يمكننا أن نعرف الفرق بين العوالم عبر النظر في محتوى الويكيبيديا بمختلف لغاتها، إذ تبدو الانجليزية أكثر ثراء والعربية الأكثر فقراً...لكن علينا أن نبحر في القراءة في غير تخصصاتنا، مستفيدين من هذه التكنولوجيا الرفيعة، ليس من أجل المعرفة فقط ولا من أجل فهم عالمنا؛ ولكن أيضا لنبحث عن حلول لمشكلاتنا.
اخترت اليوم القراءة عن العصبونات، أو الخلايا العصبية، والنواقل العصبية هي مواد كيميائية تنقل رسائل الدماغ، وأغلبها مركبات حمضية، وهي التي تؤثر في كل حركاتنا وسكناتنا وأفكارنا. الفرح الحزن التوتر الاكتآب، بل والبصر والشم والذوق...الخ. إن الخلايا العصبية تعمل كالنمل، إذ تنقل المعلومات من خلية لإخرى عبر الجزء المتشابك أو الشبكي الواصل بين خليتين عصبيتين (خلية مرسلة وخلية مستقبلة). وإن كنت غير متخصص ولا متعمق في هذه العمليات المعقدة، لكن من الجيد أن نفهم أن استجاباتنا العصبية يمكن تغييرها. بالتأثير على النواقل العصبية، كالدوبامين والسيرتونين. وبالتالي يمكننا أن نحسن من شعورنا رغم الصدمات.
وعبر تنقلي، في الويكيبيديا الموسوعة، انتقلت لموضوع شيق جداً وربما خطر جداً، وهو موضوع اللدونة العصبية. وأعتقد أن العلماء في المستقبل قد يتمكنوا من تحديد مستقبلنا كبشر عندما يتمكنوا من فهم شامل للدونة العصبية.
بحسب فهمي المتواضع لهذا الأمر، فإن ما كان سائدا من قبل عن أن الدماغ لا ينمو بعد الفترة الحرجة، ليس سوى اعتقاد محل نظر. فقد ثبت أن الدماغ يملك مرونة عالية، وقد يزيد من حجمه (في مناطق محددة)، ليعالج نقصاً آخر.
لكن الطريف في الأمر، أن من ضمن ما يتناوله موضوع اللدونة، هو أن هرمون البروجيستيرون (هرمون الأنوثة) قد تحول لعلاج مشاكل بعض الإصابات الدماغية، فهو يزيد من اللدونة العصبية، بحيث ترتفع امكانية تأهيل التضرر العصبي.
دعوني أنقل لكم ما جاء في الويكيبيديا مباشرة: لأن صياغته العلمية أكثر دقة من فهمي المحدود:
(تتضمن إحدى أحدث التطبيقات للدونة العصبية العمل الذي أنجزه فريق من الأطباء والباحثين في جامعة إموري، وبشكل خاص الطبيب دونالد ستاين Dr. Donald Stein (الذي عمل بهذا المجال لثلاثة عقود من الزمن) [19] والطبيب ديفيد رايت Dr. David Wright. يمثل هذا العلاج الأول منذ 40 سنة والذي أدى لنتائج هامة في علاج أذيّات الدماغ الرضحية بينما أيضاً لا يجلب تأثيرات جانبية معلومة وكونه رخيص الثمن في التطبيق[20]. لاحظ الطبيب ستاين أن إناث الفئران تتعافى فيما يبدو من الأذيّات الدماغية بشكل أفضل من ذكور الفئران. ولاحظ أيضاً لدى الإناث في نقاط معيّنة من دورة الودق estrus cycle أن تلك الإناث تعافين بقدر أكبر. بعد كثير من البحث، عُزي هذا الاختلاف بسبب مستويات البروجستيرون. أدى المستوى الأعلى من البروجستيرون لأسرع شفاء للأذية الدماغية لدى تلك الفئران. قاموا بتطوير علاج يتضمّن مستويات زائدة من حقن البروجستيرون لإعطائها لمرضى الأذية الدماغية [21]. "خفّض إعطاء البروجستيرون بعد أذية الدماغ الرضحية traumatic brain injury (TBI) والسكتة الدماغية الوذمة والالتهاب وموت الخلية العصبونية، كما يحسّن الذاكرة المرجعية المكانية والشفاء الحركي الحسّي [22] . " في تجاربهم السريرية، كان لديهم مجموعة من المرضى والذين بعد ثلاثة أيام من حقن البروجستيرون حدث لديهم انخفاض بقدر 60% في معدل الوفاة[20]. وحدث المثل في حادث سير مروّع ترك المريض بنشاط دماغي هامشي؛ وتبعاً للأطباء، كان المريض بطريقه للموت الدماغي. وقرر والدي المريض أن يشركوا ابنهم في التجربة السريرية للطبيب ستاين وأعطي علاجاً من البروجستيرون لثلاثة أيام. بعد ثلاث سنوات من الحادث، حقق المريض شفاءً مثيراً دون اختلاطات دماغية وقدرة على العيش بصحة وعافية)..
