صابر رشدي - حكمة الكـــــــاف..

" الكاف"
كون وأكوان، وكن فيكون.
كائن يكتوي بنيران الجوى، مكتفيا بالنزر اليسير، يكفي نفسه ركاكة الكلام، وتعرجات القول، ولا ينتظر سوى فيوضات الكريم.
صعوبة امتلاك الزمن أربكت المتشككين.
الكبريت لايقع إلا في أيد حكيمة حتى لايشتعل العالم.
الكبير يطوي كشحه عن الصغائر، ويعلن تفرده مشاركا في محاكمة المعنى عندما يستغلق عليه سؤال.
الكل مهجورون.
كثيرون يتركون آثارهم على الماء، ينقشون بحمق يفوق العادة، ثم يركضون بعدها، وتعصف بهم الريح، لاشكل لهم ولا ذكريات، خطوهم الواهن على دفاتر التاريخ رهن الانكماش.
كأس المحبة لايترك المتيمين سكارى كغيرهم، مفعمين ببكاء
صامت، فقد أصبح ممكنا استعادة الحياة، عندما لاتخفي في قلبك مكنون سرك، وتطلع عليه الأقربين.
بح لمن اصطفيته بكلمة سحرية مختومة بالكاف.
قل له:
"أحبك"
ينهض معها الأمل المتسلل من كوات صغيرة، المتكوم داخلك كشعاع يرغمك على الإمتثال، نافيا البروق الكارثية، التي تكفي لإرعاب قبائل شجاعة تسكن غابات روحك.
دينامية القلق المركب تبدد كينونة مهيضة، تتكىء إلى هاوية، منسوجة من الخرافات والتهاويل، وتدفع إلى استحضار الكبوات السابقة.
إنها حكمة الكاف.
الكنز المطمور بين الضحك والبكاء في كل زمان.


التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...