبيات، مكتبة لبنان ناشرون، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، ط 01 ،2002 ) ،من مقدمة الكتب
(7)‑ ينظر: محمد الدغمومي، نقد النقد، وتنظير النقد العربي المعاصر، منشورات كلية ا داب والعلوم انسانية، سلسلة رسائل وأطروحات، رقم 44 ،ط 1999،ص: 297
(8)‑ السيد قطب، النقد العربي، الدار العربية، بيروت، ط، 1 ، 1996 ،ص: 5
(9)‑ احمد الشايب، اسلوب،دراسة ب#غية تحليلية صول اساليب ادبية مكتبة النھضة المصرية ،ط2 ،2003 ص: 46
(10)‑ المرجع نفسه
(11)‑ محمد الدغمومي، نقد النقد وتنظير النقد العربي المعاصر، مرجع سابق، ص: 316.
(12)‑ محمد الدغمومي، مرجع سابق، ص: 3
(13)‑ مرجع سابق، ص: 3
(14) ينظر : النقد و النقاد المعاصرون، محمد مندور ، نهضة مصر للطباعـة و النشـر ، 1977 ص:132.
(15) ينظر : المرجع نفسه ، ص 405
(16)‑ النقد و النقاد المعاصرون ، ص 185
(17)‑النقد و النقاد المعاصرون ، ص 186-187
(18)‑المرجع نفسه ، ص 188
(19)‑ دليل الناقد الأدبي ، د .ميجان الرويلي – سعد البازغي ، المركز الثقـافي العربـي – الـدار البيضاء –ط2-2000 ،ص :255