وبفهم عسكي، يمكننا القول أن نقص البروجيستيرون يمكن أن يكون مانعا من اللدونة العصبية، ربما هذا سيقلب مفاهيمنا تجاه عقل الأنثى، التي قد تكون هي الأصل، والذكر هو الفرع..إذ أن الأصل يمكن أن يشمل الفرع ولكن الفرع لا يمكن أن يشمل العكس. وربما سيكون -في المستقبل- ضخ هرمون الأنوثة في الرجال المصابين بالزهايمر وخلافه علاجا ناجعاً لهم، وهكذ يكون من الصحي للذكور أن يتحولوا لإناث.
مع ذلك ومن خلال تعاملاتي مع المرأة لم أجد أي كمال في عقلها، وربما كان ذلك هو الكمال بعينه، فنحن لا نعرف لا فحوى الكمال ولا نقصه إلا من خلال معاييرنا الشخصية الضيقة التي تعتمد على امزجتنا وتراكمات خبراتنا السابقة.
على أي حال، ماذا يمكننا أن نستنتج من هذا العلم الذي لم يتجاوز مائة وثلاثين سنة حتى الآن؟
يمكننا أن نستنتج الآتي:
- أن الدماغ قابل للتطور.
- أن الإنسان يمكن أن يتحكم في معرفته واستجاباته العصبية في المستقبل على نحو أكبر مما هو عليه الآن.
- أن الإنسان يستطيع -مستقبلاً- أن يؤثر في عملياته العصبية، وبالتالي حواسه، فيمكننا أن نرى بأنوفنا أو نسمع بألسنتنا، أو نتذوق بأصابعنا، وسنجد في الرابط: تجارب ناجحة تثبت هذا الأمر وإن كانت لا زالت في طورها البدائي.
- أن العلم سيقفز قفزات واسعة في المستقبل بحيث يدهشنا كثيراً، ويبدل مفاهيمنا التقليدية عن أنفسنا.
- أننا اليوم بدائيون جداً، وأشبه بالرجل الحجري، بالنسبة للرجل المعاصر.
اخترت اليوم القراءة عن العصبونات، أو الخلايا العصبية، والنواقل العصبية هي مواد كيميائية تنقل رسائل الدماغ، وأغلبها مركبات حمضية، وهي التي تؤثر في كل حركاتنا وسكناتنا وأفكارنا. الفرح الحزن التوتر الاكتآب، بل والبصر والشم والذوق...الخ. إن الخلايا العصبية تعمل كالنمل، إذ تنقل المعلومات من خلية لإخرى عبر الجزء المتشابك أو الشبكي الواصل بين خليتين عصبيتين (خلية مرسلة وخلية مستقبلة). وإن كنت غير متخصص ولا متعمق في هذه العمليات المعقدة، لكن من الجيد أن نفهم أن استجاباتنا العصبية يمكن تغييرها. بالتأثير على النواقل العصبية، كالدوبامين والسيرتونين. وبالتالي يمكننا أن نحسن من شعورنا رغم الصدمات.
وعبر تنقلي، في الويكيبيديا الموسوعة، انتقلت لموضوع شيق جداً وربما خطر جداً، وهو موضوع اللدونة العصبية. وأعتقد أن العلماء في المستقبل قد يتمكنوا من تحديد مستقبلنا كبشر عندما يتمكنوا من فهم شامل للدونة العصبية.
بحسب فهمي المتواضع لهذا الأمر، فإن ما كان سائدا من قبل عن أن الدماغ لا ينمو بعد الفترة الحرجة، ليس سوى اعتقاد محل نظر. فقد ثبت أن الدماغ يملك مرونة عالية، وقد يزيد من حجمه (في مناطق محددة)، ليعالج نقصاً آخر.
