الفوتوغرافيا عشق يسكن الروح والعقل، فتمنحه الحيوية والمتعة النابعة من التأقلم مع الطبيعة والجمال بكل أنواعه الملموس والمحسوس.. الظاهر والخفي… الباطني والخارجي، لأن الروح تتغذى والنفس كذلك تتغذى مع الجوارح، فما معنى أن تحمل آلة التصوير على كتفك وتشق الطرقات إلى مكان لتلتقط مجموعة من الصور، وفي الأخير لا ترضى إلا على صورة واحدة رغم الكم الهائل من الصور التي التقطت طوال تلك الخرجة الفوتوغرافية، فتشعر بنعشة لا مثيل لها، وأنت تتصفح تلك الصورة التي تحولت – بتجربتك الفوتوغرافية- إلى لوحة إبداعية تشد إليها المشاهد وتخلب عقله، وتقول ما لم يستطع أن يقوله اللسان في لحظة ما، حيت تخرس الألسنة والأقلام والريشات والنوتات الموسيقية، والحركات الموسيقية.
الصورة الفوتوغرافية في لحظة ما بقرصة أصبع تستطيع أن تؤرخ ما يحتاجه الكاتب أو المؤرخ أو أي فنان، في سنوات من العمل الجاد، والسهر الليالي من البحث والتنقيب والكتابة والتأليف… لأنها بكل بساطة ناطقة وترى بالعين العادية والعين المتفحصة.
الصورة الفوتوغرافية عملة بوجهين، وجه فني جمالي له مقوماته وأركانه وقواعده، ووجه تبليغي، يتلخص في كلمة واحدة ولا غيرها: الرسالة، نعم الرسالة، فدور الأنبياء والرسل هو تبليغ رسالة الله إلى العباد، ورسالة المؤرخ تأريخ الأحداث التي وقعت في زمن ما وفي مكان ما لتبليغها إلى الأجبال القادمة، لكي لا تنسى تلك الحقبة من الحياة البشرية لدولة ما أو لأمة ما. والكاتب توثيق الأحداث المعاشة بلغة شعرية أو سردية لتبليغا للآخرين، كما يبلغها الفنان الموسيقي عبر النوتات الموسيقية، أو المسرحي عبر عروض مسرحية، أو السينمائي عبر مشاهد سينمائية، كانت أفلاما أو مسلسلات، أو التشكيلي عبر الألوان… الخ. والكل يحتاج إلى وقت طويل لتبليغ تلك الرسالة وشرحها للآخرين كما يجب، أما الفنان الفوتوغرافي فيكفيه صورة واحدة أو لقطة / لوحة لتبليغ رسالة أو رسائل معينة بكل سهولة دون الحاجة إلى شروحات أو حوارات.
لقد تفاجأت حين وقفت أمام بعض الصور التي هي خزان هام من الرسائل للعين والروح، وهنا أستحضر صورة للفنان الفوتوغرافي الكويتي علي الزيدي الحائز على جائزتين في مسابقة جائزة سيينا الدولية للتصوير الفوتوغرافي من بين أكثر من 2500 متسابق من مئة بلد حول العالم، وقد فاز الزيدي بالجائزة “البرونزية” في فن التصوير وبجائزة “التحكيم” في محور تصوير حياة الناس الذي شهد أكبر منافسة من بين عشرة محاور.
هذه الصورة التي تبلغنا مجموعة من الرسائل المباشرة وهي بعنوان “رحمة أخت”:
الفقر المفقع الذي يضرب مناطق من العالم والحاجة الملحة لتوحيد المساعي
المحبة والتآخي رغم إكراهات الحياة
فقدان الأم وتكلف الأخت بأخيها
الطبيعة قاسية وصعبة حين ينعدم الماء تنعدم الحياة (الجفاف)
نظرة الطفل المجهولة التي تبلغنا أن الأمل مفقود، رغم أن الغيوم تمضي في اتجاه المجهول.
الانتماء للأرض / الأم، رغم الحرمان من حنان الأم.
ولست هنا لقراءة الصورة بقدر ما أعجبتني رسائلها العميقة الإنسانية بغض النظر عن جمالية الصورة الفنية والتقنية التي أجازتها سيينا الدولية للتصوير الفوتوغرافي. لما تحمل من رسائل قيمة وقيم إنسانية.
