هل تتحقق نبوءات ماركس بثورة امريكا؟
كل كتاب الرأسمالية المتسلقين من امثال فوكياما وهنتجتون، بشروا بنهاية التاريخ، وتوقفه هنا..في لحظة انتصار عظيمة للثقافة الرأسمالية.
لكن يبدو ان هذه البشريات لم تكن حقيقية بالكامل، فالنظام الأمريكي على وجه التحديد تحول لنظام قمعي، إذ يتم القمع ليس عبر الشرطة، ولكن عبر السيستم نفسه.. أي ان الجهاز بأكمله تتطور بحيث يفضي لوضع الشعب داخل خيار واحد، وهو العمل لكي يحيا. والديموقراطية الأمريكية نفسها بدأت تفقد بريقها الزائف. إذ أضحت موجهة ومسيطر عليها سيطرة شاملة، عبر وسائل الدعاية والإعلام. وهذه الوسائل تحت يد القوى الرأسمالية. (ادفع تصبح رئيساً) ، تماما كما تفعل الجميلات اللائي لا يملكن صوتاً ولكنهن يصبحن مطربات مشهورات، عبر تبادل المصالح. النظام الصحي الأمريكي ظل الدليل الأقوى على لا أخلاقية هذا السيستم، فبمجرد تولي ترامب الحكم ألغى قانون اوباما الصحي، وهو قانون وقفت ضده الشركات الكبرى بقوة. واعتبر تقهقراً إلى الاشتراكية. وكورونا أجهزت على باقي الدعاية الصحية الأمريكية، وانتصر نظام كوبا الصحي والصين وباقي الدول الاشتراكية، ثم اكتملت الحلقة بقصة فلويد، وهكذا اكتشف الشعب الأمريكي أنه داخل جهاز قمعي بواجهة ديموقراطية مزيفة..
لقد ترشح ضد ترامب سبعة آخرون وهم علماء ولكنهم تعرضوا للتهميش، ومن ضمنهم هيلاري التي لا تقل علما عنهم. وانتصرت القوى الرأسمالية. لقد كان خطأ الجميع (بمافيهم الحزب الديموقراطي) أنهم وقفوا ضد ترامب وهاجموه، ولكنهم بذلك كشفوا عورة الديموقراطية الأمريكية، إذ أن الشعب الأمريكي بدأ يشعر بوجود خدعة ما في هذا النظام. ولو قام الديموقراطيون بدعم ترامب أو على الأقل التخفيف من هجومهم، لظل الشعب الأمريكي سادراً في الجهل بواقعه. لكن إذا اختلف اللصان ظهر المسروق.
السيستم، هو النظام الأمريكي، النظام الذي يحيط نفسه بسياجات قوية عالية وفولاذية، وبالتالي لا يسمح بالتنفس إلا لمن هم داخله ومؤمنون به. وفي الآونة الأخيرة بدأت عمليات التمرد على النظام تتضح، وآخرهم الصحفي الذي تم طرده من إحدى الصحف لرسمه كاريكاتيراً يظهر فيه رئيس وزراء إسرائيل ككلب وقبله اسنودو وقبله بكثير تلك الحقبة المكارثية المظلمة، ثم ها نحن في حقبة جديدة، حقبة عودة التمييز العنصري بشكل مقرف جداً.
الواتس اب والفيس ووسائل التواصل الأمريكية، أفضت إلى فتح أعين الأمريكيين على حقيقة النظام في الوقت الذي حاولت فيه قنوات أخرى كال CNN و BBC تشتيت الانتباه عبر الحديث عن عودة الابادة في ميانمار. وعقب الثورة المصرية، كانت هناك تحركات ثورية في واشنطن، وحدثت انتفاضة وول سترييت، وبدأ الإعلام المستقل يعود لكتابات من تم تهميشهم مثل نعوم تشومسكي. وذاب قناع الزبدة عن وجه تمثال الحرية...
ربما لن يتغير الكثير بعد انتهاء الأزمة، لكن ستحاول القوى الرأسمالية التخفيف من قبضتها المادية، عن طريق الدفع بالقليل من القيم الأخلاقية داخل النظام. من سيفوز بعد ترامب سينادي بذلك، سينادي بتعزيز الدعم الاجتماعي.. كما حدث إبان الثورة العمالية التي أنهت عقود العمل المتعسفة ضد العمال تحت مبدأ العقد شريعة المتعاقدين.
الثورة الأمريكية اليوم هي ليست ثورة ضد العنصرية، بل ثورة ضد لا إكتراثية النظام، ضد لا أخلاقيته. لكنها ستنتهي هنا، لتكون قرصة أذن للقوى الرأسمالية.
أتوقع أن تشهد أمريكا تغييرات ضئيلة في القوانين المتصلبة، مع زيادة في الدعم الاجتماعي..مستقبلاً.
