في مسرحية من فصل واحد، يقدم المسرحي الفرنسي بول هيرفيو، ثلاث شخصيات، جاك ، أنرييت، ألبير، في مسرحية بعنوان تواضع.
يفتتح المسرح ببث جاك لواعج الحب لأنرييت، التي تصد حبه، وتعلن حبها لألبير، معللة ذلك بأنها اتخذت لها مساراً جديداً في الحياة، وهو رفض النفاق والتزلف الذي يمارسه الرجال معها لجمالها وفتنتها. قالت لجاك بأنه يكثر من مدحها في الوقت الذي يقودها ألبير ولا يجاملها بل يظهر عيوبها مما يجعلها تعالج هذه العيوب لترتفع وعياً وأدبا وثقافة، وهي تريد رجلاً مثل ألبير.
يفترق جاك وأنرييت، ويعود جاك مكسور الخاطر فيلتقي بصديقهما ألبير. لكنه يكذب على صديقه، ويخبره أن أنرييت لا تحب أياً منهما لأنهما يكثران من مديحها، وأنها تحب الرجل الذي يظهر لها عيوبها لترتفع في مقامها الثقافي. ثم يغادر جاك، وتحضر أنرييت، وهناك يستفيد ألبير من المعلومة ليبدأ في انتقاد أنرييت ويظهر عيوبها، فتستاء أنرييت وتتشاجر معه، ثم تعود لجاك وتقبل الزواج به مشترطة عليه أن لا ينافقها بل يظهر عيوبها، فيتعهد جاك بذلك. وتنتهي المسرحية القصيرة.
تسخر المسرحية من بساطة التصورات النسوية، والتي هي في الواقع تصورات كاذبة، يكون الغرض منها الشعور بالقيمة في صورة تواضع زائف. وعلى أية حال، فهو يقول بأن المرأة لا تعرف ماذا تريد. فهي تبني كل قراراتها على اللحظة. ولو تتبعنا واقعنا اليوم، فالفتاة أضحت تتزوج وهي تحلم بالطلاق لتنال حريتها، إنها لا تعرف ما معنى الحرية، ولا تعرف إلى أين تتجه بها، كما فعلت الفتاتان في رواية إدوار والله لكونديرا.
وأتذكر أنني كتبت قصة قصيرة قريبة من مسرحية بول هيرفيو هذه، عن زوجة طلبت الطلاق لأنها كانت تشعر بأن الأوضاع الجنسية تجعلها أبعد ما يكون عن الإنسان وأقرب إلى الحيوان التافه المستباح، ولكنها إثر تعرفها على شاب تقدمي، أضحت تشعر بمتعة كبيرة حينما يمارس هذا الشاب السادية ضد جسدها، فيهين هذا الجسد إهانة بالغة...ومع ذلك كانت تشعر بالنشوة وهو ما يعرف بالمازوشية أو ربما لحبها للشاب.
ومع ذلك فهذا الموقف لم أقصره في قصصي على النساء، ففي قصة لقاء في البنطون، تعرف أستاذ لغة عربية على مومس تقود مجموعة من الفتيات، وإثر اصراره قبلت الزواج به لكنها اشترطت عليه ألا يمسها حتى تسمح له بذلك. ورغم أنها كانت تعطي جسدها لكل من يدفع إلا أنها ظلت متمسكة بموقفها المستعصي على الزوج الشاب، ثم أنه حاول إكراهها على ذلك لكن الفتيات ضربنه ضرباً مبرحاً، فرضي أن يبقى مع زوجته (مع إيقاف التنفيذ)، بل ويقوم بإدارة بيتها وتسجيل مواعيد زبائنها، وهو راض ومكتف بحبه لها.
ويبدو أن مرارات الرجل من المرأة لا تنتهي أبداً، فها هو المسرحي الأمريكي العظيم آرثر ميلر، يكتب مسرحية السقوط، ليبين معاناته مع زوجته الممثلة الهوليوودية الشهيرة مارلين مونرو، وكيف أن حبه لها جعله قابلاً بكل نزواتها واضطراباتها النفسية وإدمانها على الخمر وممارسة الجنس مع كل من هب ودب، فطلقها، ثم استحكم بها الاكتآب وماتت وقيل اغتيلت بعد طلاقها من مارلون براندو. وكان آرثر ميلر قد واجه حملة شعواء ضده واتهامات باطلة، بأن فتوره في حب مارلين هو الذي أفضى بها إلى الموت. لكنه أسكت الجميع حينما استخدم الكتابة المسرحية في الدفاع عن الحقيقة التي لا يعلمها الناس.
ولكن كما يقول عدو المرأة "توفيق الحكيم" فإن المرأة كالقمر الذي لا يُصدر ضوءً بذاته بل يستمده من الشمس التي هي عقل الرجل..تظل المرأة كائنا عادياً، كل مافي الأمر أن الرجل لديه ملكة التعبير والتفلسف والترميز، في حين نادراً ما تمتلك المرأة ذات هذه القدرات، مما جعل أغلب القصائد والروايات والمسرحيات تصنع من المرأة بقرة الهندوس المقدسة، فأصبح ما ليس له قيمة، هو أقيم ما بهذا العالم..