فالفوتوغرافيا عالم من الخيال ومن الجمال، ولا بد من ضبط كل الأدوات الفنية والتقنية لمنح العين لوحة فوتوغرافية منبعها الجمال، فتريح العين بمجرد مشاهدتها لأول مرة، وتنعش الروح بكل ما تحمل من رسائل واضحة أو مشفرة.
أكادير: 06 ماي 2020
atakafa.info
الصورة الفوتوغرافية في لحظة ما بقرصة أصبع تستطيع أن تؤرخ ما يحتاجه الكاتب أو المؤرخ أو أي فنان، في سنوات من العمل الجاد، والسهر الليالي من البحث والتنقيب والكتابة والتأليف… لأنها بكل بساطة ناطقة وترى بالعين العادية والعين المتفحصة.
الصورة الفوتوغرافية عملة بوجهين، وجه فني جمالي له مقوماته وأركانه وقواعده، ووجه تبليغي، يتلخص في كلمة واحدة ولا غيرها: الرسالة، نعم الرسالة، فدور الأنبياء والرسل هو تبليغ رسالة الله إلى العباد، ورسالة المؤرخ تأريخ الأحداث التي وقعت في زمن ما وفي مكان ما لتبليغها إلى الأجبال القادمة، لكي لا تنسى تلك الحقبة من الحياة البشرية لدولة ما أو لأمة ما. والكاتب توثيق الأحداث المعاشة بلغة شعرية أو سردية لتبليغا للآخرين، كما يبلغها الفنان الموسيقي عبر النوتات الموسيقية، أو المسرحي عبر عروض مسرحية، أو السينمائي عبر مشاهد سينمائية، كانت أفلاما أو مسلسلات، أو التشكيلي عبر الألوان… الخ. والكل يحتاج إلى وقت طويل لتبليغ تلك الرسالة وشرحها للآخرين كما يجب، أما الفنان الفوتوغرافي فيكفيه صورة واحدة أو لقطة / لوحة لتبليغ رسالة أو رسائل معينة بكل سهولة دون الحاجة إلى شروحات أو حوارات.
لقد تفاجأت حين وقفت أمام بعض الصور التي هي خزان هام من الرسائل للعين والروح، وهنا أستحضر صورة للفنان الفوتوغرافي الكويتي علي الزيدي الحائز على جائزتين في مسابقة جائزة سيينا الدولية للتصوير الفوتوغرافي من بين أكثر من 2500 متسابق من مئة بلد حول العالم، وقد فاز الزيدي بالجائزة “البرونزية” في فن التصوير وبجائزة “التحكيم” في محور تصوير حياة الناس الذي شهد أكبر منافسة من بين عشرة محاور.
هذه الصورة التي تبلغنا مجموعة من الرسائل المباشرة وهي بعنوان “رحمة أخت”:
الفقر المفقع الذي يضرب مناطق من العالم والحاجة الملحة لتوحيد المساعي
المحبة والتآخي رغم إكراهات الحياة
فقدان الأم وتكلف الأخت بأخيها
الطبيعة قاسية وصعبة حين ينعدم الماء تنعدم الحياة (الجفاف)
نظرة الطفل المجهولة التي تبلغنا أن الأمل مفقود، رغم أن الغيوم تمضي في اتجاه المجهول.
الانتماء للأرض / الأم، رغم الحرمان من حنان الأم.
ولست هنا لقراءة الصورة بقدر ما أعجبتني رسائلها العميقة الإنسانية بغض النظر عن جمالية الصورة الفنية والتقنية التي أجازتها سيينا الدولية للتصوير الفوتوغرافي. لما تحمل من رسائل قيمة وقيم إنسانية.
فالفوتوغرافيا عالم من الخيال ومن الجمال، ولا بد من ضبط كل الأدوات الفنية والتقنية لمنح العين لوحة فوتوغرافية منبعها الجمال، فتريح العين بمجرد مشاهدتها لأول مرة، وتنعش الروح بكل ما تحمل من رسائل واضحة أو مشفرة.
أكادير: 06 ماي 2020
رسالة الصورة الفوتوغرافية – الجزء الثاني / الحَسَــن الكَامَــح - الثقافة - أنفو
الفوتوغرافيا عشق يسكن الروح والعقل، فتمنحه الحيوية والمتعة النابعة من التأقلم مع الطبيعة والجمال بكل