كل كتاب الرأسمالية المتسلقين من امثال فوكياما وهنتجتون، بشروا بنهاية التاريخ، وتوقفه هنا..في لحظة انتصار عظيمة للثقافة الرأسمالية.
لكن يبدو ان هذه البشريات لم تكن حقيقية بالكامل، فالنظام الأمريكي على وجه التحديد تحول لنظام قمعي، إذ يتم القمع ليس عبر الشرطة، ولكن عبر السيستم نفسه.. أي ان الجهاز بأكمله تتطور بحيث يفضي لوضع الشعب داخل خيار واحد، وهو العمل لكي يحيا. والديموقراطية الأمريكية نفسها بدأت تفقد بريقها الزائف. إذ أضحت موجهة ومسيطر عليها سيطرة شاملة، عبر وسائل الدعاية والإعلام. وهذه الوسائل تحت يد القوى الرأسمالية. (ادفع تصبح رئيساً) ، تماما كما تفعل الجميلات اللائي لا يملكن صوتاً ولكنهن يصبحن مطربات مشهورات، عبر تبادل المصالح. النظام الصحي الأمريكي ظل الدليل الأقوى على لا أخلاقية هذا السيستم، فبمجرد تولي ترامب الحكم ألغى قانون اوباما الصحي، وهو قانون وقفت ضده الشركات الكبرى بقوة. واعتبر تقهقراً إلى الاشتراكية. وكورونا أجهزت على باقي الدعاية الصحية الأمريكية، وانتصر نظام كوبا الصحي والصين وباقي الدول الاشتراكية، ثم اكتملت الحلقة بقصة فلويد، وهكذا اكتشف الشعب الأمريكي أنه داخل جهاز قمعي بواجهة ديموقراطية مزيفة..
لقد ترشح ضد ترامب سبعة آخرون وهم علماء ولكنهم تعرضوا للتهميش، ومن ضمنهم هيلاري التي لا تقل علما عنهم. وانتصرت القوى الرأسمالية. لقد كان خطأ الجميع (بمافيهم الحزب الديموقراطي) أنهم وقفوا ضد ترامب وهاجموه، ولكنهم بذلك كشفوا عورة الديموقراطية الأمريكية، إذ أن الشعب الأمريكي بدأ يشعر بوجود خدعة ما في هذا النظام. ولو قام الديموقراطيون بدعم ترامب أو على الأقل التخفيف من هجومهم، لظل الشعب الأمريكي سادراً في الجهل بواقعه. لكن إذا اختلف اللصان ظهر المسروق.
السيستم، هو النظام الأمريكي، النظام الذي يحيط نفسه بسياجات قوية عالية وفولاذية، وبالتالي لا يسمح بالتنفس إلا لمن هم داخله ومؤمنون به. وفي الآونة الأخيرة بدأت عمليات التمرد على النظام تتضح، وآخرهم الصحفي الذي تم طرده من إحدى الصحف لرسمه كاريكاتيراً يظهر فيه رئيس وزراء إسرائيل ككلب وقبله اسنودو وقبله بكثير تلك الحقبة المكارثية المظلمة، ثم ها نحن في حقبة جديدة، حقبة عودة التمييز العنصري بشكل مقرف جداً.
الواتس اب والفيس ووسائل التواصل الأمريكية، أفضت إلى فتح أعين الأمريكيين على حقيقة النظام في الوقت الذي حاولت فيه قنوات أخرى كال CNN و BBC تشتيت الانتباه عبر الحديث عن عودة الابادة في ميانمار. وعقب الثورة المصرية، كانت هناك تحركات ثورية في واشنطن، وحدثت انتفاضة وول سترييت، وبدأ الإعلام المستقل يعود لكتابات من تم تهميشهم مثل نعوم تشومسكي. وذاب قناع الزبدة عن وجه تمثال الحرية...
ربما لن يتغير الكثير بعد انتهاء الأزمة، لكن ستحاول القوى الرأسمالية التخفيف من قبضتها المادية، عن طريق الدفع بالقليل من القيم الأخلاقية داخل النظام. من سيفوز بعد ترامب سينادي بذلك، سينادي بتعزيز الدعم الاجتماعي.. كما حدث إبان الثورة العمالية التي أنهت عقود العمل المتعسفة ضد العمال تحت مبدأ العقد شريعة المتعاقدين.
الثورة الأمريكية اليوم هي ليست ثورة ضد العنصرية، بل ثورة ضد لا إكتراثية النظام، ضد لا أخلاقيته. لكنها ستنتهي هنا، لتكون قرصة أذن للقوى الرأسمالية.
أتوقع أن تشهد أمريكا تغييرات ضئيلة في القوانين المتصلبة، مع زيادة في الدعم الاجتماعي..مستقبلاً.