لما تقاعدت ، تكسرت الأطر الإجتماعية الذي كنت أسبح فيها سباحة السمكة في الماء ، لدرجة أن المجالين الثقافي والسياسي فقدا رونقهما وبهاءهما مخلفين سلة من الدروس الثمينة في فهم الناس وطبائعهم ، وأصبح من المألوف أن أقتطع من كل نهار نصف ساعة لأقرأ صحف اليوم .
ربما تكون اللذة المستقاة من هذا الوضع الفريد الإحساس بامتلاك " زمني الخاص " الذي لايجورعليه أحد ، هذا الزمن المتلألىء الذي أصرفه بين مشاغل البيت والقراءة والذهاب إلى البادية حيث الهدوء وصفاء الجو ، وما يخامر النفس من زهو بمتابعة التحول الطبيعي لمسار اليوم دون أن يقاسمك احد ذلك ، وكأنك المالك الحقيقي لهذا الفضاء الممتد إلى مالانهاية ، المغري بالقراءة حيث تصبح الحروف كائنات حية تسعى ، متجاوزة كونها صامتة ، مرسومة على ورق صقيل . إن الأولويات تترتب من تلقائها ، إذ ليس هناك ماهو إجباري ، فلست ملزما بأن تجاري الناس في ما يعتقدون أو يفكرون فيه ، لأن العائد مرغوب من ذلك ، إنك تفكر متحررا من نشدان وجاهة معطاة نظير انخراطك في إجماع ما ، فتفكيرك متدفق من نبع حريتك الشخصية ، من حيث تتحقق كينونتك ، بهذا المعنى فليس التقاعد فراغا بل لحظة فريدة لتذويت الوجود ، وتكثيف الإنصات والتأمل ، ولايهم أن تكتب إن كنت كاتبا أو لاتكتب ، الأهم أن تعيش زخارة الوجود دون أن تتبدد خصوصيتك في الحشود ، تفعل هذا الصنيع برضى كامل ، لأن الحياة لن تنتهي عندك بل تستمر في تمددها ودورانها اللاحب ، وأنت في زاوية منها في انتظار ، إلى أن تسقط في هوة سحيقة بعد الزمن البرزخي المهول ، المتناهي الصغر الذي يجسر بين الحياة والموت ، تذهب أنت ، وتبقى الحياة ، على أي شكل تبقى هذه الحياة ؟ ... قف ، هذا شغل الأحياء .
ربما تكون اللذة المستقاة من هذا الوضع الفريد الإحساس بامتلاك " زمني الخاص " الذي لايجورعليه أحد ، هذا الزمن المتلألىء الذي أصرفه بين مشاغل البيت والقراءة والذهاب إلى البادية حيث الهدوء وصفاء الجو ، وما يخامر النفس من زهو بمتابعة التحول الطبيعي لمسار اليوم دون أن يقاسمك احد ذلك ، وكأنك المالك الحقيقي لهذا الفضاء الممتد إلى مالانهاية ، المغري بالقراءة حيث تصبح الحروف كائنات حية تسعى ، متجاوزة كونها صامتة ، مرسومة على ورق صقيل . إن الأولويات تترتب من تلقائها ، إذ ليس هناك ماهو إجباري ، فلست ملزما بأن تجاري الناس في ما يعتقدون أو يفكرون فيه ، لأن العائد مرغوب من ذلك ، إنك تفكر متحررا من نشدان وجاهة معطاة نظير انخراطك في إجماع ما ، فتفكيرك متدفق من نبع حريتك الشخصية ، من حيث تتحقق كينونتك ، بهذا المعنى فليس التقاعد فراغا بل لحظة فريدة لتذويت الوجود ، وتكثيف الإنصات والتأمل ، ولايهم أن تكتب إن كنت كاتبا أو لاتكتب ، الأهم أن تعيش زخارة الوجود دون أن تتبدد خصوصيتك في الحشود ، تفعل هذا الصنيع برضى كامل ، لأن الحياة لن تنتهي عندك بل تستمر في تمددها ودورانها اللاحب ، وأنت في زاوية منها في انتظار ، إلى أن تسقط في هوة سحيقة بعد الزمن البرزخي المهول ، المتناهي الصغر الذي يجسر بين الحياة والموت ، تذهب أنت ، وتبقى الحياة ، على أي شكل تبقى هذه الحياة ؟ ... قف ، هذا شغل الأحياء .