اعرف امرأة تعاني معاناة شديدة عندما ترحل من منزل إلى آخر، وذلك بسبب ما تحوزه من كم هائل من الأشياء، إذ تحتفظ بكل شيء امتلكته ولو من أيام الطفولة. حتى عدد كبير من فرش الأسنان القديمة، امشاط الشعر البلاستيكية، ملابس أطفالها عندما كانوا رضع، وحتى زواجهم، إطارات الصور الخشبية، خطاباتها الغرامية منذ المراهقة، وخطابات المدرسة والبنوك، وعقود شرائها للأدوات المنزلية، وفواتيرها المتنوعة،...الخ..
بذات القدر، يعاني المخرج الفاشل من اللقطات غير المهمة التي تقلل من قيمة الفيلم، والباحث الفاشل من الجمل والفقرات التي لا قيمة علمية لها، والكاتب الفاشل من الفقرات والجمل الركيكة داخل عمله الجيد، سنلاحظ هذه المشكلة عند كونديرا، ونعاني كعامة من العلاقات غير المفيدة، وربما المضرة بالصحة النفسية، والأعمال التي لا نحبها....
ما يجب أن نتعلمه ليس البناء بقدر ما يجب أن نتعلم تحمل الهدم، فنشوة البناء تعمينا عن رؤية تشوهاته، والخوف من الهدم يدفعنا إلى الاحتفاظ بالألم المستمر.
أن تتخذ قراراً بالحذف أو الاسقاط أو الإلغاء والتخلي ليس بالأمر السهل.
هناك وسواس يهمس في أذنك:(سوف تحتاج ما تتخلى عنه الآن يوما ما)..وهذا غير صحيح. (قد) وليس (سوف) هي الكلمة الصحيحة. وقد لا تعني أنك ستعاني عندما تحتاج ولا تجد، بل تعني أن عليك -حينئذٍ- أن تعمل على البحث عن بديل أفضل. أن تجتهد لبناء جديد أقوى وأمتن، أن تكتب نصاً أكثر قوة، وأن تتوقف عن الثرثرة واللغو.
إن هذه التصرفات التي تبدو سلبية، هي أهم ما يحقق لك التجديد في حياتك، وتنظيفها من الماضي، والإنطلاق باستمرار من نقطة زمنية هي الحاضر، وتحمل المسؤولية، إذا كان عملك مرهقاً لك نفسياً فتخلى عنه...وابدأ عملاً أفضل، حتى لو كان عملاً هامشياً، إذا كان زواجك قد تحول لكارثة، طلق زوجك، وابدأ من جديد، سيبدو كل شيء من هذا مرعباً في البداية، لكنه لن يكون كذلك بعد بضعة أشهر. فالحياة مفتوحة لميلاداتنا الجديد باستمرار...لا يستعبد البقاء على يقين واحد إلا المزارعين والرعاة وموظفي الأرشيف والكهنة. أما التجار والسياسيون، وأصحاب الأرواح الفنانة، فهم دوماً في حالة تغيُّر وتجديد مستمر لأنهم تعلموا الحذف والإلغاء والإسقاط والتخلي...بدون تأنيب ضمير أو جزع.
بذات القدر، يعاني المخرج الفاشل من اللقطات غير المهمة التي تقلل من قيمة الفيلم، والباحث الفاشل من الجمل والفقرات التي لا قيمة علمية لها، والكاتب الفاشل من الفقرات والجمل الركيكة داخل عمله الجيد، سنلاحظ هذه المشكلة عند كونديرا، ونعاني كعامة من العلاقات غير المفيدة، وربما المضرة بالصحة النفسية، والأعمال التي لا نحبها....
ما يجب أن نتعلمه ليس البناء بقدر ما يجب أن نتعلم تحمل الهدم، فنشوة البناء تعمينا عن رؤية تشوهاته، والخوف من الهدم يدفعنا إلى الاحتفاظ بالألم المستمر.
أن تتخذ قراراً بالحذف أو الاسقاط أو الإلغاء والتخلي ليس بالأمر السهل.
هناك وسواس يهمس في أذنك:(سوف تحتاج ما تتخلى عنه الآن يوما ما)..وهذا غير صحيح. (قد) وليس (سوف) هي الكلمة الصحيحة. وقد لا تعني أنك ستعاني عندما تحتاج ولا تجد، بل تعني أن عليك -حينئذٍ- أن تعمل على البحث عن بديل أفضل. أن تجتهد لبناء جديد أقوى وأمتن، أن تكتب نصاً أكثر قوة، وأن تتوقف عن الثرثرة واللغو.
إن هذه التصرفات التي تبدو سلبية، هي أهم ما يحقق لك التجديد في حياتك، وتنظيفها من الماضي، والإنطلاق باستمرار من نقطة زمنية هي الحاضر، وتحمل المسؤولية، إذا كان عملك مرهقاً لك نفسياً فتخلى عنه...وابدأ عملاً أفضل، حتى لو كان عملاً هامشياً، إذا كان زواجك قد تحول لكارثة، طلق زوجك، وابدأ من جديد، سيبدو كل شيء من هذا مرعباً في البداية، لكنه لن يكون كذلك بعد بضعة أشهر. فالحياة مفتوحة لميلاداتنا الجديد باستمرار...لا يستعبد البقاء على يقين واحد إلا المزارعين والرعاة وموظفي الأرشيف والكهنة. أما التجار والسياسيون، وأصحاب الأرواح الفنانة، فهم دوماً في حالة تغيُّر وتجديد مستمر لأنهم تعلموا الحذف والإلغاء والإسقاط والتخلي...بدون تأنيب ضمير أو جزع.