خير جليس ألبرتو مانغويل - القراءة من أجل الحياة | ترجمة: جهاد الشبيني

يُنظم المرشدون السياحيون جولات في طرقات “عوليس” و”دون كيخوتي” المُرهقة؛ يُقال إن مبان متداعية تأوي بداخلها غرفة نوم “ديدمونة” في “البندقية” وغُرف “شهرزاد” في بغداد، تؤكد إحدى القرى الكولومبية أنها ماكوندو “أورليانو بوينديا” الحقيقية، وتفخر جزيرة “خوان فيرنانديز” بأنها استقبلت الإمبريالي الفريد “روبنسون كروزو” منذ عقود. على مدار سنوات، شُغِلت خدمة البريد البريطانية بمراسلات موجهة إلى “السيد المحترم. شِرلوك هولمز” على العنوان البريدي “221 ب – شارع بيكر”، بينما تلقى “تشارلز ديكنز” فيضًا لا ينتهي من الخطابات المملوءة بالغضب التي تلومه على موت “نيل ترينت” بطل “متجر الفضول القديم”. رغم أن علم الأحياء يُخبرنا بأننا ننحدر من مخلوقات لها لحم وعظام، فإننا نعرف جيدًا أننا أبناء وبنات أشباح مخلوقة من حبر وورق؛ عرَّفَهم “لويس دي جونجورا” بهذه الكلمات:

في مسرحه المبني على ستائر عالية،

يضع النومُ، مؤلف المشاهد الدرامية،

الثيابَ على أشباح متأنقة.

ورغم أن القُرَّاء حول العالم يُعبِّرون عن تقديرهم لأمثال “شكسبير” و”ثِربانتس”، فإن هؤلاء الأشخاص الذين خُلِّدوا في صورٍ وقورة ومُفعمة بالأمل كانوا أقل حسِّية من إبداعاتهم الخالدة. إنَّ “لير” و”ليدي ماكبث” و”دون كيخوتي” و”دولثينيا” حاضرون بصورة حسَّية حتى لكثير من أولئك الذين لم يقرأوا كتبهم من قبل؛ نحن مُلمّون بالمشاعر المتشابكة التي اِعترت الملكة “عليسة” و”دون خوان” أكثر من الدواخل العميقة لـ”فيرجيل” و”موليير”، ونستثني من ذلك: تلك الجوانب التي تم الكشف عنها في روايات “هرمان بروخ” و”ميخائيل بولغاكوف”. لطالما أدرك أغلب القُرَّاء أن أحلام الخيال تَلِد العالم الذي نُطلق عليه الواقع.

بفضل أحد معلمي المدرسة الثانوية غير التقليديين، قرأنا لـ”إدموند هوسرل” مقتطفات عن علم الظواهر الذي وجدناه مُدهشًا في أيام مراهقتنا المثالية. في الوقت الذي بدا فيه أن أغلب الراشدين مُصرّون على أن الأشياء الحسّية فقط هي ما تستحق العناية، كان من دواعي سرورنا ما بيَّنَه “هوسرل” من أن بوسعنا تشكيل روابط -ربما روابط عميقة- مع أشياء يتم اعتبارها غير موجودة. على حد علمنا لا يوجد لحوريات البحر ووحيد القرن تواجد حسّي مُثبت، على الرغم من أن كُتب الحيوانات الرامزة الصينية التي ظهرت في العصور الوسطى تُرجِع عدم رؤية وحيد القرن كثيرًا إلى طبيعتهم شديدة الخجل. ومع ذلك، بيَّن “هورسل” أن العقل البشري من الممكن أن يُوجَّه عمدًا نحو تلك الكائنات الخيالية ويخلق بيننا وبينهم ما وصفه بغير شاعرية “علاقة ثنائية عادية”؛ لقد كوَّنتُ علاقات وطيدة مشابهة مع مئات من أمثال تلك الكائنات.

بيد أن كل الشخصيات الأدبية لا تتحول إلى رفاق مُصطفين لكل القراء، ذلك أن أولئك الذين نحبهم بدرجة أكبر يبقوا معنا عبر السنين. من ناحيتي، لا أشعر بأن متاعب “رينزو” و”لوثيا” ــ في Mathilde de la Mole وJulien Sore ــ هي متاعبي، رغم أنها لا ريب موجعة للقلب، ذلك أنني أقرب إلى غضب الانتقام الذي يشعر به الكونت “مونتي كريستو” وإلى الحزن المُبرر الذي يعتري السيد “تيستي”. إن أقراني الأقرب آخرون؛ يساعدني “الرجل الذي كان الخميس” بشكل غامض على التعايش مع سخافات الحياة اليومية، ويُعلمني “بريام” أن أبكي على موت أصدقائي الأصغر، بينما يُعلمني “أخيل” أن أبكي على أحبائي الأكبر، وترشدني “ذات الرداء الأحمر” هي و”دانتي” المهاجر في الغابات المظلمة لطريق الحياة، ويتيح لي “ريكوتيه” المنفي، صديق “سانشو”، أن أفهم شيئًا عن مفهوم الأحكام المسبقة المُشين، وهناك كثيرون جدًّا غيرهم!