لكن الطريف في الأمر، أن من ضمن ما يتناوله موضوع اللدونة، هو أن هرمون البروجيستيرون (هرمون الأنوثة) قد تحول لعلاج مشاكل بعض الإصابات الدماغية، فهو يزيد من اللدونة العصبية، بحيث ترتفع امكانية تأهيل التضرر العصبي.
دعوني أنقل لكم ما جاء في الويكيبيديا مباشرة: لأن صياغته العلمية أكثر دقة من فهمي المحدود:
(تتضمن إحدى أحدث التطبيقات للدونة العصبية العمل الذي أنجزه فريق من الأطباء والباحثين في جامعة إموري، وبشكل خاص الطبيب دونالد ستاين Dr. Donald Stein (الذي عمل بهذا المجال لثلاثة عقود من الزمن) [19] والطبيب ديفيد رايت Dr. David Wright. يمثل هذا العلاج الأول منذ 40 سنة والذي أدى لنتائج هامة في علاج أذيّات الدماغ الرضحية بينما أيضاً لا يجلب تأثيرات جانبية معلومة وكونه رخيص الثمن في التطبيق[20]. لاحظ الطبيب ستاين أن إناث الفئران تتعافى فيما يبدو من الأذيّات الدماغية بشكل أفضل من ذكور الفئران. ولاحظ أيضاً لدى الإناث في نقاط معيّنة من دورة الودق estrus cycle أن تلك الإناث تعافين بقدر أكبر. بعد كثير من البحث، عُزي هذا الاختلاف بسبب مستويات البروجستيرون. أدى المستوى الأعلى من البروجستيرون لأسرع شفاء للأذية الدماغية لدى تلك الفئران. قاموا بتطوير علاج يتضمّن مستويات زائدة من حقن البروجستيرون لإعطائها لمرضى الأذية الدماغية [21]. "خفّض إعطاء البروجستيرون بعد أذية الدماغ الرضحية traumatic brain injury (TBI) والسكتة الدماغية الوذمة والالتهاب وموت الخلية العصبونية، كما يحسّن الذاكرة المرجعية المكانية والشفاء الحركي الحسّي [22] . " في تجاربهم السريرية، كان لديهم مجموعة من المرضى والذين بعد ثلاثة أيام من حقن البروجستيرون حدث لديهم انخفاض بقدر 60% في معدل الوفاة[20]. وحدث المثل في حادث سير مروّع ترك المريض بنشاط دماغي هامشي؛ وتبعاً للأطباء، كان المريض بطريقه للموت الدماغي. وقرر والدي المريض أن يشركوا ابنهم في التجربة السريرية للطبيب ستاين وأعطي علاجاً من البروجستيرون لثلاثة أيام. بعد ثلاث سنوات من الحادث، حقق المريض شفاءً مثيراً دون اختلاطات دماغية وقدرة على العيش بصحة وعافية)..
مع ذلك ومن خلال تعاملاتي مع المرأة لم أجد أي كمال في عقلها، وربما كان ذلك هو الكمال بعينه، فنحن لا نعرف لا فحوى الكمال ولا نقصه إلا من خلال معاييرنا الشخصية الضيقة التي تعتمد على امزجتنا وتراكمات خبراتنا السابقة.
على أي حال، ماذا يمكننا أن نستنتج من هذا العلم الذي لم يتجاوز مائة وثلاثين سنة حتى الآن؟
يمكننا أن نستنتج الآتي:
- أن الدماغ قابل للتطور.
- أن الإنسان يمكن أن يتحكم في معرفته واستجاباته العصبية في المستقبل على نحو أكبر مما هو عليه الآن.
- أن الإنسان يستطيع -مستقبلاً- أن يؤثر في عملياته العصبية، وبالتالي حواسه، فيمكننا أن نرى بأنوفنا أو نسمع بألسنتنا، أو نتذوق بأصابعنا، وسنجد في الرابط: تجارب ناجحة تثبت هذا الأمر وإن كانت لا زالت في طورها البدائي.
- أن العلم سيقفز قفزات واسعة في المستقبل بحيث يدهشنا كثيراً، ويبدل مفاهيمنا التقليدية عن أنفسنا.
- أننا اليوم بدائيون جداً، وأشبه بالرجل الحجري، بالنسبة للرجل المعاصر.