وهذا بالفعل هو التوازن الكوني.
يفتتح المسرح ببث جاك لواعج الحب لأنرييت، التي تصد حبه، وتعلن حبها لألبير، معللة ذلك بأنها اتخذت لها مساراً جديداً في الحياة، وهو رفض النفاق والتزلف الذي يمارسه الرجال معها لجمالها وفتنتها. قالت لجاك بأنه يكثر من مدحها في الوقت الذي يقودها ألبير ولا يجاملها بل يظهر عيوبها مما يجعلها تعالج هذه العيوب لترتفع وعياً وأدبا وثقافة، وهي تريد رجلاً مثل ألبير.
يفترق جاك وأنرييت، ويعود جاك مكسور الخاطر فيلتقي بصديقهما ألبير. لكنه يكذب على صديقه، ويخبره أن أنرييت لا تحب أياً منهما لأنهما يكثران من مديحها، وأنها تحب الرجل الذي يظهر لها عيوبها لترتفع في مقامها الثقافي. ثم يغادر جاك، وتحضر أنرييت، وهناك يستفيد ألبير من المعلومة ليبدأ في انتقاد أنرييت ويظهر عيوبها، فتستاء أنرييت وتتشاجر معه، ثم تعود لجاك وتقبل الزواج به مشترطة عليه أن لا ينافقها بل يظهر عيوبها، فيتعهد جاك بذلك. وتنتهي المسرحية القصيرة.
تسخر المسرحية من بساطة التصورات النسوية، والتي هي في الواقع تصورات كاذبة، يكون الغرض منها الشعور بالقيمة في صورة تواضع زائف. وعلى أية حال، فهو يقول بأن المرأة لا تعرف ماذا تريد. فهي تبني كل قراراتها على اللحظة. ولو تتبعنا واقعنا اليوم، فالفتاة أضحت تتزوج وهي تحلم بالطلاق لتنال حريتها، إنها لا تعرف ما معنى الحرية، ولا تعرف إلى أين تتجه بها، كما فعلت الفتاتان في رواية إدوار والله لكونديرا.
وأتذكر أنني كتبت قصة قصيرة قريبة من مسرحية بول هيرفيو هذه، عن زوجة طلبت الطلاق لأنها كانت تشعر بأن الأوضاع الجنسية تجعلها أبعد ما يكون عن الإنسان وأقرب إلى الحيوان التافه المستباح، ولكنها إثر تعرفها على شاب تقدمي، أضحت تشعر بمتعة كبيرة حينما يمارس هذا الشاب السادية ضد جسدها، فيهين هذا الجسد إهانة بالغة...ومع ذلك كانت تشعر بالنشوة وهو ما يعرف بالمازوشية أو ربما لحبها للشاب.
ومع ذلك فهذا الموقف لم أقصره في قصصي على النساء، ففي قصة لقاء في البنطون، تعرف أستاذ لغة عربية على مومس تقود مجموعة من الفتيات، وإثر اصراره قبلت الزواج به لكنها اشترطت عليه ألا يمسها حتى تسمح له بذلك. ورغم أنها كانت تعطي جسدها لكل من يدفع إلا أنها ظلت متمسكة بموقفها المستعصي على الزوج الشاب، ثم أنه حاول إكراهها على ذلك لكن الفتيات ضربنه ضرباً مبرحاً، فرضي أن يبقى مع زوجته (مع إيقاف التنفيذ)، بل ويقوم بإدارة بيتها وتسجيل مواعيد زبائنها، وهو راض ومكتف بحبه لها.
ويبدو أن مرارات الرجل من المرأة لا تنتهي أبداً، فها هو المسرحي الأمريكي العظيم آرثر ميلر، يكتب مسرحية السقوط، ليبين معاناته مع زوجته الممثلة الهوليوودية الشهيرة مارلين مونرو، وكيف أن حبه لها جعله قابلاً بكل نزواتها واضطراباتها النفسية وإدمانها على الخمر وممارسة الجنس مع كل من هب ودب، فطلقها، ثم استحكم بها الاكتآب وماتت وقيل اغتيلت بعد طلاقها من مارلون براندو. وكان آرثر ميلر قد واجه حملة شعواء ضده واتهامات باطلة، بأن فتوره في حب مارلين هو الذي أفضى بها إلى الموت. لكنه أسكت الجميع حينما استخدم الكتابة المسرحية في الدفاع عن الحقيقة التي لا يعلمها الناس.
ولكن كما يقول عدو المرأة "توفيق الحكيم" فإن المرأة كالقمر الذي لا يُصدر ضوءً بذاته بل يستمده من الشمس التي هي عقل الرجل..تظل المرأة كائنا عادياً، كل مافي الأمر أن الرجل لديه ملكة التعبير والتفلسف والترميز، في حين نادراً ما تمتلك المرأة ذات هذه القدرات، مما جعل أغلب القصائد والروايات والمسرحيات تصنع من المرأة بقرة الهندوس المقدسة، فأصبح ما ليس له قيمة، هو أقيم ما بهذا العالم..
وهذا بالفعل هو التوازن الكوني.