ربما تكون أحد عوامل الجذب في الكائنات الخيالية هي هويّاتهم المُتغيرة والمتعددة. بتجذرها في ماضيها الخاص، لا يمكن للشخصيات الخيالية أن تنحبس بين أغلفة كتبها، بغض النظر عن ضيق تلك المساحة أو اتساعها. لقد ولِدَ “هملت” راشدًا بالفعل، تحت أروقة “إلزينور” المسدودة، ومات شابًا في إحدى قاعات المآدب الموجودة في القلعة، وسط كومة من الجثث، بيد أن أجيالًا من القراء انتشلت طفولته الفرويدية ومسيرته السياسية من الظلام بعد وفاته في الرايخ الثالث (حيث أصبح الشخصية الأكثر تأدية على المسرح). لقد ازداد حجم “توم ثَمب”، وأصبحت “هيلين” عجوزًا هَرِمَة، وعمل “راستينياك” في صندوق النقد الدولي، وتم تعيين “كيم” في وزارة الشؤون الخارجية البريطانية، وهزل “بينوكيو” داخل معسكر التجمع الخاص بالأطفال في تكساس، وأُجبِرت أميرة “كليفز” على البحث عن عمل في “سكيد رو”. وعلى عكس قُرَّائهم الذين يشيخون ولا يستعيدون شبابهم مجددًا، فإن الشخصيات الخيالية هي في الوقت نفسه أولئك الذين كانوا عندما قرأناهم للمرة الأولى وأولئك الذين أصبحوا في قراءاتنا التالية. إن كل شخصية من الشخصيات الخيالية تشبه إله البحر “بروتيوس”، الذي منحه “بوسايدن” القدرة على تحويل نفسه إلى أي شكل في الكون. في إحدى مغامراته الأولى، يقول “دون كيخوتي” بعد أن حاول أحد المزارعين المجاورين إقناعه بأنه ليس واحدًا من الشخصيات الخيالية الموجودة في روايات الفروسية التي يحبها: “أنا أعرف من أنا، وأعرف أن بوسعي أن أكون كل هؤلاء الذين ذكرتهم، بل كل نبلاء فرنسا الاثني عشر وحتى النبلاء التسع، لأن إنجازاتي ستفوق إنجازاتهم جميعًا معًا، وليس إنجازات كل واحد منهم على حدة”، متقمصًا بذلك الهويات المتعددة لشخصيات كتبه.

المزيد من الاشتقاقات؛ إن كلمة التعاطف empathy، مثلها مثل الشفقة sympathy، مُشتقة من الأصل اليوناني pathos الذي يعني أن “تتحمل” أو “تجتاز”. إن كلمة empathes، التي تعني “يتأثر كثيرًا”، نادرًا ما تظهر في الكتابة اليونانية. حتى أن “أرسطو” يستخدم المصطلح مرة واحدة فقط في الجزء السادس من موضوعه “عن الأحلام”، في إشارة إلى الخوف الشديد الذي يتعرض له شخص جبان يحلم بأن أعداءه يقتربون. إن كلمة empathy حديثة نسبيًّا في اللغة الإنجليزية، إذ تم صياغتها في عام 1909 على يد عالم نفس بجامعة “كورنيل” يُدعى “إدوارد برادفور تيتشنر” كان قد طرح المصطلح كترجمة للكلمة الألمانية Einfühlung. ووفقًا لـ”تيتشنر”، فإن الدافع العاطفي لـ”الشعور بـ” شيء أو شخص هو إستراتيجية نتبعها، لنجد في الأمثلة الخارجية حلولًا لصراعاتنا العقلية، إذ يُبيّن “تيتشنر” أن التعاطف مع الآخرين يعالج النفس.

كان “هوسرل” ليقول بأنه لا توجد حاجة لأن يكون هؤلاء الآخرون من لحم ودم، وقد كانت تجربتي دومًا “هوسرلية”. يمكن للشخص أن ينبي السيرة الذاتية بعدة طرق مختلفة؛ الأماكن التي عاش فيها الفرد، الأحلام التي روادته ويتذكرها إلى الآن، وقائع مميزة، الحساب الزمني البحت. كنتُ دومًا أفكر في حياتي باعتبارها تقليب صفحات العديد من الكتب. إن قراءاتي التي تُشكل علم الخرائط الخيالي الخاص بي تُحدد كل تجربة من تجاربي الشخصية تقريبًا، ويمكنني أن أعزي معظم ما أظن أنني أعرفه عن الأشياء الأساسية إلى فقرة بعينها أو سطر بعينه.

إن تلك الصفحات التي قُرِئت بعيدًا منذ زمن طويل تحمل خبرات اليوم؛ في هذه الأوقات اليومية البائسة ومع موجات الهجرة القسرية، يتجسد اللاجئون الذين لا يزال لديهم أمل وطالبو اللجوء الذين تحطمت سفينتهم وجرفتهم الأمواج نحو الساحل الأوروبي، جميعًا، في شخصية “عوليس” الذي يحاول العثور على منزله. يصف أحد العاملين المهاجرين، كانت مقابلة قد أُجريت معه ضمن دراسة قام بها باحث في جامعة “جوادالاخارا” بالمكسيك عام 1992، تجربته في محاولة الوصول إلى المتحدة: “إن الشمال مثل البحر… عندما يسافر المرء بطريقة غير شرعية فإنه يُجر مثل ذيل الحيوان؛ مثل القمامة. لقد تخيلتُ الكيفية التي يجرفُ بها البحر القمامة نحو الشاطئ، وقلت لنفسي: ربما الأمر بالضبط مثل أن أكون في المحيط ويتم جرفي إلى الخارج مرة بعد مرة”. وهذه تجربة “عوليس”، بعد أن ترك “كاليبسو” في محاولة جديدة للوصول إلى “إيثاكا”، كما رواها “هوميروس”: “الآن، يبدو أنني سأنتهي نهاية مثيرة للشفقة على الأغلب”. بينما كان يتحدث، لطمه البحر بغضب شديد فتمايلت الطوافة مرة أخرى وأُلقي خارجها على مسافة بعيدة جدًّا. أفلت الدفة، وكانت قوة العاصفة شديدة جدًّا فحطمت السارية عند منتصف المسافة إلى أعلى، وسقط الشراع وعارضته في البحر. ظل “عوليس” تحت المياه لفترة طويلة وكان هذا أقصى ما استطاع أن يفعله من أجل أن يطفو على السطح من جديد، إذ أثقلته الملابس التي أعطاها له “كاليبسو” وجذبته إلى أسفل، بيد أنه في النهاية رفع رأسه فوق المياه وبصق الماء الملح الأجاج الذي كان يسيل متدفقًا على وجهه. بيد أنه وعلى الرغم من كل ذلك، لم يحد ببصره عن طوافته وسبح بأقصى سرعته تجاهها وأمسك بها وصعد إلى متنها مرة أخرى هربًا من الغرق. أخذ البحر الطوافة وألقى بعيدًا مثلما تأخذ رياح الخريف زغب الشوك وتجعله يدور ويدور على الطريق”. إن “عوليس” يتحدث إلينا بصوت أحد العاملين المهاجرين المُفعمين بالأمل المتواجدين في عصرنا الحالي.

تجربة العالم ـــ الحب، الموت، الصداقة، الفقد، الامتنان، الدهشة، الكرب، والخوف ـــ كل تلك الأشياء مع هويتي المتغيرة، لقد تعلمتُ من الشخصيات الخيالية التي التقيتُها من خلال قراءاتي أكثر بكثير مما تعلمته من انعكاس وجهي في المرآة أو في عيون الآخرين.

لقد قضيت جزءًا كبيرًا من طفولتي في التنقل من مكان إلى مكان، لأن والدي كان دبلوماسيًّا. لقد تغيرت كل غُرف النوم التي اضطجعتُ فيها، والكلمات التي قيلت خارج الباب، والمناظر من حولي. كانت الكتب هي الوحيدة التي بقيت على حالها. إنني أذكر الارتياح الشديد الذي غمرني عندما اندسستُ في فراش غريب مرة أخرى وفتحت كتبي على الصفحة المرجوة ووجدت فيها نفس القصة القديمة ونفس الصورة القديمة. لقد كان سكني موجودًا في كتبي، في الجانب المادي الذي أمسكه بيدي وفي الكلمات المطبوعة. أتذكر أنني شعرت بما يشبه وخزات من الحسد في “الريح في الصفصاف”، عندما عاد “مول” من العالم الخارجي إلى منزله الصغير، وسمح لعينيه بأن تتجول في أرجاء الغرفة القديمة ليرى كم كان بسيطًا وطبيعيًّا ويفهم كم كان يعني له كلُ هذا، لأنني كنتُ أعلم أن لديه مكانًا يعود إليه؛ “كان مكانًا ملكه كليًّا؛ تلك الأشياء التي كانت في قمة سعادتها لأن تراه مجددًا ويمكن الوثوق في أنها سترحب به دائمًا ذلك الترحيب البسيط نفسه”.

عندما وقعتُ في الحب الصادق للمرة الأولى، وحاولت أن أفهم مشاعر الذهول والرضا والانتصار المختلطة، مُتلمسًا الكلمات التي أعبر بها عن مشاعري، منحتني مجنون ليلى ـــ التي تعرفت إليها في نسخة مخصصة للأطفال صادرة باللغة الألمانية ـــ الكلمات التي كنتُ بحاجة إليها لوصف تلك التجربة الغريبة. وقد ترسخوا لاحقًا في كلمات “جولييت” لـ”روميو” وهي تحذرني من الخجل المصطنع قائلة: “أما إذا كنت تحسب إنك مستطع أن تستهويني بسرعة وتستميلني، فليس لك عندي غير الإعراض والرفض والإباء”.

في “بومه العمياء”، يقول “صادق هدايت”: “إن إصبع الموت يُشير إلينا عبر حياتنا”. إنني أشعر الآن، بفضل “بومه العمياء” وغيرها من القصص، بأنه سيكون لديَّ على أقل تقدير دليل جيب لذلك الحضور الذي يصوب إصبعه، عندما أصل إليه. بادئ ذي بدء، أعرف أنه سيكون فعلًا وليس اسمًا. عندما يذكر الراوي، في “الطريق الملكي” لـ”أندريه مالرو”، الموت لصديقه المتألم، يرد الرجل بغضب ساخط: “لا يوجد… موت.. أنا… أنا… فقط الموجود… من يموت…”. ويخبرني “إيفان إيليتش” تولستوي كيف يمكن أن يكون ذلك الشعور بالوصول إلى نهاية، فيقول: “إن ما حدث له يشبه ذلك الشعور الذي يختبره المرء أحيانًا داخل عربة قطار، عندما يظن أنه يعود إلى الوراء، بينما هو في الحقيقة يتقدم إلى الأمام، ليدرك فجأة الاتجاه الحقيقي”. أظن أنني أفهم تمامًا ما يقصده. ومع ذلك، إن كان خيار الموت يعود إليَّ، كنتُ لأختار أن يكون الفصل الأخير من حياتي هو نفسه الخاص بالكاتب “بِرجوتيه” في ملحمة “بروست”: “طول ليلة الحداد تلك، في النوافذ المضيئة، بقيت كتبه ـــ المرتبة ثلاثًا ثلاثًا ـــ في حراسته، تُصلي مثلا ملائكة منبسطة أجنحتها وقد بدت، له الذي لم يكن أكثر، رمزًا لبعثه”.

إن أصدقائي الخياليين لا يدعمونني ويرشدونني في الحب والموت وحسب، بل يقدمون لي كافة أشكال المساعدة من حين إلى آخر، في كتابتي. إن ما أصبح ركنًا إيمانيًّا لي، وأمرًا أصدق من الصدق، وشيئًا أكبر مع مرور الوقت، هي الكلمات التي قالها كبير الأساقفة إلى رسام الزينة في قاعة تدوين القرون الوسطى، في قصة “عين الله” لـ”كِبلنج”: “خارج رحمة الله، لا يوجد سوى دواء واحد لألم الروح، ألا وهو حرفة الإنسان، التعلم، أو فكرة أخرى مفيدة ينتجها عقله”. ومن أجل تحقيق هذه الأفكار المفيدة، يساعدني أصدقائي الخياليين.

لقد كان رفاق لعب جيلي، في الطفولة البعيدة، هم “بيبي ذات الجورب الطويل” و”بينوكيو” والقرصان “ساندوكان” والساحر “ماندريك”، أما رفاق لعب أطفال اليوم فهم ــ على سبيل الافتراض ـــ “هاري بوتر” و”حيث تكون الأشياء البرية” لـ”موريس سينداك”. إن جميع تلك الكائنات مخلصة دون شرط، إلى الدرجة التي تجعلهم غير منزعجين من ضعفنا وفشلنا. إنني الآن، في الوقت الذي لا تكاد تسمح لي فيه عظامي بالوصول إلى الرفوف الدنيا، لا يزال “ساندوكان” يدعوني إلى المواجهة، ويرغمني “ماندريك” على السعي إلى الانتقام من الحمقى، وتحثني “بيبي” من جديد، بصبر بالغ، على أن أتبع مشاعري وألَّا ألقي بالًا للأعراف، ويستمر “بينوكيو” في سؤالي عن السبب الذي يجعل الأمانة والطيبة كافيين لتحقيق السعادة، على الرغم مما أخبَرَتْه به الجنية الزرقاء. وأنا، مثلما كنتُ منذ زمن بعيد في الأيام السحيقة، لا أستطيع أن أجد الإجابة الصحيحة.



* الكلمة التي ألقاها ألبرتو مانغويل في مركز جابر الأحمد الثقافي، في أمسية “حديث الإثنين” التي أدارتها بثينة العيسى، بالتعاون مع مكتبة تكوين. 12 فبراير 2019.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...